بسم الله الرحمن الرحيم
قول لمن يهمه الامر من ابناء امتنا : -
قواعد النسب والانتساب في شرعنا الحنيف واثرها على العلاقات والمعاملات والدعوة :-
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات).
مجهول النسب والحسب عند العرب لا يؤبه له ولا لقوله ، ولا يسلمونه قياد امرهم وقد كان هذا ديدن كثير من شعوب الارض ، فاذا قيل عن الرجل عندهم زنيم او لصيق فليس له مكانة بينهم و لا في حياتهم ،ولا يرفع رأسه في نواديهم ولا في مجالسهم ،و ذلك امر متبع في اهل البوادي لليوم !! فلذلك اهتموا بالانساب ايما اهتمام ، لدرجة انهم في بداية دعوى الاسلام اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد انسب لنا ربك ؟!!
فنزلت سورة نسب الله تعالى:- (قل هو الله احد ...لم يلد ولم يولد ..) ، والنسب سببه الولادة وانجاب الولد .. وهذا ممتنع في حق الصمد واجب الوجود الذي يستند الوجود في وجوده الى وجوده ولا يستند هو في وجوده الى وجود ..
و المنتسب الى غير ابيه و اهله وقومه عند العرب ويُضيع اصله بمرور الوقت يسمونه اللصيق، اي انه التصق بهم وهو اصلا ليس منهم
و يقولون ايضا عنه -دخيل- والدخيل في النسب من انتسب للقوم وليس هو بمنهم اصلا ، كأن ينسبه القوم او هو ينتسب اليهم تغطية على نسبه ان كان مطلوبا لدم او ما شابه ، او يكون وضيعا فاعجبتهم نساءه فيريدون ان يتزوجوا منهن فيدخلونه في نسبهم ، او لعلة اخرى ... وهذه النسبة و ذاك الانتساب من كبائر الاثم المحرمات شرعا ، وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم من يفعله من الناس .. !!!
ويدل على ذلك ما رواه أبو ذر رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب، فليتبوأ مقعده من النار". متفق عليه.
ويدخل في نسب القوم من تحالف معهم - واختلط دمه بدمهم وتوحد مصيره ومصيرهم في سلمهم وحربهم ، وكانت العرب تقول عند عقد ذلك الحلف الذي يتساوى بموجبه النسب و تتقابل به الاحساب : - الدم الدم والهدم الهدم .. وكانت العرب تتوارث ذلك عبر اجيالها ، وهو مما اقره الاسلام لانه وشيجة من وشائج الصلاة والقربى بين الناس .
كما يدخل في نسب القوم مولاهم ... والمولى اما ان يكون عبد اعتقوه ، فيحظى بدرجة القربى من معتقيه فيعقل معهم ويعقلون عنه، ويدفعون معه او عنه ارش الجناية ويحصلونه ان وقعت الجناية عليه، ويرثهم ان لم يكن لهم وارث غيره دون بيت المال ، كما ويرثونه ان انقطع من الوارث غيرهم ... وهذا ما كان عليه سيدنا بلال رضي الله عنه حيث اشتراه سيدنا ابو بكر الصديق واعتقه فاشتهر بولاءه لآل ابناء ابي قحافة ...
واما الولاء بالنصرة والمناصرة والحماية وتأمين الحقوق ، وهذا كان قد تولد للعجم في صدر الاسلام وفتوحاته الاولى ، حيث كان الافراد او الجماعات التي تدخل الاسلام لا بد لها من الدخول في ولاء قبيلة من قبائل العرب ...
فلذلك كان سلمان الفارسي رضي الله عنه من آل البيت بالولاء !!
فق جاء عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ أنه قال: «سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ». أخرجه الطبراني، والحاكم في "مستدركه"، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصَّحابة"، والبيهقي في "دلائل النبوة" وقال البهقي في سبب الحديث: اختلف فيه المهاجرون والأنصار يوم الخندق في حفره، وهو الذي دلهم على هذه المكيدة فقال المهاجرون: هو منا، وقالت الأنصار: هو منا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ» ..
وكان من يكتبون في الرجال ممن كانوا يهتمون بنعمة الانساب والانتساب التي جعلنا الله تعالى نتعارف -لا فقط لنعرف - بها يقولون في ترجماتهم للرجال: فلان ابن فلان من بني فلان او مولى بني فلان ، او يقولون مثلا حليف بني فلان او الفلاني ولاءََ ....
وفي سنن أبي داود رحمه الله -بإسناد جيد- (كما قاله ابن القيم في تحفة المودود) : عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم".
وسبق ان بينت على ما اذكر في منشور قديم مجموعة من الاحكام الشرعية كان سببها النسب، كالمحرمات من النساء والمحرمين والمحارم من الرجال، والانتساب وثبوت النسب او نفيه، واحكام المواريث ومعرفة الارحام، وعقل الدية في الماء على عاقلة الرجل ومعرفة وصلة العاقلة، ومنها تقلد المناصب في الدولة والولايات العامة، وحفظ نسب بني هاشم لمودتهم اكرامهم وحجبهم عن الزكاة التي هي طهارة اوساخ اموال الناس فاكرمهم شرعنا عنها ، قال الله تعالى :- (ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى). روى الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الاية قال : عن ابن عباس, قوله: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قال : - كان لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ سَلَّم قرابة في جميع قريش , فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال :- "يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني، فاحفظوا قرابتي فيكم، لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي و نُصرتي منكم " . ... فالقرابة احق بالنصرة للقرابة ان كان على الحق .. وقريش احرى الناس واحقهم بنصرة دين النبي الهاشمي القرشي الرسول للناس كافة ليخرجهم من الظلمات الى النور ...!!
وقد قيل و الناس ينعمون في و بحياة الاسلام: - " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي صاحب حسب أو صاحب دين" . و قيل "من لم يردعه دينه عن خوارم المروءة رده نسبه" .
وما تدهورت اوضاع الامة وانقادت للهوان والوان الذل الا لما تسنم قياد امرها عديمي الدين و مجهولي النسب من اصحاب النسبة والانتساب ، وترك العلماء تحقيق الانساب وحفظها من التلاعب والانتساب، اما خوفا وايثارا وطلبا للسلامة، واما طمعا وحبا للمال والجاه والمنصب ، فباعوا دينهم بدنياهم ، واستبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير ...!!!
وقد جاء الحديث الصحيح المتفق عليه؛ حيث رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:- ( لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ ) .
و المقصود بالأمر هنا: منصب الخلافة العظمى، كما كان الحال في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم . والراجح عند جمهور علمائنا أن هذا الخبر بمعنى الأمر. وحمله من تساهل فيه على انه شرط افضلية، وليس من شروط الانعقاد... !!!
علما بانه جاء في الحديث الصحيح الاخبار عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : - "بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على السمعِ والطاعةِ، في اليُسْرِ والعُسْرِ، والمَنْشَطِ والمَكْرَهِ، وأن لا نُنَازِعَ الأمرَ أهلَه، وأن نقولَ : - أو نَقُومَ - بالحقِّ حيثُ كنا، لا نخافُ لَوْمَةَ لائِمٍ" . هذا لفظ النسائي واخرجه البخاري ومسلم باختلاف يسير ...
ورواية البخاري جاء فيها يروي جُنَادَةُ بنُ أبي أُمَيَّةَ السَّدُوسِيُّ: قال: دَخَلْنا علَى عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ وهو مَرِيضٌ، قُلْنا: أصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِّثْ بحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ به، سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: "دَعانا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَبايَعْناهُ، فقالَ فِيما أخَذَ عَلَيْنا: أنْ بايَعَنا علَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ، في مَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وعُسْرِنا ويُسْرِنا، وأَثَرَةً عَلَيْنا، وأَنْ لا نُنازِعَ الأمْرَ أهْلَهُ، إلَّا أنْ تَرَوْا كُفْرًا بَواحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فيه بُرْهانٌ" .
والشاهد هنا ان للامر اهل مُعينون معلومون يجب ان لا ينازعوه ما اقاموا احكام الدين ولا يعدلوا عنه الى كفر حكم الله به انه كفر ، وان يقفوا معهم والى صفهم في المنشط والمكره واليسر والعسر ويحاسبونهم وغيرهم بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم ..!!
