خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 675 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 675 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
معتصم - 12434
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 
العرين - 1193
خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_rcapخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_voting_barخمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور* I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية - صبحي غندور*

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

خمسة عناصر في الإنتفاضة الشعبية الأميركية

صبحي غندور*

Twitter: @AlhewarCenter

Email: Sobhi@alhewar.com



الشرارة كانت في الفيديو الذي أظهر مدى الإجرام والعنف الذي مارسه بعض عناصر الشرطة الأميركية في ولاية مينوسوتا ضد الأميركي الأسود جورج فلويد، ومن هذه الشرارة انطلق لهيب المظاهرات الشعبية في مائة وخمسين مدينة بمعظم الأراضي الأميركية. لكن هل هذه الأنتفاضة الشعبية الأميركية العارمة سببها فقط هذا الفيديو ومقتل فلويد؟!. ألم يحدث أمر مشابه في بداية الأنتفاضات الشعبية العربية حينما كانت الشرارة في اقدام الشاب التونسي محمد البوعزيزي على إحراق نفسه في مدينة سيدي بوزيد، ومنها بدأت الثورة التونسية التي أشعلت أيضاً ساحات عربية اخرى؟!.

ويسمع الأميركيون الآن ما سمعته شعوب دول اخرى عن "الأيدي الغريبة" وعن "الجماعات الإرهابية" وعن محاولات اقحام الجيش الأميركي في مواجهات مع المدنيين، إضافة طبعاً لأستغلال المشاعر الدينية ورفع "الكتاب المقدس" أمام الكنيسة المجاورة للبيت الأبيض!.

نعم، أميركا تعيش الآن إنتفاضة شعبية كبيرة امتزجت في أسبابها خمسة عناصر، أثنان منها هما امتداد لممارسات على مدى قرونٍ طويلة بينما العناصر الثلاثة الأخرى هي متزامنة الآن مع حقبة رئاسة دونالد ترامب.

العنصر الأول، هو العنصرية البغيضة التي رافقت الهجرة الأوروبية للقارة الأميركية منذ مطلع القرن الخامس عشر حيث استعبد المهاجرون الأوروبيون الملايين من شعوب أفريقيا واجبروهم على العمل في المستوطنات التي اقاموها داخل الأرض الجديدة إلى حين حدوث الحرب الأميركية الأهلية في منتصف حقبة الستينات من القرن التاسع عشر بسبب إصرار الرئيس إبراهام لنكلون على إلغاء العبودية في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي حدث دستورياً ولم يحدث مجتمعياً، فمشكلة العنصرية في أميركا كانت، ومازالت، هي "في النفوس" وليس فقط "في النصوص"!.

العنصر الثاني المساعد الآن على تفجر الإنتفاضة الشعبية، والمتجذر في التاريخ الأميركي، يكمن في مسألة "العنف" التي رافقت أيضاً غزوات المهاجرين الأوروبيين لأميركا الشمالية، بداية في مواجهة أصحاب الأرض الشرعيين، والذين يُطلق عليهم بهتاناً وزوراً اسم "الهنود الحمر"، ثمّ بين المهاجرين أنفسهم في الصراعات على الغنائم والثروات، وصولاً إلى ما تشهده الولايات المتحدة لأعمال عنف داخلي وقتل جماعي حتى داخل المدارس والجامعات والشركات والمصانع كما حدث عدة مرات في السنوات الماضية.

وما يزيد من حجم مخاطر "عنصر العنف" هو التعديل الثاني في الدستور الأميركي الذي اباح حق امتلاك الأسلحة بدون قيود صارمة ممّا سمح بوجود ميليشيات مسلّحة في أكثر من ولاية أميركية، وبعضها ينتمي لجماعات عنصرية متطرفة. أيضاً، فإنّ عناصر الشرطة في المدن والبلدات الأميركية يخضعون لدورات تدريب لأشهر محدودة، وبعض المدن الأميركية تستعين بخبراء إسرائيليين لتدريب عناصر الشرطة لديها مما جعل "منظمة العفو الدولية" تحتج على ذلك ومعها العديد من مؤسسات المجتمع المدني. وأليس مستغرباً أنّك لتكون محامياً في أميركا تحتاج لعدة سنوات جامعية لفهم ودراسة القوانين بينما يمكنك أن تكون شرطياً بدون حيازة شهادة جامعية وفقط بعد تدريب لأشهر قليلة!.

العناصر الثلاثة الأخرى المساهمة الآن في اشتعال الشارع الأميركي، والمرافقة لحقبة ترامب، والمفسّرة لما يحدث حالياً من حالات سرقة وعنف وسط بعض المظاهرات الشعبية، هي: الفقر والبطالة وتصريحات ترامب. فمحصلة الأشهر الثلاثة الماضية من انتشار وباء كورونا كانت حرمان اكثر من ثلاثين مليون أميركي من العمل ممّا زاد في نسبة البطالة والفقر وحالات الجوع والاضطرار لأخذ تبرعات غذائية في عدة ولايات أميركية. فكيف إذا كشفت أيضاً احصاءات نتائج وباء كورونا مخاطر عدم وجود الضمانات والتأمينات الصحية لدى تجمعات الأميركيين الأفارقة وبعض الأقليات اللاتينية حيث أعداد الإصابات والوفيات بينهم كانت ضخمة جداً.

أمّا تصريحات ترامب بشأن ما يحدث في أميركا الآن فهي كمن يطفئ النيران بصبّ المزيد من الوقود عليها وهو يوماً بعد يوم يزيد نيران غضب الشارع اشتعالاً، فمن تهديد باطلاق النار على المتظاهرين وباستخدام الكلاب البوليسية ضدهم، إلى تحريض حكام الولايات على استخدام القوة واعتقال المتظاهرين والتهديد بانزال الجيش للمدن الأميركية، إلى قمع التجمع البشري أمام "البيت الأبيض" وهو أمر يتناقض مع ما في الدستور الأميركي من نص على حق حرية التعبير للمواطنيين بأشكال مختلفة.

وقد هدّد ترامب بعنف الشارع من مؤيّديه، وهو يدرك بأنّ العديد من الداعمين له في عدّة ولايات أميركية هم أيضاً من دعاة التمسّك بحيازة الأسلحة وهم مستعدّون للنزول للشوارع تأييداً له، بل ربّما باستخدام العنف أيضاً، كما فعل أفرادٌ منهم في أمكنة عدّة مؤخراً بحجة وقف الحجر الصحي أو كما حصل في الأعوام الثلاثة الماضية من ممارسات عُنفية ضدّ مهاجرين لاتينيين أو ضدّ مراكز لأقلّيات دينية وعرقية أو ضدّ جماعاتٍ سياسية مختلفة عنهم.

ففوز ترامب بالانتخابات الرئاسية عام 2016 لم يكن العامل الأساس فيه شخصه، ولا طبعاً مؤهّلاته أو خبراته المعدومة في الحكم والسياسة، بل كان العامل الأساس هو الصراع الدفين الحاصل في المجتمع الأميركي بين المتمسّكين بأميركا الأصولية القديمة، التي قامت على الرجل الأوروبي الأبيض البروتستانتي، والعنصري أحياناً، وبين أميركا الحديثة "التقدّمية" التي أصبح أكثر من ثلث عدد سكّانها من المهاجرين من إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، والتي فيها التسامح الديني والثقافي والاجتماعي، والتي أنهت العبودية وأقرّت بالمساواة بين الأميركيين بغضّ النظر عن اللون والدين والعرق والجنس، والتي أوصلت باراك حسين أوباما ابن المهاجر المسلم الإفريقي إلى أعلى منصب في الولايات المتحدة. وقد نجحت قوى "أميركا القديمة" في إيصال ترامب إلى "البيت الأبيض" حتّى على حساب مرشّحين آخرين من "الحزب الجمهوري" بسبب قيام حملته الانتخابية على مفاهيم ومعتقدات هذه القوى الأميركية "الرجعية".



القسّيس الأميركي الأفريقي مارتن لوثر كينغ كان من أشهر دعاة الحقوق المدنية في حقبة الستّينات من القرن الماضي، وجرى اغتياله في العام 1968، بعد أن ناضل طويلاً من أجل تأمين الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة، ومن خلال إصراره على تحقيق ذلك بالوسائل السلمية وبنبذ العنف في المجتمع.

وهاقد مضى أكثر من خمسين عاماً على ما جرى إقراره في حقبة الستّينات من قوانين تُنصف الأميركيين الأفارقة الذين عانوا لقرونٍ طويلة من ظلم واستعباد الأميركيين الأوروبيين، وتسبّب تحريرهم من العبودية بحربٍ أهلية بين الولايات الأميركية الشمالية والجنوبية في العام 1861، لكن جرى بعد ذلك حرمانهم من الكثير من الحقوق المدنية رغم أنّ الدستور الأميركي نصّ على المساواة في الحقوق بين المواطنين!.

فالعنصرية ما زالت قضية حيوية الآن في المجتمع الأميركي، وازدهرت مؤخّراً لأسبابٍ عديدة بينها فوز باراك أوباما، الأميركي الأفريقي، بالرئاسة الأميركية لفترتين (2008 -2016)، ممّا أيقظ مشاعر العنصرية الدفينة لدى فئة من الأميركيين، يتواجد معظمها في الولايات الوسطى والجنوبية، وهي تعتقد بتفوّق العنصر الأبيض وحقّه في السيادة على الأعراق الأخرى!. ثمّ جاء عهد دونالد ترامب ليضاعف أكثر من حجم الحساسيات العنصرية لدى البيض والسود معاً، وبحالة معاكسة لما كان عليه الحال في عهد أوباما حيث اعتبر العنصريون البيض أنّ فوز ترامب جاء لصالح معتقداتهم!.

المجتمع الأميركي يشهد الآن درجاتٍ عالية من الفوضى والعنف والانقسام والتحزّب، ولن يكون من السهل إعادة وحدة الأميركيين أو الحفاظ على تنوّعهم الثقافي والإثني في حال جرى تجديد انتخاب ترامب لولايةٍ ثانية، هذا إذا حدثت أنتخابات في موعدها!.



1/6/2020

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

Twitter: @AlhewarCenter

Email: Sobhi@alhewar.com

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

edlibi37

edlibi37

شكرا سيدي لما جئت به
والشرح كان في غاية الأهمية
ومن ناحية أخرى لا ننسى بأن أمريكا قوية في كل شيء
المال...التكنولوجيا...الأسلحة...
وهذه الكيانات لن يصيبها شيء بالرغم من كل ما جرى ويجري...
وإذا خرج الأمريكي سوف يكون أشرس والعالم الثالث الضعيف سوف يدفع الثمن...
يجب أن نأخذ الدروس من كل ما جاء في مقالك سيدي...
تحياتي
Edlibi37

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى