بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير
الانتحار والانتحار السياسي !!
مفهوم الانتحار هو:- ان يعمد المنتحر للشروع في ازهاق روحه و اعدام نفسه لتتوقف حياته ، وفي معاجم اللغة نجد ان كلمة إنتحر:
من نحر ، إنتحر انتحارا. ويتردد معناها واستعمالها للدلالة على احد هذه المعاني:-
① قتل نفسه.
② القوم على الأمر: حرصوا عليه.
③ القوم على الشيء: تخاصموا عليه.
④ إنتحره بالعصا: ضربه بها.
⑤ السحاب: اندفع منه مطر كثير.
والنحر هو اعلى الصدر مما يلي الرقبة ، ونحر البعير او الشاة ذبحها ، ويوم النحر هو عيد الاضحى والمنحر مكان النحر ... وعُبر به للغالب لانه اسرع للهلاك وازهاق النفس !! والانتحار بمعنى قتل النفس وازهاق الروح فعل محرم شرعا في دين الاسلام ، لقوله تعالى:- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء}...ولاحظوا ان النهي عن ارتكاب جريمة الانتحار وقتل النفس سبقه واقترن به النهي عن اكل الاموال بالباطل ، لانه يؤدي الى الحرمان والبؤس المؤدي الى اليأس ،وعدم رؤية الحياة ذا طعم وجدوى، فيقرر قليل الايمان والحيلة ان يتخلص من نفسه ظنا منه انها اراحها من حياة الشقاء والبؤس وهرب الى الى الراحة الموهومة، فتوعده الله تعالى بان مصيره عذاب النار ... وجاء في صحيح البخاري قال: قال النبي ﷺ: ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم». وذلك ان الانسان لا يملك نفسه وان النفس والحياة هبة من الله يبتلي بها الانسان ، فليصبر وليعمل لازالة اسباب البؤس وضنك العيش عنه وعن غيره .. لا ان يقتل هو نفسه ، فقتل النفس والانتحار مصيره الشقاء الاخروي في النار ... !!
و اما الانتحار السياسي فهو الموقف الذي يرتكب فيه الجماعة او الشخص المهتم والعامل بالشأن العام, خطئا جسيما يؤدي لايقاف حياته السياسية وسقوطه اجتماعيا، وانفضاض الناس من حوله ، وعدم تأييده واحتضانه ونصرته ومناصرته .. سواءً حزبا كان او عضوا في حزب او دولة ونظام !!
فالعضو في الحزب او الحزب او رجال الدولة والنظام يقومون باعمال لا توافق نهجهم الفكري المبدأي الذي قبلهم الناس على اساسه واحتضنوهم بموجبه ، بل يقوم بالانتحار سياسيا بارتكاب مجازفات ومغامرات واعمال تخالف فكرة مبدأ حزبه ونهج تكتله.. واهدافه التي قام لتحقيقها، او طريقته المتبناة والمعلن عنها لتحقيق الاهداف !! و معنى ذلك انه سيقوم باعمال تجعل من موته سياسيا حدثا محققا ملفتا للانظار ، مما يؤدي الى انعدام ثقة المجتمع والناخب به ، وبالتالي رفضه وعدم قبوله .
و لان الانتحار مذموم .. فلن يتوصل صاحبه ليكسب به مصداقية.. بل دمر تاريخ ثباته من قبل لتبقى لعنة الانتحار تلاحقه ....
و مثل هذا يقال فيه وله ... ليراجع مسألة الايمان عنده ، ومعتقده السياسي الذي يتبناه من منطلق عقيدته.. و الا سقط سقوطا ذريعا و مات موتا مريعا.
يقول الحق سبحانه وتعالى مبينا لنا وجوب الثبات على المبدأ والالتزام بثوابت الايمان والعقيدة في خواتيم سورة النور : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (62) لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)(خواتيم سورة النور). } .. فمن الايمان توقير الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقير امره ،وحذر الله تعالى من مخالفة امره صلى الله عليه واله وسلم لانه المعصوم في تبليغه عن ربه، ولان امره لا يكون الا بامر الله، ونهيه لا يكون الا بنهي الله، وامره بيان وتفصيل لتشريع رب العزة جل وعلا ...
ولقد رأينا في يوم احد نتيجة المخالفة لامر الرسول كيف قلبت موازين المعركة في لحظات ، حيث قال صلى الله عليه واله وسلم للرماة: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) رواه البخاري.
وفي هذه الايام المباركة التي اكمل الله تعالى فيها دينه لنبيه وامته واتم لهم نعمة الاسلام، نقول لكل فرد من المسلمين عامة، ولكل تكتل او جماعة خاصة و للمرابطين والمجاهدين بوجهِِ اخص :-(أنتَ على ثَغْرَةٍ من ثُغَرِ الإسلامِ، فلا يُؤْتَيَنَّ مِن قِبَلِكَ) نعم ، وثغور الاسلام اليوم كثيرة وهي بحاجتك لتسدها من جهتك!! .. فلا تكن انت او انتم الثلم الذي يُؤتى الاسلام منه .. فتقبلوا السير في مخططات الاعداء والكفار.. فتنتحروا سياسيا ووجوديا .. والانتحار في ديننا حرام !!
اللهم مكن لنا ديننا الذي اكملته واتممت نعمته علينا ورضيته لنا دينا وانصرنا على كل من ظلمنا وعادانا واستخلف امتنا امة حبيبك المصطفى صل اللهم وسلم وبارك عليه واله ، ولا تستبدلنا يا ارحم الراحمين وانصر رب المرابطين والمجاهدين في الثغور ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير
الانتحار والانتحار السياسي !!
