متشاكلات : الروح والحياة
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29 الحجر)
فنلاحظ ان سر الحياة لمن خلقه الله من الحمأ المسنون هو النفخة فيه من روحه التي بعثته كائنا حيا وهي التي قال عنها سبحانه في سورة الاسراءوَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85 الاسراء). وهي هنا سر الحياة للكائنات الحية، والروح على ما يعرف في اللغة هو مبدأ الحياة الذي به يقوى الحيوان على الإحساس و الحركة الإرادية و لفظه يذكر و يؤنث، و ربما يتجوز به فيطلق على الأمور التي يظهر بها آثار حسنة مطلوبة، كما يعد العلم حياة للنفوس قال تعالى: «أ و من كان ميتا فأحييناه»: الأنعام: 122 أي بالهداية إلى الإيمان و على هذا المعنى حمل جماعة مثل قوله: «ينزل الملائكة بالروح من أمره»: النحل: 2 أي بالوحي و قوله: «و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا»: الشورى: 52 أي القرآن الذي هو وحي فذكروا أنه تعالى سمى الوحي أو القرآن روحا لأن به حياة النفوس الميتة كما أن الروح المعروف به حياة الأجساد الميتة.. كما وتاتي كلمة الروح في اي القران الكريم ويقصد بها جبريل عليه السلام كما يظهر من قوله: «ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده» الآية فقد قال تعالى: «من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله»: البقرة: 97 فنسب تنزيل القرآن على قلبه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جبريل ثم قال: «نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين»: الشعراء: 195 و قال: «قل نزله روح القدس من ربك»: النحل: 102 فوضع الروح و هو غير الملائكة بوجه مكان جبريل و هو من الملائكة فجبريل ينزل بالروح و الروح يحمل هذا القرآن المقروء المتلو ليكون بذاته روحا.. لتحيا به البشرية التي اوغلت في تيه الوهم والخيال والخرافة والخديعة المادية، التي ابعدتها عن منهج الله تعالى، وحرفت البشرية عن مقصد خلقها، وحالت دون ان تحقق عبوديتها الخالصة لله وحده لا شريك له.. فلذلك قال مناديا لكم :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25 الانفال). فدعوته هي دعوة الله الخالدة وهي الروح المحيي لمن اماتته هبوطات وسفولات البشر يوم استعبد واله بعضهم بعضا في ملكوت الحي الذي لا يموت. وهي وحدها الباعث لهم من سقطتهم والمرتقي والناهض بهم من كبوتهم. جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29 الحجر)
فنلاحظ ان سر الحياة لمن خلقه الله من الحمأ المسنون هو النفخة فيه من روحه التي بعثته كائنا حيا وهي التي قال عنها سبحانه في سورة الاسراءوَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85 الاسراء). وهي هنا سر الحياة للكائنات الحية، والروح على ما يعرف في اللغة هو مبدأ الحياة الذي به يقوى الحيوان على الإحساس و الحركة الإرادية و لفظه يذكر و يؤنث، و ربما يتجوز به فيطلق على الأمور التي يظهر بها آثار حسنة مطلوبة، كما يعد العلم حياة للنفوس قال تعالى: «أ و من كان ميتا فأحييناه»: الأنعام: 122 أي بالهداية إلى الإيمان و على هذا المعنى حمل جماعة مثل قوله: «ينزل الملائكة بالروح من أمره»: النحل: 2 أي بالوحي و قوله: «و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا»: الشورى: 52 أي القرآن الذي هو وحي فذكروا أنه تعالى سمى الوحي أو القرآن روحا لأن به حياة النفوس الميتة كما أن الروح المعروف به حياة الأجساد الميتة.. كما وتاتي كلمة الروح في اي القران الكريم ويقصد بها جبريل عليه السلام كما يظهر من قوله: «ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده» الآية فقد قال تعالى: «من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله»: البقرة: 97 فنسب تنزيل القرآن على قلبه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جبريل ثم قال: «نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين»: الشعراء: 195 و قال: «قل نزله روح القدس من ربك»: النحل: 102 فوضع الروح و هو غير الملائكة بوجه مكان جبريل و هو من الملائكة فجبريل ينزل بالروح و الروح يحمل هذا القرآن المقروء المتلو ليكون بذاته روحا.. لتحيا به البشرية التي اوغلت في تيه الوهم والخيال والخرافة والخديعة المادية، التي ابعدتها عن منهج الله تعالى، وحرفت البشرية عن مقصد خلقها، وحالت دون ان تحقق عبوديتها الخالصة لله وحده لا شريك له.. فلذلك قال مناديا لكم :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25 الانفال). فدعوته هي دعوة الله الخالدة وهي الروح المحيي لمن اماتته هبوطات وسفولات البشر يوم استعبد واله بعضهم بعضا في ملكوت الحي الذي لا يموت. وهي وحدها الباعث لهم من سقطتهم والمرتقي والناهض بهم من كبوتهم. جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.