رسالة الى قارة أوروبا
17.03.2021
المهندس هشام نجار
مازال هناك في اوروبا اعتقادا ً مفاده ان ما يحصل في سوريا هو نزاع داخلي تدخلت فيه روسيا من اجل اعادة الامور الى نصابها ، وهذا النصاب بنظر بعضهم يعني اعادة القاتل الى التحكم بسوريا من جديد مع بعض الامتيازات لروسيا مكافاة لها على صنيع عملها من ما لا يملك حكماً شرعياً في سوريا .
الامر ليس بالمطلق كما يفكر به الاوروبيون فهم مستهدفون وبصورة مباشرة من التوسع الروسي المنطلق من سواحل سوريا ليصل الامر بهم الى السيطرة على البحر الابيض المتوسط بضفتيه الشمالية والجنوبية اضافة لمحاصرة امداداتهم بالطاقة حصراً عن طريقهم وبذلك يصبحون بالنهاية في يد قبضة اعدائهم التاريخيين.
الدور الروسي يتنامى في البحر الأبيض المتوسط ، ومازالت اوروبا تغازل روسيا تارة في سوريا وتارة في ليبيا بينما الزحف الروسي قادم اليهم لامحالة ان هم لم يدعو الى استراتيجية اوروبية واضحة لحماية انفسهم وخاصة ان المارد الصيني يزحف ببطء باتجاه المنطقة.
روسيا اليوم تود تحقيق حلماً راودها منذ القرن الثامن عشر لتصل للمياه الدافئة...وهذا التوجه الروسي ليس ابن ساعته بل نتيجة مسار تصاعد مع عودة موسكو البوتينية إلى الساحة الدولية. فقد بدأت رحلة الانتقام الروسي من التاريخ مع قرار الرئيس فلاديمير بوتين الانخراط في سوريا منذ 2011 وعسكرياً منذ عام 2015 ، ويتضح مع الوقت أن موسكو لا تكتفي بترسيخ وجودها في سورياً شرق المتوسط، بل أنها نجحت في التمركز على الساحل الليبي جنوب البحر الأبيض المتوسط مروراً بمصر ووجود عسكري في قبرص.
فالقضية ليست قضية تحرير الشعب السوري من قبضة المجرمين واسيادهم وهذه قضية سيتم بالنهاية حسمها بثبات الشعب السوري على المطالبة بحقوقه وسينالها باذن الله ،ولكن قضية ايها الاوروبيين تتعلق بنقل قيصر روسيا أحجاره على رقعة شطرنج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتحكم باوروبا ايضاً ، مع خلخلة الناتو وامتداد طموح الروس لكسب الجائزة الكبرى المتمثلة بالخط الاستراتيجي على الطريق نحو البحر الأسود، وحماية خاصرة جنوب القوقاز..
ان الطموح الروسي اليوم لايتوقف على الدول المحيطة بروسيا بل يمتد هذا الطموح الى مناطق بعيدة عن روسيا الشاسعة لتصل إلى الفضاء المتوسطي، وهذا الفضاء البعيد عنها كان مدار اهتمام موسكو منذ عهد القياصرة بسب هدف الوصول للمياه الدافئة، ومازالت حتى اليوم تحاول السيطرة على البحر المتوسط ، بينما القارة الاوروبية مازالت تميل الى سياسة التكتيك مع الروس مهملة خطر وجود الروس على الاراضي السورية بينما راس الاخطبوط اليوم في سوريا واذرعته تلتف حول شمال افريقيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان وقبرص.
ايها الأوروبيون القضية ليست قضية تحرير سوريا من عصابة اجرامية ومحتلين روس
القضية هي قضيتكم ايضاً ، حتى لاتستيقظوا غدا وتجدوا اذرعة الاخطبوط قد اتمت التفافها حول رقابكم .
17.03.2021
المهندس هشام نجار
مازال هناك في اوروبا اعتقادا ً مفاده ان ما يحصل في سوريا هو نزاع داخلي تدخلت فيه روسيا من اجل اعادة الامور الى نصابها ، وهذا النصاب بنظر بعضهم يعني اعادة القاتل الى التحكم بسوريا من جديد مع بعض الامتيازات لروسيا مكافاة لها على صنيع عملها من ما لا يملك حكماً شرعياً في سوريا .
الامر ليس بالمطلق كما يفكر به الاوروبيون فهم مستهدفون وبصورة مباشرة من التوسع الروسي المنطلق من سواحل سوريا ليصل الامر بهم الى السيطرة على البحر الابيض المتوسط بضفتيه الشمالية والجنوبية اضافة لمحاصرة امداداتهم بالطاقة حصراً عن طريقهم وبذلك يصبحون بالنهاية في يد قبضة اعدائهم التاريخيين.
الدور الروسي يتنامى في البحر الأبيض المتوسط ، ومازالت اوروبا تغازل روسيا تارة في سوريا وتارة في ليبيا بينما الزحف الروسي قادم اليهم لامحالة ان هم لم يدعو الى استراتيجية اوروبية واضحة لحماية انفسهم وخاصة ان المارد الصيني يزحف ببطء باتجاه المنطقة.
روسيا اليوم تود تحقيق حلماً راودها منذ القرن الثامن عشر لتصل للمياه الدافئة...وهذا التوجه الروسي ليس ابن ساعته بل نتيجة مسار تصاعد مع عودة موسكو البوتينية إلى الساحة الدولية. فقد بدأت رحلة الانتقام الروسي من التاريخ مع قرار الرئيس فلاديمير بوتين الانخراط في سوريا منذ 2011 وعسكرياً منذ عام 2015 ، ويتضح مع الوقت أن موسكو لا تكتفي بترسيخ وجودها في سورياً شرق المتوسط، بل أنها نجحت في التمركز على الساحل الليبي جنوب البحر الأبيض المتوسط مروراً بمصر ووجود عسكري في قبرص.
فالقضية ليست قضية تحرير الشعب السوري من قبضة المجرمين واسيادهم وهذه قضية سيتم بالنهاية حسمها بثبات الشعب السوري على المطالبة بحقوقه وسينالها باذن الله ،ولكن قضية ايها الاوروبيين تتعلق بنقل قيصر روسيا أحجاره على رقعة شطرنج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتحكم باوروبا ايضاً ، مع خلخلة الناتو وامتداد طموح الروس لكسب الجائزة الكبرى المتمثلة بالخط الاستراتيجي على الطريق نحو البحر الأسود، وحماية خاصرة جنوب القوقاز..
ان الطموح الروسي اليوم لايتوقف على الدول المحيطة بروسيا بل يمتد هذا الطموح الى مناطق بعيدة عن روسيا الشاسعة لتصل إلى الفضاء المتوسطي، وهذا الفضاء البعيد عنها كان مدار اهتمام موسكو منذ عهد القياصرة بسب هدف الوصول للمياه الدافئة، ومازالت حتى اليوم تحاول السيطرة على البحر المتوسط ، بينما القارة الاوروبية مازالت تميل الى سياسة التكتيك مع الروس مهملة خطر وجود الروس على الاراضي السورية بينما راس الاخطبوط اليوم في سوريا واذرعته تلتف حول شمال افريقيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان وقبرص.
ايها الأوروبيون القضية ليست قضية تحرير سوريا من عصابة اجرامية ومحتلين روس
القضية هي قضيتكم ايضاً ، حتى لاتستيقظوا غدا وتجدوا اذرعة الاخطبوط قد اتمت التفافها حول رقابكم .