مفهوم الانتحار هو:- ان يعمد المنتحر للشروع في ازهاق روحه و اعدام نفسه لتتوقف حياته ، وفي معاجم اللغة نجد ان كلمة إنتحر:
من نحر ، إنتحر انتحارا. ويتردد معناها واستعمالها للدلالة على احد هذه المعاني:-
① قتل نفسه.
② القوم على الأمر: حرصوا عليه.
③ القوم على الشيء: تخاصموا عليه.
④ إنتحره بالعصا: ضربه بها.
⑤ السحاب: اندفع منه مطر كثير.
والنحر هو اعلى الصدر مما يلي الرقبة ، ونحر البعير او الشاة ذبحها ، ويوم النحر هو عيد الاضحى والمنحر مكان النحر ... وعُبر به للغالب لانه اسرع للهلاك وازهاق النفس !! والانتحار بمعنى قتل النفس وازهاق الروح فعل محرم شرعا في دين الاسلام ، لقوله تعالى:- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء}...ولاحظوا ان النهي عن ارتكاب جريمة الانتحار وقتل النفس سبقه واقترن به النهي عن اكل الاموال بالباطل ، لانه يؤدي الى الحرمان والبؤس المؤدي الى اليأس ،وعدم رؤية الحياة ذا طعم وجدوى، فيقرر قليل الايمان والحيلة ان يتخلص من نفسه ظنا منه انها اراحها من حياة الشقاء والبؤس وهرب الى الى الراحة الموهومة، فتوعده الله تعالى بان مصيره عذاب النار ... وجاء في صحيح البخاري قال: قال النبي ﷺ: ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم». وذلك ان الانسان لا يملك نفسه وان النفس والحياة هبة من الله يبتلي بها الانسان ، فليصبر وليعمل لازالة اسباب البؤس وضنك العيش عنه وعن غيره .. لا ان يقتل هو نفسه ، فقتل النفس والانتحار مصيره الشقاء الاخروي في النار ... !!
و اما الانتحار السياسي فهو الموقف الذي يرتكب فيه الجماعة او الشخص المهتم والعامل بالشأن العام, خطئا جسيما يؤدي لايقاف حياته السياسية وسقوطه اجتماعيا، وانفضاض الناس من حوله ، وعدم تأييده واحتضانه ونصرته ومناصرته .. سواءً حزبا كان او عضوا في حزب او دولة ونظام !!
فالعضو في الحزب او الحزب او رجال الدولة والنظام يقومون باعمال لا توافق نهجهم الفكري المبدأي الذي قبلهم الناس على اساسه واحتضنوهم بموجبه ، بل يقوم بالانتحار سياسيا بارتكاب مجازفات ومغامرات واعمال تخالف فكرة مبدأ حزبه ونهج تكتله.. واهدافه التي قام لتحقيقها، او طريقته المتبناة والمعلن عنها لتحقيق الاهداف !! و معنى ذلك انه سيقوم باعمال تجعل من موته سياسيا حدثا محققا ملفتا للانظار ، مما يؤدي الى انعدام ثقة المجتمع والناخب به ، وبالتالي رفضه وعدم قبوله .
و لان الانتحار مذموم .. فلن يتوصل صاحبه ليكسب به مصداقية.. بل دمر تاريخ ثباته من قبل لتبقى لعنة الانتحار تلاحقه ....
و مثل هذا يقال فيه وله ... ليراجع مسألة الايمان عنده ، ومعتقده السياسي الذي يتبناه من منطلق عقيدته.. و الا سقط سقوطا ذريعا و مات موتا مريعا.
يقول الحق سبحانه وتعالى مبينا لنا وجوب الثبات على المبدأ والالتزام بثوابت الايمان والعقيدة في خواتيم سورة النور : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (62) لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)(خواتيم سورة النور). } .. فمن الايمان توقير الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقير امره ،وحذر الله تعالى من مخالفة امره صلى الله عليه واله وسلم لانه المعصوم في تبليغه عن ربه، ولان امره لا يكون الا بامر الله، ونهيه لا يكون الا بنهي الله، وامره بيان وتفصيل لتشريع رب العزة جل وعلا ...
ولقد رأينا في يوم احد نتيجة المخالفة لامر الرسول كيف قلبت موازين المعركة في لحظات ، حيث قال صلى الله عليه واله وسلم للرماة: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) رواه البخاري.
وفي هذه الايام المباركة التي اكمل الله تعالى فيها دينه لنبيه وامته واتم لهم نعمة الاسلام، نقول لكل فرد من المسلمين عامة، ولكل تكتل او جماعة خاصة و للمرابطين والمجاهدين بوجهِِ اخص :-(أنتَ على ثَغْرَةٍ من ثُغَرِ الإسلامِ، فلا يُؤْتَيَنَّ مِن قِبَلِكَ) نعم ، وثغور الاسلام اليوم كثيرة وهي بحاجتك لتسدها من جهتك!! .. فلا تكن انت او انتم الثلم الذي يُؤتى الاسلام منه .. فتقبلوا السير في مخططات الاعداء والكفار.. فتنتحروا سياسيا ووجوديا .. والانتحار في ديننا حرام !!
اللهم مكن لنا ديننا الذي اكملته واتممت نعمته علينا ورضيته لنا دينا وانصرنا على كل من ظلمنا وعادانا واستخلف امتنا امة حبيبك المصطفى صل اللهم وسلم وبارك عليه واله ، ولا تستبدلنا يا ارحم الراحمين وانصر رب المرابطين والمجاهدين في الثغور ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..