قدسية المساجد في الاسلام
يسأل سائل فيقول هل كل المساجد في الاسلام مقدسة؟ ام ان القدسية للمساجد فقط للمساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال؟؟
الجواب:-
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
المراجع لمعاجم اللغة واساطين التفسير يجد ان معنى القدسية تعني: غاية الاحترام والتبجيل للامر المقدس، والمقدس هو الطاهر المبارك المنزه عن النواقص والعيوب معنويا وعينيا، والتقديس : التطهير والتبريك. ومن هذا بيت المقدس ، أي المكان الّذى يتطهرّ به من الذنوب ويعظم فيه المعبود ويبتغى رضاه وبركته، {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة : 30] يراد التسبيح وتقديس النفوس وتطهيرها للّٰه تعالى ، وهذا جاء في قبالة- {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة : 30]..
وأمّا القدّوس : فهو من الأسماء الحسنى ، بمعنى صاحب القدس والمتّصف به وبالطهارة المعنويّة الحقّة والمنزّه عمّا يخالف القدس وعن كلّ ضعف ونقص وعيب ومحدوديّة وفقر ، فهو قدّوس مطلق بذاته وفي ذاته وكل صفاته {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} [الجمعة : 1]{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} [الحشر: 23].. ولما كان اللّٰه المتعال، منزّه عن أي نقص وضعف وفقر بذاته وصفاته ، وجميع ما سواه مخلوقون مفتقرون- واللّٰه هو وحده الغنىّ، ذكر اسمه القدوس بعد اسمه الملك ، وذلك فانّ الملكية و المالكيّة المطلقة مظنّة التعدّي والجور والظلم والتحامل ، ومنشأ هذه الأمور إنّما هو الفقر الذاتي والضعف البشري في طبائع البشر، والمقابلة والمماثلة بما يخالف جريان ملكه وسلطته ، مما يؤدي الى ظهور ما في سريرته من رذائل الصفات من التجبّر والتكبّر والطمع في ملك الغير.. (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22 الانبياء).. (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91 المؤمنون).
وخلاصة القول ان القداسة جامعة للطهارة والتبريك والتنزيه عن العيوب المعنوية والحسية، وهي تقتضي الاحترام والتبجيل والتعظيم....
لقد عظم الله تعالى شان المساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال وينوى الزائر زيارتها لزيادة فضلها على غيرها من المساجد، والمقتضي زيادة تعظيم مكانتها في نفوس وقلوب المؤمنين .
وفي فضل البيت الحرام قال تعالى في سورة ال عمران:-(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)، فشرف الله تعالى مكة المكرمة واكرمها بالبيت العتيق، فأفضل المساجد على الإطلاق المسجد الحرام ، ثم المسجد النبوي الذي به تشرفت المدينة وبساكنه تشرفت الامة صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما مباركا كثيرا ، ثم المسجد الأقصى الذي به تشرفت الشام وبيت المقدس وجمع الله تعالى ذكره مع ذكر المسجد الحرام برباط ابدي الى يوم القيامة فقال :- (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1 الاسراء) .
وهذه المساجد الثلاثة هي المساجد التي خُصت بانه يشرع السفر إليها للعبادة فيها والتبرك بفضل الطاعة فيها ولا خلاف على مكانتها وقدسيتها : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : مَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى ، وَمَسْجِدِي هَذَا ) (رواه البخاري ) .
وهذا التخصيص والتفضيل للمساجد الشريفة الثلات انما هو من باب افعل التفضيل المعروف في اللغة ، فلا ينفي الفضل عن غيرها من بقية المساجد التي عمها الله تعالى بنسبته اياها له تعالى وملكيته لها فلا يدعى فيها غيره ولا لسواه وحده تعالى بقوله المعظم:- ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18 الجن).
ثم بين لنا الغاية من رفعها وبنائها لتشع بنور هدي الله تعالى وليذكر فيها اسمه تعالى وحده دون غيرهولا يعبد فيها سواه تعالى فقال:- ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38 النور)...
وقد المح الله تعالى لنا في كتابه العزيز بقدسية المسجد الاول في الاسلام - مسجد قباء - حيث ندب للنبي سلام الله عليه ان يقوم فيه وجعل لهذا المسجد الكريم حق التعبد لله فيه، بعد ان امره بالتخلص من مسجد الضرار، الذي بُني ارصادا وكفرا وتفريقا لكلمة المؤمنين من قبل المنافقين عليهم من الله تعالى ما يستحقون، فقال تعالى :-(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110 التوبة) .
وعليه فان المساجد في الارض جميعا التي بنيت لله ولتعظيم اسمه وذكره ومصدر اشعاع لنورهداه للعالمين كلها تاخذ حكم القداسة والاحترام واقدسها من باب افعل التفضيل المساجد الثلات التي تشد اليها الرحال جعلنا الله واياكم من عمار بيوت الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسأل سائل فيقول هل كل المساجد في الاسلام مقدسة؟ ام ان القدسية للمساجد فقط للمساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال؟؟
الجواب:-
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
المراجع لمعاجم اللغة واساطين التفسير يجد ان معنى القدسية تعني: غاية الاحترام والتبجيل للامر المقدس، والمقدس هو الطاهر المبارك المنزه عن النواقص والعيوب معنويا وعينيا، والتقديس : التطهير والتبريك. ومن هذا بيت المقدس ، أي المكان الّذى يتطهرّ به من الذنوب ويعظم فيه المعبود ويبتغى رضاه وبركته، {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة : 30] يراد التسبيح وتقديس النفوس وتطهيرها للّٰه تعالى ، وهذا جاء في قبالة- {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة : 30]..
وأمّا القدّوس : فهو من الأسماء الحسنى ، بمعنى صاحب القدس والمتّصف به وبالطهارة المعنويّة الحقّة والمنزّه عمّا يخالف القدس وعن كلّ ضعف ونقص وعيب ومحدوديّة وفقر ، فهو قدّوس مطلق بذاته وفي ذاته وكل صفاته {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} [الجمعة : 1]{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} [الحشر: 23].. ولما كان اللّٰه المتعال، منزّه عن أي نقص وضعف وفقر بذاته وصفاته ، وجميع ما سواه مخلوقون مفتقرون- واللّٰه هو وحده الغنىّ، ذكر اسمه القدوس بعد اسمه الملك ، وذلك فانّ الملكية و المالكيّة المطلقة مظنّة التعدّي والجور والظلم والتحامل ، ومنشأ هذه الأمور إنّما هو الفقر الذاتي والضعف البشري في طبائع البشر، والمقابلة والمماثلة بما يخالف جريان ملكه وسلطته ، مما يؤدي الى ظهور ما في سريرته من رذائل الصفات من التجبّر والتكبّر والطمع في ملك الغير.. (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22 الانبياء).. (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91 المؤمنون).
وخلاصة القول ان القداسة جامعة للطهارة والتبريك والتنزيه عن العيوب المعنوية والحسية، وهي تقتضي الاحترام والتبجيل والتعظيم....
لقد عظم الله تعالى شان المساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال وينوى الزائر زيارتها لزيادة فضلها على غيرها من المساجد، والمقتضي زيادة تعظيم مكانتها في نفوس وقلوب المؤمنين .
وفي فضل البيت الحرام قال تعالى في سورة ال عمران:-(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)، فشرف الله تعالى مكة المكرمة واكرمها بالبيت العتيق، فأفضل المساجد على الإطلاق المسجد الحرام ، ثم المسجد النبوي الذي به تشرفت المدينة وبساكنه تشرفت الامة صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما مباركا كثيرا ، ثم المسجد الأقصى الذي به تشرفت الشام وبيت المقدس وجمع الله تعالى ذكره مع ذكر المسجد الحرام برباط ابدي الى يوم القيامة فقال :- (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1 الاسراء) .
وهذه المساجد الثلاثة هي المساجد التي خُصت بانه يشرع السفر إليها للعبادة فيها والتبرك بفضل الطاعة فيها ولا خلاف على مكانتها وقدسيتها : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : مَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى ، وَمَسْجِدِي هَذَا ) (رواه البخاري ) .
وهذا التخصيص والتفضيل للمساجد الشريفة الثلات انما هو من باب افعل التفضيل المعروف في اللغة ، فلا ينفي الفضل عن غيرها من بقية المساجد التي عمها الله تعالى بنسبته اياها له تعالى وملكيته لها فلا يدعى فيها غيره ولا لسواه وحده تعالى بقوله المعظم:- ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18 الجن).
ثم بين لنا الغاية من رفعها وبنائها لتشع بنور هدي الله تعالى وليذكر فيها اسمه تعالى وحده دون غيرهولا يعبد فيها سواه تعالى فقال:- ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38 النور)...
وقد المح الله تعالى لنا في كتابه العزيز بقدسية المسجد الاول في الاسلام - مسجد قباء - حيث ندب للنبي سلام الله عليه ان يقوم فيه وجعل لهذا المسجد الكريم حق التعبد لله فيه، بعد ان امره بالتخلص من مسجد الضرار، الذي بُني ارصادا وكفرا وتفريقا لكلمة المؤمنين من قبل المنافقين عليهم من الله تعالى ما يستحقون، فقال تعالى :-(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110 التوبة) .
وعليه فان المساجد في الارض جميعا التي بنيت لله ولتعظيم اسمه وذكره ومصدر اشعاع لنورهداه للعالمين كلها تاخذ حكم القداسة والاحترام واقدسها من باب افعل التفضيل المساجد الثلات التي تشد اليها الرحال جعلنا الله واياكم من عمار بيوت الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.