رقصة العقد الخامس
بقلم/جيهان النجار
=============
رن المحمول بنغمة مختلفة عن المعتادة نظرت اليه عبثت أصابعها بشاشته فوجدت رسالة من الذاكرة " كل عام وانتم بخير لقد ختمت
العقد الخامس ..
عام سعيد وعمر مديد " فزعت ، شعرت بألم شديد خلف رأسها ودماء تغلي فى العروق خافت ، هرعت إلى الحمام ، نزلت بملابسها تحت الماء البارد رغم برد الشتاء القارص أغمضت جفنيها وبعد وقت ليست بالقليل هدأت وتحدثت بصوت امتزجت فيه الدهشه بالبكاء مع الألم صوت لم يكن يسمعه غيرها : " هذا الهاتف يكذب أنا فى العقد الثالث من عمرى أنا فى العقد الثالث هاتف كاذب ، سترى من انا " .
خلعت ملابسها وألقت بجلدها -المكتنز الذى لم تغيره سنوات العُمر- كما كانت تظن
داخل بشكير أزرق من القطن الخالص واسرعت الى المرآة لعبت فى خصلات شعرها حاولت أن تدفن الخصلات البيضاء تحت الشعرات الكستنائية لكنها فشلت فصرخت بصوت مسموع " لابد ان تختفي " جففت شعرها بعنف وبحثت بجنون عن القلم الكستنائى الخاص بتلوين الشعر لساعات معدودة فقط
حتى وجدته بحثت فى الأدراج على أصبع تلوين الشفاه الوردى ،الكحل الأسود الغطيس ،المسكرة المصففة حتى تغطي رموشها الجفون وتتوارى الهالات التى غطت أسفل عينيها فبدت كهلال يبشر بكامل البدر هكذا رأت نفسها ، أبتسمت وقادتها خطاها إلى خزانة ملابسها القديمه أخرجت فستان شهد أجمل أيام صباها نصفه الأسفل بلون البنفسج والنصف الأعلى شفاف صارخ ، لبسته وفى عيونها حلم حاولت غلق العروة تلو الأخرى لكنها كلما اغلقت واحده تفتحت الأخرى أعادت المحاوله مرات لكنها أبت أن تغلق
فاستسلمت فى صمت متعمد وتركتها ،
حتى يكتمل البدر فى عيون حلمها بدأت ترقص الرقصة التركية الصوفيه الشعبيه الشهيره (رقصة التنورة) اندمجت بمهارة فى الرقصة كأنها تتدرب عليها منذ نعومة اظفارها تلف وتدور ثم تتمايل ك سكران قد شرب من خمر الجنه حتى ذابت فى طفولتها وشبابها وجمالها ونسيت تماما رنة الهاتف ورسالته ، فجاءة انقطع الكهرباء عن الحى بأكمله إصابتها الصدمة بحثت عن الشموع فلم تجدها نظرت للمصابيح وكأنها ترجوها أن تعيد لها الضوء لكنها سخرت منها ولم تستمع لها ،صبرت على العتمة مضطره حتى غلبها النوم فنامت و مازالت خلايا المخ ترقص وترقص تلف وتدور ثم تفكر وتتذكر ، تتمنى أن يعود النور للمصابيح المعتمة عندما استيقظت أيقنت أنها فى أول صباح العقد السادس من عمرها استسلمت وعاشت بعيون الموت وهى تنظر الى الحياه حاولت أن تنسى عيون الحياه وهى تنظر للموت.
رقصة العقد الخامس بقلم /جيهان النجار
بقلم/جيهان النجار
=============
رن المحمول بنغمة مختلفة عن المعتادة نظرت اليه عبثت أصابعها بشاشته فوجدت رسالة من الذاكرة " كل عام وانتم بخير لقد ختمت
العقد الخامس ..
عام سعيد وعمر مديد " فزعت ، شعرت بألم شديد خلف رأسها ودماء تغلي فى العروق خافت ، هرعت إلى الحمام ، نزلت بملابسها تحت الماء البارد رغم برد الشتاء القارص أغمضت جفنيها وبعد وقت ليست بالقليل هدأت وتحدثت بصوت امتزجت فيه الدهشه بالبكاء مع الألم صوت لم يكن يسمعه غيرها : " هذا الهاتف يكذب أنا فى العقد الثالث من عمرى أنا فى العقد الثالث هاتف كاذب ، سترى من انا " .
خلعت ملابسها وألقت بجلدها -المكتنز الذى لم تغيره سنوات العُمر- كما كانت تظن
داخل بشكير أزرق من القطن الخالص واسرعت الى المرآة لعبت فى خصلات شعرها حاولت أن تدفن الخصلات البيضاء تحت الشعرات الكستنائية لكنها فشلت فصرخت بصوت مسموع " لابد ان تختفي " جففت شعرها بعنف وبحثت بجنون عن القلم الكستنائى الخاص بتلوين الشعر لساعات معدودة فقط
حتى وجدته بحثت فى الأدراج على أصبع تلوين الشفاه الوردى ،الكحل الأسود الغطيس ،المسكرة المصففة حتى تغطي رموشها الجفون وتتوارى الهالات التى غطت أسفل عينيها فبدت كهلال يبشر بكامل البدر هكذا رأت نفسها ، أبتسمت وقادتها خطاها إلى خزانة ملابسها القديمه أخرجت فستان شهد أجمل أيام صباها نصفه الأسفل بلون البنفسج والنصف الأعلى شفاف صارخ ، لبسته وفى عيونها حلم حاولت غلق العروة تلو الأخرى لكنها كلما اغلقت واحده تفتحت الأخرى أعادت المحاوله مرات لكنها أبت أن تغلق
فاستسلمت فى صمت متعمد وتركتها ،
حتى يكتمل البدر فى عيون حلمها بدأت ترقص الرقصة التركية الصوفيه الشعبيه الشهيره (رقصة التنورة) اندمجت بمهارة فى الرقصة كأنها تتدرب عليها منذ نعومة اظفارها تلف وتدور ثم تتمايل ك سكران قد شرب من خمر الجنه حتى ذابت فى طفولتها وشبابها وجمالها ونسيت تماما رنة الهاتف ورسالته ، فجاءة انقطع الكهرباء عن الحى بأكمله إصابتها الصدمة بحثت عن الشموع فلم تجدها نظرت للمصابيح وكأنها ترجوها أن تعيد لها الضوء لكنها سخرت منها ولم تستمع لها ،صبرت على العتمة مضطره حتى غلبها النوم فنامت و مازالت خلايا المخ ترقص وترقص تلف وتدور ثم تفكر وتتذكر ، تتمنى أن يعود النور للمصابيح المعتمة عندما استيقظت أيقنت أنها فى أول صباح العقد السادس من عمرها استسلمت وعاشت بعيون الموت وهى تنظر الى الحياه حاولت أن تنسى عيون الحياه وهى تنظر للموت.
رقصة العقد الخامس بقلم /جيهان النجار