الشخصية الاسلامية
شخصية المسلم شخصية إنسانية عالمية ،وذلك انها تحمل هم البشرية جمعاء، وتتحمل مسؤلية انقاذ البشر وجنس الانسان من الوقوع في حبائل ومصايد الشيطان واعوانه واهل منهجه، من شرار بني الانسان، الذين طغوا في البلاد واكثروا فيها الفساد، وهذا يحتم عليها ان تحمل رسالة الإسلام إلى كل بقاع العالم اجمع، بغية قيام مجتمع نظيف، يستمد منهاج حياته من خالقه جل وعلا، مجتمع تعمه الرحمة والعدل والمساواة والإحسان، وتتكافأ فيه فرص الحياة الفكرية والمادية على السواء: " كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومــنون بالله" " وما أرسلناك إلا كافة للناس" " يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". فإنسانية المسلم وعالميته نابعة من إنسانية الرسالة الاسلامية التي يحملها المسلم ويتحمل مسؤلية ادائها وعموميتها لسائر الخلق أجمعين.
فالشخصية الإسلامية شخصية مسؤولة تتحمل فرديا تبعة أعمالها، إذ لا قوام للخلق ولا للدين بغير تحمل التبعية ولا معنى للتكليف ولا للحساب بغير المسؤولية الفردية عن النفس وعن الجماعة البشرية التي تشكل وسط العيش الانساني للانسان. وبنعمة الاسلام والايمان يرى الانسان نفسه ليس فردا وحيدا، بل جزء من جماعة المؤمنين، وساعد من سواعد مجتمع الخير والفضيلة..
والشخصية الإسلامية شخصية معتنقة لوحدانية الله: - " وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحد"، ووحدانية العبادة:- " فاعبد الله مخلصا له الدين"، ووحدانية الخلق والأمر " ألا له الخلق والأمر". وينشأ عن هذه الوحدانية بعناصرها الثلاثة إخضاع تدبير شؤون الحياة الكونية ومن جملتها حياة الإنسان إلى منهج رباني ثابت وشامل، وهي تعني فيما تعنيه تحرير النفس البشرية بنزع السلطة من أي مصدر كان وإسنادها إلى الحق سبحانه، وتحرير الإنسان من كل نوع من أنواع الطاغوت الذي يتحكم في رقاب عباد الله، فلا عبودية إلا لله، ولا شريعة إلا من عند الله، ولقد شاء الله أن تكون قضية العقيدة هذه هي أولى قضية تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الاول للرسالة، لأنها قضية الإنسان وقضية وجوده ومصيره في هذا الكون، وعن طريقها يمنح تحرير نفسه من كل هيمنة أو تبعية او استرقاق. وبقوة التوحيد هذه عاش المسلمون الأولون في المستوى الأرفع من العزة والقوة واستقلال الشخصية وتقويمها و تمايزها، وحققوا مواقف جليلة مثلت الشخصية الإسلامية في اعتزازها بذاتها كونها لا تعبد ولا تتبع لرب سوى الله تعالى خالقها وبارئها، والتي زخر بها تاريخ المسلمين الأولين بسبب تمكن عقيدة التوحيد من قلوبهم، وتمثلهم لها أحسن تمثيل في حياتهم. وذلك أن الإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة كلية شاملة لكل خصائصه ونوازعه، ويعامله على حسبها، ومن هنا سمي دين الفطرة، التي فطر الله الناس عليها، نعم .. انه ينظر الى الجانب المادي في الإنسان ويعامله على حسبه، كما ينظر الى الجانب الروحي فيه ويعامله على حسبه، وهذا ما يفسر أصل الإنسان في الإسلام، حيث إنه يرد أصل خلقته للناحيتين معا، فالإنسان قبضة من طين: " إني خالق بشرا من طين" ولذلك وفر له كل حاجاته المادية ونصيبه من المتاع، وطلب منه استغلال كل طاقاته لتعمير الأرض على أحسن وجه، فشرع له النظم والشرائع البانية للحياة السعيدة، وفي الوقت نفسه لا تكتمل خلقته إلا بالجانب الروحي: " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" لذا وفر له من هذه الوجهة ما يطلبه من عقيدة، ومثل، وقيم صعود وترفع وتعبد، ليجند طاقاته في صلاح النفس والمجتمع، وإقامة الحق والعدل في الحياة، وجعل الاسلام العبادات والتزام الاحكام الشرعية وسيلة توصله بالله تعالى، فيستمد منه العزم والإرادة، ويستلهمه الرشد والسداد. كل ذلك في ترابط وتكامل دون طغيان جانب على آخر، فالشخصية الإسلامية إذن وحدة متراصة متماسكة مستمدة وحدتها من وحدانية الخلق والأمر. وهي شخصية انسانية عالمية النظر والتوجه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شخصية المسلم شخصية إنسانية عالمية ،وذلك انها تحمل هم البشرية جمعاء، وتتحمل مسؤلية انقاذ البشر وجنس الانسان من الوقوع في حبائل ومصايد الشيطان واعوانه واهل منهجه، من شرار بني الانسان، الذين طغوا في البلاد واكثروا فيها الفساد، وهذا يحتم عليها ان تحمل رسالة الإسلام إلى كل بقاع العالم اجمع، بغية قيام مجتمع نظيف، يستمد منهاج حياته من خالقه جل وعلا، مجتمع تعمه الرحمة والعدل والمساواة والإحسان، وتتكافأ فيه فرص الحياة الفكرية والمادية على السواء: " كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومــنون بالله" " وما أرسلناك إلا كافة للناس" " يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". فإنسانية المسلم وعالميته نابعة من إنسانية الرسالة الاسلامية التي يحملها المسلم ويتحمل مسؤلية ادائها وعموميتها لسائر الخلق أجمعين.
فالشخصية الإسلامية شخصية مسؤولة تتحمل فرديا تبعة أعمالها، إذ لا قوام للخلق ولا للدين بغير تحمل التبعية ولا معنى للتكليف ولا للحساب بغير المسؤولية الفردية عن النفس وعن الجماعة البشرية التي تشكل وسط العيش الانساني للانسان. وبنعمة الاسلام والايمان يرى الانسان نفسه ليس فردا وحيدا، بل جزء من جماعة المؤمنين، وساعد من سواعد مجتمع الخير والفضيلة..
والشخصية الإسلامية شخصية معتنقة لوحدانية الله: - " وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحد"، ووحدانية العبادة:- " فاعبد الله مخلصا له الدين"، ووحدانية الخلق والأمر " ألا له الخلق والأمر". وينشأ عن هذه الوحدانية بعناصرها الثلاثة إخضاع تدبير شؤون الحياة الكونية ومن جملتها حياة الإنسان إلى منهج رباني ثابت وشامل، وهي تعني فيما تعنيه تحرير النفس البشرية بنزع السلطة من أي مصدر كان وإسنادها إلى الحق سبحانه، وتحرير الإنسان من كل نوع من أنواع الطاغوت الذي يتحكم في رقاب عباد الله، فلا عبودية إلا لله، ولا شريعة إلا من عند الله، ولقد شاء الله أن تكون قضية العقيدة هذه هي أولى قضية تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الاول للرسالة، لأنها قضية الإنسان وقضية وجوده ومصيره في هذا الكون، وعن طريقها يمنح تحرير نفسه من كل هيمنة أو تبعية او استرقاق. وبقوة التوحيد هذه عاش المسلمون الأولون في المستوى الأرفع من العزة والقوة واستقلال الشخصية وتقويمها و تمايزها، وحققوا مواقف جليلة مثلت الشخصية الإسلامية في اعتزازها بذاتها كونها لا تعبد ولا تتبع لرب سوى الله تعالى خالقها وبارئها، والتي زخر بها تاريخ المسلمين الأولين بسبب تمكن عقيدة التوحيد من قلوبهم، وتمثلهم لها أحسن تمثيل في حياتهم. وذلك أن الإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة كلية شاملة لكل خصائصه ونوازعه، ويعامله على حسبها، ومن هنا سمي دين الفطرة، التي فطر الله الناس عليها، نعم .. انه ينظر الى الجانب المادي في الإنسان ويعامله على حسبه، كما ينظر الى الجانب الروحي فيه ويعامله على حسبه، وهذا ما يفسر أصل الإنسان في الإسلام، حيث إنه يرد أصل خلقته للناحيتين معا، فالإنسان قبضة من طين: " إني خالق بشرا من طين" ولذلك وفر له كل حاجاته المادية ونصيبه من المتاع، وطلب منه استغلال كل طاقاته لتعمير الأرض على أحسن وجه، فشرع له النظم والشرائع البانية للحياة السعيدة، وفي الوقت نفسه لا تكتمل خلقته إلا بالجانب الروحي: " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" لذا وفر له من هذه الوجهة ما يطلبه من عقيدة، ومثل، وقيم صعود وترفع وتعبد، ليجند طاقاته في صلاح النفس والمجتمع، وإقامة الحق والعدل في الحياة، وجعل الاسلام العبادات والتزام الاحكام الشرعية وسيلة توصله بالله تعالى، فيستمد منه العزم والإرادة، ويستلهمه الرشد والسداد. كل ذلك في ترابط وتكامل دون طغيان جانب على آخر، فالشخصية الإسلامية إذن وحدة متراصة متماسكة مستمدة وحدتها من وحدانية الخلق والأمر. وهي شخصية انسانية عالمية النظر والتوجه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.