28- حديث الصيام -28-
من جواهر الاقوال فيمن ابتلي بافة العجب بنفسه والكبر:-
قال الله تبارك وتعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا [الإسراء: 37-38].
يقول العزُّ بن عبد السلام: (زجره عن التطاول الذي لا يدرك به غرضًا، أو يريد: كما أنك لا تخرق الأرض ولا تبلغ الجبال طولًا، فلذلك لا تبلغ ما تريده بكبرك وعجبك، إياسًا له من بلوغ إرادته) .
- وقال الله تبارك وتعالى: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18].
قال ابن كثير: (لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم، ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم... وقوله تعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا. أي: خيلاءً متكبرًا جبارًا عنيدًا، لا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. أي: مختال معجب في نفسه فَخُورٍ. أي: على غيره)
وفي الحديث ((أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ويلك قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك))رواه البخاري
قالوا: (من أعجب برأيه ضلَّ، ومن استغنى بعقله زلَّ، ومن تكبر على الناس ذلَّ، ومن خالط الأنذال حقِّر، ومن جالس العلماء وقر). ان العجب افة من افات النفس تفتك بصاحبها ان تمكنت من نفسه وتقوده الى الكبر وترديه موارد الهلاك فتحبط اعماله وتلغي ثواب حسناته وتفقره من صالح العمل ومن مصادقة الاخرين.
وقال الشاعر:-
يا مظهرَ الكبرِ إعجابًا بصورتِه انظرْ خلاك فإنَّ النتنَ تثريبُ
لو فكَّرَ الناسُ فيما في بطونِهمُ ما استشعرَ الكبرَ شبانٌ ولا شيبُ
هل في ابنِ آدمَ مثلُ الرأسِ مكرُمةً وهو بخمسٍ من الأقذارِ مضروبُ
أنفٌ يسيلُ وأذنٌ ريحُها سهكٌ (1) والعينُ مُرمصةٌ (2) والثغرُ ملعوبُ (3)
يا ابنَ الترابِ ومأكولَ الترابِ غدًا أقصرْ فإنَّك مأكولٌ ومشروبُ (4)
1=السهك رائحة العرق الكريهة
2=مرمصة اي موسخة بوسخ جامد يجتمع في موق العين
3=ثغر ملعوب اي ذولعاب
4=ياكلك الدود ويشرب عصارتك التراب
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ*، وَغَمْطُ النَّاسِ**» [مسلم].
* بطر الحق: دفعه.
**غمط الناس: استحقارهم.
وعند مسلم وأبي داود، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّار». فالكبرياء من صفات الكمال للخالق عز وجل، ومن صفات النقص للمخلوق، فعدم الكبرياء كمال في المخلوق، وعدمه من سمات الأبرار:
قال تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} وقال: {إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون} اللهم نعوذ بك من العجب والكبر وسوء الاخلاق والشقاق والنفاق وكل ما نرجوه ان تكون نفوسنا قد تهذبت بالصوم فنالت تقواها اللهم امين.
من جواهر الاقوال فيمن ابتلي بافة العجب بنفسه والكبر:-
قال الله تبارك وتعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا [الإسراء: 37-38].
يقول العزُّ بن عبد السلام: (زجره عن التطاول الذي لا يدرك به غرضًا، أو يريد: كما أنك لا تخرق الأرض ولا تبلغ الجبال طولًا، فلذلك لا تبلغ ما تريده بكبرك وعجبك، إياسًا له من بلوغ إرادته) .
- وقال الله تبارك وتعالى: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18].
قال ابن كثير: (لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم، ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم... وقوله تعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا. أي: خيلاءً متكبرًا جبارًا عنيدًا، لا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. أي: مختال معجب في نفسه فَخُورٍ. أي: على غيره)
وفي الحديث ((أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ويلك قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك))رواه البخاري
قالوا: (من أعجب برأيه ضلَّ، ومن استغنى بعقله زلَّ، ومن تكبر على الناس ذلَّ، ومن خالط الأنذال حقِّر، ومن جالس العلماء وقر). ان العجب افة من افات النفس تفتك بصاحبها ان تمكنت من نفسه وتقوده الى الكبر وترديه موارد الهلاك فتحبط اعماله وتلغي ثواب حسناته وتفقره من صالح العمل ومن مصادقة الاخرين.
وقال الشاعر:-
يا مظهرَ الكبرِ إعجابًا بصورتِه انظرْ خلاك فإنَّ النتنَ تثريبُ
لو فكَّرَ الناسُ فيما في بطونِهمُ ما استشعرَ الكبرَ شبانٌ ولا شيبُ
هل في ابنِ آدمَ مثلُ الرأسِ مكرُمةً وهو بخمسٍ من الأقذارِ مضروبُ
أنفٌ يسيلُ وأذنٌ ريحُها سهكٌ (1) والعينُ مُرمصةٌ (2) والثغرُ ملعوبُ (3)
يا ابنَ الترابِ ومأكولَ الترابِ غدًا أقصرْ فإنَّك مأكولٌ ومشروبُ (4)
1=السهك رائحة العرق الكريهة
2=مرمصة اي موسخة بوسخ جامد يجتمع في موق العين
3=ثغر ملعوب اي ذولعاب
4=ياكلك الدود ويشرب عصارتك التراب
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ*، وَغَمْطُ النَّاسِ**» [مسلم].
* بطر الحق: دفعه.
**غمط الناس: استحقارهم.
وعند مسلم وأبي داود، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّار». فالكبرياء من صفات الكمال للخالق عز وجل، ومن صفات النقص للمخلوق، فعدم الكبرياء كمال في المخلوق، وعدمه من سمات الأبرار:
قال تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} وقال: {إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون} اللهم نعوذ بك من العجب والكبر وسوء الاخلاق والشقاق والنفاق وكل ما نرجوه ان تكون نفوسنا قد تهذبت بالصوم فنالت تقواها اللهم امين.