فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 562 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 562 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
معتصم - 12434
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 
العرين - 1193
فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_rcapفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_voting_barفلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

فلسفة كورونا من منظورٍ سوري - مضر رياض الدبس

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

فلسفة كورونا من منظورٍ سوري
مضر رياض الدبس
العربي الجديد
الخميس 26/3/2020
يطرح تحدّي فيروس كورونا سؤالًا أخلاقيًا أكبر من أن نقوم بترحيله، لأنه سؤالٌ قَلقٌ و"زَنّان". وربما يُشكِّل التفكير في هذا السؤال الأخلاقي حَلًا لملء الفراغ الناتج عن البقاء في المنازل، الذي يشكو منه كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام. وخصوصًا أن التفكير في الأسئلة الأخلاقية، يحتاج إلى العزلة أحيانًا، بقدر ما يحتاج إلى الاجتماع؛ فالعزلة ضروريةٌ لفهم قيمة هذا الاجتماع من جهة، وضرورية للعقل ليبدع إجاباتٍ رصينة وصحيحة على التساؤلات الكبرى من جهةٍ أخرى. ولكي نبدأ بتحديد هذا السؤال، نضع له المدخل الآتي:
يتيح كورونا لنا أن نشهد أزمةً كونية فاقعة، تشبه ظاهرة اقتراب كوكبٍ كبيرٍ من الأرض، فإن لم يصطدم بها (وهذا الأكثر واقعية)، فإنه يبقى ظاهرةً لا تتكرر كثيرًا، وربما يعيش المرء حياةً كاملة، ولا يشهد مثلها. وتبدو لحظات كورونا مع البشرية مُغريةً في خصوصيتها، بما هي لحظات مكثَّفة أخلاقيًا، يبرز فيها دور الفرد في حماية الجميع، ودور الجزء في الكل. وكأن الحياة الإنسانية في مأزقٍ أكبر من مأزق حياة الفرد الإنسان، فتستجديه في مشهدٍ كان يبدو غيرَ مألوفٍ، إلا على سبيل اللهو المُفرط في السوريالية، أو في الإبداع في تَخيُّل أشكالٍ للموت في سيناريوهات ومشاهد، تكون غايتها زيادة الإثارة والتسلية: كالموت في فيلم سينمائي، أو رواية، أو حكاية ترويها الجدات. في العادة، ما أن ينتهي الفلم، أو حكاية الجدّة، حتى ندرك أنها ليست أكثر من حكايات، ولا شيء مُخيفاً فيها، أو مُحزناً، لأنها تنتمي إلى عالم الخيال. أي أننا ندرك أنَّنا كُنَّا فوق الواقع، وأننا نَتسلَى، وأن من مات، ومن قَتلهُ، وكل شيء لا يتعدّى الخيال؛ فنهدأ ويخجل الأدرينالين من الجسد بعد أن يصدمه العقلُ بلا جدوى إفرازه، فيبدأ في الانحسار، ويتلاشى تأثيره، وينتج عن وجوده المتبوع بانحساره على هذا النحو، قيمةً جماليَّةً مُعينة، وشعورًا بالاستمتاع.
ربما يكون في هذا المدخل أيضًا شيءٌ من الدراما، فالفيروس أضعف من أن يتحمّل كل هذا
"لن تتوازن الإنسانية أيضاً ما لم توسع حربها ضد كورونا، وبالشراسة نفسها، لتشمل الأمراض الخطيرة"التهويل في الحقيقة. ولكن ربما هو التعبير عن احترام الأموات الذي يتخذ، في أحد معانيه، أشكالًا سورياليةً، كما يتخذ أشكالَ دفنٍ مختلفة. ويصبح هذا التعبير بهذا الشكل الدرامي مبرّرًا أكثر عندما يقترن بحقيقة أننا، نحن السوريين، لم نكن في السنوات التسع الأخيرة قادرين على دفن أمواتنا في أحيانٍ كثيرة. ولذلك لدينا تجربة مع نوعٍ آخر من الأدرينالين الذي لم يجد مبررًا يجعله يخجل من أجسادنا، ومن أجساد من يشاهد مآسينا في فيلمٍ مرشحٍ لجائزة الأوسكار يصور عذاباتنا، لأن آلامنا وحكاياتنا كانت واقعية، ظلت قادرةً على تزويد الأدرينالين بمسببات البقاء، وانجبل فيها الواقع باللامعقول، بعد أن صبغها بالتراجيديات التي لم نتصوّر أنها قابلة لتكون واقعًا: مثل فغر بطون الحوامل، وحرق الإنسان حيًا، ونبش القبور، وإلى ما هنالك من أشكالٍ للموت في قائمةٍ تصبح كلَّ يومٍ أطول.
