بسم الله الرحمن الرحيم
البناء العظيم
ان اعظم بناء يُبنى في الحياة هو بناء الانسان المبدأي العقائدي ، فلذلك كان لزاما لبناءه من بناء العقيدة الصحيحة ، و العقيدة هي اليقين القطعي بالحقائق اليقينية الثابتة.. والمتولد بالنظر العقلي الصحيح والادلة القطعية ثبوتا ودلالة .
ففي مجال العقيدة ومباحثها لا تدخل الظنيات ولا المحتملات والاحتمالات، لان العقيدة لا تبنى على غلبة ظن ولا على ما يحتمل الاحتمالات والشك .. و كذلك لا يستدل عليها بالاحتمالات ولا بما يحمل وجوه الاحتمال .. لا ثبوتا ولا دلالة .. فهي تصديق جازم يطابق الواقع.. عن دليل قطعي يفيد القطع ويبني اليقين والجزم .
فهي ليست مجرد تصديق فقط..قد يحتمل الخطا يوما او الصواب..بل لابد في هذا التصديق من الجزم والقطع واليقين. ولا بد من مطابقتها للواقع وعدم تكذيبه لها او نفيه لها.
وهذه الاحترازات مهمة للغاية في تبني العقيدة وبنائها لبناء لانسان السوي .. لان العقيدة اساس بناء العقل ومنظار الرؤيا للانسان .. وبالتالي مصدر الحكم على الاشياء والحقائق والافكار .. فمنها تنبثق عملية التفكير وعلى اساسها ينطلق الفكر .. وبها يبنى العقل. فالعقيدة لاي امة هي البناء الفكري وقاعدته واساسه وعليها تقوم المعارف والثقافات .. و على اساسها تبنى الحضارات ووجهات النظر في الحياة ..وبها تفسر الحياة .. وتقوم انشطتها وتفاعلاتها وبها تصطبغ .. اي هي الاساس الفكري والقاعدة الفكرية التي ينطلق الفكر منها وتنبثق عنها عملية التفكير والعقل.. لذلك كان لا بد من تمتين الاساس ليستطيع حمل البناء وارتفاعه وارتقاءه ، فكلما شمخ البناء وارتفع كان لا بد من اسسمتينة وقواعد ثابتة لتحمل شموخه وارتفاعه ، وانت هنا تريد بناء انسان رجليه على الارض وراسه يتجاوز ملكوت السماوات والارضين ليرتبط بالخالق العظيم .
و معلوم ان الانسان يندفع للعمل والسلوك من منطلقات غرائزية وحاجات عضوية ، بنا الله فطرته بها وكذا بنيته الجسدية .. وما يهذب سلوكه وينظم طرق اشباعاته ليرتقي ويسمو عن مستويات الاشباعات البهيمية ، انما هو عقيدته بما ينبثق عنها من احكام وتعليمات توجهه .
فالحياة السليمة والصحيحة تتطلب العقيدة السليمة الصحيحة ليستقيم سلوك الانسان .. وتتحقق له السعادة حين تبنيه للمعتقد الحق .. الذي يوجه دوافعه وسلوكه للاتجاه الذي يرتضيه رب العباد خالق الانسان والكون والحياة .
وما يبنيه الظن والشك في النفس انما هو تشويه وتشويش لمسيرة الانسان التي ينبغي ان تنطلق في هذه الحياة بثقة ويقين وثبات .. وليس شك وتردد لا يولد الا الاضطراب والتردد والتلون في المواقف والسلوك والانفصام في الشخصية.. ولا يكون الاستقرار الحقيقي والثبات للنفس والسلوك الا بالبناء القطعي اليقيني للمعتقد والايمان . فلذلك جاء في الحديث الشريف أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ، رضي الله عنه وارضاه : (فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم )متفقٌ عليهِ.
اللهم ثبتنا على الحق والهدى والخير والايمان واهدنا لما تحب واهد بنا .
ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البناء العظيم
ان اعظم بناء يُبنى في الحياة هو بناء الانسان المبدأي العقائدي ، فلذلك كان لزاما لبناءه من بناء العقيدة الصحيحة ، و العقيدة هي اليقين القطعي بالحقائق اليقينية الثابتة.. والمتولد بالنظر العقلي الصحيح والادلة القطعية ثبوتا ودلالة .
ففي مجال العقيدة ومباحثها لا تدخل الظنيات ولا المحتملات والاحتمالات، لان العقيدة لا تبنى على غلبة ظن ولا على ما يحتمل الاحتمالات والشك .. و كذلك لا يستدل عليها بالاحتمالات ولا بما يحمل وجوه الاحتمال .. لا ثبوتا ولا دلالة .. فهي تصديق جازم يطابق الواقع.. عن دليل قطعي يفيد القطع ويبني اليقين والجزم .
فهي ليست مجرد تصديق فقط..قد يحتمل الخطا يوما او الصواب..بل لابد في هذا التصديق من الجزم والقطع واليقين. ولا بد من مطابقتها للواقع وعدم تكذيبه لها او نفيه لها.
وهذه الاحترازات مهمة للغاية في تبني العقيدة وبنائها لبناء لانسان السوي .. لان العقيدة اساس بناء العقل ومنظار الرؤيا للانسان .. وبالتالي مصدر الحكم على الاشياء والحقائق والافكار .. فمنها تنبثق عملية التفكير وعلى اساسها ينطلق الفكر .. وبها يبنى العقل. فالعقيدة لاي امة هي البناء الفكري وقاعدته واساسه وعليها تقوم المعارف والثقافات .. و على اساسها تبنى الحضارات ووجهات النظر في الحياة ..وبها تفسر الحياة .. وتقوم انشطتها وتفاعلاتها وبها تصطبغ .. اي هي الاساس الفكري والقاعدة الفكرية التي ينطلق الفكر منها وتنبثق عنها عملية التفكير والعقل.. لذلك كان لا بد من تمتين الاساس ليستطيع حمل البناء وارتفاعه وارتقاءه ، فكلما شمخ البناء وارتفع كان لا بد من اسسمتينة وقواعد ثابتة لتحمل شموخه وارتفاعه ، وانت هنا تريد بناء انسان رجليه على الارض وراسه يتجاوز ملكوت السماوات والارضين ليرتبط بالخالق العظيم .
و معلوم ان الانسان يندفع للعمل والسلوك من منطلقات غرائزية وحاجات عضوية ، بنا الله فطرته بها وكذا بنيته الجسدية .. وما يهذب سلوكه وينظم طرق اشباعاته ليرتقي ويسمو عن مستويات الاشباعات البهيمية ، انما هو عقيدته بما ينبثق عنها من احكام وتعليمات توجهه .
فالحياة السليمة والصحيحة تتطلب العقيدة السليمة الصحيحة ليستقيم سلوك الانسان .. وتتحقق له السعادة حين تبنيه للمعتقد الحق .. الذي يوجه دوافعه وسلوكه للاتجاه الذي يرتضيه رب العباد خالق الانسان والكون والحياة .
وما يبنيه الظن والشك في النفس انما هو تشويه وتشويش لمسيرة الانسان التي ينبغي ان تنطلق في هذه الحياة بثقة ويقين وثبات .. وليس شك وتردد لا يولد الا الاضطراب والتردد والتلون في المواقف والسلوك والانفصام في الشخصية.. ولا يكون الاستقرار الحقيقي والثبات للنفس والسلوك الا بالبناء القطعي اليقيني للمعتقد والايمان . فلذلك جاء في الحديث الشريف أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ، رضي الله عنه وارضاه : (فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم )متفقٌ عليهِ.
اللهم ثبتنا على الحق والهدى والخير والايمان واهدنا لما تحب واهد بنا .
ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.