بسم الله الرحمن الرحيم
محاولة للفهم - حديث وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج
جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو ان النبي صلوات ربي عليه واله قال : ( بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).
يثير المششككون في سنة النبي جدلا حول هذا الحديث الثابت الصحيح ، بفهمهم السقيم الذي لا يستند الا لهوىً خبيت في انفسهم المريضة الجاهلة بلغة ديننا وشرعنا ونبينا المبلغ بها صلوات ربي وسلامه عليه عن ربه جل وعلا .... يهدفون طبعا الى تشويه المصدر الثاني من مصادر شريعتنا وديننا العظيم، ليصدوا ابناء الامة عن دينها ويجعلهم يتشككون فيه وفي مصادره، مستغلين انشغال ابناء الامة بلقمة عيشهم وشربة ماءهم ، وعدم تفرغهم للبحث والتنقيب والتمحيص ، وصار معظمنا في هذا الزمن يبحث عن لقمة سريعة جاهزة ، لا عناء ولا نصب في تحصيلها ، فاقتنصوا الفرص ودسوا لكم السم في الدسم ....
وحتى لا اطيل عليكم و لكي اضعكم في صورة الفهم الصحيح للحديث الشريف ، فان هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، والترمذي، وأبو داود في السنن، والإمام أحمد في مسنده، وذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وغيرهم من المحدثين الاجلاء . وكلهم قطع بصحته وثبوت نسبته للنبي صلى الله عليه واله وسلم ، من حيث قواعدهم للتحقق من السند.
اذا يبقى الان مشكلة الفهم ....؟؟؟
هم فهموا او تظاهروا بانهم فهموا اباحة رواية الحديث عن اشخاص بني اسرائيل !! وقالوا معترضين كيف نحدث عن قوم لعنهم الله ؟ !!
وذلك ليزدادوا ريبة الى ريبتهم ويزيدوا مستمعيهم شكا وريبة في سنة نبينا صلوات ربي عليه واله ....
ربما سستفاجأ قارئي ومتابعي الكريم ان علماء امتنا السابقين الاجلاء لم يفهموا هذا الفهم السقيم ابدا !!!
اولا:- ان النبي صلاة الله وسلامه عليه قال (حدثوا عن بني اسرائيل) ولم يقل لنا (ارووا عن بني اسرائيل) وفرق بين الرواية والتحديث ، فالرواية تقتضي تعديل الرواة وهم ليسوا بعدول ، والتحديث يعني الكلام والقول ...
ثانيا:- انه صلى الله عليه وسلم قال - عن بني اسرائيل - وبني اسرائيل هم طائفة من البشر اختارهم الله عبر فترة طويلة من تاريخ البشرية ليكونوا هداة للناس بما اعطاهم من الكتاب والنور والرسل والانبياء والملوك الساسة الانبياء، (كانت بنوا اسرائيل تسوسهمالآنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي ..)متفق عليه ) ، الا انهم بدلوا نعمة الله كفرا وظنوا انفسهم فوق البشر، وبدل ان يهدوا الناس، راوا ان الناس خلقوا لخدمتهم، وانهم ابناء الله واحباءه . كل ذلك بأمانيهم ،.. فمقتهم الله وغضب عليهم وعاقبهم على ما ظلموا عبر التاريخ ، واخيرا استبدلهم بالنبي العربي من ولد اسماعيل وختم به الرسالات ، فنال هو وقومه شرف حمل الرسالة الخاتمة ...
فلذلك كان في قصصهم عبرة للمعتبرين وفي اخبار ايامهم دروس للدارسين تبين سنن الله في عقاب القوم الظالمين، فلذلك حدثوا عنهم ايها الناس وعن اخبارهم والعبر المستفادة منها ولا تتحرجون من ذلك ....
ثالثا :- لاحظ ان نفس نص الحديث حذر من الكذب عليه ومبين ان من تعمد ذلك فليتبوأ مقعده من النار - اي انه من المبشرين بالنار ، ومعلوم ان يهود لا تتورع عن الكذب على رسول الله والناسش اجمعين ، فكان الفهم الصحيح للحديث هو ما ذهب اليه الامام الشافعي وغيره من أئمتنا العظام والامام الطحاوي الذي يقول في كتابه شرح مشكل الاثار : (فتأملنا ما في هذا الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم لامته : حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ،فكان ذلك عندنا ارادة منه ان يعلموا ما كان فيهم من العجائب التي كانت فيهم ...) .
فيكون الفهم الصحيح : اي تحدثوا عن قصص بني اسرائيل وما وقعوا فيه من المعاصي والذنوب، التي استحقوا عليها عقاب الله تعالى وعذابه في الدنيا قبل الاخرة، ثم استبدالهم بكم ، ليكونوا موضع اعتبار،ـ لا ليكونوا مصدر علم ولا سند اخبار - ...
