بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالخير والبر والاحسان والنصر والنصرة والعز والتمكين
البطولة لله وفي الله !!
ان من اسمى وارقى درجات البطولة ومنازلها ما كان القصد منهاالتماس رضا الله عز وجل، وتحرير العمل لوجه الله تعالى الكريم وإخلاصه للحق وحده... ويؤدي ذلك بصمت ولا يحب ان يطلع عليه احد سوى الله تعالى الذي ابتغى بعمله نوال مرضاته ، ودون ان يحرص صاحبها على الظهور او الشهرة او نوال الشعبية او المكاسب المادية النوية او المعنوية ...
وقد عرف تاريخ الإسلام أبطالاً ظلوا ليومنا اليوم مجهولون لنا ، قاموا بأدوار على قدر عظيم من الأهمية دون أن يكشفوا عن شخصياتهم، أو يبوحوا بأسمائهم، شعارهم في ذلك:-(إنْ لم يكن للهِ فعلك خالصًا
فكلّ بنـاءٍ قد بنيْتَ خـرابُ
-و اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة عملٍ صالح تنفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون . )..وقد سجل التاريخ هذه المواقف لاشخاص تحت أسماء مجهولة ، وما ضرهم ان لا يعرفهم التاريخ طالما ان الله تعالى يعرفهم؟؟!!..
ومن هؤلاء صاحب النقب، هذا البطل الذي استطاع أن يفتح ثغرة في سور قلعة بيزنطية بعد أن حاصرها المسلمون طويلاً وحاولوا اقتحامها مرات عدة دون جدوى، غير أن هذا البطل الذي لم يعرف التاريخ اسمه، ولم يكشف هو عن شخصيته، اندفع ليلا خلسة الى ذالك السور المنيع دون ان يخبر بامره اجدا ، وحتى بلغ الجدار فأحدث فيه نقباً، ثم رجع لينام بين رفاقه ، وفي الصباح الباكر اخترق النقب ودخل وفتح الباب تحت وابل من سهام الحراس تنوشه من كل جانب !! واندفع إلى داخل السور وكبر، فكبر المسلمون وعبروا إليه، فلما انتهت الموقعة ظن قائد الجيش مسلمة بن عبد الملك أن صاحب النقب سوف يتقدم إليه ويعرفه من هو.. ولكنه انتظر دون جدوى، هنالك نادى في الجيش أن يتقدم اليه صاحب النقب!!، فلم يتقدم أحد!!، وفي اليوم التالي كرر السؤال والطلب !! ولكن دون جدوى، وفي اليوم الثالث، وقف وقال :
أقسمتُ على من أحدث النقب أن يأتيني أي وقت يشاء من ليل أو نهار !! وفي ساعة متأخرة من الليل وبينما هو جالس في خيمته ،تقدم إليه رجل ملثم فقال له: أيها القائد، هل تريد أن تعرف صاحب النقب؟! قال: نعم، قال: أنا أدلك عليه إذا أعطيتني العهد على ألا تسألني عن اسمي!!، فقال القائد محمد بن مسلمة: لك عهد الله علي ألا أسألك عن اسمك، قال: أنا هو، !! وانطلق خارجاً من خيمة القائد ينتظر حسن الثواب من الله تعالى يوم يقوم الحساب، ولم يتطلع إلى الحظ العاجل و إذاعة أخباره واسمه وصيته وسمعته ،،،،
فوقف مسلمة بن عبدالملك والدموع تملأ عينيه فقال :
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
فكان مسلمة بعد ذلك يقول في سجوده :
اللهم احشرني مع صاحب النقب .
وهكذا يكون الاخلاص لله تعالى وهكذا تصير البطولة عبادة من اعظم القربات لله عز وجل ...
للاطلاع على القصة كاملة وتوثيقها فالمرجع عيون الأخبار لابن قتيبة (741)
اللهم ردنا اليك ردا جميلا ورد الينا عزنا ومجدنا وارفع فينا رايتك راية الحق والدين القيم يا اكرم الاكرمين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالخير والبر والاحسان والنصر والنصرة والعز والتمكين
البطولة لله وفي الله !!
ان من اسمى وارقى درجات البطولة ومنازلها ما كان القصد منهاالتماس رضا الله عز وجل، وتحرير العمل لوجه الله تعالى الكريم وإخلاصه للحق وحده... ويؤدي ذلك بصمت ولا يحب ان يطلع عليه احد سوى الله تعالى الذي ابتغى بعمله نوال مرضاته ، ودون ان يحرص صاحبها على الظهور او الشهرة او نوال الشعبية او المكاسب المادية النوية او المعنوية ...
وقد عرف تاريخ الإسلام أبطالاً ظلوا ليومنا اليوم مجهولون لنا ، قاموا بأدوار على قدر عظيم من الأهمية دون أن يكشفوا عن شخصياتهم، أو يبوحوا بأسمائهم، شعارهم في ذلك:-(إنْ لم يكن للهِ فعلك خالصًا
فكلّ بنـاءٍ قد بنيْتَ خـرابُ
-و اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة عملٍ صالح تنفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون . )..وقد سجل التاريخ هذه المواقف لاشخاص تحت أسماء مجهولة ، وما ضرهم ان لا يعرفهم التاريخ طالما ان الله تعالى يعرفهم؟؟!!..
ومن هؤلاء صاحب النقب، هذا البطل الذي استطاع أن يفتح ثغرة في سور قلعة بيزنطية بعد أن حاصرها المسلمون طويلاً وحاولوا اقتحامها مرات عدة دون جدوى، غير أن هذا البطل الذي لم يعرف التاريخ اسمه، ولم يكشف هو عن شخصيته، اندفع ليلا خلسة الى ذالك السور المنيع دون ان يخبر بامره اجدا ، وحتى بلغ الجدار فأحدث فيه نقباً، ثم رجع لينام بين رفاقه ، وفي الصباح الباكر اخترق النقب ودخل وفتح الباب تحت وابل من سهام الحراس تنوشه من كل جانب !! واندفع إلى داخل السور وكبر، فكبر المسلمون وعبروا إليه، فلما انتهت الموقعة ظن قائد الجيش مسلمة بن عبد الملك أن صاحب النقب سوف يتقدم إليه ويعرفه من هو.. ولكنه انتظر دون جدوى، هنالك نادى في الجيش أن يتقدم اليه صاحب النقب!!، فلم يتقدم أحد!!، وفي اليوم التالي كرر السؤال والطلب !! ولكن دون جدوى، وفي اليوم الثالث، وقف وقال :
أقسمتُ على من أحدث النقب أن يأتيني أي وقت يشاء من ليل أو نهار !! وفي ساعة متأخرة من الليل وبينما هو جالس في خيمته ،تقدم إليه رجل ملثم فقال له: أيها القائد، هل تريد أن تعرف صاحب النقب؟! قال: نعم، قال: أنا أدلك عليه إذا أعطيتني العهد على ألا تسألني عن اسمي!!، فقال القائد محمد بن مسلمة: لك عهد الله علي ألا أسألك عن اسمك، قال: أنا هو، !! وانطلق خارجاً من خيمة القائد ينتظر حسن الثواب من الله تعالى يوم يقوم الحساب، ولم يتطلع إلى الحظ العاجل و إذاعة أخباره واسمه وصيته وسمعته ،،،،
فوقف مسلمة بن عبدالملك والدموع تملأ عينيه فقال :
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
فكان مسلمة بعد ذلك يقول في سجوده :
اللهم احشرني مع صاحب النقب .
وهكذا يكون الاخلاص لله تعالى وهكذا تصير البطولة عبادة من اعظم القربات لله عز وجل ...
للاطلاع على القصة كاملة وتوثيقها فالمرجع عيون الأخبار لابن قتيبة (741)
اللهم ردنا اليك ردا جميلا ورد الينا عزنا ومجدنا وارفع فينا رايتك راية الحق والدين القيم يا اكرم الاكرمين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته