نظرات عقائدية
العقيدة هي القاعدة الفكرية والاساس الباني للعقل، والمنظار الفكري للانسان الذي من خلاله يحكم على الاشياء والامور التي يحتاجها في حياته العملية وتوجهاته الفكرية .
فهناك تلازم بين العقيدة والعقل، كونها المكون الاساس الباني له، وبدون العقيدة يكون العقل باهتا وانتاجه ساذجا مضطربا متناقضا. وبالتالي يفتقد الانسان هويته ويعيش مترددا مضطربا لايعرف له توجه ولا اتجاه.
كما وان هناك تلازم بين العقيدة والحياة ،لان النظرة للحياة وامورها لا بد وان توجه بمنظار العقيدة لتستقيم وتيرتها، فبالتالي احكام تنظيم الحياة وتشريعات تسييرها لا بد وان تنبثق من العقيدة او تبنى عليها لتنضبط امور سيرها، وهذا ما يعطي الاحكام الشرعية في الاسلام القداسة والحيوية، و يجعلها مؤثرة في الالزام والالتزام على المستوى الفردي و الجماعي ، برقابة ذاتية داخلية ودونما الحاجة لرقابة خارجية، ويجعل المجتمع كله مسؤولا عن تقويم سلوك افراده، والانكار على المخالفين منهم للنهج والنظام الشرعي العام، الذي هو الصبغة الربانية التي اراد ان يصطبغ بها المجتمع وافراده وجماعاته. علاوة على ان المفاهيم التي يبنيها المعتقد تستحكم في النفس فتتحكم في الغرائز و الجوعات وتوجه اشباعها بالطريقة والرؤيا التي تفرضها العقيدة، فتصطبغ النفس وميولها ويتكيف هواها بالصبغة التي تفرضها العقيدة.
فلذلك عني الاسلام ببناء العقيدة بناءا صحيحا، فلم يقبل فيها الظن والشك، ومنع الوهم والخيال وما تتلوه على اتباعها الشياطين من سحرة ومخرفين ومشعوذين، لان في ذلك دمار للعقل والدين والحياة، ويمسخ انسانية الانسان ويجعله ساذجا متبعا لكل ناعق ينعق له ويوهمه باوهام اتهريج والتخاريف ،ولذلك طالب الاسلام في بناء الايمان والمعتقد بالبينة والدليل والبرهان، ولم يقبل في بنائها الا ما كان قطعي الثبوت والدلالة، اي ما يولد الجزم واليقين من الادلة والحجج والبراهين.
وفي مباحث العقيد والتوحيد الغيبية لابد من التوقف على قطعي الادلة وما افادته من قطعي الدلالة، فالنفي في العقيدة والاثبات كلاهما بحاجة لقطعي الدليل وقطعي البينات.
وبسلامة المعتقد تضمن سلامة المنظار ووضوح رؤيا المنظور، فتتضح الرؤيا ويصح المسير، و لا تلتبس على الانسان الامور ولا تختلط عليه المفاهيم ، ويرتقي ويرتفع الانسان وينهض بفكره وسلوكه بين الخلائق، قال الله تعالى في سورة الانعام ذاكرا قصص ابراهيم عليه ونبينا افضل الصلاة والتسليم:- إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) الانعام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العقيدة هي القاعدة الفكرية والاساس الباني للعقل، والمنظار الفكري للانسان الذي من خلاله يحكم على الاشياء والامور التي يحتاجها في حياته العملية وتوجهاته الفكرية .
فهناك تلازم بين العقيدة والعقل، كونها المكون الاساس الباني له، وبدون العقيدة يكون العقل باهتا وانتاجه ساذجا مضطربا متناقضا. وبالتالي يفتقد الانسان هويته ويعيش مترددا مضطربا لايعرف له توجه ولا اتجاه.
كما وان هناك تلازم بين العقيدة والحياة ،لان النظرة للحياة وامورها لا بد وان توجه بمنظار العقيدة لتستقيم وتيرتها، فبالتالي احكام تنظيم الحياة وتشريعات تسييرها لا بد وان تنبثق من العقيدة او تبنى عليها لتنضبط امور سيرها، وهذا ما يعطي الاحكام الشرعية في الاسلام القداسة والحيوية، و يجعلها مؤثرة في الالزام والالتزام على المستوى الفردي و الجماعي ، برقابة ذاتية داخلية ودونما الحاجة لرقابة خارجية، ويجعل المجتمع كله مسؤولا عن تقويم سلوك افراده، والانكار على المخالفين منهم للنهج والنظام الشرعي العام، الذي هو الصبغة الربانية التي اراد ان يصطبغ بها المجتمع وافراده وجماعاته. علاوة على ان المفاهيم التي يبنيها المعتقد تستحكم في النفس فتتحكم في الغرائز و الجوعات وتوجه اشباعها بالطريقة والرؤيا التي تفرضها العقيدة، فتصطبغ النفس وميولها ويتكيف هواها بالصبغة التي تفرضها العقيدة.
فلذلك عني الاسلام ببناء العقيدة بناءا صحيحا، فلم يقبل فيها الظن والشك، ومنع الوهم والخيال وما تتلوه على اتباعها الشياطين من سحرة ومخرفين ومشعوذين، لان في ذلك دمار للعقل والدين والحياة، ويمسخ انسانية الانسان ويجعله ساذجا متبعا لكل ناعق ينعق له ويوهمه باوهام اتهريج والتخاريف ،ولذلك طالب الاسلام في بناء الايمان والمعتقد بالبينة والدليل والبرهان، ولم يقبل في بنائها الا ما كان قطعي الثبوت والدلالة، اي ما يولد الجزم واليقين من الادلة والحجج والبراهين.
وفي مباحث العقيد والتوحيد الغيبية لابد من التوقف على قطعي الادلة وما افادته من قطعي الدلالة، فالنفي في العقيدة والاثبات كلاهما بحاجة لقطعي الدليل وقطعي البينات.
وبسلامة المعتقد تضمن سلامة المنظار ووضوح رؤيا المنظور، فتتضح الرؤيا ويصح المسير، و لا تلتبس على الانسان الامور ولا تختلط عليه المفاهيم ، ويرتقي ويرتفع الانسان وينهض بفكره وسلوكه بين الخلائق، قال الله تعالى في سورة الانعام ذاكرا قصص ابراهيم عليه ونبينا افضل الصلاة والتسليم:- إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) الانعام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.