(2)الوقفة الثانية مع حديث العرباض(2)
َقَالَ الْعِرْبَاضُ بن سارية رضي الله عنه صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ فَقَالَ :
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ).
هذا الحديث رواه الترمذي ، وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدارمي والبغوي وغيرهم
من الامور المهمة و اللافتة للنظر في هذا الحديث الشرسف والوصية والعهد النبوي الكريم لامته من بعده صلى الله عليه واله وسلم، حثه للامة على التمسك بسنته وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، وشدد على هذا التمسك بقوله عضوا عليها بالنواجذ وحذرهم من البدع وانها طريق الزيغ والضلال.
وسنة النبي معلومة ومروية محفوظة شملت اقواله وافعاله وتقريراته وحتى صفاته الخلقية والخُلقية صلى الله عليه واله وسلم، واما سنة الخلفاء الراشدين فبين لنا العلماء ما المقصود منها وقد اتضح لنا هذا الامر جليا في الحلقة السابقة، وملخص القول فيه هو نهجهم وسيرهم في مسيرة الحكم وحل قضايا و مشاكل الامة وما يطرأ للناس ويستجد في حياتهم. ومعلوم ان الخلفاء الراشدين كانوا رضوان الله عليهم لا يبتون في امر او يقطعون في راي استجد عليهم حتى يجمعوا له الصحابة واهل الراي والمشورة فيفتشون عن سنة نبيهم في الامر او ما يوافق هديه في المسالة،
ومن هنا جاءت حجية اجماع الصحابة رضوان الله عليهم كون اجماعهم كاشف عن دليل كما ولا يتصور امكانية حصول الاجماع الا في عهدهم.
.ومن الملفت للنظر انه صلى الله عليه واله وسلم سماهم ووصفهم بالمهديين والمهديين جمع مهدي والمهدي اسم مفعول من هدى يهدي فهو مهتد ومهدي، والهدى ضد الضلال وهو الرشاد وهداه الى الطريق دله عليه وهداه في المسالة اي وضحها له وفي الامر بينه له . ومن أَسماء الله تعالى سبحانه : الهادي ؛ قال ابن الأَثير : هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته ، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده . والمهدي هو كل من وفقه الله لصراطه المستقيم باتباع الكتاب والسنة وهداه الله الى الحق. والخلفاء الراشدين المهديين في الحديث الشريف هم ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم ، وهو وصف عام في كل من سار سيرتهم و اتبع مسيرتهم. وعليه يكون امر فكرة المهدوية اي صفة المهدي صفة مكتسبة اختيارية وليست امرا قدريا غيبيا جبريا ، فيستطيع كسبها وتحقيقها ونيلها كل من طلب الهداية والتوفيق من الله والتزم منهجه وهداه ، وتستطيع الامة ان تلده في كل زمن وىنتجه في كل حين فكما تكونوا تولون عليكم , نسال الله تعالى العزة للاسلام واهله وان يتولى امرنا الصالحون المصلحون المهديون الراشدون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
َقَالَ الْعِرْبَاضُ بن سارية رضي الله عنه صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ فَقَالَ :
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ).
هذا الحديث رواه الترمذي ، وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدارمي والبغوي وغيرهم
من الامور المهمة و اللافتة للنظر في هذا الحديث الشرسف والوصية والعهد النبوي الكريم لامته من بعده صلى الله عليه واله وسلم، حثه للامة على التمسك بسنته وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، وشدد على هذا التمسك بقوله عضوا عليها بالنواجذ وحذرهم من البدع وانها طريق الزيغ والضلال.
وسنة النبي معلومة ومروية محفوظة شملت اقواله وافعاله وتقريراته وحتى صفاته الخلقية والخُلقية صلى الله عليه واله وسلم، واما سنة الخلفاء الراشدين فبين لنا العلماء ما المقصود منها وقد اتضح لنا هذا الامر جليا في الحلقة السابقة، وملخص القول فيه هو نهجهم وسيرهم في مسيرة الحكم وحل قضايا و مشاكل الامة وما يطرأ للناس ويستجد في حياتهم. ومعلوم ان الخلفاء الراشدين كانوا رضوان الله عليهم لا يبتون في امر او يقطعون في راي استجد عليهم حتى يجمعوا له الصحابة واهل الراي والمشورة فيفتشون عن سنة نبيهم في الامر او ما يوافق هديه في المسالة،
ومن هنا جاءت حجية اجماع الصحابة رضوان الله عليهم كون اجماعهم كاشف عن دليل كما ولا يتصور امكانية حصول الاجماع الا في عهدهم.
.ومن الملفت للنظر انه صلى الله عليه واله وسلم سماهم ووصفهم بالمهديين والمهديين جمع مهدي والمهدي اسم مفعول من هدى يهدي فهو مهتد ومهدي، والهدى ضد الضلال وهو الرشاد وهداه الى الطريق دله عليه وهداه في المسالة اي وضحها له وفي الامر بينه له . ومن أَسماء الله تعالى سبحانه : الهادي ؛ قال ابن الأَثير : هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته ، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده . والمهدي هو كل من وفقه الله لصراطه المستقيم باتباع الكتاب والسنة وهداه الله الى الحق. والخلفاء الراشدين المهديين في الحديث الشريف هم ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم ، وهو وصف عام في كل من سار سيرتهم و اتبع مسيرتهم. وعليه يكون امر فكرة المهدوية اي صفة المهدي صفة مكتسبة اختيارية وليست امرا قدريا غيبيا جبريا ، فيستطيع كسبها وتحقيقها ونيلها كل من طلب الهداية والتوفيق من الله والتزم منهجه وهداه ، وتستطيع الامة ان تلده في كل زمن وىنتجه في كل حين فكما تكونوا تولون عليكم , نسال الله تعالى العزة للاسلام واهله وان يتولى امرنا الصالحون المصلحون المهديون الراشدون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.