ودمتم دوما بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محاولة للفهم - حديث وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج
جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو ان النبي صلوات ربي عليه واله قال : ( بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).
يثير المششككون في سنة النبي جدلا حول هذا الحديث الثابت الصحيح ، بفهمهم السقيم الذي لا يستند الا لهوىً خبيت في انفسهم المريضة الجاهلة بلغة ديننا وشرعنا ونبينا المبلغ بها صلوات ربي وسلامه عليه عن ربه جل وعلا .... يهدفون طبعا الى تشويه المصدر الثاني من مصادر شريعتنا وديننا العظيم، ليصدوا ابناء الامة عن دينها ويجعلهم يتشككون فيه وفي مصادره، مستغلين انشغال ابناء الامة بلقمة عيشهم وشربة ماءهم ، وعدم تفرغهم للبحث والتنقيب والتمحيص ، وصار معظمنا في هذا الزمن يبحث عن لقمة سريعة جاهزة ، لا عناء ولا نصب في تحصيلها ، فاقتنصوا الفرص ودسوا لكم السم في الدسم ....
وحتى لا اطيل عليكم و لكي اضعكم في صورة الفهم الصحيح للحديث الشريف ، فان هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، والترمذي، وأبو داود في السنن، والإمام أحمد في مسنده، وذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وغيرهم من المحدثين الاجلاء . وكلهم قطع بصحته وثبوت نسبته للنبي صلى الله عليه واله وسلم ، من حيث قواعدهم للتحقق من السند.
اذا يبقى الان مشكلة الفهم ....؟؟؟
هم فهموا او تظاهروا بانهم فهموا اباحة رواية الحديث عن اشخاص بني اسرائيل !! وقالوا معترضين كيف نحدث عن قوم لعنهم الله ؟ !!
وذلك ليزدادوا ريبة الى ريبتهم ويزيدوا مستمعيهم شكا وريبة في سنة نبينا صلوات ربي عليه واله ....
ربما سستفاجأ قارئي ومتابعي الكريم ان علماء امتنا السابقين الاجلاء لم يفهموا هذا الفهم السقيم ابدا !!!
اولا:- ان النبي صلاة الله وسلامه عليه قال (حدثوا عن بني اسرائيل) ولم يقل لنا (ارووا عن بني اسرائيل) وفرق بين الرواية والتحديث ، فالرواية تقتضي تعديل الرواة وهم ليسوا بعدول ، والتحديث يعني الكلام والقول ...
ثانيا:- انه صلى الله عليه وسلم قال - عن بني اسرائيل - وبني اسرائيل هم طائفة من البشر اختارهم الله عبر فترة طويلة من تاريخ البشرية ليكونوا هداة للناس بما اعطاهم من الكتاب والنور والرسل والانبياء والملوك الساسة الانبياء، (كانت بنوا اسرائيل تسوسهمالآنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي ..)متفق عليه ) ، الا انهم بدلوا نعمة الله كفرا وظنوا انفسهم فوق البشر، وبدل ان يهدوا الناس، راوا ان الناس خلقوا لخدمتهم، وانهم ابناء الله واحباءه . كل ذلك بأمانيهم ،.. فمقتهم الله وغضب عليهم وعاقبهم على ما ظلموا عبر التاريخ ، واخيرا استبدلهم بالنبي العربي من ولد اسماعيل وختم به الرسالات ، فنال هو وقومه شرف حمل الرسالة الخاتمة ...
فلذلك كان في قصصهم عبرة للمعتبرين وفي اخبار ايامهم دروس للدارسين تبين سنن الله في عقاب القوم الظالمين، فلذلك حدثوا عنهم ايها الناس وعن اخبارهم والعبر المستفادة منها ولا تتحرجون من ذلك ....
ثالثا :- لاحظ ان نفس نص الحديث حذر من الكذب عليه ومبين ان من تعمد ذلك فليتبوأ مقعده من النار - اي انه من المبشرين بالنار ، ومعلوم ان يهود لا تتورع عن الكذب على رسول الله والناسش اجمعين ، فكان الفهم الصحيح للحديث هو ما ذهب اليه الامام الشافعي وغيره من أئمتنا العظام والامام الطحاوي الذي يقول في كتابه شرح مشكل الاثار : (فتأملنا ما في هذا الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم لامته : حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ،فكان ذلك عندنا ارادة منه ان يعلموا ما كان فيهم من العجائب التي كانت فيهم ...) .
فيكون الفهم الصحيح : اي تحدثوا عن قصص بني اسرائيل وما وقعوا فيه من المعاصي والذنوب، التي استحقوا عليها عقاب الله تعالى وعذابه في الدنيا قبل الاخرة، ثم استبدالهم بكم ، ليكونوا موضع اعتبار،ـ لا ليكونوا مصدر علم ولا سند اخبار - ...
ودمتم دوما بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته