بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم
الحراسة في الاسلام !!
الحراسة لغة في معاجم اللغة: من حرس الشيء يحرسه ويحرسه حرسًا : حفظه، ومنعه وحرزه ..و الاشخاص الذين يقومون بها ويؤدون وظيفتها هم الحراس والحرس ومفردها حارس، واحترس منه : تحرز، وتحرست من فلان
واحترست منه، أي تحفظت منة، والحرس: حرس السلطان، وهم الحراس، والحرس، وهم خدم السلطان المرتبون لحفظه وحراسته ...
اما اصطلاحا :- فنستطيع ان نقول انها المهمة الموكولة لشخص او عدة اشخاص لحفظ شخص ما ، او شيء ما .. وتحريزه مما يكره من التعدي ,,,,
والحراسة تتطلب النباهة وشدة الملاحظة ودوام المراقبة واليقظة الدائمة !!
وقد وردت كلمة الحراسة والحرس في القران الكريم لتفيد هذا المعنى في قوله تعالى على لسان الجن:- {وَإِنَّا لَمَسْنا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَديداً وَشُهُباً (الجن}.
وقد اطلق القران الكريم على مهمة الملائكة اسم حافظين ..اي يراقبون اعمالكم وبحفظونها عليكم ، كما في قوله تعالى: {«وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً» سورة الأنعام: آية 61}.
واطلق على مهمتهم لفظ (يحفظون) ..( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) [ الرعد : 11 ] . فمهمة الملائكة المرافقين للناس انما هي حفظ وحصر واحصاء اعمالهم ..{وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ ١٠ كِرَامࣰا كَـٰتِبِینَ ١١ یَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢﴾} [الانفطار] فهي اذا بالدرجة الاولى حراسة المراقبة والاحصاء والتسجيل والكتابة ... فلا يتوهم متوهم ان الله وظف الملائكة حراسا عليه!! والا لماذا يعتدى عليه ولماذا هو مطالب برد الاعتداء وردع المعتدين !!!
اما الحراسة بمعن حفظ المسلمين وثغورهم من الاعداء فقد سماها القران الكريم الرباط ، وهي كذلك مهمة موكولة للمؤمنين وتكليف مطلوب منهم ..
والرِّباطُ هو الإقامةُ في الثُّغور، وهي الأماكنُ التي يُخافُ على أهلها من العدوِّ، والمُرابِطُ هو المُقيمُ على الثُّغور، والمُعِدُّ نفسَه للجهاد في سبيلِ الله والدفاعِ عن دينه وإخوانِه المُسلمين، وهو واجبٌ أمرَ الله به, قال تعالى:{﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]..والصبر هو تحمل الشدائد والجلد على تقبل النوائب والتعامل معها للخلاص منها والصبر بتحمل تبعات الجهاد والقتال ، وصابروا- قالوا هو مصابرة العدو ، ، اي دوام مراقبة تحركاته ومعرفة نواياه.. والاحتراز منه -ورابطوا - اي في الحدود قبالة العدو ،واقيموا على الاستعداد للجهاد ، قال أبو عبيدة ، أي داوموا واثبتوا ، والربط الشد ، وأصل الرباط أن يربط هؤلاء خيولهم ، وهؤلاء خيولهم ، ثم قيل: لكل مقيم في ثغر يدفع عمن وراءه ، وإن لم يكن له مركب . والمرابط هو المجاهد المناوب في خفارته للحراسة على الثغر وكل من اقام كذلك في الثغور بنية الجها وليس فقط بنية المعاش!!!
وقد كثرت الاحاديث الشريفة كما الايات الكريمة التي تحث على الرباط والحراسة في سبيل الله تعالى ، نذكر منها :- عن سلمان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رِباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شهرٍ وقِيامه، وإن ماتَ فيه جرَى عليه عملُه الذي كان يعمل، وأُجرِيَ عليه رِزقُه، وأمِنَ من الفتَّان» (رواه مسلم).
