احذروا ايها الناس محبطات الاعمال
الرضا عن النفس أوله فساد واحباط للعمل؛ فالمعجب بنفسه لا ينظر لها بعين الاتهام والحذر، وكأنها مبرأة معصومة من المعاصي والذنوب، وآخره هلاك؛ إذ قد يحبط عمل المرء ما لم يستدرك أمره ويعود ذليلاً كسيراً صاغراً على عتبات التوبة لربه راجياً القبول، ولو تأمل حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يوضح نهاية المعجب بنفسه بقوله: "النادم ينتظر الرحمة والمعجب ينتظر المقت" (شعب الإيمان) لاستصغر شأنه وتبدد عجبه.
ولو تفكر المؤمن بغزوة حنين وكيف كان إعجاب الجيش المسلم بعدده وعدته وعتاده وقوته، سبباً في خذلان الله لهم وحرمانهم من توفيقه مع انهم الصحابة الكرام، الذين ورد ثناء الله عليهم في كثير من مواضع التنزيل الحكيم ، وتعريضهم للفتن بداية المعركة، إذ يقول تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} [التوبة: 5] لضرب بينه وبين العجب نفسه بأسوار منيعة يحصنها بالاستغفار وتذكير نفسه بحقيقتها لكي لا تغيب عن بصره وبصيرته.
فالعمل الصالح هو ما ارضى الله ورسوله مما شرع في كتابه وعلى لسان نبيه سلام الله عليه، والعمل القبيح هو ما استقبحه شرع الله ورسوله وغضب منه الله تعالى ولم يرضه رسوله صلى الله عليه واله وسلم، وان من اكثر الناس خسرانا وحسرة يوم القيامة من زينت لهم انفسهم وعقولهم سوء العمل ، فاقترفوا المعصية بعدم اقتفائهم لامر الشرع لما حسنت لهم انفسهم وعقولهم من سيء الاعمال وقد حذرنا الله تعالى من ذلك فقال: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)
ولقد اثنى الله عز وجل على الصحابة الكرام الذين التزموا منهج ربهم ولم يعجبوا باعمالهم وكانوا يقومون بواجبات ربهم وهم خائفون وجلون من عدم القبول الذي كان دافعا لهم على المزيد من الاعمال الصالحة، فقال تعالى :
( إنّ الذين هُمْ من خشيةِ ربِّهم مشفقُون ، والذين هم بآياتِ ربِّهم يؤمنون ، والذين هم بربِّهم لا يشركون ، والذين يُؤتُونَ ما آتَوَا وقلوبُهُم وجِلةٌ أنِّهمُ إلى ربِّهم راجعون )( المؤمنون (57-60) .
وقد سألتْ امنا عائشةُ رضي الله عنها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ) والذين يُؤتُونَ ما آتَوا وقلوبُهُم وجلةٌ ( قالت عائشة : هم الذين يشربُونَ الخمر ويُسرفون ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يا بنتَ الصدّيقِ ولكنَّهم الذين يصومون ويُصَلُّونَ ويتصدقون وهم يخافون أن لا يُتَقَبّل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات ) [ أخرجه أحمد والترمذي والحاكم]
وان من اعظم الذنوب المبطلة للعمل الصالح والمبطلة له اشراك غير الله مع الله تعالى، سواء كان هذا الشرك في الولاء او في التوجه وطلب الرضى او في العبادة والطاعة وغر ذلك، قال الله تعالى: (ولقد أُوحيَ إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركتَ ليحبطنّ عملك )الزمر (65)
ثم ان الكفر بالمفاهيم والقيم والاحكام المنبثقة من الايمان والعدول عنها الى احكام وقيم ومفاهيم الكفر ايضا من محبطات الاعمال ومبطلاتها لقوله تعالى: ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عملهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين )المائدة (5)
وكذلك الردة عن مفاهيم واحكام الدين وعدم الاستسلام والانقياد لها من اكبر المحبطات المبطلات للصالحات مخما عظمت وكثرت قال تعالى:
( ومن يرتددْ منكم عن دينه فيمُت وهو كافرٌ فأولئك حبطت أعمالُهُم في الدنيا والآخرة ) البقرة (217)
ومن مبطلات الاعمال ايضا مخالفة شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالَكمُ )محمد (33) .
وجاء في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدَّ ) وعند مسلم ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) .
فكل عمل المسلم يجب ان يقاس ويخضع لكتاب الله وسنة نبيه سلام الله عليه والا فهو باطل مردود واياكم انتهاك ما حرم الله ورسوله تحت اي عذر او ذريعة، فعن ثوبانَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لأعلمن أقواماً من أمّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجعلها اللهُ عز وجلّ هباءً منثُورا ) قال ثوبان : يا رسول الله صفهُم لنا، جَلِّهم لنا ، أن نكونَ منهم ونحنُ لا نعلم، قال : ( أما إنّهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنّهم قومٌ إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ).[ رواه ابن ماجة وصححه الامام المنذري]
واياك اخي الكريم والعجب بنفسك وعملك فينسيك توفيق ربك فتهلك ، واطلب العون من الله والثبات والسداد والرشاد
حفظنا الله واياكم والمؤمنين من محبطات الاعمال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرضا عن النفس أوله فساد واحباط للعمل؛ فالمعجب بنفسه لا ينظر لها بعين الاتهام والحذر، وكأنها مبرأة معصومة من المعاصي والذنوب، وآخره هلاك؛ إذ قد يحبط عمل المرء ما لم يستدرك أمره ويعود ذليلاً كسيراً صاغراً على عتبات التوبة لربه راجياً القبول، ولو تأمل حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يوضح نهاية المعجب بنفسه بقوله: "النادم ينتظر الرحمة والمعجب ينتظر المقت" (شعب الإيمان) لاستصغر شأنه وتبدد عجبه.
ولو تفكر المؤمن بغزوة حنين وكيف كان إعجاب الجيش المسلم بعدده وعدته وعتاده وقوته، سبباً في خذلان الله لهم وحرمانهم من توفيقه مع انهم الصحابة الكرام، الذين ورد ثناء الله عليهم في كثير من مواضع التنزيل الحكيم ، وتعريضهم للفتن بداية المعركة، إذ يقول تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} [التوبة: 5] لضرب بينه وبين العجب نفسه بأسوار منيعة يحصنها بالاستغفار وتذكير نفسه بحقيقتها لكي لا تغيب عن بصره وبصيرته.
فالعمل الصالح هو ما ارضى الله ورسوله مما شرع في كتابه وعلى لسان نبيه سلام الله عليه، والعمل القبيح هو ما استقبحه شرع الله ورسوله وغضب منه الله تعالى ولم يرضه رسوله صلى الله عليه واله وسلم، وان من اكثر الناس خسرانا وحسرة يوم القيامة من زينت لهم انفسهم وعقولهم سوء العمل ، فاقترفوا المعصية بعدم اقتفائهم لامر الشرع لما حسنت لهم انفسهم وعقولهم من سيء الاعمال وقد حذرنا الله تعالى من ذلك فقال: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)
ولقد اثنى الله عز وجل على الصحابة الكرام الذين التزموا منهج ربهم ولم يعجبوا باعمالهم وكانوا يقومون بواجبات ربهم وهم خائفون وجلون من عدم القبول الذي كان دافعا لهم على المزيد من الاعمال الصالحة، فقال تعالى :
( إنّ الذين هُمْ من خشيةِ ربِّهم مشفقُون ، والذين هم بآياتِ ربِّهم يؤمنون ، والذين هم بربِّهم لا يشركون ، والذين يُؤتُونَ ما آتَوَا وقلوبُهُم وجِلةٌ أنِّهمُ إلى ربِّهم راجعون )( المؤمنون (57-60) .
وقد سألتْ امنا عائشةُ رضي الله عنها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ) والذين يُؤتُونَ ما آتَوا وقلوبُهُم وجلةٌ ( قالت عائشة : هم الذين يشربُونَ الخمر ويُسرفون ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يا بنتَ الصدّيقِ ولكنَّهم الذين يصومون ويُصَلُّونَ ويتصدقون وهم يخافون أن لا يُتَقَبّل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات ) [ أخرجه أحمد والترمذي والحاكم]
وان من اعظم الذنوب المبطلة للعمل الصالح والمبطلة له اشراك غير الله مع الله تعالى، سواء كان هذا الشرك في الولاء او في التوجه وطلب الرضى او في العبادة والطاعة وغر ذلك، قال الله تعالى: (ولقد أُوحيَ إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركتَ ليحبطنّ عملك )الزمر (65)
ثم ان الكفر بالمفاهيم والقيم والاحكام المنبثقة من الايمان والعدول عنها الى احكام وقيم ومفاهيم الكفر ايضا من محبطات الاعمال ومبطلاتها لقوله تعالى: ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عملهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين )المائدة (5)
وكذلك الردة عن مفاهيم واحكام الدين وعدم الاستسلام والانقياد لها من اكبر المحبطات المبطلات للصالحات مخما عظمت وكثرت قال تعالى:
( ومن يرتددْ منكم عن دينه فيمُت وهو كافرٌ فأولئك حبطت أعمالُهُم في الدنيا والآخرة ) البقرة (217)
ومن مبطلات الاعمال ايضا مخالفة شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالَكمُ )محمد (33) .
وجاء في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدَّ ) وعند مسلم ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) .
فكل عمل المسلم يجب ان يقاس ويخضع لكتاب الله وسنة نبيه سلام الله عليه والا فهو باطل مردود واياكم انتهاك ما حرم الله ورسوله تحت اي عذر او ذريعة، فعن ثوبانَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لأعلمن أقواماً من أمّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجعلها اللهُ عز وجلّ هباءً منثُورا ) قال ثوبان : يا رسول الله صفهُم لنا، جَلِّهم لنا ، أن نكونَ منهم ونحنُ لا نعلم، قال : ( أما إنّهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنّهم قومٌ إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ).[ رواه ابن ماجة وصححه الامام المنذري]
واياك اخي الكريم والعجب بنفسك وعملك فينسيك توفيق ربك فتهلك ، واطلب العون من الله والثبات والسداد والرشاد
حفظنا الله واياكم والمؤمنين من محبطات الاعمال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.