كما يحدث في أي فيلمٍ خيالي، يمكن للمُشاهد أن يرى موت الأطفال، وصراخ الثكالى، واليتامى، والرعب، وصوت النحيب المجبول بالغضب، في فيلم "إلى سما" للمخرجة السورية وعد الخطيب (مثلًا)، والذي صوّرت لقطاته في حلب في أثناء الحصار والقصف. ولكن الخاص هنا هو أن المُشاهد، ما أن يقول انتهت الحكاية، ويستعد لممارسة عادته في الاستمتاع بجرعة أدرينالين لم تجد مبرّرها الواقعي، حتى يصطدم بالحقيقة المُرّة التي تقول له: هذا الموتُ حقيقة، بل هذا القتل حقيقة. بالاستناد إلى هذه الحقيقة بالتحديد، نضع السؤال الأخلاقي الذي يستنفر العقل أمام الكثير من التفاعل، والقليل النسبي من الموت، الذي يسببه كورونا. فمن يعرف الموت عن قرب يتعاطف مع أي مصابٍ بالفيروس، ومع عائلته، وأصدقائه، ومحبيه، ويدعم من كل قلبه كل مجهودٍ لاحتوائه مهما كان؛ ويبذل ما في وسعه لوقف انتشار الفيروس، ويتمنى تطوير علاج ولقاح لمساعدة البشرية؛ ولكنه أيضًا، وبالحماس نفسه، يتعجب عندما يعقد المقارنة بين تفاعل الإنسانية مع قتل الإنسان الإنسان من جهة، وتفاعلها مع قتل الطبيعة له من جهة أخرى.
هكذا نبدأ بتقليب الموضوع، وبإثارة التساؤلات في المساحة التي تبدو اليوم أكثر وضوحًا، وأقل حجمًا، والتي تقع بين كرامة الحياة الإنسانية والكرامة الإنسانية، فهذه المساحة المجرّدة تتعين اليوم في المنطقة الواضحة التي تقع بين سباقي اللُقاح والسلاح، اللذين يشكِّلان اليوم مادتين متساويتي الأهمية، في نشرةِ أخبارٍ واحدة. ويبدو أن هذا التمييز بين كرامة الحياة الإنسانية المحفوظة في هبَّة العالم لحرب كورونا والكرامة الإنسانية المهدورة في سورية، ينعكس في فينومنولوجيا العلاقة المُحمَّلة بالعواطف والمشاعر التي تخالجنا إزاء الموت في النوازل. وعلى صعيدٍ ذاتي جدًا، يجعلني هذا التمييز اليوم على أتم الاستعداد لمراجعة قناعتي بصحة الحدود الصارمة التي تم وضعها بين الذاتي والموضوعي: فأمام مشهدين مختلفين لشكل الموت (الأول في سورية بفعل النظام وروسيا وإيران ومليشياتها، والثاني في العالم كله بفعل كورونا)، يبدو لنا أن العِلم الموضوعي لم يعد كافيًا لبناء الحقيقة، من دون بناء الحدس الإنساني المُشترك، وهذا الأخير مفهومٌ أخلاقي ذاتي مستقل.
وللمرء اليوم، وفي هذا الوضع المأزوم، أن يتساءل حول التوجهات الأخلاقية الكونية القابعة خلف
"الأخلاق لا تضمن لأي جماعة إنسانية حرية أن تكون لها حياتها الخاصة بها، إلا إذا كان تطبيق الضوابط الكونية لا يحد من مشاريع الحياة الخاصة لأي جماعة أخرى"هذا المشهد العالمي. ويكتسب هذا التساؤل مشروعيته من الحقيقة التي يبرهن عليها كورونا كلّ يوم، وتفيدنا بأن الأخلاق لا تضمن لأي جماعة إنسانية حرية أن تكون لها حياتها الخاصة بها، إلا إذا كان تطبيق الضوابط الكونية لا يحد من مشاريع الحياة الخاصة لأي جماعة أخرى، بل حتى لأي فردٍ آخر. يعني ذلك أن الحرية، وفق معيارٍ أخلاقي كوني، لن تتحقق، وستظل مهدّدة بعدوى مُميتة، ما لم يتحقق مشروع كل شعوب العالم في الحرية والعيش الكريم، وما لم يتحقق مشروع السوريين، وحقهم في الحياة والحرية والكرامة. وهذه ليست مبالغة، هذا درسٌ يفيد بأن توازن الإنسانية واستقرارها مرهونان بتوسيع الحرب على كورونا، لتشمل الظلم، وثقافة القبول به لمصلحة محلية ضيقة، في أي بقعة من العالم، وعلى الأساس الأخلاقي ذاته، فلا يمكن للقيم الكونية أن تظل تجريدًا، بل عليها أن تراعي مواقف حياة الجميع، ومشروعاتهم، وتطلعاتهم الفكرية، وهذا ما يتم بموجبه قياس مفهوم الأخلاق. ومفهوم الأخلاق هو الذي يجعل الفردنة والكونية متقاطعتين، وعند غيابه يصبح الكون المسكون بالناس "كونًا لا يُحتمل"، بتعبيرات الفيلسوف الألماني يورغون هابرماس الذي حدّد سابقًا الأخلاق تحديدًا جميلًا ومهمًا، فيقول إن "الأخلاق هي المسائل التي تهتم بواقعة العيش معًا في معايير قويمة"، فوضَعَ للأخلاق مكانتها في شكل حياة تكون اللغة بنيتها، بحيث تشكل البشرية جماعةَ تذاوتٍ غيرَ مُكرهةٍ عليه.
وأخيرًا، لن تتوازن الإنسانية أيضًا ما لم توسع حربها ضد كورونا، وبالشراسة نفسها، لتشمل الأمراض الخطيرة التي تقتل الناس بكثرة أيضًا، ولكنها لا تتمتع بالشهرة نفسها، لأنها غير مُعدية، كالسرطان؛ ولتشمل أيضًا أمراض الفقراء التي ما زالت تتفشّى بينهم من دون أن تستثمر شركات الأدوية في تطوير علاجٍ لها نظرًا إلى عدم قدرة الفقراء، وعدم قدرة حكوماتهم (أو عدم رغبتها) على دفع تكاليف هذه العلاجات، مثل أمراض الملاريا، والإيدز، والسل، والتهاب الكبد الوبائي، التي ما زالت منتشرة في مناطق كثيرة في أفريقيا وفي وسط آسيا.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى