بسم الله الرحمن الرحيم
هل التاريخ يعيد نفسه...؟؟؟
يقولون ان التاريخ يعيد نفسه
هذه المقولة لا تعني الحتمية التاريخية بمفهومها الاصطلاحي عند الشيوعيين، وهي ليست ايضا مطلقة ، بل امر قابل للنقاش وخاضع لمجازية الاستخدام .
فالتشابه بين افعال الجنس والنوع البشري عبر تعاقب الاجيال والامم امر طبيعي ، كون الانسان هو الانسان، يحمل نفس الدوافع والغر ائز والحاجات الاشباعية الدافعة للسلوك، ومن هنا تاتي مقولة التاريخ يعيد نفسه، لتشابه السلوك البشري بدوافع نفس الغرائز ونفس الحاجات المتطلبة للاشباع عند الانسان.
بمعنى ان نفس الحوادث ربما تتكرر من خلال نفس الدوافع وقد تكون في واقع حدوثها ليست متطابقة تمام التطابق بين ما حدث امس وما حدث اليوم ، وهذا مغاير للحتمية وناقض لها، كون الحتمية تقتضي تطابق الحدوث والا لا تسمى حتمية. فيكون تشابه احداث لا مطابقة احداث.
وعليه فيكون فهم عبارة - التاريخ يعيد نفسه - على نسبة من المجاز وليس الحقيقة ، لان التاريخ ليس كائنا يفعل ، بل هو ظرف زماني سجل البشر فيه احداثهم ونشاطهم الحياتي في زمانهم ، وعليه واقع التاريخ انما هو ظرف زمان سجل فيه الناس افعالهم وسطرها الرواة أو نقلها شهود الزمان لمن بعدهم عبر الاجيال المتعاقبة .
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ربما يحصل اختلاف في طبيعة الحدث المشابه عن سابقه في طبيعة وقوعهما، وحيثيات الوقوع فلا حتمية في الامر. لان حقيقة فاعل الاحداث في الواقع هو الانسان صاحب نفس الدوافع ونفس الغرائز وليس التاريخ ... وربما تختلف وجهات النظر الموجهة لدوافع الانسان من قوم الى قوم اخرين ، وربما اختلف التمسك بوجهة النظر في نفس الامة من جيل الى جيل اخر ... فالصحيح هو تشابه الاحداث بسبب تشابه القيم والمفاهيم الموجهة للسلوك الانساني .....
وقد اشار القران الكريم الى هذا المعنى في تشابه افكار و افعال العباد وتكرارها بين الاجيال والامم السابقة واللاحقة، لتشابه دوافع التفكير عندهم، وبالتالي تشابه الاعمال ، فقال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) البقرة
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل التاريخ يعيد نفسه...؟؟؟
يقولون ان التاريخ يعيد نفسه
هذه المقولة لا تعني الحتمية التاريخية بمفهومها الاصطلاحي عند الشيوعيين، وهي ليست ايضا مطلقة ، بل امر قابل للنقاش وخاضع لمجازية الاستخدام .
فالتشابه بين افعال الجنس والنوع البشري عبر تعاقب الاجيال والامم امر طبيعي ، كون الانسان هو الانسان، يحمل نفس الدوافع والغر ائز والحاجات الاشباعية الدافعة للسلوك، ومن هنا تاتي مقولة التاريخ يعيد نفسه، لتشابه السلوك البشري بدوافع نفس الغرائز ونفس الحاجات المتطلبة للاشباع عند الانسان.
بمعنى ان نفس الحوادث ربما تتكرر من خلال نفس الدوافع وقد تكون في واقع حدوثها ليست متطابقة تمام التطابق بين ما حدث امس وما حدث اليوم ، وهذا مغاير للحتمية وناقض لها، كون الحتمية تقتضي تطابق الحدوث والا لا تسمى حتمية. فيكون تشابه احداث لا مطابقة احداث.
وعليه فيكون فهم عبارة - التاريخ يعيد نفسه - على نسبة من المجاز وليس الحقيقة ، لان التاريخ ليس كائنا يفعل ، بل هو ظرف زماني سجل البشر فيه احداثهم ونشاطهم الحياتي في زمانهم ، وعليه واقع التاريخ انما هو ظرف زمان سجل فيه الناس افعالهم وسطرها الرواة أو نقلها شهود الزمان لمن بعدهم عبر الاجيال المتعاقبة .
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ربما يحصل اختلاف في طبيعة الحدث المشابه عن سابقه في طبيعة وقوعهما، وحيثيات الوقوع فلا حتمية في الامر. لان حقيقة فاعل الاحداث في الواقع هو الانسان صاحب نفس الدوافع ونفس الغرائز وليس التاريخ ... وربما تختلف وجهات النظر الموجهة لدوافع الانسان من قوم الى قوم اخرين ، وربما اختلف التمسك بوجهة النظر في نفس الامة من جيل الى جيل اخر ... فالصحيح هو تشابه الاحداث بسبب تشابه القيم والمفاهيم الموجهة للسلوك الانساني .....
وقد اشار القران الكريم الى هذا المعنى في تشابه افكار و افعال العباد وتكرارها بين الاجيال والامم السابقة واللاحقة، لتشابه دوافع التفكير عندهم، وبالتالي تشابه الاعمال ، فقال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) البقرة
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2021-07-08, 7:07 am عدل 1 مرات