بزنس "رباني": أسّسَت "الأُخْت آغنيس"، واسمها الكامل "أغنيس غونسكا بوغاسكيو" (مقدونيا)، التي أصبحت "الأم تِرِيزا" (1910 – 1997)، في مدينة "كالكوتا" الهندية "جمعية أخوة المحبّة"، سنة 1963، للعناية (رسميا) بالأطفال المُشرّدِين، وبالعَجَزة، وهم كُثْرٌ في "كالكوتا"، وحصلت "الأم تِرِيزا" على عدّة جوائز تقديريّة، منها جائزة "رامون ماغسايساى" للسلام والتفاهم الدولي سنة 1962، وجائزة نوبل للسلام سنة 1979، وبعد وفاتها، رفع "البابا فرنسيس" الأم تِرِيزا، سنة 2016، إلى مرتبة القدّيسين، "تقديراً لمساعداتها الإنسانيّة وتضحياتها"، كما ورد في كلمته، أثناء الإحتفال، ولأنها شكّلت لعقُود طويلة "الوجه الإنساني (الزائف) للكنيسة الكاثوليكيّة"...
أصبحت مؤسسات الأم تريزا، قبل وفاتها، بمثابة شركة عابرة للقارات، تضُمُّ أكثر من 610 فرعًا، في عشرات الدّول، وتضم أكثر من أربعة آلاف عضو من المُبَشِّرِين المسيحيين الكاثوليكيين، في بلدان لم تكن الكاثوليكية منتشرة بها، وآلاف المُتطوعين المحليين والأجانب ( الكاثوليكيين)، وارتفع عدد المُبَشِّرِين المسيحيين الكاثوليك، حيثما حلّت "الأم تريزا"، في البلدان الأكثر فَقْرًا، ولدى الفئات الإجتماعية المُعْدَمَة، لبناء بعض المَسَاكن، وتقديم بعض الغذاء، وإقامة بعض المراكز الصِّحِّيّة، وجمعيات تهتم ببعض الأمراض الخطيرة، ودور الأيْتام، والمدارس، لكن الإعلام السّائد بالغ كثيرًا في تضخيم عدد الفُقراء الذين تمّت "العناية بهم"، فيما استغلّت الكنيسة الكاثوليكية الصورة الإيجابية التي رَوّجَها الإعلام السائد للراهبة "الأم تريزا"، ولمؤسساتها، لتحسين صورتها المشوّهة في العالم، فنسي الناس قضايا التحرّش والسرقة واستغلال السلطة من قبل العديد من رجال الدين...
تعتبر "الأم تريزا" إن دور المرأة يقتصر على إنجاب الأطفال، ولذلك فهي تُعارض بشدّة، أية أفكار لتحرُّرِ المرأة من قُيود المجتمع، وتُعارض عمل المرأة، خارج المزارع، كما تُعارض بشدّة استخدام وسائل منع الحمل، وتعتبره جريمةً، كما الإجهاض، وبذلك أَبّدت "الأم تريزا" استمرار الجهل والفقر في مدينة "كالكوتا"، التي عاشت فيها، وأظْهرت تقارير من الهند ومن الحبشة ومن دول أخرى، إن "مُتطوعي" جمعياتها لم يكونوا مُؤَهّلِين للعناية بالمرضى الفُقراء، ويضربون عرض الحائط بمعايير العناية الطبيّة والمعايير الصحيّة السليمة، فكانوا يستخدمون الحقن عدّة مرات، وبدون تعقيم، مما زاد من عدد المرضى بسبب العَدْوى، ومن عدد الوفيات، وكانت الراهبة تِرِيزا تُسافر إلى كاليفورنيا، لتتلقّى الرعاية الصحيّة الشخصيّة في أرقى عياداتها، وليس في عيادات مؤسستها...
ما هي مصادر تمويل مؤسسات الأم تريزا الخَيْرِيّة؟ تلقّت "القدِّيسة تِرِيزا" تمويلات من عائلة الدّكتاتور "دوفالييه" التي حكمت "هاييتي"، عبر نشر البطش والفساد، وتلقت أموالاً من "شارلز كيتنغ"، رئيس شركة لينكولن سايفنغز، وهو أحد أكبر المُحتالِين والنّصّابين في مجال الاستثمارات الماليّة، وشهدت الأم تريزا لفائدته أثناء محاكمته بتهم النصب والإحتيال والسّرقة، وكانت على علاقة جيدة بالعديد من مشاهير العالم، والتقطت معم صورًا عديدة، مقابل تبرعات، ليستخدم المشاهير هذه الصّور، لتحسين صورتهم كفاعلي خير، وكمحبين للفُقراء، وجمعت مؤسسات الأم تريزا أموالاً طائلة قَدّر البَعْضُ إنها تكفي للقضاء على الجهل وعلى الفقر الذي ادّعت محاربته، في المناطق التي حَلّتْ بها، مع مُبَشِّرِيها ومُتَطَوِّعِيها...
