بسم الله الرحمن الرحيم
الورع الحق والورع الكاذب
الورع هو ترك ما يريبك الا مالا يريبك ، ورع يرع وهو مأخوذ من مادّة (ور ع) الّتي تدلّ على الكفّ والانقباض، قال ابن فارس: ومنه (أي من هذا المعنى) الورع: العفّة، وهي الكفّ عمّا لا ينبغي، وقال ابن منظور: الورع: التّحرّج، وقال الأصمعيّ: الرّعة الهدى وحسن الهيئة. يقال: قوم حسنة رعتهم أي شأنهم وأمرهم وأدبهم وأصله من الورع، وهو الكفّ عن القبيح .
واصطلاحا :
قال المناويّ: قيل (في تعريفه) : الورع ترك ما يريبك، ونفي ما يعيبك، والأخذ بالأوثق، وحمل النّفس على الأشقّ.
و يقول الجرجانيّ: هو اجتناب الشّبهات خوفا من الوقوع في المحرّمات.
وقد قسّم الرّاغب الأصفهانيّ الورع إلى ثلاث مراتب:
1- واجب: وهو الإحجام عن المحارم، وذلك للنّاس كافّة.
2- مندوب: وهو الوقوف عن الشّبهات، وذلك للأواسط.
3- فضيلة: وهو الكفّ عن كثير من المباحات والاقتصار على أقلّ الضّرورات، وذلك للنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين .
وروي عن الحسن بن عليّ- رضي الله عنهما- قال: حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، وإنّ الكذب ريبة»
وروي عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع».
فالورع كما تلاحظون وقراتم انما هو محافظة على الاوامر وحرص على اجتناب النواهي
واتقاء للشبهات خوفا من الوقوع في المحارم بدافع تقوى الله العظيم وطلبا لرضاه وخشية من سخطه.
ومع وضوح هذا الخط الشرعي الا انك تجد متفيهقين متظاهرين بالورع في كل عصر وفي كل زمن، وهم كذبة كما سماهم الفاروق رضي الله عنه فبينما كان كعادته يسير متفقدا يوما فى السوق , فإذا برجل يمسك تمره ويصيح, من ضاعت منه تمره؟!, من ضاعت منه تمره؟! . فاغتاظ منه عمر ابن الخطاب وقال له "كلها وارحنا من صوتك ياصاحب الورع الكاذب".
وروي انه جاء رجل من أهل العراق إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقت الحج يسأله عن بعوضة قتلها، فهل عليه دم أم لا؟! فقال ابن عمر: سبحان الله، يا أهل العراق تقتلون ابن رسول الله (أي الحسين بن علي رضي الله عنهما) وتسألون عن دم البعوض ؟!..
ويروى انه جاء رجل زنى بامرأة إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابنه من الزنا، فقال له: لماذا لم تعزل؟، فقال الرجل: بلغني أن العزل مكروه، فقال أحمد: أو لم يبلغك أن الزنا حرام؟..
فايها الاخوة الاكارم ان الورع ليس امام الناس، وليس علاقة بينك وبين الخلق انما هو علاقة خاصة مباشرة بين العبد وربه الذي يعلم السر وما يخفى ، و يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، فلنتق الله ونصدقه القصد ...
روى الإمام أحمد بإسناده إلى أبي الدرداء، قال: أستعيذ بالله من خشوع النفاق. قيل وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع..
وقال سفيان الثوري: سيأتي أقوام يخشعون رياء وسمعة، وهم كالذئاب الضواري، غايتهم الدنيا، وجمع الدراهم من الحلال والحرام..
اللهم انا نعوذ بك من خشوع النفاق ومن الورع الكاذب ونسالك تقواك ورضاك والجنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الورع الحق والورع الكاذب
الورع هو ترك ما يريبك الا مالا يريبك ، ورع يرع وهو مأخوذ من مادّة (ور ع) الّتي تدلّ على الكفّ والانقباض، قال ابن فارس: ومنه (أي من هذا المعنى) الورع: العفّة، وهي الكفّ عمّا لا ينبغي، وقال ابن منظور: الورع: التّحرّج، وقال الأصمعيّ: الرّعة الهدى وحسن الهيئة. يقال: قوم حسنة رعتهم أي شأنهم وأمرهم وأدبهم وأصله من الورع، وهو الكفّ عن القبيح .
واصطلاحا :
قال المناويّ: قيل (في تعريفه) : الورع ترك ما يريبك، ونفي ما يعيبك، والأخذ بالأوثق، وحمل النّفس على الأشقّ.
و يقول الجرجانيّ: هو اجتناب الشّبهات خوفا من الوقوع في المحرّمات.
وقد قسّم الرّاغب الأصفهانيّ الورع إلى ثلاث مراتب:
1- واجب: وهو الإحجام عن المحارم، وذلك للنّاس كافّة.
2- مندوب: وهو الوقوف عن الشّبهات، وذلك للأواسط.
3- فضيلة: وهو الكفّ عن كثير من المباحات والاقتصار على أقلّ الضّرورات، وذلك للنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين .
وروي عن الحسن بن عليّ- رضي الله عنهما- قال: حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، وإنّ الكذب ريبة»
وروي عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع».
فالورع كما تلاحظون وقراتم انما هو محافظة على الاوامر وحرص على اجتناب النواهي
واتقاء للشبهات خوفا من الوقوع في المحارم بدافع تقوى الله العظيم وطلبا لرضاه وخشية من سخطه.
ومع وضوح هذا الخط الشرعي الا انك تجد متفيهقين متظاهرين بالورع في كل عصر وفي كل زمن، وهم كذبة كما سماهم الفاروق رضي الله عنه فبينما كان كعادته يسير متفقدا يوما فى السوق , فإذا برجل يمسك تمره ويصيح, من ضاعت منه تمره؟!, من ضاعت منه تمره؟! . فاغتاظ منه عمر ابن الخطاب وقال له "كلها وارحنا من صوتك ياصاحب الورع الكاذب".
وروي انه جاء رجل من أهل العراق إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقت الحج يسأله عن بعوضة قتلها، فهل عليه دم أم لا؟! فقال ابن عمر: سبحان الله، يا أهل العراق تقتلون ابن رسول الله (أي الحسين بن علي رضي الله عنهما) وتسألون عن دم البعوض ؟!..
ويروى انه جاء رجل زنى بامرأة إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابنه من الزنا، فقال له: لماذا لم تعزل؟، فقال الرجل: بلغني أن العزل مكروه، فقال أحمد: أو لم يبلغك أن الزنا حرام؟..
فايها الاخوة الاكارم ان الورع ليس امام الناس، وليس علاقة بينك وبين الخلق انما هو علاقة خاصة مباشرة بين العبد وربه الذي يعلم السر وما يخفى ، و يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، فلنتق الله ونصدقه القصد ...
روى الإمام أحمد بإسناده إلى أبي الدرداء، قال: أستعيذ بالله من خشوع النفاق. قيل وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع..
وقال سفيان الثوري: سيأتي أقوام يخشعون رياء وسمعة، وهم كالذئاب الضواري، غايتهم الدنيا، وجمع الدراهم من الحلال والحرام..
اللهم انا نعوذ بك من خشوع النفاق ومن الورع الكاذب ونسالك تقواك ورضاك والجنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.