التعريف بمفهوم سياسة الامر الواقع : Policy of fait accompli.
يعني هذا المصطلح في عالم السياسة والاعلام :- التعامل مع الواقع على اعتباره أمر لا يمكن تغييره، وتستخدم في سياق فرض طرف قوي لإرادته (بعد أن ينفذها ويجعلها أمرا واقعا) على طرف آخر مستضعف او ضعيف و حمله على قبولها و التكيف معها.
فسياسة الامر الواقع هي سياسة قهر الغالب للمغلوب ومحاصرته وسلب ارادته، بحيث لا يكون عنده خيارات الا القبول بالامر الواقع الذي اختاره له غالبه وقاهره .. وحمل الضحية على الاستسلام والتسليم لارادة الغالب.
وفي عالم العقيدة والمبدأ لا وجود و لا قبول للامر الواقع .. فالعقيدة في الاسلام فكر خلاق .. يسعى دوما لبلوغ الاكمل و الافضل لاهله ومعتنقيه .. و يصنع واقعه الملائم ومناخه المناسب لفكره والعيش بمفاهيمه ، لانه يرفض ان يكون الواقع مصدرا له، بل الواقع امامه محلا للتفكير وليس مصدرا .. فيعمل الاسلام ومفاهيمه الايمانية واحكامه الشرعية دوما على التغيير نحو الافضل والاكمل، وبلوغ المقام العلي الذي يرضي الله عز وجل.. (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ ...(110ال عمران).
فالاسلام لا يقبل بالواقع المنكر الذي تنكره احكامه وتشريعاته ومفاهيمه، ولا يقبل باستمراره وبقاءه، بل يطلب ويوجب تغييره، خاصة فيما هو من صنع البشر ونابع عن ارادتهم واختيارهم .. اي الداخل ضمن اطار التكليفات و
النواهي الشرعية التي امامها يمتلك الانسان ارادة القبول او الرفض .. اي يكون له فيها مجال التغيير، فقد قال سبحانه على لسان لقمان في سورة لقمان:-(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17). واما ما وقع عليك او منك رغما عنك ولا ارادة لك فيه ولا دخل، فذاك قضاء ربك وحكمه المبرم المحتوم، فاصبر عليه فان ذلك من عزم الامور ..(( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ))[البقرة:156].
فالامر الواقع الذي نسلم به ونرضى به هو فقط ما كان في دائرة القضاء الالهي المحتوم، فلا قبل للخلق بخالقهم، ولا بتغيير حكمه وقضاءه جل وعلا. :- (( وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))[البقرة:117]. وقال سبحانه لمن لا يرضى بقضاءه ويتذمر ويسخط ولا يرضى : (( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ))[الحج:15].
اما ما هو من ارادة البشر وفي ضمن قدرتهم على الرفض او القبول، فان الله تعالى حرم السكوت على المنكرات فضلا عن الرضى بها، فقال سبحانه:-(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)المائدة.
وفي حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)) أخرجه الترمذي،
وان من انكر المنكرات يا امة الاسلام، الاستسلام للامر الواقع الذي يفرضه الاعداء والكفار على الامة، ويحرم دينكم وقرانكم الاستكانة والاستسلام للعدو ومؤامراته وخططه ومخططاته، قال الله تعالى :-(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) محمد.
وبناءََ على ما تقدم فان سياسة الامر الواقع مرفوضة شرعا ولا يحل اتخاذها قاعدة للتعامل وكل باطل فان ما بني عليه باطل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعني هذا المصطلح في عالم السياسة والاعلام :- التعامل مع الواقع على اعتباره أمر لا يمكن تغييره، وتستخدم في سياق فرض طرف قوي لإرادته (بعد أن ينفذها ويجعلها أمرا واقعا) على طرف آخر مستضعف او ضعيف و حمله على قبولها و التكيف معها.
فسياسة الامر الواقع هي سياسة قهر الغالب للمغلوب ومحاصرته وسلب ارادته، بحيث لا يكون عنده خيارات الا القبول بالامر الواقع الذي اختاره له غالبه وقاهره .. وحمل الضحية على الاستسلام والتسليم لارادة الغالب.
وفي عالم العقيدة والمبدأ لا وجود و لا قبول للامر الواقع .. فالعقيدة في الاسلام فكر خلاق .. يسعى دوما لبلوغ الاكمل و الافضل لاهله ومعتنقيه .. و يصنع واقعه الملائم ومناخه المناسب لفكره والعيش بمفاهيمه ، لانه يرفض ان يكون الواقع مصدرا له، بل الواقع امامه محلا للتفكير وليس مصدرا .. فيعمل الاسلام ومفاهيمه الايمانية واحكامه الشرعية دوما على التغيير نحو الافضل والاكمل، وبلوغ المقام العلي الذي يرضي الله عز وجل.. (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ ...(110ال عمران).
فالاسلام لا يقبل بالواقع المنكر الذي تنكره احكامه وتشريعاته ومفاهيمه، ولا يقبل باستمراره وبقاءه، بل يطلب ويوجب تغييره، خاصة فيما هو من صنع البشر ونابع عن ارادتهم واختيارهم .. اي الداخل ضمن اطار التكليفات و
النواهي الشرعية التي امامها يمتلك الانسان ارادة القبول او الرفض .. اي يكون له فيها مجال التغيير، فقد قال سبحانه على لسان لقمان في سورة لقمان:-(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17). واما ما وقع عليك او منك رغما عنك ولا ارادة لك فيه ولا دخل، فذاك قضاء ربك وحكمه المبرم المحتوم، فاصبر عليه فان ذلك من عزم الامور ..(( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ))[البقرة:156].
فالامر الواقع الذي نسلم به ونرضى به هو فقط ما كان في دائرة القضاء الالهي المحتوم، فلا قبل للخلق بخالقهم، ولا بتغيير حكمه وقضاءه جل وعلا. :- (( وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))[البقرة:117]. وقال سبحانه لمن لا يرضى بقضاءه ويتذمر ويسخط ولا يرضى : (( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ))[الحج:15].
اما ما هو من ارادة البشر وفي ضمن قدرتهم على الرفض او القبول، فان الله تعالى حرم السكوت على المنكرات فضلا عن الرضى بها، فقال سبحانه:-(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)المائدة.
وفي حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)) أخرجه الترمذي،
وان من انكر المنكرات يا امة الاسلام، الاستسلام للامر الواقع الذي يفرضه الاعداء والكفار على الامة، ويحرم دينكم وقرانكم الاستكانة والاستسلام للعدو ومؤامراته وخططه ومخططاته، قال الله تعالى :-(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) محمد.
وبناءََ على ما تقدم فان سياسة الامر الواقع مرفوضة شرعا ولا يحل اتخاذها قاعدة للتعامل وكل باطل فان ما بني عليه باطل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.