بسم الله الرحمن الرحيم
قصة وثيقة الحصار و المقاطعة الظالمة
ذكرت مصادر السيرة ان قريشا حاصرت وقاطعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه وعشيرته بني هاشم مسلمهم ومشركهم ، علهم من شدة الجوع والحصار يخذلوه ويتخلوا عنه وعن حمايته فيسلموه لهم ليقتلوه، ومنعت قريش عنهم الطعام والشراب وكلَ ما يحتاجونه، فاشتد وعظم الأمر عليهم فأكلوا أوراق الشجر، وكلَّ شيء رطب، وكان صياحُ الصبيانِ يُسمع من وراء الشِعْب-( الوادي)- من شدة الجوع والمخمصة، قال عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ مصورا تلك الحال :- " فحُصِرْنا في الشِعْبِ ثلاث سنين، وقطعوا عنا الميرة ( الطعام ) حتى أن الرجل منا ليخرج بالنفقة فما يُبَايع حتى يرجع، حتى هلك منا مَن هلك " . و قال سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ: ايضا يصف شدة الحال التي وصلوا اليها :- " كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشدته، فلما أصابنا البلاء اعْتَرَفْنَا بذلك وصبَرْنَا له ومَرَنَّا علَيْه، ولقد رأيتني مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة خرجت من الليل أبول وإذا أنا أسمع بقعقعة (صوت) شيء تحت بولي، فإذا قطعة جلد بعير فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فوضعتها بين حجرين ثم استففتها وشربت عليها من الماء فقويت عليها ثلاثا ".
قصة نقض الصحيفة :
مرَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه في الشعب محاصرين ثلاث سنوات كاملة قاسوا خلالها من ويلات الحصار ما لم تشهده العرب ولا الإنسانية من قبل؛ ولا من بعد الا ما نراه اليوم يحصل لأهلنا في غزة.
وبقي الحال هكذا حتى قيض الله ـ عز وجل ـ مِن مشركي مكة أنفسهم مَن مشى في نقض تلك الصحيفة الظالمة الجائرة، ففي المحرم سنة عشر من النبوة وبعد ثلاث سنوات من الحصار حدث نقض الصحيفة وفك الميثاق، وذلك أن قريشا كانوا بين راض بهذا الميثاق وكاره له، فسعى في نقض الصحيفة من كان كارها لها، وكان القائم بذلك هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي - وكان يصل بني هاشم في الشعب مستخفيا بالليل بالطعام - فإنه ذهب إلى زهير بن أبي أمية المخزومي - وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب - وقال: يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام، وتشرب الشراب، وأخوالك بحيث تعلم؟، فقال: ويحك، فما أصنع وأنا رجل واحد؟، أما والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها، قال: قد وجدت رجلا، قال: فمن هو؟، قال: أنا، قال له زهير: ابغنا رجلا ثالثا .
فذهب إلى المطعم بن عدي، فذكَّره أرحام بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف، ولامه على موافقته لقريش على هذا الظلم، فقال المطعم: ويحك، ماذا أصنع؟، إنما أنا رجل واحد، قال: قد وجدت ثانيا، قال: من هو؟، قال: أنا، قال: ابغنا ثالثا، قال قد فعلت، قال: من هو؟، قال: زهير بن أبي أمية، قال: ابغنا رابعا .
فذهب إلى أبي البختري بن هشام، فقال له نحوا مما قال للمطعم، فقال: وهل من أحد يعين على هذا؟، قال: نعم، قال: من هو؟، قال: زهير بن أبي أمية، والمطعم بن عدي، وأنا معك، قال: ابغنا خامسا .
فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد، فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم، فقال له: وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد؟، قال: نعم ثم سمى له القوم، فاجتمعوا عند الحجون، وتعاقدوا على القيام بنقض الصحيفة، وقال زهير: أنا أبدأكم فأكون أول من يتكلم .
فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير عليه حلة، فطاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس، فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يباع ولا يبتاع منهم؟، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة .
قال أبو جهل - وكان في ناحية المسجد -: كذبت، والله لا تشق، فقال: زمعة بن الأسود: أنت والله أكذب، ما رضينا كتابتها حيث كتبت، قال أبو البختري: صدق زمعة، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به، قال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها، وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك، فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، تشاوروا فيه بغير هذا المكان، وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، إنما جاءهم لأن الله كان قد أطلع رسوله على أمر الصحيفة، وأنه أرسل عليها الأرضة (حشرة مثل النملة)، فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إلا ذكر الله ـ عز وجل ـ، فأخبر بذلك عمه، فخرج إلى قريش فأخبرهم أن ابن أخيه قد قال كذا وكذا، فإن كان كاذبا خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا، قالوا: قد أنصفت .
واليوم نقول لأهلنا واخوتنا في مصر -كنانة النبي سلام الله عليه- اليس فيكم من يقوم بدور هشام بن عمرو ؟؟!!
فأنتم اليوم بنعمة الاسلام والايمان احق من هشام بن عمرو في مثل موقفه ذاك يوم ذاك !!!
وبعد أن دار الكلام بين القوم وبين أبي جهل، قام المطعم إلى الصحيفة ليشقها، فوجد الأرضة قد أكلتها إلا: " باسمك اللهم "، وما كان فيها من اسم الله فإنها لم تأكله، ثم نقض الصحيفة، وخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه من الشعب .
فيا أمة المليار عامة ، ويا أهل كنانة رسول الله خاصة ، اليس فيكم هشام بن عمرو -واحد - وانتم اليوم احق منه بموقفه ذاك يوم ذاك ؟!!!!