اللهم اعز امتنا كيفما تشاء وبما تحب و وبمن ترضى ويُرضيك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قول لمن يهمه الامر من ابناء امتنا : -
قواعد النسب والانتساب في شرعنا الحنيف واثرها على العلاقات والمعاملات والدعوة :-
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات).
مجهول النسب والحسب عند العرب لا يؤبه له ولا لقوله ، ولا يسلمونه قياد امرهم وقد كان هذا ديدن كثير من شعوب الارض ، فاذا قيل عن الرجل عندهم زنيم او لصيق فليس له مكانة بينهم و لا في حياتهم ،ولا يرفع رأسه في نواديهم ولا في مجالسهم ،و ذلك امر متبع في اهل البوادي لليوم !! فلذلك اهتموا بالانساب ايما اهتمام ، لدرجة انهم في بداية دعوى الاسلام اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد انسب لنا ربك ؟!!
فنزلت سورة نسب الله تعالى:- (قل هو الله احد ...لم يلد ولم يولد ..) ، والنسب سببه الولادة وانجاب الولد .. وهذا ممتنع في حق الصمد واجب الوجود الذي يستند الوجود في وجوده الى وجوده ولا يستند هو في وجوده الى وجود ..
و المنتسب الى غير ابيه و اهله وقومه عند العرب ويُضيع اصله بمرور الوقت يسمونه اللصيق، اي انه التصق بهم وهو اصلا ليس منهم
و يقولون ايضا عنه -دخيل- والدخيل في النسب من انتسب للقوم وليس هو بمنهم اصلا ، كأن ينسبه القوم او هو ينتسب اليهم تغطية على نسبه ان كان مطلوبا لدم او ما شابه ، او يكون وضيعا فاعجبتهم نساءه فيريدون ان يتزوجوا منهن فيدخلونه في نسبهم ، او لعلة اخرى ... وهذه النسبة و ذاك الانتساب من كبائر الاثم المحرمات شرعا ، وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم من يفعله من الناس .. !!!
ويدل على ذلك ما رواه أبو ذر رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب، فليتبوأ مقعده من النار". متفق عليه.
ويدخل في نسب القوم من تحالف معهم - واختلط دمه بدمهم وتوحد مصيره ومصيرهم في سلمهم وحربهم ، وكانت العرب تقول عند عقد ذلك الحلف الذي يتساوى بموجبه النسب و تتقابل به الاحساب : - الدم الدم والهدم الهدم .. وكانت العرب تتوارث ذلك عبر اجيالها ، وهو مما اقره الاسلام لانه وشيجة من وشائج الصلاة والقربى بين الناس .
كما يدخل في نسب القوم مولاهم ... والمولى اما ان يكون عبد اعتقوه ، فيحظى بدرجة القربى من معتقيه فيعقل معهم ويعقلون عنه، ويدفعون معه او عنه ارش الجناية ويحصلونه ان وقعت الجناية عليه، ويرثهم ان لم يكن لهم وارث غيره دون بيت المال ، كما ويرثونه ان انقطع من الوارث غيرهم ... وهذا ما كان عليه سيدنا بلال رضي الله عنه حيث اشتراه سيدنا ابو بكر الصديق واعتقه فاشتهر بولاءه لآل ابناء ابي قحافة ...
واما الولاء بالنصرة والمناصرة والحماية وتأمين الحقوق ، وهذا كان قد تولد للعجم في صدر الاسلام وفتوحاته الاولى ، حيث كان الافراد او الجماعات التي تدخل الاسلام لا بد لها من الدخول في ولاء قبيلة من قبائل العرب ...
فلذلك كان سلمان الفارسي رضي الله عنه من آل البيت بالولاء !!
فق جاء عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ أنه قال: «سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ». أخرجه الطبراني، والحاكم في "مستدركه"، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصَّحابة"، والبيهقي في "دلائل النبوة" وقال البهقي في سبب الحديث: اختلف فيه المهاجرون والأنصار يوم الخندق في حفره، وهو الذي دلهم على هذه المكيدة فقال المهاجرون: هو منا، وقالت الأنصار: هو منا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ» ..
وكان من يكتبون في الرجال ممن كانوا يهتمون بنعمة الانساب والانتساب التي جعلنا الله تعالى نتعارف -لا فقط لنعرف - بها يقولون في ترجماتهم للرجال: فلان ابن فلان من بني فلان او مولى بني فلان ، او يقولون مثلا حليف بني فلان او الفلاني ولاءََ ....
