يا عالـــــــــــــــي الهمَّــــة..
بقَدْر ما تَتَعنَّى ، تنالُ ما تتمنَّى
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله كريمٌ يحبُّ الكرم، ويحب معاليَ الأخلاق، ويكره سَفْسافَها))[اخرجه الحاكم في المستدرك وصححه]، وفي رواية: الهيثمي في مجمع الزوائد: ((إن الله عزَّ وجل كريم يحبُّ الكرماء، ويحب معاليَ الأمور، ويكره سَفْسافَها))
السَّفْسافُ: ضد المعالي والمكارم، وأصلُه: ما يطير من غبار الدقيق إذا نُخِل، والتراب إذا أثير، وهو الرديء من كلِّ شيء، والأمر الحقير، وسَفْساف الأخلاق رديئُها، وقد أَسف الرجل؛ أي: تتبع مداق الأمور، والمسفسف: اللَّئِيم الطبيعة، ومنه قيل للئيم العطية: مُسفْسِف، وكلُّ عمل دون الإحكام فهو سفساف ..[لسان العرب لابن منظور].وفي (تاج العروس): «الهِمّة، بالكسْرِ ويُفْتَحُ: ما هُمّ به مِن أَمْرٍ ليُفْعَلَ. يقالُ: إنَه لبَعِيدُ الهِمّة والهَمّة. وقالَ العكبري: الهمّة: اعْتِناءُ القَلْبِ بالشيء. وقالَ ابنُ الكَمالِ: الهمّة: قوّة راسخَة في النَفْس طالِبَة لمعَالي الأُمورِ هارِبَة مِن خَسائِسِها».
و يُروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قوله: «لا تصغرن همتكم، فإني لم أرَ أقعدَ عن المكرمات من صغر الهمم».
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «ذو الهمة وإن حط نفسه يأبى إلا علواً كالشعلة من النار يخفيها صاحبها وتأبَى إلا ارتفاعاً»، لذلك قالوا: مَنْ كَبُرَتْ هِمَتُهُ كَبُرَ اهْتِمَامُهُ، ومَنْ شَرُفَتْ هِمَتُهُ عَظُمَتْ قِيمَتُهُ.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه شعرا:
إِذا أَظمَأتْكَ أَكُفّ الرِجالِ -- كَفَتكَ القَناعَة شبعاً وَريّا
فَكُن رَجُلاً رِجلُهُ في الثَرى -- وَهامَة هِمّتِهِ في الثُرَيّا
القيادات في البشر امر طبيعي، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " تجدون الناس كإبل مائة ، لا يجد الرجل فيها راحلة " - والراحلة هي ما يرحل من الابل ويُهيأ لقيادة المسير في القوافل-، فلذلك لابد من التحري والبحث والتدقيق عنها لاكتشافها وابرازها، ان اردنا ان نورث القيادة للاجيال المتعاقبة، ولكن الامر الشاذ والغير طبيعي هو اطفاء نورها واخماد جذوتها وقتلها في مهدها أواخفاءها بعد ظهورها.فهنا تتوارد علامات الاستفهام والاستعجاب؟؟؟؟؟!!!!!
ورحم الله الطغرائي اذ يقول في لامية العجم الشهيرة :-
حبُّ السلامة يَثْني همّ صاحِبه -- عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتَخِذْ نَفَقاً -- في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِ فاعتزلِ
ودَعْ غمارَ العُلى للمقدمين على -- ركوبِها واقتنِعْ منهن بالبَلَلِ
يرضَى الذليل بخفضِ العيشِ يخفضُه -- والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ
فادرأْ بها في نحورِ البِيد جافلة -- معارضاتٍ مثاني اللُجمِ بالجُدَلِ
ودمتم بهمة عالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-05-04, 11:27 pm عدل 1 مرات