وروى ابن عباس أنّه قال سمعت رسول الله ﷺ قال: عينان لا تمسهما النار عن بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ([اخرجه الترمذي في سننه]) . وروى ابن عمر – رضي الله عنهما ، أن النبي ﷺ قال :ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدرة ؟ حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله ([اخرجه الحاكم في المسترك]) .
وعن سهل بن سعدٍ - رضي الله عنهما -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رِباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضِعُ سوط أحدِكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوحةُ يروحُها العبدُ في سبيل الله أو الغَدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها» (رواه البخاري ومسلم).
وقد حرص الصحابة الكرام في العهد النبوي بحراسة النبي القائد ، وقد عُرف معظم هؤلاء الذين قاموا بمهمة الحراسة خلال العهد النبوي بالفروسيّة والشّجاعة والاقدام ، بل نرى منهم من شارك في بعض المهام الخاصة التي كلفهم بها رسول الله ﷺ ، فقد عرف سعد بن أبي وقاص أنّه أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رسول الله ﷺ في مغازيه، وأنّه كان أول رجل من العرب رمي بسهم في سبيل الله، وكان الزبير بن العوام أول من سلّ سيفًا في سبيل الله وكان سلكان بن سلامة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله ﷺ .
وفي مكة المكرمة كان الصحابة الكرام ذوي المنعة والقوة واقاربه ذوي الحمية و الهيبة يحرسونه من المشركين ، فقد كان أبو طالب عم النبي ﷺ يرسل معه كل يوم رجالًا من بني هاشم يحرسونه، بـل يـُذكر أنّه عندما اشتد البلاء على رسول الله ﷺ والمسلمين، واجتمعت قريش على قتله علانية، جمع أبو طالب بني عبد المطلب، وأمرهم أن يدخلوا رسول الله ﷺ شعبهم، ويمنعوه ممن أرادوا قتله، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حمية، ومنهم من فعله إيمانًا ويقينًا، وكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله ﷺ فاضطجع على فراشه؛ حتى يرى ذلك من أراد اغتياله أو المكر به، حتى إذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بنـي عمـه، فاضطجع على فراش النبي ﷺ ، وأمر النبي ﷺ أن يأتي بعـض فرشهم، فينام عليه([25]) ، ويذكر أيضًا أنّ النبي ﷺ كان إذا صلى في الحجر، قام عمر بن الخطاب على رأسه بالسّيف حتى يصلي({ابن شبه - تاريخ المدينة]) . وهناك رواية تذكر أنّ النبي ﷺ كان يخرج إلى الكعبة أول النهار، ويصلي صلاة الضحى، وكانت تلك صلاة لا تنكرها قريش، وكان إذا صلى في سائر اليوم بعد ذلك ، قعد علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) أو زيد بن حارث يرصد له ([البلاذري]).
وها هو ابو بكر الصديق رفيق طريق الهجرة يقوم باعمال الغفارة والحراسة لرفيقه اكرم خلق الله على الارض،، فمرة يسير خلفه ومرة يسير امامه ومرة عن يمينه واخرى عن يساره !! فيقول له رسول الله ﷺ : ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا عن فعلك ! قال: يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك ([البيهقي في الدلائل]) ..
