السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«يا عمر .. لعل سهيلاً غداً يقف موقفا يسرك» ..!!
فما هو الموقف الذي فعله "سهيل بن عمرو" رضي الله عنه بعد أسلامه وسُر به عمر والمسلمون ؟!
كان أبو يزيد سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي زعيم بني عامر وسيدها،و خطيب قريش وفصيحهم ومقدمها في اللقاءات والمفاوضات فقد كان فيهم صاحب عقل وشرف وبلاغة وبيان، فهو أحد أشرافهم واحد فرسانهم وصناديدهم قبل الإسلام. قاتل سهيل بن عمرو في صفوف مشركي قريش في غزوة بدر، وتعرض للأسر ثم افتُدي.
وقع "سهيل بن عمرو" أسيراً بأيدي المسلمين في غزوة (بدر) ، إقترب "عمر بن الخطاب" من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وقال : يا رسول الله .. دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم.
فأجابه الرسول صلى الله عليه واله وسلم :«كلا يا عمر ..لا أمثل بأحد ، فيمثل الله بي ، وان كنت نبيا» ..!!
ثم أدنى "عمر" منه وقال عليه واله الصلاه السلام : «يا عمر .. لعل سهيلاً غداً يقف موقفا يسرك» ..!!
وبعد فداءه عاد الى مكة وعاد يخطب ويؤلب ويحرض القوم على المسلمين .. ولما همّ النبي صلوات الله وسلامه عليه واله وصحابته أن يعتمروا سنة 6 هـ، منعته قريش من أداء العمرة، وابتعثوا سهيلاً للإتفاق مع النبي صلى الله عليه واله وسلم على شروط الصلح. الذي مالبثت قريش ان نقضته !!
وجاء يوم فتح مكة، أغارت بنو بكر على خزاعة وساندتها قريشٌ بالمال والرجال، وخرج بنو خزاعة يستنصرون النبي، فقال عليه السلام: “نُصِرْتَ يَا عَمْرَو بْنُ سَالِمٍ“، وفي مكة اجتمع سهيل بأبي سفيان وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم يتباحثون وكأني بسهيل بعقله وحسن رأيه يصف قوة محمد ويخذّل الناس عن حربه، وكان الرأي أن يبعثوا أبا سفيان إلى المدينة ليطيل الصلح ويمنع الحرب، ويدخل عليه السلام مكة فيحطم الأصنام وهو يقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" ولا تجد هذه الأصنام بين الناس مشفقا ولا نصيرا، ويفر سادة مكة ، أسلم أبو سفيان وفر عكرمة وصفوان، أما سهيل فيعتكف في بيته ويسلّم أمره لله، ويجمع النبي أهل مكة في الكعبة فيقول: "ماذا تقولون؟" فيقوم سهيل من بين الناس وهو خطيبهم والمقدم فيهم فيقول: " نقول: خيرا ونظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت"، فيقول عليه السلام: "أقول كما قال أخي يوسف (لا تثريب عليكم اليوم) ويعود سهيل لبيته ويرسل لابنه عبد الله يطلب الأمان من النبي عليه السلام.
يدخل عبد الله بن سهيل على النبي وهو لا يستطيع أن يرفع عينه، ويستجمع شجاعته ليقول كلمة واحدة تخرج من صميم قلبه: "أتؤمنه" ولم يتردد عليه السلام أو يتجاهله ,بل قال: "نعم هو آمن بأمان الله فليظهر"، ويوصي الرسول عليه السلام من حوله: "من لقي سهيل بن عمرو فلا يشد النظر إليه، فليخرج فلعمري إن سهيلاً له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام، ولقد رأى ما كان يوضع فيه أنه لم يكن له بنافع" ويركض عبد الله يبشر والده بالخبر، فيتجرد سهيل من حمية الجاهلية وعناده ويقول:" قد كان والله براً صغيراً وكبيراً"، وما كان لسهيل أن يُسلم بعد الفتح فيقال أنه أسلم رهبة أو رغبة وهو سيد بني عامر، ولكنه علم أن الإسلام قد رفع شأن مكة وأهلها بل قد يجعل من العرب أمة لها وزنها بين الفرس والروم.
ولم يطل الانتظار بسهيل حتى جاءت غزوة حنين وخرج النبي بكل صحابته من المدينة ومن صحِبه من القبائل لفتح مكة، ومن تطوع من اهل مكة.. و لما حمي وطيس المعركة وتكاثر المشركين حول النبي وأصحابه وصاح عليه السلام بعد ان اشاعوا مقتله :
أنا النبي لا كذب, أنا ابن عبد المطلب !!
صمد سهيل وأبلى بلاء حسنا إلى نهاية المعركة وتحقيق النصر لله ورسوله، وحين وزع النبي الغنائم جاءه سهيل معلنا إسلامه امام الناس عامة, ففرح به النبي فرحا عظيماً، فها هو قد انتزع من جهنم فرعونا أشبه بفرعون موسى، ما كان له أن يسلم من بعد رحمة الله وتوفيقه إلا بحنكة النبي وصبره، وها هو يكسب للإسلام حارسا ومدافعا شرسا عن الاسلام وكيانه..
فما الموقف الذي فعله "سهيل بن عمرو" رضي الله عنه بعد أسلامه ؟!
بعد موت الرسول صلى الله عليه واله وسلم إرتدت قبائل العرب عن الإسلام الا اهل المدينة والطائف ومكة .. وعندما أرادت مكة أن ترتد كما أرتدت العرب وقف "سهيل" عليهم خطيباً فقال مانعا لهم عن الردة:-
"يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله ليتمّنّ الله هذا الأمر كما ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيته قائماً مقامي هذا وحده وهو يقول: قولوا معي لا إله إلا الله تَدِن لكم العرب وتؤد إليكم العَجَم الجزية، والله لتنفقُنّ كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله، فمِن بين مستهزىء ومصدق فكان ما رأيتم، والله ليكونن الباقي"، ويفرح فيه عمر بن الخطاب ويصدق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقى الله من بعدها شهيدا محتسبا في فتوحات الشام وقد اصيب في عمواس !! فرضي الله عنه ومنه وعليه وسائر الصحب الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
«يا عمر .. لعل سهيلاً غداً يقف موقفا يسرك» ..!!
فما هو الموقف الذي فعله "سهيل بن عمرو" رضي الله عنه بعد أسلامه وسُر به عمر والمسلمون ؟!
كان أبو يزيد سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي زعيم بني عامر وسيدها،و خطيب قريش وفصيحهم ومقدمها في اللقاءات والمفاوضات فقد كان فيهم صاحب عقل وشرف وبلاغة وبيان، فهو أحد أشرافهم واحد فرسانهم وصناديدهم قبل الإسلام. قاتل سهيل بن عمرو في صفوف مشركي قريش في غزوة بدر، وتعرض للأسر ثم افتُدي.
وقع "سهيل بن عمرو" أسيراً بأيدي المسلمين في غزوة (بدر) ، إقترب "عمر بن الخطاب" من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وقال : يا رسول الله .. دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم.
فأجابه الرسول صلى الله عليه واله وسلم :«كلا يا عمر ..لا أمثل بأحد ، فيمثل الله بي ، وان كنت نبيا» ..!!
ثم أدنى "عمر" منه وقال عليه واله الصلاه السلام : «يا عمر .. لعل سهيلاً غداً يقف موقفا يسرك» ..!!
وبعد فداءه عاد الى مكة وعاد يخطب ويؤلب ويحرض القوم على المسلمين .. ولما همّ النبي صلوات الله وسلامه عليه واله وصحابته أن يعتمروا سنة 6 هـ، منعته قريش من أداء العمرة، وابتعثوا سهيلاً للإتفاق مع النبي صلى الله عليه واله وسلم على شروط الصلح. الذي مالبثت قريش ان نقضته !!
وجاء يوم فتح مكة، أغارت بنو بكر على خزاعة وساندتها قريشٌ بالمال والرجال، وخرج بنو خزاعة يستنصرون النبي، فقال عليه السلام: “نُصِرْتَ يَا عَمْرَو بْنُ سَالِمٍ“، وفي مكة اجتمع سهيل بأبي سفيان وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم يتباحثون وكأني بسهيل بعقله وحسن رأيه يصف قوة محمد ويخذّل الناس عن حربه، وكان الرأي أن يبعثوا أبا سفيان إلى المدينة ليطيل الصلح ويمنع الحرب، ويدخل عليه السلام مكة فيحطم الأصنام وهو يقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" ولا تجد هذه الأصنام بين الناس مشفقا ولا نصيرا، ويفر سادة مكة ، أسلم أبو سفيان وفر عكرمة وصفوان، أما سهيل فيعتكف في بيته ويسلّم أمره لله، ويجمع النبي أهل مكة في الكعبة فيقول: "ماذا تقولون؟" فيقوم سهيل من بين الناس وهو خطيبهم والمقدم فيهم فيقول: " نقول: خيرا ونظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت"، فيقول عليه السلام: "أقول كما قال أخي يوسف (لا تثريب عليكم اليوم) ويعود سهيل لبيته ويرسل لابنه عبد الله يطلب الأمان من النبي عليه السلام.
يدخل عبد الله بن سهيل على النبي وهو لا يستطيع أن يرفع عينه، ويستجمع شجاعته ليقول كلمة واحدة تخرج من صميم قلبه: "أتؤمنه" ولم يتردد عليه السلام أو يتجاهله ,بل قال: "نعم هو آمن بأمان الله فليظهر"، ويوصي الرسول عليه السلام من حوله: "من لقي سهيل بن عمرو فلا يشد النظر إليه، فليخرج فلعمري إن سهيلاً له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام، ولقد رأى ما كان يوضع فيه أنه لم يكن له بنافع" ويركض عبد الله يبشر والده بالخبر، فيتجرد سهيل من حمية الجاهلية وعناده ويقول:" قد كان والله براً صغيراً وكبيراً"، وما كان لسهيل أن يُسلم بعد الفتح فيقال أنه أسلم رهبة أو رغبة وهو سيد بني عامر، ولكنه علم أن الإسلام قد رفع شأن مكة وأهلها بل قد يجعل من العرب أمة لها وزنها بين الفرس والروم.
ولم يطل الانتظار بسهيل حتى جاءت غزوة حنين وخرج النبي بكل صحابته من المدينة ومن صحِبه من القبائل لفتح مكة، ومن تطوع من اهل مكة.. و لما حمي وطيس المعركة وتكاثر المشركين حول النبي وأصحابه وصاح عليه السلام بعد ان اشاعوا مقتله :
أنا النبي لا كذب, أنا ابن عبد المطلب !!
صمد سهيل وأبلى بلاء حسنا إلى نهاية المعركة وتحقيق النصر لله ورسوله، وحين وزع النبي الغنائم جاءه سهيل معلنا إسلامه امام الناس عامة, ففرح به النبي فرحا عظيماً، فها هو قد انتزع من جهنم فرعونا أشبه بفرعون موسى، ما كان له أن يسلم من بعد رحمة الله وتوفيقه إلا بحنكة النبي وصبره، وها هو يكسب للإسلام حارسا ومدافعا شرسا عن الاسلام وكيانه..
فما الموقف الذي فعله "سهيل بن عمرو" رضي الله عنه بعد أسلامه ؟!
بعد موت الرسول صلى الله عليه واله وسلم إرتدت قبائل العرب عن الإسلام الا اهل المدينة والطائف ومكة .. وعندما أرادت مكة أن ترتد كما أرتدت العرب وقف "سهيل" عليهم خطيباً فقال مانعا لهم عن الردة:-
"يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله ليتمّنّ الله هذا الأمر كما ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيته قائماً مقامي هذا وحده وهو يقول: قولوا معي لا إله إلا الله تَدِن لكم العرب وتؤد إليكم العَجَم الجزية، والله لتنفقُنّ كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله، فمِن بين مستهزىء ومصدق فكان ما رأيتم، والله ليكونن الباقي"، ويفرح فيه عمر بن الخطاب ويصدق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقى الله من بعدها شهيدا محتسبا في فتوحات الشام وقد اصيب في عمواس !! فرضي الله عنه ومنه وعليه وسائر الصحب الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...