عن كتاب "وضعية المبشّر: الأم تريزا بين النظرية والتطبيق" تأليف "كريستوفر هيتشنز"
( The Missionary Position : Mother Teresa in Theory and Practice )
+ موقع "رصيف 22 " 02/06/2019
أصبحت مؤسسات الأم تريزا، قبل وفاتها، بمثابة شركة عابرة للقارات، تضُمُّ أكثر من 610 فرعًا، في عشرات الدّول، وتضم أكثر من أربعة آلاف عضو من المُبَشِّرِين المسيحيين الكاثوليكيين، في بلدان لم تكن الكاثوليكية منتشرة بها، وآلاف المُتطوعين المحليين والأجانب ( الكاثوليكيين)، وارتفع عدد المُبَشِّرِين المسيحيين الكاثوليك، حيثما حلّت "الأم تريزا"، في البلدان الأكثر فَقْرًا، ولدى الفئات الإجتماعية المُعْدَمَة، لبناء بعض المَسَاكن، وتقديم بعض الغذاء، وإقامة بعض المراكز الصِّحِّيّة، وجمعيات تهتم ببعض الأمراض الخطيرة، ودور الأيْتام، والمدارس، لكن الإعلام السّائد بالغ كثيرًا في تضخيم عدد الفُقراء الذين تمّت "العناية بهم"، فيما استغلّت الكنيسة الكاثوليكية الصورة الإيجابية التي رَوّجَها الإعلام السائد للراهبة "الأم تريزا"، ولمؤسساتها، لتحسين صورتها المشوّهة في العالم، فنسي الناس قضايا التحرّش والسرقة واستغلال السلطة من قبل العديد من رجال الدين...
تعتبر "الأم تريزا" إن دور المرأة يقتصر على إنجاب الأطفال، ولذلك فهي تُعارض بشدّة، أية أفكار لتحرُّرِ المرأة من قُيود المجتمع، وتُعارض عمل المرأة، خارج المزارع، كما تُعارض بشدّة استخدام وسائل منع الحمل، وتعتبره جريمةً، كما الإجهاض، وبذلك أَبّدت "الأم تريزا" استمرار الجهل والفقر في مدينة "كالكوتا"، التي عاشت فيها، وأظْهرت تقارير من الهند ومن الحبشة ومن دول أخرى، إن "مُتطوعي" جمعياتها لم يكونوا مُؤَهّلِين للعناية بالمرضى الفُقراء، ويضربون عرض الحائط بمعايير العناية الطبيّة والمعايير الصحيّة السليمة، فكانوا يستخدمون الحقن عدّة مرات، وبدون تعقيم، مما زاد من عدد المرضى بسبب العَدْوى، ومن عدد الوفيات، وكانت الراهبة تِرِيزا تُسافر إلى كاليفورنيا، لتتلقّى الرعاية الصحيّة الشخصيّة في أرقى عياداتها، وليس في عيادات مؤسستها...
ما هي مصادر تمويل مؤسسات الأم تريزا الخَيْرِيّة؟ تلقّت "القدِّيسة تِرِيزا" تمويلات من عائلة الدّكتاتور "دوفالييه" التي حكمت "هاييتي"، عبر نشر البطش والفساد، وتلقت أموالاً من "شارلز كيتنغ"، رئيس شركة لينكولن سايفنغز، وهو أحد أكبر المُحتالِين والنّصّابين في مجال الاستثمارات الماليّة، وشهدت الأم تريزا لفائدته أثناء محاكمته بتهم النصب والإحتيال والسّرقة، وكانت على علاقة جيدة بالعديد من مشاهير العالم، والتقطت معم صورًا عديدة، مقابل تبرعات، ليستخدم المشاهير هذه الصّور، لتحسين صورتهم كفاعلي خير، وكمحبين للفُقراء، وجمعت مؤسسات الأم تريزا أموالاً طائلة قَدّر البَعْضُ إنها تكفي للقضاء على الجهل وعلى الفقر الذي ادّعت محاربته، في المناطق التي حَلّتْ بها، مع مُبَشِّرِيها ومُتَطَوِّعِيها...
عن كتاب "وضعية المبشّر: الأم تريزا بين النظرية والتطبيق" تأليف "كريستوفر هيتشنز"
( The Missionary Position : Mother Teresa in Theory and Practice )
+ موقع "رصيف 22 " 02/06/2019