بسم الله الرحمن الرحيم
ردة فعل الرجال الابطال عندما يصنعون من حلم المنام حقيقة واقعة:
إمرأة صاحت وامعتصماه فقاد المعتصم لأجلها جيشا عدده
90,000 مقاتل لإنقاذها، فاصبح المعتصم أعظم رمز للشهامة والنخوة ، وعلمنا كيف تصبح الأمة عظيمة عندما يقودها الرجال والابطال .
في عام 838م كان الخليفة العباسي الثامن محمد المعتصم بالله قد رأى في منامه ان الروم قد اغاروا على ثغر من الثغور وسبوا النسوة فصاحت احداهن وامعتصماه.. فاصبح كئيبا مغموما مهموما من هذه الرؤيا،،، فقال له من حوله يا امير المؤمنين ما هي الا اضغاث احلام فلا تبتئس !!
الا انه لم يسترح ولم تهدأ نفسه و ارسل من يستطلع له اخبار الثغور!!! وبينما كان جالسا ينتظر اخبار الامصار والثغور متيبس الريق في مجلسه في قصره بسامراء واراد أن يشرب كأساً من ماء طلب خادمه احضاره، فأدخل له العيون عرب مسلمين هاربين من مدينة زبطرة في الأناضول،، وذكروا له خبر قيام الامبراطور البيزنطي تيوفيل بمهاجمة مدينة زبطرة، وأن الإمبراطور قام بأسر إمرأة عربية إسمها "شرارة العلوية من نسل علي بن ابي طالب هاشمية النسب" ،و قصوا لها قصة استنجاد هذه المرأة بالخليفة المعتصم قائلة: "وامعتصماه". يوم سحبها وسحلها العلوج وتكشفت ثيابها عن عورتها !!!
فغضب المعتصم وشعر بأن صوت هذه المرأة قد وصل لأذنه، وفي لحظتها أمر بإعداد 90,000 مقاتل مجاهد مسلم، للتحرك فورا لنجدة و إنقاذ هذه المرأة ، وقرر أن يقود الجيش بنفسه وان يكون على رأسه ، أي أنه سيقطع أكثر من 1740 كليومتر لإنقاذ إمرأة لم يرها ولا يعرفها من قبل . ولكنه يعرف انه حارس الاسلام وحامي اهله !!
وقبل أن يخرج من مجلسه، أمر خادمه بأن يبقي كأس الماء التي كان سيشربها في مكانها ، لكي يذهب لينقذ المرأة ثم يعود لشربها !!!.
وعزم أيضا على تحرير مدينة زبطرة واعادتها لسيادة الدولة ، وان يفتح مدينة عمورية مسقط رأس الإمبراطور البيزنطي الشاب المغرور تيوفيل، والتي كان لشأنها تعظيم عند ملل النصرانية البيزنط وهي ذات اسوار وابراج وحصون وقلاع، وهي المدينة التي تم فيها حبس المرأة العربية الهاشمية المسلمة، -(شرارة العلوية الهاشمية القرشية)- وأمر بنقش كلمة (عمورية) على درع جنوده ال 90,000 الذين سيقودهم.
وتقدم المعتصم بجيوشه، وفتح في طريقه مدن كثيرة أشهرها أنقرة، والتقى بجيش تيوفيل عام 838 م ،فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم، ثم توجه إلى مدينة عمورية وضرب حصارا عليها وبعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة وتخريب قلاعها وهدم حصونها وأسر من فيها .
وبعد أن دخل المدينة أمر حاكمها البيزنطي مناطس أن يعطيه مفاتيح السجون، وذهب بنفسه باحثا عن المرأة العربية المسلمة التي في السجن، وقام بفتح باب سجنها بنفسه، وقال لها: (قد لبيت النداء). !!!
وأما الإمبراطور البيزنطي تيوفيل فقد مات كمدا نتيجة هذه الهزيمة المدوية ، وكان قد أرسل للمعتصم يبلغه إستعداده أن يدفع الفدية لإسترداد المدينة، ولكن المعتصم رفض العرض، وعاد المعتصم إلى سامراء منتصرا ودخلها بأبهة عظيمة، ونظم الشاعر أبو تمام قصيدة لتخليد النصر، وأول شيء فعله المعتصم بعد دخول سامراء هو الذهاب لمجلسه لشرب كأس الماء التي كان يريد شربها قبل أن يأتيه خبر المرأة التي أنقذها .
وفي هذا قال الشاعر أبو تمام الذي كان في زمانه، عن صوت المراة الذي لباه المعتصم:-
لبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ---- كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
وقال أبو تمام في وصف الجيش العباسي الاسلامي بقيادة المعتصم والذي لبى النداء:_
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ----جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
وغيرها من الأبيات الجميلة الرائعة التي تصف معركة الشرف والنخوة والبطولة.
وتم تخليد هذه القصة أيضا في مصادر كثيرة ومنها كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي والذي شاهد بنفسه وثائق لهذه المعركة بحكم عمله في بلاط الخليفة العباسي أحمد الناصر، وكذلك خلدها إبن خلدون في (المقدمة) والذي إطلع على وثائق عباسية أيضا، وكذلك ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ).
وأمام هذه القصة الملحمية التي جعلت من الخليفة العباسي محمد المعتصم أحد أعظم حكام التاريخ، ورمزا للشهامة والنخوة والشرف، نقارن بين ما حدث في زمانه وما يحدث في زماننا فندرك أن الفرق بينهما يتجاوز الفرق ما بين الثرى والثريا. وهذا ما جعل الشاعر عمر ابو ريشة ينظم هذا الفرق شعرا فقال :-
رب وامعتصماه انطلقت---ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم ….. لكنها---لم تلامس نخوة المعتصم
اللهم اعزنا بدينك وراية نبيك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ردة فعل الرجال الابطال عندما يصنعون من حلم المنام حقيقة واقعة:
إمرأة صاحت وامعتصماه فقاد المعتصم لأجلها جيشا عدده
90,000 مقاتل لإنقاذها، فاصبح المعتصم أعظم رمز للشهامة والنخوة ، وعلمنا كيف تصبح الأمة عظيمة عندما يقودها الرجال والابطال .