لقد كانت الحراسة في العهد النبوي في نظر النبي صلوات ربي عليه واله وسلامه، ضرورة بل أكثر من ضرورة وذلك للحفاظ على حياة القائد العظيم، وأعني به رسول الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلّم ، لوجود دوافع الانتقام منه عند المشركين، الذين يرونه ما جاء الا ليهدم نظمهم وكياناتهم وكهنوتهم ، وإظهاراً لنباهة واحتراس و قوة وبأس المسلمين تجاه الأعداء، كما كانت الحراسة مطلوبة لحماية جيش المسلمين من أي اعتداء مباغت يقوم به أعداء الإسلام، فلذلك شُرع لهم ربهم صلاة الخوف!! ، ومن يقوم بالحراسة عليه أن يتمتع بالشجاعة والقوة واللياقة البدنيّة وصحة الجسد ، والعقل والقدرة على القيام بالمهام، والخبرة والشّجاعة والنّباهة والقدرة على القتال بالأيدي والتعامل مع السلاح ، والفروسيّة والمشاركة في بعض المهام الخاصة، والاستعداد التام واليقظة حتى لا يؤخـذ المسلمون علـى حين غـرة من قبل أعدائهم، والقضاء على على كلّ حركة غدر وخيانة بين صفوفهم .
وحراسة الصحابة للنبي ﷺ في مكة، وأثناء الهجرة ، وفي غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، أظهرت العبقرية العسكرية في اختيار القائمين بالحراسة النبوية.و كتب السيرة ملأى بذكر نماذج ذلك .
اخواني الاعزاء :- ان حراسة الدين في الجبهات الخارجية والثغور مطلوبة من المجاهدين والمرابطين !! وان حراسة الدين في الداخل بالتصدي لهجمات التشكيك و دعوات التثبيط ودعوات نشر الفاحشة والاثام والافساد والفساد ،، فتلك ايضا ثغور يجب سدها ممن لا يستطيعون للجهاد سبيلا ..!!
فكما قيل :-{أنت على ثغر من ثغور الإسلام فلا يُؤتين من قبلك}،
فكل واحد منا مكلف بهذه المهمة الشريفة !!
وما أكثر الثغور التي تحتاج إلى من يسدّها ويقوم على أمرها اليوم !!.
نعم لقدكثُرت الثغور يا شباب الاسلام فمن لها سواكم؟!!
اللهم احرس المجاهدين في سبيلك والمرابطين الصابرين الثابتين المنتظرين نصرك ونصرتك يا عزيز يا ولي الصابرين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم
الحراسة في الاسلام !!
الحراسة لغة في معاجم اللغة: من حرس الشيء يحرسه ويحرسه حرسًا : حفظه، ومنعه وحرزه ..و الاشخاص الذين يقومون بها ويؤدون وظيفتها هم الحراس والحرس ومفردها حارس، واحترس منه : تحرز، وتحرست من فلان
واحترست منه، أي تحفظت منة، والحرس: حرس السلطان، وهم الحراس، والحرس، وهم خدم السلطان المرتبون لحفظه وحراسته ...
اما اصطلاحا :- فنستطيع ان نقول انها المهمة الموكولة لشخص او عدة اشخاص لحفظ شخص ما ، او شيء ما .. وتحريزه مما يكره من التعدي ,,,,
والحراسة تتطلب النباهة وشدة الملاحظة ودوام المراقبة واليقظة الدائمة !!
وقد وردت كلمة الحراسة والحرس في القران الكريم لتفيد هذا المعنى في قوله تعالى على لسان الجن:- {وَإِنَّا لَمَسْنا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَديداً وَشُهُباً (الجن}.
وقد اطلق القران الكريم على مهمة الملائكة اسم حافظين ..اي يراقبون اعمالكم وبحفظونها عليكم ، كما في قوله تعالى: {«وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً» سورة الأنعام: آية 61}.
واطلق على مهمتهم لفظ (يحفظون) ..( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) [ الرعد : 11 ] . فمهمة الملائكة المرافقين للناس انما هي حفظ وحصر واحصاء اعمالهم ..{وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ ١٠ كِرَامࣰا كَـٰتِبِینَ ١١ یَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢﴾} [الانفطار] فهي اذا بالدرجة الاولى حراسة المراقبة والاحصاء والتسجيل والكتابة ... فلا يتوهم متوهم ان الله وظف الملائكة حراسا عليه!! والا لماذا يعتدى عليه ولماذا هو مطالب برد الاعتداء وردع المعتدين !!!