قصة وثيقة الحصار و المقاطعة الظالمة
ذكرت مصادر السيرة ان قريشا حاصرت وقاطعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه وعشيرته بني هاشم مسلمهم ومشركهم ، علهم من شدة الجوع والحصار يخذلوه ويتخلوا عنه وعن حمايته فيسلموه لهم ليقتلوه، ومنعت قريش عنهم الطعام والشراب وكلَ ما يحتاجونه، فاشتد وعظم الأمر عليهم فأكلوا أوراق الشجر، وكلَّ شيء رطب، وكان صياحُ الصبيانِ يُسمع من وراء الشِعْب-( الوادي)- من شدة الجوع والمخمصة، قال عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ مصورا تلك الحال :- " فحُصِرْنا في الشِعْبِ ثلاث سنين، وقطعوا عنا الميرة ( الطعام ) حتى أن الرجل منا ليخرج بالنفقة فما يُبَايع حتى يرجع، حتى هلك منا مَن هلك " . و قال سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ: ايضا يصف شدة الحال التي وصلوا اليها :- " كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشدته، فلما أصابنا البلاء اعْتَرَفْنَا بذلك وصبَرْنَا له ومَرَنَّا علَيْه، ولقد رأيتني مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة خرجت من الليل أبول وإذا أنا أسمع بقعقعة (صوت) شيء تحت بولي، فإذا قطعة جلد بعير فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فوضعتها بين حجرين ثم استففتها وشربت عليها من الماء فقويت عليها ثلاثا ".
قصة نقض الصحيفة :
مرَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه في الشعب محاصرين ثلاث سنوات كاملة قاسوا خلالها من ويلات الحصار ما لم تشهده العرب ولا الإنسانية من قبل؛ ولا من بعد الا ما نراه اليوم يحصل لأهلنا في غزة.
وبقي الحال هكذا حتى قيض الله ـ عز وجل ـ مِن مشركي مكة أنفسهم مَن مشى في نقض تلك الصحيفة الظالمة الجائرة، ففي المحرم سنة عشر من النبوة وبعد ثلاث سنوات من الحصار حدث نقض الصحيفة وفك الميثاق، وذلك أن قريشا كانوا بين راض بهذا الميثاق وكاره له، فسعى في نقض الصحيفة من كان كارها لها، وكان القائم بذلك هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي - وكان يصل بني هاشم في الشعب مستخفيا بالليل بالطعام - فإنه ذهب إلى زهير بن أبي أمية المخزومي - وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب - وقال: يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام، وتشرب الشراب، وأخوالك بحيث تعلم؟، فقال: ويحك، فما أصنع وأنا رجل واحد؟، أما والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها، قال: قد وجدت رجلا، قال: فمن هو؟، قال: أنا، قال له زهير: ابغنا رجلا ثالثا .
فذهب إلى المطعم بن عدي، فذكَّره أرحام بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف، ولامه على موافقته لقريش على هذا الظلم، فقال المطعم: ويحك، ماذا أصنع؟، إنما أنا رجل واحد، قال: قد وجدت ثانيا، قال: من هو؟، قال: أنا، قال: ابغنا ثالثا، قال قد فعلت، قال: من هو؟، قال: زهير بن أبي أمية، قال: ابغنا رابعا .
فذهب إلى أبي البختري بن هشام، فقال له نحوا مما قال للمطعم، فقال: وهل من أحد يعين على هذا؟، قال: نعم، قال: من هو؟، قال: زهير بن أبي أمية، والمطعم بن عدي، وأنا معك، قال: ابغنا خامسا .
فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد، فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم، فقال له: وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد؟، قال: نعم ثم سمى له القوم، فاجتمعوا عند الحجون، وتعاقدوا على القيام بنقض الصحيفة، وقال زهير: أنا أبدأكم فأكون أول من يتكلم .
فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير عليه حلة، فطاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس، فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يباع ولا يبتاع منهم؟، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة .
قال أبو جهل - وكان في ناحية المسجد -: كذبت، والله لا تشق، فقال: زمعة بن الأسود: أنت والله أكذب، ما رضينا كتابتها حيث كتبت، قال أبو البختري: صدق زمعة، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به، قال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها، وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك، فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، تشاوروا فيه بغير هذا المكان، وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، إنما جاءهم لأن الله كان قد أطلع رسوله على أمر الصحيفة، وأنه أرسل عليها الأرضة (حشرة مثل النملة)، فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إلا ذكر الله ـ عز وجل ـ، فأخبر بذلك عمه، فخرج إلى قريش فأخبرهم أن ابن أخيه قد قال كذا وكذا، فإن كان كاذبا خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا، قالوا: قد أنصفت .
واليوم نقول لأهلنا واخوتنا في مصر -كنانة النبي سلام الله عليه- اليس فيكم من يقوم بدور هشام بن عمرو ؟؟!!
فأنتم اليوم بنعمة الاسلام والايمان احق من هشام بن عمرو في مثل موقفه ذاك يوم ذاك !!!
وبعد أن دار الكلام بين القوم وبين أبي جهل، قام المطعم إلى الصحيفة ليشقها، فوجد الأرضة قد أكلتها إلا: " باسمك اللهم "، وما كان فيها من اسم الله فإنها لم تأكله، ثم نقض الصحيفة، وخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه من الشعب .
فيا أمة المليار عامة ، ويا أهل كنانة رسول الله خاصة ، اليس فيكم هشام بن عمرو -واحد - وانتم اليوم احق منه بموقفه ذاك يوم ذاك ؟!!!!