بسم الله الرحمن الرحيم
الدين والحياة
حين تسمع او تتلو قول ربك عز وجل : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ))(الأنعام:162 - 163). هل يبق بعد ذلك حجة لمفتر يدعي اختصاص الدين بالمساجد او عزله عن انشطة الحياة المتنوعة؟؟
ان اعظم العبادات التي شرعها الاسلام وجعلها قوام هذا الدين، ويحاسب الانسان عليها دنيا واخرى، هي تنظيم صلة العبد بالناس ابتغاء مرضاة الله ، ووضع اطر هذه العلاقة وفق اطر تشريعية كلية وتفصيلية لبناء مجتمع الايمان والتوحيد والاخوة
والمسؤولية الانسانية المحكومة لشريعة الرب الواحد للبشرية جمعاء، فلذلك جائت النصوص التالية ضابطة وموجهة للسلوك البشري نحو البشر، ومنشئة احسن الصلات وارقى المعاملات :- (( وقولوا للناس حسناً ))، (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ))، (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ))، (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ))، (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ))، ومن احاديث النبي الرحمة المهداة للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )، ( خير الناس أنفعهم للناس )، ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )، ( الراحمون يرحمهم الرحمن )، ( الدين المعاملة )، ( الدين النصيحة )، ( لا دين لمن لا أمانة له، ولا إيمان لمن لا عهد له )، ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة )، ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )، ( والله لا يؤمن: قيل من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه )، ( والله لا يؤمن: قيل من يا رسول الله؟ قال: من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ).
نعم اخي المسلم ونعم ايها الانسان ..هذا هو الاسلام العظيم الذي يرتقي بالبشرية والانسانية، ليجعل الانسان راقيا في تعامله وسلوكه وفق منظومته التشريعية والتكليفية الراقية، و لتجعل الانسان ذا اثر وتاثير ايجابي في هذا الوجود. وانظر معي في هذه النصوص التشريعية والقواعد الكلية السلوكية التي تجعلك مسؤلا ليس فقط عن نفسك وبني جنسك فحسب، بل عن الوجود والبيئة والخلق، لانك مخلوق اساسا لتحقيق العبودية المطلقة لربك بالقيام بمهمة الاستخلاف في الارض : ألم يقل القرآن للمسلم موجهاً: (( وفي الأرض آيات للموقنين )) (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور )) (( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ))(يونس:101)، وألم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( التمسوا الرزق في خبايا الأرض )،ان رحمة الله بالبشر في هذا الدين جعلت تشريعاته المتسمة بصبغة الرحمة والتراحم تتجاوز حدود البشر، لتشمل كل محيط البشر وما يتعامل معه البشر من كل كائن حي، فشملت العجماوات من الحيوانات والدواب المسخرة لخدمة الانسان والمذللة لتحقيق راحته ورفاهيته، ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اتقوا الله في هذه العجماوات )، وألم يقل ( هم المؤمن دابته )، وألم يقل ( إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته )، ألم يقل: ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )، وألم يقل: ( وفي كل كبد رطب صدقة ) .والم ينه صلى الله عليه وسلم عن القاء السم بارض العدو-اي ما يعرف بالحرب الكيماوية او البيولوجية المدمرة للحياة والبيئة؟!
فكيف يقال بعد هذا كله إن الإسلام مجرد صلة بين العبد وربه، ثم لا شئ وراء ذلك بغية تقزيم الإسلام، وتحريف كلمه عن مواضعه، ومن ثم إزاحته عن ساحة الحياة ليتحول إلى دين سلبي كهنوتي مقصور على طائفة من الأدعية والأوراد والطقوس الدينية، ليسلبوه من وراء ذلك أهم صفة لهذا الدين، وهي أن يكون زماماً وقائداً وإماماً يقود البشرية إلى الخير، ويهديها إلى السعادة، ويعصمها من الضلال والشقاوة.
اللهم مكن لدينك الذي ارتضيت واعزنا به ياعزيز والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدين والحياة
حين تسمع او تتلو قول ربك عز وجل : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ))(الأنعام:162 - 163). هل يبق بعد ذلك حجة لمفتر يدعي اختصاص الدين بالمساجد او عزله عن انشطة الحياة المتنوعة؟؟
ان اعظم العبادات التي شرعها الاسلام وجعلها قوام هذا الدين، ويحاسب الانسان عليها دنيا واخرى، هي تنظيم صلة العبد بالناس ابتغاء مرضاة الله ، ووضع اطر هذه العلاقة وفق اطر تشريعية كلية وتفصيلية لبناء مجتمع الايمان والتوحيد والاخوة
والمسؤولية الانسانية المحكومة لشريعة الرب الواحد للبشرية جمعاء، فلذلك جائت النصوص التالية ضابطة وموجهة للسلوك البشري نحو البشر، ومنشئة احسن الصلات وارقى المعاملات :- (( وقولوا للناس حسناً ))، (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ))، (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ))، (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ))، (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ))، ومن احاديث النبي الرحمة المهداة للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )، ( خير الناس أنفعهم للناس )، ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )، ( الراحمون يرحمهم الرحمن )، ( الدين المعاملة )، ( الدين النصيحة )، ( لا دين لمن لا أمانة له، ولا إيمان لمن لا عهد له )، ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة )، ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )، ( والله لا يؤمن: قيل من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه )، ( والله لا يؤمن: قيل من يا رسول الله؟ قال: من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ).
نعم اخي المسلم ونعم ايها الانسان ..هذا هو الاسلام العظيم الذي يرتقي بالبشرية والانسانية، ليجعل الانسان راقيا في تعامله وسلوكه وفق منظومته التشريعية والتكليفية الراقية، و لتجعل الانسان ذا اثر وتاثير ايجابي في هذا الوجود. وانظر معي في هذه النصوص التشريعية والقواعد الكلية السلوكية التي تجعلك مسؤلا ليس فقط عن نفسك وبني جنسك فحسب، بل عن الوجود والبيئة والخلق، لانك مخلوق اساسا لتحقيق العبودية المطلقة لربك بالقيام بمهمة الاستخلاف في الارض : ألم يقل القرآن للمسلم موجهاً: (( وفي الأرض آيات للموقنين )) (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور )) (( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ))(يونس:101)، وألم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( التمسوا الرزق في خبايا الأرض )،ان رحمة الله بالبشر في هذا الدين جعلت تشريعاته المتسمة بصبغة الرحمة والتراحم تتجاوز حدود البشر، لتشمل كل محيط البشر وما يتعامل معه البشر من كل كائن حي، فشملت العجماوات من الحيوانات والدواب المسخرة لخدمة الانسان والمذللة لتحقيق راحته ورفاهيته، ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اتقوا الله في هذه العجماوات )، وألم يقل ( هم المؤمن دابته )، وألم يقل ( إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته )، ألم يقل: ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )، وألم يقل: ( وفي كل كبد رطب صدقة ) .والم ينه صلى الله عليه وسلم عن القاء السم بارض العدو-اي ما يعرف بالحرب الكيماوية او البيولوجية المدمرة للحياة والبيئة؟!
فكيف يقال بعد هذا كله إن الإسلام مجرد صلة بين العبد وربه، ثم لا شئ وراء ذلك بغية تقزيم الإسلام، وتحريف كلمه عن مواضعه، ومن ثم إزاحته عن ساحة الحياة ليتحول إلى دين سلبي كهنوتي مقصور على طائفة من الأدعية والأوراد والطقوس الدينية، ليسلبوه من وراء ذلك أهم صفة لهذا الدين، وهي أن يكون زماماً وقائداً وإماماً يقود البشرية إلى الخير، ويهديها إلى السعادة، ويعصمها من الضلال والشقاوة.
اللهم مكن لدينك الذي ارتضيت واعزنا به ياعزيز والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.