وفي سنن أبي داود رحمه الله -بإسناد جيد- (كما قاله ابن القيم في تحفة المودود) : عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم".
وسبق ان بينت على ما اذكر في منشور قديم مجموعة من الاحكام الشرعية كان سببها النسب، كالمحرمات من النساء والمحرمين والمحارم من الرجال، والانتساب وثبوت النسب او نفيه، واحكام المواريث ومعرفة الارحام، وعقل الدية في الماء على عاقلة الرجل ومعرفة وصلة العاقلة، ومنها تقلد المناصب في الدولة والولايات العامة، وحفظ نسب بني هاشم لمودتهم اكرامهم وحجبهم عن الزكاة التي هي طهارة اوساخ اموال الناس فاكرمهم شرعنا عنها ، قال الله تعالى :- (ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى). روى الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الاية قال : عن ابن عباس, قوله: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قال : - كان لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ سَلَّم قرابة في جميع قريش , فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال :- "يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني، فاحفظوا قرابتي فيكم، لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي و نُصرتي منكم " . ... فالقرابة احق بالنصرة للقرابة ان كان على الحق .. وقريش احرى الناس واحقهم بنصرة دين النبي الهاشمي القرشي الرسول للناس كافة ليخرجهم من الظلمات الى النور ...!!
وقد قيل و الناس ينعمون في و بحياة الاسلام: - " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي صاحب حسب أو صاحب دين" . و قيل "من لم يردعه دينه عن خوارم المروءة رده نسبه" .
وما تدهورت اوضاع الامة وانقادت للهوان والوان الذل الا لما تسنم قياد امرها عديمي الدين و مجهولي النسب من اصحاب النسبة والانتساب ، وترك العلماء تحقيق الانساب وحفظها من التلاعب والانتساب، اما خوفا وايثارا وطلبا للسلامة، واما طمعا وحبا للمال والجاه والمنصب ، فباعوا دينهم بدنياهم ، واستبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير ...!!!
وقد جاء الحديث الصحيح المتفق عليه؛ حيث رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:- ( لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ ) .
و المقصود بالأمر هنا: منصب الخلافة العظمى، كما كان الحال في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم . والراجح عند جمهور علمائنا أن هذا الخبر بمعنى الأمر. وحمله من تساهل فيه على انه شرط افضلية، وليس من شروط الانعقاد... !!!
علما بانه جاء في الحديث الصحيح الاخبار عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : - "بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على السمعِ والطاعةِ، في اليُسْرِ والعُسْرِ، والمَنْشَطِ والمَكْرَهِ، وأن لا نُنَازِعَ الأمرَ أهلَه، وأن نقولَ : - أو نَقُومَ - بالحقِّ حيثُ كنا، لا نخافُ لَوْمَةَ لائِمٍ" . هذا لفظ النسائي واخرجه البخاري ومسلم باختلاف يسير ...
ورواية البخاري جاء فيها يروي جُنَادَةُ بنُ أبي أُمَيَّةَ السَّدُوسِيُّ: قال: دَخَلْنا علَى عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ وهو مَرِيضٌ، قُلْنا: أصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِّثْ بحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ به، سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: "دَعانا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَبايَعْناهُ، فقالَ فِيما أخَذَ عَلَيْنا: أنْ بايَعَنا علَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ، في مَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وعُسْرِنا ويُسْرِنا، وأَثَرَةً عَلَيْنا، وأَنْ لا نُنازِعَ الأمْرَ أهْلَهُ، إلَّا أنْ تَرَوْا كُفْرًا بَواحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فيه بُرْهانٌ" .
والشاهد هنا ان للامر اهل مُعينون معلومون يجب ان لا ينازعوه ما اقاموا احكام الدين ولا يعدلوا عنه الى كفر حكم الله به انه كفر ، وان يقفوا معهم والى صفهم في المنشط والمكره واليسر والعسر ويحاسبونهم وغيرهم بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم ..!!
اللهم اعز امتنا كيفما تشاء وبما تحب و وبمن ترضى ويُرضيك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...