اما الحراسة بمعن حفظ المسلمين وثغورهم من الاعداء فقد سماها القران الكريم الرباط ، وهي كذلك مهمة موكولة للمؤمنين وتكليف مطلوب منهم ..
والرِّباطُ هو الإقامةُ في الثُّغور، وهي الأماكنُ التي يُخافُ على أهلها من العدوِّ، والمُرابِطُ هو المُقيمُ على الثُّغور، والمُعِدُّ نفسَه للجهاد في سبيلِ الله والدفاعِ عن دينه وإخوانِه المُسلمين، وهو واجبٌ أمرَ الله به, قال تعالى:{﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]..والصبر هو تحمل الشدائد والجلد على تقبل النوائب والتعامل معها للخلاص منها والصبر بتحمل تبعات الجهاد والقتال ، وصابروا- قالوا هو مصابرة العدو ، ، اي دوام مراقبة تحركاته ومعرفة نواياه.. والاحتراز منه -ورابطوا - اي في الحدود قبالة العدو ،واقيموا على الاستعداد للجهاد ، قال أبو عبيدة ، أي داوموا واثبتوا ، والربط الشد ، وأصل الرباط أن يربط هؤلاء خيولهم ، وهؤلاء خيولهم ، ثم قيل: لكل مقيم في ثغر يدفع عمن وراءه ، وإن لم يكن له مركب . والمرابط هو المجاهد المناوب في خفارته للحراسة على الثغر وكل من اقام كذلك في الثغور بنية الجها وليس فقط بنية المعاش!!!
وقد كثرت الاحاديث الشريفة كما الايات الكريمة التي تحث على الرباط والحراسة في سبيل الله تعالى ، نذكر منها :- عن سلمان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رِباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شهرٍ وقِيامه، وإن ماتَ فيه جرَى عليه عملُه الذي كان يعمل، وأُجرِيَ عليه رِزقُه، وأمِنَ من الفتَّان» (رواه مسلم).
وروى ابن عباس أنّه قال سمعت رسول الله ﷺ قال: عينان لا تمسهما النار عن بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ([اخرجه الترمذي في سننه]) . وروى ابن عمر – رضي الله عنهما ، أن النبي ﷺ قال :ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدرة ؟ حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله ([اخرجه الحاكم في المسترك]) .
وعن سهل بن سعدٍ - رضي الله عنهما -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رِباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضِعُ سوط أحدِكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوحةُ يروحُها العبدُ في سبيل الله أو الغَدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها» (رواه البخاري ومسلم).
وقد حرص الصحابة الكرام في العهد النبوي بحراسة النبي القائد ، وقد عُرف معظم هؤلاء الذين قاموا بمهمة الحراسة خلال العهد النبوي بالفروسيّة والشّجاعة والاقدام ، بل نرى منهم من شارك في بعض المهام الخاصة التي كلفهم بها رسول الله ﷺ ، فقد عرف سعد بن أبي وقاص أنّه أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رسول الله ﷺ في مغازيه، وأنّه كان أول رجل من العرب رمي بسهم في سبيل الله، وكان الزبير بن العوام أول من سلّ سيفًا في سبيل الله وكان سلكان بن سلامة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله ﷺ .
وفي مكة المكرمة كان الصحابة الكرام ذوي المنعة والقوة واقاربه ذوي الحمية و الهيبة يحرسونه من المشركين ، فقد كان أبو طالب عم النبي ﷺ يرسل معه كل يوم رجالًا من بني هاشم يحرسونه، بـل يـُذكر أنّه عندما اشتد البلاء على رسول الله ﷺ والمسلمين، واجتمعت قريش على قتله علانية، جمع أبو طالب بني عبد المطلب، وأمرهم أن يدخلوا رسول الله ﷺ شعبهم، ويمنعوه ممن أرادوا قتله، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حمية، ومنهم من فعله إيمانًا ويقينًا، وكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله ﷺ فاضطجع على فراشه؛ حتى يرى ذلك من أراد اغتياله أو المكر به، حتى إذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بنـي عمـه، فاضطجع على فراش النبي ﷺ ، وأمر النبي ﷺ أن يأتي بعـض فرشهم، فينام عليه([25]) ، ويذكر أيضًا أنّ النبي ﷺ كان إذا صلى في الحجر، قام عمر بن الخطاب على رأسه بالسّيف حتى يصلي({ابن شبه - تاريخ المدينة]) . وهناك رواية تذكر أنّ النبي ﷺ كان يخرج إلى الكعبة أول النهار، ويصلي صلاة الضحى، وكانت تلك صلاة لا تنكرها قريش، وكان إذا صلى في سائر اليوم بعد ذلك ، قعد علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) أو زيد بن حارث يرصد له ([البلاذري]).
وها هو ابو بكر الصديق رفيق طريق الهجرة يقوم باعمال الغفارة والحراسة لرفيقه اكرم خلق الله على الارض،، فمرة يسير خلفه ومرة يسير امامه ومرة عن يمينه واخرى عن يساره !! فيقول له رسول الله ﷺ : ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا عن فعلك ! قال: يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك ([البيهقي في الدلائل]) ..
لقد كانت الحراسة في العهد النبوي في نظر النبي صلوات ربي عليه واله وسلامه، ضرورة بل أكثر من ضرورة وذلك للحفاظ على حياة القائد العظيم، وأعني به رسول الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلّم ، لوجود دوافع الانتقام منه عند المشركين، الذين يرونه ما جاء الا ليهدم نظمهم وكياناتهم وكهنوتهم ، وإظهاراً لنباهة واحتراس و قوة وبأس المسلمين تجاه الأعداء، كما كانت الحراسة مطلوبة لحماية جيش المسلمين من أي اعتداء مباغت يقوم به أعداء الإسلام، فلذلك شُرع لهم ربهم صلاة الخوف!! ، ومن يقوم بالحراسة عليه أن يتمتع بالشجاعة والقوة واللياقة البدنيّة وصحة الجسد ، والعقل والقدرة على القيام بالمهام، والخبرة والشّجاعة والنّباهة والقدرة على القتال بالأيدي والتعامل مع السلاح ، والفروسيّة والمشاركة في بعض المهام الخاصة، والاستعداد التام واليقظة حتى لا يؤخـذ المسلمون علـى حين غـرة من قبل أعدائهم، والقضاء على على كلّ حركة غدر وخيانة بين صفوفهم .
وحراسة الصحابة للنبي ﷺ في مكة، وأثناء الهجرة ، وفي غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، أظهرت العبقرية العسكرية في اختيار القائمين بالحراسة النبوية.و كتب السيرة ملأى بذكر نماذج ذلك .
اخواني الاعزاء :- ان حراسة الدين في الجبهات الخارجية والثغور مطلوبة من المجاهدين والمرابطين !! وان حراسة الدين في الداخل بالتصدي لهجمات التشكيك و دعوات التثبيط ودعوات نشر الفاحشة والاثام والافساد والفساد ،، فتلك ايضا ثغور يجب سدها ممن لا يستطيعون للجهاد سبيلا ..!!
فكما قيل :-{أنت على ثغر من ثغور الإسلام فلا يُؤتين من قبلك}،
فكل واحد منا مكلف بهذه المهمة الشريفة !!
وما أكثر الثغور التي تحتاج إلى من يسدّها ويقوم على أمرها اليوم !!.
نعم لقدكثُرت الثغور يا شباب الاسلام فمن لها سواكم؟!!
اللهم احرس المجاهدين في سبيلك والمرابطين الصابرين الثابتين المنتظرين نصرك ونصرتك يا عزيز يا ولي الصابرين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته