وقفة مع (بسم الله الرحمن الرحيم)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
وبها نبدأ:-- البسملة ذكر مستحب في افتتاح الاعمال والاقوال المشروعة كلها، ولا بد من الاطلاع على معانيها وفهمها فهما دقيقا، ونعيها وعيا مستنيرا انلر الله قلوبنا و قلوبكم بذكره وحسن طاعته .
الباء حرف جر افاد الاستعانة والتبرك ، فكأنك تقو ل : استعين بالله واتبارك بذكر اسمه ، وهنا نلاحظ اننا قلنا باسم الله ، وهذا فيه معنى لطيف تنبه اليه ، واربطه باول نزول للقران واول خطاب منه : (اقرأ باسم ربك...) ، اي استعن بمن لا ولن تدرك من ذاته الا اسمه وصفاته ، ولن تستطيع ان تحيط مداركك بذاته (...قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني....) الاعراف 143. فلذلك تدرك وجوب وجوده من اثاره في الوجود ، ولزمك التعامل فقط مع اسمائه الدالة على صفاته، لمسمى واجب الوجود الذي يستند الوجود في وجوده لوجوب وجوده ، ولولا مشيئته لما وجد موجود في الوجود. ولا يستند هو في وجوده الى وجود. فهو القيوم الذي قام الوجود به ، فتنبه هداك الله لهذا المعنى اللطيف.
ومن المعاني للبسملة : انك تتحدث برسالة من فوضك بالاذن لك لنقل حديثه، رسالة منه لمن كلفك ان تخاطب او توصل اليه ، وهنا لطيفة اخرى وهي ان ناقل الخطاب لايكون امينا على ماحمل، الا اذا اوصله الى من كلف بايصاله لهم على الوجه الذي اراده المرسل ووفق مراده. فينطق في خطابه باسمه وفي حدود خطابه .
وانني لاعجب لاقوام واقلام يفتتحون احاديثهم وخطاباتهم وكتاباتهم ببسم الله ، ووالله ما هي باسمه، لانها تحمل في ثناياها الكفر والضلال والخروج عن منهجه سبحانه . فقطعا ليست باسمه. لان الذي باسمه فقط ما انزله على نبيه وارسله به نورا ، وذكرى للعالمين , وما كان منبثقا منه او مبنيا عليه .فتجد من يمتدح الدعوات الوثنية الشركية في الولاء والانتماء لقوميات ومذهبيات فرقت الامة ، ومزقتها شر ممزق، وجعلوها اوثانا لنا تقدس من دون الله تعالى ،فتفرقت الامة الواحدة المتاخية شيعا واحزابا وطوائف شتى، وتعددت ولاءاتها وانتماءاتها لاصنام موهومة نحتها اعداؤها تحت مسميات وعناوين شتى ، اليس هذا من الشرك المفرق عن الاخاء والالتقاء بين البشر على امر رب البشر الواحد جل وعلى؟!
فتجد على سبيل المثال من يمتدح القومية العنصرية البغيضة المنتنة او الوطنية الصنمية، مبتدءا بالبسملة ليقول زورا وبهتانا على الله الذي خلق البشر جميعا لعبادته وخصهم بعنايته ، ووجه لهم خطابه ليوحد جنس بني الانسان من نسل ادم على طاعته وعبادته ليكونوا عباد الله اخوانا، وجعل مقياس التفاضل بينهم التقوى وليس الالوان ، ولا الاحساب ولا الاماكن ولا الانساب ، ليصهر العالمين في بوتقة الاسلام بالانتساب اليه ، باتباع منهجه قال تعالى (انما المؤمنون اخوة...)10الحجرات .وقال صلى الله عليه وسلم (..وكونوا عبادالله اخوانا).وقال تعالى (هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا...)الحج78.
ثم الا يستحي من يبدأ خطابه او كتابه باسم الله ثم يشرع بطرح ومدح وتزيين افكار الكفر ومناهج اهل الضلال ، ويدعو للعلمانية او للديمقراطية ولحكم الشعب للشعب ، والله تعالى يكذبه ويقول (ان الحكم الا لله) ويقول سبحانه (واحكم بينهم بما اراك الله) فاين هو من النطق باسم الله؟! وهو في الواقع معاد لمنهج الله ملغيا لحكمه؟!
فالتسمية اذا تبرك واستعانة بالله تعالى للتوفيق للالتزام بمنهجه وهديه في كل امر تقوله او تفعله ، فان قلتها لتنجز ببركتها عملا فانظر لما تريد ان تعمل امباح لك ام لا. وان قلتها لتبتديء بها قولا اوحديثا فانظر اتقول حقا يرضى منه الرب ام زورا وباطلا يرضي اعدائه ويغضبه.
وبسم الله الرحمن الرحيم اي ابدا مستعينا بالخالق المدبر لامور ووجود من خلق من الكائنات، بما يضمن صلاح استمرارية وجودها بالسنن والنواميس اللازمة لاستمرارية وجودها ، وبالشرائع التي يصلح بها وتستقيم احوال البشر وحياتهم ، وهو الرحمن بمن خلق رحمته شملتهم بعنايته ، وبارساله رسله بمنهج الهداية لما يستقيم به فكرهم وسلوكهم وعيشهم.
حيث ان لفظ الجلالة الله علم دال على الخالق الموجد من العدم ، المدبر لوجود من خلق والمدبر لاستمرار مخلوقاته في الوجود ، ومن مقضيلت التدبير سعة الرحمة واتصاف الخالق المدبر بها .
وهو الرحيم بالمؤمنين الذين حملوا منهج هدايته ، والتزموه فكرا وعملا وقولا وسلوكا (وهدى ورحمة للمؤمنين)وكأنها تقول لك وتذكرك بان كل افعال الله رحمة للعالمين عامة ومآلها للمؤمنين خاصة . فلذلك اقترنت البسملة بالرحمة ، انك تبدأ عملك بالبسملة لتستعين به تعالى وتتبارك باسمه المبارك ، فلا يكون مبارك عمل تقوم به وهو من غضب الله تعالى ، ومخالفة شرعه ، وكذلك تبدأ قولك بالبسملة فانظر ما تقول احق ام باطل اهدى ام ضلال؟!
جعلنا الله واياكم من اهل خاصة رحمته ولنا بمشيئته لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(بسم الله الرحمن الرحيم)
وبها نبدأ:-- البسملة ذكر مستحب في افتتاح الاعمال والاقوال المشروعة كلها، ولا بد من الاطلاع على معانيها وفهمها فهما دقيقا، ونعيها وعيا مستنيرا انلر الله قلوبنا و قلوبكم بذكره وحسن طاعته .
الباء حرف جر افاد الاستعانة والتبرك ، فكأنك تقو ل : استعين بالله واتبارك بذكر اسمه ، وهنا نلاحظ اننا قلنا باسم الله ، وهذا فيه معنى لطيف تنبه اليه ، واربطه باول نزول للقران واول خطاب منه : (اقرأ باسم ربك...) ، اي استعن بمن لا ولن تدرك من ذاته الا اسمه وصفاته ، ولن تستطيع ان تحيط مداركك بذاته (...قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني....) الاعراف 143. فلذلك تدرك وجوب وجوده من اثاره في الوجود ، ولزمك التعامل فقط مع اسمائه الدالة على صفاته، لمسمى واجب الوجود الذي يستند الوجود في وجوده لوجوب وجوده ، ولولا مشيئته لما وجد موجود في الوجود. ولا يستند هو في وجوده الى وجود. فهو القيوم الذي قام الوجود به ، فتنبه هداك الله لهذا المعنى اللطيف.
ومن المعاني للبسملة : انك تتحدث برسالة من فوضك بالاذن لك لنقل حديثه، رسالة منه لمن كلفك ان تخاطب او توصل اليه ، وهنا لطيفة اخرى وهي ان ناقل الخطاب لايكون امينا على ماحمل، الا اذا اوصله الى من كلف بايصاله لهم على الوجه الذي اراده المرسل ووفق مراده. فينطق في خطابه باسمه وفي حدود خطابه .
وانني لاعجب لاقوام واقلام يفتتحون احاديثهم وخطاباتهم وكتاباتهم ببسم الله ، ووالله ما هي باسمه، لانها تحمل في ثناياها الكفر والضلال والخروج عن منهجه سبحانه . فقطعا ليست باسمه. لان الذي باسمه فقط ما انزله على نبيه وارسله به نورا ، وذكرى للعالمين , وما كان منبثقا منه او مبنيا عليه .فتجد من يمتدح الدعوات الوثنية الشركية في الولاء والانتماء لقوميات ومذهبيات فرقت الامة ، ومزقتها شر ممزق، وجعلوها اوثانا لنا تقدس من دون الله تعالى ،فتفرقت الامة الواحدة المتاخية شيعا واحزابا وطوائف شتى، وتعددت ولاءاتها وانتماءاتها لاصنام موهومة نحتها اعداؤها تحت مسميات وعناوين شتى ، اليس هذا من الشرك المفرق عن الاخاء والالتقاء بين البشر على امر رب البشر الواحد جل وعلى؟!
فتجد على سبيل المثال من يمتدح القومية العنصرية البغيضة المنتنة او الوطنية الصنمية، مبتدءا بالبسملة ليقول زورا وبهتانا على الله الذي خلق البشر جميعا لعبادته وخصهم بعنايته ، ووجه لهم خطابه ليوحد جنس بني الانسان من نسل ادم على طاعته وعبادته ليكونوا عباد الله اخوانا، وجعل مقياس التفاضل بينهم التقوى وليس الالوان ، ولا الاحساب ولا الاماكن ولا الانساب ، ليصهر العالمين في بوتقة الاسلام بالانتساب اليه ، باتباع منهجه قال تعالى (انما المؤمنون اخوة...)10الحجرات .وقال صلى الله عليه وسلم (..وكونوا عبادالله اخوانا).وقال تعالى (هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا...)الحج78.
ثم الا يستحي من يبدأ خطابه او كتابه باسم الله ثم يشرع بطرح ومدح وتزيين افكار الكفر ومناهج اهل الضلال ، ويدعو للعلمانية او للديمقراطية ولحكم الشعب للشعب ، والله تعالى يكذبه ويقول (ان الحكم الا لله) ويقول سبحانه (واحكم بينهم بما اراك الله) فاين هو من النطق باسم الله؟! وهو في الواقع معاد لمنهج الله ملغيا لحكمه؟!
فالتسمية اذا تبرك واستعانة بالله تعالى للتوفيق للالتزام بمنهجه وهديه في كل امر تقوله او تفعله ، فان قلتها لتنجز ببركتها عملا فانظر لما تريد ان تعمل امباح لك ام لا. وان قلتها لتبتديء بها قولا اوحديثا فانظر اتقول حقا يرضى منه الرب ام زورا وباطلا يرضي اعدائه ويغضبه.
وبسم الله الرحمن الرحيم اي ابدا مستعينا بالخالق المدبر لامور ووجود من خلق من الكائنات، بما يضمن صلاح استمرارية وجودها بالسنن والنواميس اللازمة لاستمرارية وجودها ، وبالشرائع التي يصلح بها وتستقيم احوال البشر وحياتهم ، وهو الرحمن بمن خلق رحمته شملتهم بعنايته ، وبارساله رسله بمنهج الهداية لما يستقيم به فكرهم وسلوكهم وعيشهم.
حيث ان لفظ الجلالة الله علم دال على الخالق الموجد من العدم ، المدبر لوجود من خلق والمدبر لاستمرار مخلوقاته في الوجود ، ومن مقضيلت التدبير سعة الرحمة واتصاف الخالق المدبر بها .
وهو الرحيم بالمؤمنين الذين حملوا منهج هدايته ، والتزموه فكرا وعملا وقولا وسلوكا (وهدى ورحمة للمؤمنين)وكأنها تقول لك وتذكرك بان كل افعال الله رحمة للعالمين عامة ومآلها للمؤمنين خاصة . فلذلك اقترنت البسملة بالرحمة ، انك تبدأ عملك بالبسملة لتستعين به تعالى وتتبارك باسمه المبارك ، فلا يكون مبارك عمل تقوم به وهو من غضب الله تعالى ، ومخالفة شرعه ، وكذلك تبدأ قولك بالبسملة فانظر ما تقول احق ام باطل اهدى ام ضلال؟!
جعلنا الله واياكم من اهل خاصة رحمته ولنا بمشيئته لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.