في عام 838م كان الخليفة العباسي الثامن محمد المعتصم بالله قد رأى في منامه ان الروم قد اغاروا على ثغر من الثغور وسبوا النسوة فصاحت احداهن وامعتصماه.. فاصبح كئيبا مغموما مهموما من هذه الرؤيا،،، فقال له من حوله يا امير المؤمنين ما هي الا اضغاث احلام فلا تبتئس !!
الا انه لم يسترح ولم تهدأ نفسه و ارسل من يستطلع له اخبار الثغور!!! وبينما كان جالسا ينتظر اخبار الامصار والثغور متيبس الريق في مجلسه في قصره بسامراء واراد أن يشرب كأساً من ماء طلب خادمه احضاره، فأدخل له العيون عرب مسلمين هاربين من مدينة زبطرة في الأناضول،، وذكروا له خبر قيام الامبراطور البيزنطي تيوفيل بمهاجمة مدينة زبطرة، وأن الإمبراطور قام بأسر إمرأة عربية إسمها "شرارة العلوية من نسل علي بن ابي طالب هاشمية النسب" ،و قصوا لها قصة استنجاد هذه المرأة بالخليفة المعتصم قائلة: "وامعتصماه". يوم سحبها وسحلها العلوج وتكشفت ثيابها عن عورتها !!!
فغضب المعتصم وشعر بأن صوت هذه المرأة قد وصل لأذنه، وفي لحظتها أمر بإعداد 90,000 مقاتل مجاهد مسلم، للتحرك فورا لنجدة و إنقاذ هذه المرأة ، وقرر أن يقود الجيش بنفسه وان يكون على رأسه ، أي أنه سيقطع أكثر من 1740 كليومتر لإنقاذ إمرأة لم يرها ولا يعرفها من قبل . ولكنه يعرف انه حارس الاسلام وحامي اهله !!
وقبل أن يخرج من مجلسه، أمر خادمه بأن يبقي كأس الماء التي كان سيشربها في مكانها ، لكي يذهب لينقذ المرأة ثم يعود لشربها !!!.
وعزم أيضا على تحرير مدينة زبطرة واعادتها لسيادة الدولة ، وان يفتح مدينة عمورية مسقط رأس الإمبراطور البيزنطي الشاب المغرور تيوفيل، والتي كان لشأنها تعظيم عند ملل النصرانية البيزنط وهي ذات اسوار وابراج وحصون وقلاع، وهي المدينة التي تم فيها حبس المرأة العربية الهاشمية المسلمة، -(شرارة العلوية الهاشمية القرشية)- وأمر بنقش كلمة (عمورية) على درع جنوده ال 90,000 الذين سيقودهم.
وتقدم المعتصم بجيوشه، وفتح في طريقه مدن كثيرة أشهرها أنقرة، والتقى بجيش تيوفيل عام 838 م ،فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم، ثم توجه إلى مدينة عمورية وضرب حصارا عليها وبعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة وتخريب قلاعها وهدم حصونها وأسر من فيها .
وبعد أن دخل المدينة أمر حاكمها البيزنطي مناطس أن يعطيه مفاتيح السجون، وذهب بنفسه باحثا عن المرأة العربية المسلمة التي في السجن، وقام بفتح باب سجنها بنفسه، وقال لها: (قد لبيت النداء). !!!
وأما الإمبراطور البيزنطي تيوفيل فقد مات كمدا نتيجة هذه الهزيمة المدوية ، وكان قد أرسل للمعتصم يبلغه إستعداده أن يدفع الفدية لإسترداد المدينة، ولكن المعتصم رفض العرض، وعاد المعتصم إلى سامراء منتصرا ودخلها بأبهة عظيمة، ونظم الشاعر أبو تمام قصيدة لتخليد النصر، وأول شيء فعله المعتصم بعد دخول سامراء هو الذهاب لمجلسه لشرب كأس الماء التي كان يريد شربها قبل أن يأتيه خبر المرأة التي أنقذها .
وفي هذا قال الشاعر أبو تمام الذي كان في زمانه، عن صوت المراة الذي لباه المعتصم:-
لبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ---- كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
وقال أبو تمام في وصف الجيش العباسي الاسلامي بقيادة المعتصم والذي لبى النداء:_
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ----جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
وغيرها من الأبيات الجميلة الرائعة التي تصف معركة الشرف والنخوة والبطولة.
وتم تخليد هذه القصة أيضا في مصادر كثيرة ومنها كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي والذي شاهد بنفسه وثائق لهذه المعركة بحكم عمله في بلاط الخليفة العباسي أحمد الناصر، وكذلك خلدها إبن خلدون في (المقدمة) والذي إطلع على وثائق عباسية أيضا، وكذلك ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ).
وأمام هذه القصة الملحمية التي جعلت من الخليفة العباسي محمد المعتصم أحد أعظم حكام التاريخ، ورمزا للشهامة والنخوة والشرف، نقارن بين ما حدث في زمانه وما يحدث في زماننا فندرك أن الفرق بينهما يتجاوز الفرق ما بين الثرى والثريا. وهذا ما جعل الشاعر عمر ابو ريشة ينظم هذا الفرق شعرا فقال :-
رب وامعتصماه انطلقت---ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم ….. لكنها---لم تلامس نخوة المعتصم
اللهم اعزنا بدينك وراية نبيك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...