عقليات....ومنطلقات
عقلية الشهواني عقلية بهيمبة تسخر صاحبها لخدمة الشهوة وتحقيق اللذة، وفي سبيل الحصول عليها يسلك كل الطرق وارخصها واسرعها تلبية للذته، فيكون سطحي التفكير اناني المسير. فلا ينضبط في سلوكه بقيم ولا مفاهيم فهو يتصرف كالبهيم،.وهؤلاء من قال فيهم ربنا تعالى -( اؤلائك كالانعام بل هم اضل سبيلا)-.الاعراف-179.وقال تعالى في موضع اخر (ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا )الفرقان 44.
عقلية صاحب المصلحة والنفعية عقلية انانية، تنظر من خلال النفع والكسب لصاحبها وما يحقق له من الافعال نفعا ويعود عليه بالكسب والربح، وهي عقلية انانية تولد البخل والشح و النفاق، وتولد في نفس صاحبها الاستغلال الذي يقود للظلم والاستبداد وكذا قبوله لو حقق نفعا. وتولد الجبن والخوف من كل ما يمنع من وصول صاحبها لتحقيق المنافع . فلذلك تجد اصحاب هذه العقليات مرضى نفوس لا ثبات لهم، يحرمون ما لا تصل اليه ايديهم ويحلون ما تطاله ايديهم....فهؤلاء عقليتهم مبنية على الظن و الخرص والتخمين لما يتوهمون ان فيه مصالح لهم ..قال الله تعالى ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) سورة النجم. فمناط الذم في هذه الآية هو قصر اتباعهم على ما تهواه أنفسهم . والمراد بما تهوى الأنفس : ما لا باعث عليه إلا الميل الشهواني. وقال الله تعالى ( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) في سورة الأنعام . اي يخمنون ويتوهمون.
ولاحظ معي ان ان الله تعالى يعيب عليهم اتباع الظن في الاعتقاد والنظر البعيد عن مقياس الوحي الهادي، والانضباط الفكري به، باتباعهم هوى انفسهم بدافع وباعث المصالح، او بدافع الالف، ويقرر التعجب من حالهم هذا من خلال جملة الحال(وقد جاءهم من ربهم الهدى) أي : يستمرون على اتباع الظن والهوى في حال أن الله أرسل إليهم رسولا بالهدى . يهديهم للمعتقد الحق الذي به تبنى العقلية والايمان بناءا صحيحا ويكون هو منظار الانسان للافعال والسلوك، فيرتقي عن الهبوط في مستنقع شهوات النفس واوحال نزوات الهوى، فلا يكون كالانعام او اضل منها سبيلا، فكرامة الانسان بارتقائه بعقله وسلوكه عن دوافع الشهوة الحيوانية، وهبوط فكره وعقله يجعله عبدا ذليلا لما تهوى الانفس وما تتطلبه الشهوات. (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" [محمد:2]. ويطلق البَال على الفكر، كما يطلق البَال على القلب، أي العقل وما يخطر للمرء من التفكير وهو أكثر إطلاقه ولعله حقيقة فيه.
وحقيقة لفظ البال أنها بمعنى الفكر، والموضع الذي فيه نظر الإنسان وهو القلب، فإذا صلح ذلك فقد صلحت حاله، فكان اللفظ مشيرا إلى صلاح عقيدتهم...وأورد الطاهر ابن عاشور رحمه الله في تفسير قوله تعالى : "وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" [محمد:2]: "إصلاح البال يجمع إصلاح الأمور كلها لأن تصرفات الإنسان تأتي على حسب رأيه، فالتوحيد أصل صلاح بال المؤمن، ومنه تنبعث القوى المقاومة للأخطاء والأوهام التي تلبس بها أهل الشرك، وحكاها عنهم القرآن في مواضع كثيرة، والمعنى: أقام أنظارهم وعقولهم فلا يفكرون إلا صالحا ولا يتدبرون إلا ناجحا"..وقال سيد قطب تقبله الله: "إصلاح البال نعمة كبرى تلي نعمة الإيمان في القدر والقيمة والأثر، والتعبير يلقي ظلال الطمأنينة والراحة والثقة والرضى والسلام. ومتى صلح البال، استقام الشعور والتفكير، واطمأن القلب والضمير، وارتاحت المشاعر والأعصاب، ورضيت النفس واستمتعت بالأمن والسلام.." .
فالمؤمن الذي يحمل عقيدة الاسلام ويتخذها منظاره للحياة، هو فقط من يحمل نور الله تعالى وهو من يرى بنور ربه، وحين تصبح العقيدة هي عقله ومنظاره للكون والانسان والحياة وحركة الكون وحركة الحياة وحركة احيائها فيها، ويعرف السنن والنواميس في الخلق وطبائعهم التي ارشده الله اليها في كتابه، فانه ينظر بنور ربه فعلا واسمع في ذلك حديث حبيبك صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتقوا فراسةَ المؤمنِ؛ فإنَّه يرى بنور الله))،والفراسة هي الاستدلال بالأمورِ الظاهرة على الأمور الخفيَّة، وختاما جعل الله لكم نورا في قلوبكم وعقولكم وانار بصائرنا وبصائركم بنور هديه ووحيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقلية الشهواني عقلية بهيمبة تسخر صاحبها لخدمة الشهوة وتحقيق اللذة، وفي سبيل الحصول عليها يسلك كل الطرق وارخصها واسرعها تلبية للذته، فيكون سطحي التفكير اناني المسير. فلا ينضبط في سلوكه بقيم ولا مفاهيم فهو يتصرف كالبهيم،.وهؤلاء من قال فيهم ربنا تعالى -( اؤلائك كالانعام بل هم اضل سبيلا)-.الاعراف-179.وقال تعالى في موضع اخر (ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا )الفرقان 44.
عقلية صاحب المصلحة والنفعية عقلية انانية، تنظر من خلال النفع والكسب لصاحبها وما يحقق له من الافعال نفعا ويعود عليه بالكسب والربح، وهي عقلية انانية تولد البخل والشح و النفاق، وتولد في نفس صاحبها الاستغلال الذي يقود للظلم والاستبداد وكذا قبوله لو حقق نفعا. وتولد الجبن والخوف من كل ما يمنع من وصول صاحبها لتحقيق المنافع . فلذلك تجد اصحاب هذه العقليات مرضى نفوس لا ثبات لهم، يحرمون ما لا تصل اليه ايديهم ويحلون ما تطاله ايديهم....فهؤلاء عقليتهم مبنية على الظن و الخرص والتخمين لما يتوهمون ان فيه مصالح لهم ..قال الله تعالى ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) سورة النجم. فمناط الذم في هذه الآية هو قصر اتباعهم على ما تهواه أنفسهم . والمراد بما تهوى الأنفس : ما لا باعث عليه إلا الميل الشهواني. وقال الله تعالى ( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) في سورة الأنعام . اي يخمنون ويتوهمون.
ولاحظ معي ان ان الله تعالى يعيب عليهم اتباع الظن في الاعتقاد والنظر البعيد عن مقياس الوحي الهادي، والانضباط الفكري به، باتباعهم هوى انفسهم بدافع وباعث المصالح، او بدافع الالف، ويقرر التعجب من حالهم هذا من خلال جملة الحال(وقد جاءهم من ربهم الهدى) أي : يستمرون على اتباع الظن والهوى في حال أن الله أرسل إليهم رسولا بالهدى . يهديهم للمعتقد الحق الذي به تبنى العقلية والايمان بناءا صحيحا ويكون هو منظار الانسان للافعال والسلوك، فيرتقي عن الهبوط في مستنقع شهوات النفس واوحال نزوات الهوى، فلا يكون كالانعام او اضل منها سبيلا، فكرامة الانسان بارتقائه بعقله وسلوكه عن دوافع الشهوة الحيوانية، وهبوط فكره وعقله يجعله عبدا ذليلا لما تهوى الانفس وما تتطلبه الشهوات. (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" [محمد:2]. ويطلق البَال على الفكر، كما يطلق البَال على القلب، أي العقل وما يخطر للمرء من التفكير وهو أكثر إطلاقه ولعله حقيقة فيه.
وحقيقة لفظ البال أنها بمعنى الفكر، والموضع الذي فيه نظر الإنسان وهو القلب، فإذا صلح ذلك فقد صلحت حاله، فكان اللفظ مشيرا إلى صلاح عقيدتهم...وأورد الطاهر ابن عاشور رحمه الله في تفسير قوله تعالى : "وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" [محمد:2]: "إصلاح البال يجمع إصلاح الأمور كلها لأن تصرفات الإنسان تأتي على حسب رأيه، فالتوحيد أصل صلاح بال المؤمن، ومنه تنبعث القوى المقاومة للأخطاء والأوهام التي تلبس بها أهل الشرك، وحكاها عنهم القرآن في مواضع كثيرة، والمعنى: أقام أنظارهم وعقولهم فلا يفكرون إلا صالحا ولا يتدبرون إلا ناجحا"..وقال سيد قطب تقبله الله: "إصلاح البال نعمة كبرى تلي نعمة الإيمان في القدر والقيمة والأثر، والتعبير يلقي ظلال الطمأنينة والراحة والثقة والرضى والسلام. ومتى صلح البال، استقام الشعور والتفكير، واطمأن القلب والضمير، وارتاحت المشاعر والأعصاب، ورضيت النفس واستمتعت بالأمن والسلام.." .
فالمؤمن الذي يحمل عقيدة الاسلام ويتخذها منظاره للحياة، هو فقط من يحمل نور الله تعالى وهو من يرى بنور ربه، وحين تصبح العقيدة هي عقله ومنظاره للكون والانسان والحياة وحركة الكون وحركة الحياة وحركة احيائها فيها، ويعرف السنن والنواميس في الخلق وطبائعهم التي ارشده الله اليها في كتابه، فانه ينظر بنور ربه فعلا واسمع في ذلك حديث حبيبك صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتقوا فراسةَ المؤمنِ؛ فإنَّه يرى بنور الله))،والفراسة هي الاستدلال بالأمورِ الظاهرة على الأمور الخفيَّة، وختاما جعل الله لكم نورا في قلوبكم وعقولكم وانار بصائرنا وبصائركم بنور هديه ووحيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.