ميسون الكلبية وشوقها الى البادية
وبيتها الذي صار شاهدا من شواهد النحو
عمل معاوية بن ابي سفيان على توطيد علاقته ببني كلب ذوي العدد والعدة وتوج ذلك بمصاهرة شيخهم بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن زهير بن حارثة الكلبي و
كانت ابنته ميسونُ بنت بحدلٍ ذاتَ جَمالٍ باهر وحُسنٍ عامر، أُعجِبَ بها معاوية وتزوجها، وهَيأَ لها قَصراً مُشرفاً على الغوطَةِ بِدِمشق، زَيَّنَهُ بأنواعِ الزخارف ووضع فيه مِن أواني الذهب والفضة ما لا يُضاهيه، ونَقلَ إليه مِن الديباج الرومي المُلَّون والمواشي ما هو لائقٌ به. ثُمَّ أسكنها مع وصائفَ لها كأمثال الحور العين، فلَبِسَت يوماً أفخرَ ثيابِها وتزينت وتطيبت بما أُعِدَّ لها مِن الحُلي والجواهر الذي لا يوجَدُ مِثلُه، ثم جلست في روشنها وحولها الوصائف، فنظرت إلى الغوطة وأشجارها وسمعت تجاوب الطير في أوكارها، وشمت نسيم الأزهار، وروائح الرياحين والنوار فتذكرت نجداً وحنت إلى أترابها وأُناسِها، وتذكرت مسقط رأسها، فبكت وتنهدت، فقالت لها إحدى وصيفاتها ما يُبكيكِ وأنتِ في مُلكٍ يُضاهي مُلكَ بلقيس ؟! فقالت - مشتاقة إلى حياتها في البادية - :
لَبَيتٌ تَخفِقُ الأرياحُ فيه -- أَحَبُّ إليَّ مِن قَصرٍ مُنيفِ
للبسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عيني -- أَحَبُّ إليَّ مِن لبسِ الشُفوفِ
وأكلُ كُسَيرَةٍ مِن كَسرِ بيتي -- أحبُّ إلي مِن أكل الرغيفِ
و أصواتُ الرياحِ بِكُلِّ فَجٍّ -- أحبُّ إليّ مِن نَقرِ الدُّفوفِ
وكَلبٌ يَنبَحُ الطُّراقَ دوني -- أحبُّ إليَّ مِن قِطٍ أليفِ
وخَرقٌ مِن بني عمي نَحيفٌ -- أحبُّ إليَّ مِن عِلجٍ عَلوفِ
خُشونَةُ عِيشَتي في البدو اشهى -- إلى نفسي مِن العيشِ الظريف
فلما دخل معاوية، عَرَّفَتهُ الوصيفةُ بما قالت، وقيل إنه سمعها وهي تنشد ذلك، فقال : ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني عِلجاً علوفاً؟ هي طالق! مُروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها ثُمَّ سَيَّرها إلى أهلِها بنجد، وكانت حاملاً بيزيد فولدته بالبادية وأرضعته سنتين، ثُمَّ أخذهُ معاوية منها بعد ذلك.
الدميري - كتاب حياة الحيوان الكبرى - بتصرف يسير
والبيت الثاني يعتبر من الشواهد في اللغة والنحو واستشهد به ابن هشام في شذور الذهب حيث اورده الشاهد رقم 156:
للبس عباءة وتقر عيني
أحب إلي من لبس الشفوف
وهو من كﻻم ميسون بنت بحدل وهو من شواهد نصب المضارع جوازا بعد الواو العاطفة، وهو من البحر الوافر
للبس:الﻻم ﻻم اﻻبتداء-لبس:مبتدأ مرفوع وعﻻمة رفعه الضمة الظاهرة -وهو مضاف
عباءة:مضاف إليه مجرور وعﻻمة جره الكسرة الظاهرة
و:حرف عطف
تقر:فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف وعﻻمة نصبه الفتحة الظاهرة
**المصدر المؤول من أن المضمرة والفعل المضارع معطوف على (لبس)والتقدير :للبس عباءة وقرة عيني
**جملة الفعل المضارع صلة موصول حرفي ﻻمحل لها
عيني:فاعل مرفوع وعﻻمة رفعه الضمة المقدرة على ماقبل ياء المتكلم - وياء المتكلم ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه
أحب:خبر المبتدأ مرفوع وعﻻمة رفعه الضمة الظاهرة
إلي:إلى:حرف جر- وياء المتكلم ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر- والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل(أحب)
من:حرف جر
لبس:اسم مجرور بحرف الجر وعﻻمة جره الكسرة الظاهرة - والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل(أحب) - وهو مضاف
الشفوف:مضاف إليه مجرور وعﻻمة جره الكسرة الظاهرة
*** الشاهد في قوله(وتقر عيني)حيث نصب المضارع بأن مضمرة جوارا بعد واو عاطفة على اسم خالص من التقدير بالفعل وهو قولها (لبس)
يعني أنه يجوز لك أن تقول :وأن تقر عيني
واقر الله عيونكم بنوال ما تحبون وادراك ما تتمنون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبيتها الذي صار شاهدا من شواهد النحو
عمل معاوية بن ابي سفيان على توطيد علاقته ببني كلب ذوي العدد والعدة وتوج ذلك بمصاهرة شيخهم بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن زهير بن حارثة الكلبي و
كانت ابنته ميسونُ بنت بحدلٍ ذاتَ جَمالٍ باهر وحُسنٍ عامر، أُعجِبَ بها معاوية وتزوجها، وهَيأَ لها قَصراً مُشرفاً على الغوطَةِ بِدِمشق، زَيَّنَهُ بأنواعِ الزخارف ووضع فيه مِن أواني الذهب والفضة ما لا يُضاهيه، ونَقلَ إليه مِن الديباج الرومي المُلَّون والمواشي ما هو لائقٌ به. ثُمَّ أسكنها مع وصائفَ لها كأمثال الحور العين، فلَبِسَت يوماً أفخرَ ثيابِها وتزينت وتطيبت بما أُعِدَّ لها مِن الحُلي والجواهر الذي لا يوجَدُ مِثلُه، ثم جلست في روشنها وحولها الوصائف، فنظرت إلى الغوطة وأشجارها وسمعت تجاوب الطير في أوكارها، وشمت نسيم الأزهار، وروائح الرياحين والنوار فتذكرت نجداً وحنت إلى أترابها وأُناسِها، وتذكرت مسقط رأسها، فبكت وتنهدت، فقالت لها إحدى وصيفاتها ما يُبكيكِ وأنتِ في مُلكٍ يُضاهي مُلكَ بلقيس ؟! فقالت - مشتاقة إلى حياتها في البادية - :
لَبَيتٌ تَخفِقُ الأرياحُ فيه -- أَحَبُّ إليَّ مِن قَصرٍ مُنيفِ
للبسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عيني -- أَحَبُّ إليَّ مِن لبسِ الشُفوفِ
وأكلُ كُسَيرَةٍ مِن كَسرِ بيتي -- أحبُّ إلي مِن أكل الرغيفِ
و أصواتُ الرياحِ بِكُلِّ فَجٍّ -- أحبُّ إليّ مِن نَقرِ الدُّفوفِ
وكَلبٌ يَنبَحُ الطُّراقَ دوني -- أحبُّ إليَّ مِن قِطٍ أليفِ
وخَرقٌ مِن بني عمي نَحيفٌ -- أحبُّ إليَّ مِن عِلجٍ عَلوفِ
خُشونَةُ عِيشَتي في البدو اشهى -- إلى نفسي مِن العيشِ الظريف
فلما دخل معاوية، عَرَّفَتهُ الوصيفةُ بما قالت، وقيل إنه سمعها وهي تنشد ذلك، فقال : ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني عِلجاً علوفاً؟ هي طالق! مُروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها ثُمَّ سَيَّرها إلى أهلِها بنجد، وكانت حاملاً بيزيد فولدته بالبادية وأرضعته سنتين، ثُمَّ أخذهُ معاوية منها بعد ذلك.
الدميري - كتاب حياة الحيوان الكبرى - بتصرف يسير
والبيت الثاني يعتبر من الشواهد في اللغة والنحو واستشهد به ابن هشام في شذور الذهب حيث اورده الشاهد رقم 156:
للبس عباءة وتقر عيني
أحب إلي من لبس الشفوف
وهو من كﻻم ميسون بنت بحدل وهو من شواهد نصب المضارع جوازا بعد الواو العاطفة، وهو من البحر الوافر
للبس:الﻻم ﻻم اﻻبتداء-لبس:مبتدأ مرفوع وعﻻمة رفعه الضمة الظاهرة -وهو مضاف
عباءة:مضاف إليه مجرور وعﻻمة جره الكسرة الظاهرة
و:حرف عطف
تقر:فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف وعﻻمة نصبه الفتحة الظاهرة
**المصدر المؤول من أن المضمرة والفعل المضارع معطوف على (لبس)والتقدير :للبس عباءة وقرة عيني
**جملة الفعل المضارع صلة موصول حرفي ﻻمحل لها
عيني:فاعل مرفوع وعﻻمة رفعه الضمة المقدرة على ماقبل ياء المتكلم - وياء المتكلم ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه
أحب:خبر المبتدأ مرفوع وعﻻمة رفعه الضمة الظاهرة
إلي:إلى:حرف جر- وياء المتكلم ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر- والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل(أحب)
من:حرف جر
لبس:اسم مجرور بحرف الجر وعﻻمة جره الكسرة الظاهرة - والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل(أحب) - وهو مضاف
الشفوف:مضاف إليه مجرور وعﻻمة جره الكسرة الظاهرة
*** الشاهد في قوله(وتقر عيني)حيث نصب المضارع بأن مضمرة جوارا بعد واو عاطفة على اسم خالص من التقدير بالفعل وهو قولها (لبس)
يعني أنه يجوز لك أن تقول :وأن تقر عيني
واقر الله عيونكم بنوال ما تحبون وادراك ما تتمنون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.