بسم الله الرحمن الرحيم د
خاطرة مع الحديث النبوي الشريف
قال ﷺ : "اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمونَ حروفَةُ إقامةَ السَّهم, لا يجاوزَ تراقيهم , يتعجَّلون أجْرَهُ ولا يتأجَّلونه" وفي رواية ر يجاوز حناجرهم.
[رواه الإمام أحمد وغيره وهو حديث قال عنه علماء الحديث صحيح الإسناد ]
ومعنى (( يقيمون حروفه إقامة السهم )) يعني أنهم يقرأونه قراءة صحيحة دقيقة؛ فهم يقرأونه ويتلونه تلاوة طيبة جيدة الصوت مجودة باحكام التجويد، لكن هؤلاء لضعف إيمانهم بما فيه فانه (( لا يجاوز تراقيهم )) والترقوة هي الحلق ؛ أي لا يجاوز حلوقهم، ولا يجاوز حناجرهم، بمعن انه لا يأمرهم ولا ينهاهم في دنياهم، ولا يعبر حناجرهم وتراقيهم الى قلوبهم فيسكن الايمان ومفاهيمه وافكاره ويغرس فيها قيمه وموازينه!! لأنهم لا يتلونه لله سبحانه تعالى ،وإنما يتلونه ليقال : فلان قارئ ، فلان مجود ، فلان حسن القراءة ، كما هو مشاهد في أزمنتنا هذه ولا حول ولا قوة الا بالله ، فتجد من يجوده عند بيت الله الحرام ولكن سلوكه ومواقفه مواقف منافق عالم اللسان ينافح ويدافع عن الظلمة واعوانهم ويركن اليهم في معاشه ويلوي اعناق النصوص القرانية ليخدم اسياده واولياء نعمته بها زورا وبهتانا ، حيث صار التنافس على القراءة وعلى تجويدها والمفاخرة في ذلك ميدانا كبيراً، ومن ثم وقع بعض هؤلاء القراء في أن أصبحوا يتعجلون اجر قراءة القرآن ممن يشتري مواقفهم وفتاواهم، ولا يتأجلونها لتنفعهم عند من اوحى القران وامر بان يتبع دون بيعه كما فعل احبار الامم السابقة الذين استبدلهم الله تعالى، ونزع منهم مهمة العناية بدينه و نشر رسالته؛ لانه شرف لم يعودوا بما كسبت ايديهم وما كتبت يستقونه!!! .
ومن الحكم في قوله صلى الله عليه واله وسلم: ( لا يجاوز حناجرهم) اشارة اعجازية لطيفة؛ حيث انهم ضمنيا شبههم بالحيوانات التي لا تدرك معاني ما تكرره من قول ، حيث ان صوت الحيوانات لا يكون من السنتها ؛ بل من حنجرتها وحلقها، فلذلك هو نطق وليس كلاما!! ففي القران: - وعلمناه منطق الطير- ... وبالنسبة للبشر فان اداة النطق الرئيسية عندهم والتي تتحكم في تقطيع الاصوات والنطق والقول؛ الى حروف انما هي اللسان الذي به يُفصح الانسان عن مراده ويعبر عن صوره الذهنية ومكنوناته النفسية واحاسيسه ومشاعره القلبية!! _(وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ ﴿١٣ الشعراء﴾ ، وقال تعالى:- (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨ المائدة﴾.. وسمى كلامهم وانماطه اللغوية فيه لسان _ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣ النحل﴾ - (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤ ابراهيم﴾... ومن معجزاته واياته في الخلق سبحانه اختلاف الوانهم والسنتهم في حين انهم خُلقوا من نفس واحدة !! فكان ذلك من اياته الملفتة للألباب : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ﴿٢٢ الروم﴾..
ومعنى : ( يتعجلون أجره ) أي : ثوابه في الدنيا إما عن طريق أخذ الأجرة على تلاوته بحيث كون هذا هو هدفه من القراءة، فإما ليقال عنه في الدنيا : إنه قارئ مجود مجيد!!.واما ليتخذ بذلك المكانة والقرب ممن هم من دون الله وان خالفوا نصوص واحكام ما يتلوا ويقرأ!! فيتبوأ المناصب والمراتب والدرجات الدنيا !! واما ليتكسب به لقمة عيشه وان كان ذلك يكلفه امتطاء ما نهى الله عنه !!!
وقوله (ولا يتأجلونه ) أي لا يقرأون القرآن يقصدون به وجه الله سبحانه وتعالى فينتظرون الثواب والاجر من الله تعالى حيث يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم،، ليكون القرآن شفيعاً لهم ومحاجاً عنهم في تلك المواقف الرهيبة العصيبة كما قال واخبر من لا ينطق عن الهوى النبيﷺ : 《 اقراوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه 》رواه مسلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاطرة مع الحديث النبوي الشريف
قال ﷺ : "اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمونَ حروفَةُ إقامةَ السَّهم, لا يجاوزَ تراقيهم , يتعجَّلون أجْرَهُ ولا يتأجَّلونه" وفي رواية ر يجاوز حناجرهم.
[رواه الإمام أحمد وغيره وهو حديث قال عنه علماء الحديث صحيح الإسناد ]
ومعنى (( يقيمون حروفه إقامة السهم )) يعني أنهم يقرأونه قراءة صحيحة دقيقة؛ فهم يقرأونه ويتلونه تلاوة طيبة جيدة الصوت مجودة باحكام التجويد، لكن هؤلاء لضعف إيمانهم بما فيه فانه (( لا يجاوز تراقيهم )) والترقوة هي الحلق ؛ أي لا يجاوز حلوقهم، ولا يجاوز حناجرهم، بمعن انه لا يأمرهم ولا ينهاهم في دنياهم، ولا يعبر حناجرهم وتراقيهم الى قلوبهم فيسكن الايمان ومفاهيمه وافكاره ويغرس فيها قيمه وموازينه!! لأنهم لا يتلونه لله سبحانه تعالى ،وإنما يتلونه ليقال : فلان قارئ ، فلان مجود ، فلان حسن القراءة ، كما هو مشاهد في أزمنتنا هذه ولا حول ولا قوة الا بالله ، فتجد من يجوده عند بيت الله الحرام ولكن سلوكه ومواقفه مواقف منافق عالم اللسان ينافح ويدافع عن الظلمة واعوانهم ويركن اليهم في معاشه ويلوي اعناق النصوص القرانية ليخدم اسياده واولياء نعمته بها زورا وبهتانا ، حيث صار التنافس على القراءة وعلى تجويدها والمفاخرة في ذلك ميدانا كبيراً، ومن ثم وقع بعض هؤلاء القراء في أن أصبحوا يتعجلون اجر قراءة القرآن ممن يشتري مواقفهم وفتاواهم، ولا يتأجلونها لتنفعهم عند من اوحى القران وامر بان يتبع دون بيعه كما فعل احبار الامم السابقة الذين استبدلهم الله تعالى، ونزع منهم مهمة العناية بدينه و نشر رسالته؛ لانه شرف لم يعودوا بما كسبت ايديهم وما كتبت يستقونه!!! .
ومن الحكم في قوله صلى الله عليه واله وسلم: ( لا يجاوز حناجرهم) اشارة اعجازية لطيفة؛ حيث انهم ضمنيا شبههم بالحيوانات التي لا تدرك معاني ما تكرره من قول ، حيث ان صوت الحيوانات لا يكون من السنتها ؛ بل من حنجرتها وحلقها، فلذلك هو نطق وليس كلاما!! ففي القران: - وعلمناه منطق الطير- ... وبالنسبة للبشر فان اداة النطق الرئيسية عندهم والتي تتحكم في تقطيع الاصوات والنطق والقول؛ الى حروف انما هي اللسان الذي به يُفصح الانسان عن مراده ويعبر عن صوره الذهنية ومكنوناته النفسية واحاسيسه ومشاعره القلبية!! _(وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ ﴿١٣ الشعراء﴾ ، وقال تعالى:- (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨ المائدة﴾.. وسمى كلامهم وانماطه اللغوية فيه لسان _ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣ النحل﴾ - (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤ ابراهيم﴾... ومن معجزاته واياته في الخلق سبحانه اختلاف الوانهم والسنتهم في حين انهم خُلقوا من نفس واحدة !! فكان ذلك من اياته الملفتة للألباب : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ﴿٢٢ الروم﴾..
ومعنى : ( يتعجلون أجره ) أي : ثوابه في الدنيا إما عن طريق أخذ الأجرة على تلاوته بحيث كون هذا هو هدفه من القراءة، فإما ليقال عنه في الدنيا : إنه قارئ مجود مجيد!!.واما ليتخذ بذلك المكانة والقرب ممن هم من دون الله وان خالفوا نصوص واحكام ما يتلوا ويقرأ!! فيتبوأ المناصب والمراتب والدرجات الدنيا !! واما ليتكسب به لقمة عيشه وان كان ذلك يكلفه امتطاء ما نهى الله عنه !!!
وقوله (ولا يتأجلونه ) أي لا يقرأون القرآن يقصدون به وجه الله سبحانه وتعالى فينتظرون الثواب والاجر من الله تعالى حيث يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم،، ليكون القرآن شفيعاً لهم ومحاجاً عنهم في تلك المواقف الرهيبة العصيبة كما قال واخبر من لا ينطق عن الهوى النبيﷺ : 《 اقراوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه 》رواه مسلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته