[size=38]انهيار «نظرية التطور»[/size]
[size=38] وخلفياتها الأيديولوجية[/size]
مصدر:
- أحمد علي المصطفى
: 20 ديسمبر 2013
يدحض كتاب «خديعة التطور.. الانهيار العلمي لنظرية التطور وخلفياتها الأيديولوجية»، لمؤلفه هارون يحيى، نظرية النشوء والتطور والتي أطلقها الباحث البريطاني تشارلز داروين، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. تلك النظرية التي استغرقته سنين طوالاً من عمره، قضاها ما بين الأسفار والقراءة والملاحظة ومن ثم الكتابة، حيث تكونت لديه مجموعة من الآراء الأساس لمحور فرضيته التي ضمنها كتابه الشهير «أصل الأنواع بوساطة الانتقاء الطبيعي» في العام 1859م.
يأتي دور المؤلف في تفنيد تلك النظرية من خلال آليات منهجية علمية وأخلاقية، يبني عليها مسوغات رفض تلك الأيديولوجية الداروينية «الخادعة»، وفي المقدمة حرص على تعرية النظرية من كل لبوس يتخذ شكل الطابع العلمي المجرد، كونها (وحسب رأي المؤلف)، تناقض العلم والمنطق. ويرى يحيى أنها بنيت على اعتقاد تتجلى هشاشته بمضي الأيام والتقدم العلمي، فلا يبقى إلا أنها شكل من أشكال الاعتقاد المسخ العصبي العنصري، يركن إليه سادة البطش والقتل في الأرض.
ثم يربط الكاتب أولاً ما بين الداروينية والجدلية الفلسفية المادية القديمة، وبين الإرهاب الذي عصف بالكوكب خلال القرن المنصرم، والذي برزت نتائجه من خلال حربين عالميتين طحنت ملايين البشر. ثم يضيف أن تلك الشريحة الداعمة للداروينية، من مفكرين ومنظرين وفلاسفة وأدباء وبعض العلماء، وحتى من رجالات سياسة، لم تستلهم في الواقع الفرضية العلمية كمعتقد حيادي عادل، بل اقتنصتها كفرصة تعزز توحشهم وجشعهم.
ثم ينتقل المؤلف إلى مبحث يقوم على استقراء الواقع من خلال العديد من الإسقاطات العلمية التي أنجزتها نخبة من أهل الاختصاص في المجالات الأنثروبولوجية، عبر السنين، لتهدم كل الأسس التي انطلق منها داروين في نظريته. ومن ذلك نقض الجزئية الداروينية المستحدثة، والتي تقول بفرضية التطور عبر قفزات.. ثم نقض جزئية تطور الطفرات إلى حالة إيجابية.
فهذا ما لم يحدث أبداً عبر التجارب جميعها، ولا في حالة واحدة على الإطلاق. ومن ثم التكذيب لفرضيات المصادفة والأسلاف اللافقارية الكامبرية لانتفاء مسافة الوسط اللازمة ما بين النوعين المفترضين، وهذا مع الأخذ بعين الاعتبار ذلك التكرار لبلايين الحالات على يد مئات الباحثين، والتي لم تثبت عبر التنقيب الأحفوري ولا حالة يستطيع أن يبني عليها دعاة الداروينية إقناع الخاصة ولا العامة بمسألة التطور البطيء التدريجي، ولا حتى في ما اتفق على تسميته بالنظرية الداروينية الحديثة في التطور عبر القفزات خاصة، ذلك كما يبين المؤلف، في مراجعة لسجل المتحجرات الذي يدحض نظرية التطور.
ويستشهد يحيى بدراسات لباحثين مشاهير، كتلك الدراسة التي أجراها ريتشارد موناسترسكي، المحرر في مجلة «علوم الأرض» المتخصصة في أدب التطور، مقدماً توضيحاً مهماً عن الانفجار الكامبري الذي جاء بمثابة مفاجأة كبيرة لدعاة التطور، إذ أثبت أنه قبل نصف بليون سنة، ظهرت فجأة أشكال الحيوانات التي نراها اليوم، والتي تتسم بقدر لافت من التعقيد. إذ لم تتغير منذ نحو 550 مليون سنة وحتى الآن، في كل تراكيبها وأشكالها، وهو ما ينفي مسألة داروين.
وفي قسم مستقل ضمن الكتاب، يتناول المؤلف تزييفات التطوريين وحديثهم عن: الرجل القرد أو إنسان «بلتداون» و«نبراسكا» و«رودولف»، ذي الوجه الملصق خطأ.. ومن ثم إنسان «أوتابينغا» الإفريقي، وقرود «الأوسترالوبايثيكوس» و«الأفارينسيز» و«روبوستوس».
المؤلف في سطور
هارون يحيى. كاتب تركي، ولد في أنقرة عام 1956. تخرج في جامعة ميمارسنان في اسطنبول، تتمتع كتبه بشعبية هائلة لدى القراء، تمتد من الهند إلى أميركا وأوروبا. ترجمت مؤلفاته إلى لغات عالمية عدة.
الرابط :
https://www.albayan.ae/books/from-arab-library/2013-12-20-1.2024188
------------------
الكتاب: خديعة التطور.. الانهيار العلمي لنظرية التطور وخلفياتها الأيديولوجية
تأليف: هارون يحيى
الناشر: دار القبس ــ دمشق 2013
الصفحات: 201 صفحة
القطع: الكبير