الحطيئة وظلم البنات
أخبرنا أبو همام الإمام ، أن الحطيئة الهمام ، فيما هو جالس مع بعض الأنام ، إذ سمعوا
صياحا ، يصدر من بشر وليس نباحا ، فهرعوا غلهم يمنعون الأتراح ، وما أن وصل والى
المكان ، حتى رأوا فتاة مطعونة الجنان ، والروح فارقت منها الأبدان ، وابن عمها محمود ،
يمسك بخنجر محدود ، يقطر دما ، شاخصا متألما ، لقدره مستسلما ، فهو مضطر لما قد
فعل ، فهذا واجب الأهل ، إن اقترفت البنت الزلل ،فغسل العار ، من شيم الأبرار ، وإلا ففي
الصدر نار ، تظل حتى دار القرار ، وفيم الناس ملتفون ، وحول جثمان الفتاة محيطون ، إذ
سمع عويل وصراخ ، من الثكلى آخ آخ ، وقد اخترقت الصفوف ، ضاربة وجهها بالكفوف
، ولسانها لا يفسر الحروف ، من هول ما تخر لأجله السقوف ، وقالت وهي لا تعرف سبب
الحسرة ، لقد تعب أبو علي فجأة ، فخرجت مسرعة زهرة ، نحو الطبيب المجاور ، أبي
سعيد ماهر ، ليكون هو الحاضر ، لعلاج زوجي طاهر ، وعندما طال الانتظار خرجت قرب
الدار ، أتلمس الأخبار ، وحيث أنها مقطوعة الأنوار ، لم أر ولم أشاهد ، إلا عندما مر بي
خالد ، فأخبرني بما لم استطع له احتمالا ،قتلا لها واغتيالا ، بلا جريرة فهالني ما هالا ، فلو
بكيت السنين طوالا
ما وفيتها الأقوالا ، فقد كانت نعم البنت أفضالا ، مطيعة أهلا وأخوالا ، بعيدة عما يشين ،
قريبة مما يزين ، تتقي ما قد يريب ، هكذا رباها الحبيب ، فعلام تصاب ، ولم هذا
المصاب ؟؟؟، فلما سمع ا وأمسكتها ، فدفعتني ودفعتها ، وظننت أنها فعلتها ، وظنت إني
قصدتها ، فلطمتني ولطمتها ، فطار عقلي فطعنتها ، وليتني ما فعلتها ، فآه آه من ذنبها ، وما
اقترفت بحقها ، نحاسب البنات ، بالشك والأصوات ، فيم ندفع الأقوات ، لإخراج أبنائنا ،إن
همو زلّوا في أنحائنا ، فكيف بالله نحكم ، وبم نسدد ونسلّم ، والى أين نمضي نهدم ، ولات
حين مندم ، فلما سمع الحطيئة وشاهد ، نكس رأسه وبكى ، وانشد وشكا :
للبنت حق يا أخي لقد كفل
في شرع ربي إن بحثت فلن تزلْ
هي مثل أخوتها فكيف تحاكم
في الشك ننبذها يقينا لا تطلْ
وإذا رأيت خطيئــة مفعولـة
من إخوة كنت المخبّيء ما فعلْ
فاعدل صديقي في العوان فقد ترى
فضل المليك يُساق حقُّ لمَن عدلْ
أخبرنا أبو همام الإمام ، أن الحطيئة الهمام ، فيما هو جالس مع بعض الأنام ، إذ سمعوا
صياحا ، يصدر من بشر وليس نباحا ، فهرعوا غلهم يمنعون الأتراح ، وما أن وصل والى
المكان ، حتى رأوا فتاة مطعونة الجنان ، والروح فارقت منها الأبدان ، وابن عمها محمود ،
يمسك بخنجر محدود ، يقطر دما ، شاخصا متألما ، لقدره مستسلما ، فهو مضطر لما قد
فعل ، فهذا واجب الأهل ، إن اقترفت البنت الزلل ،فغسل العار ، من شيم الأبرار ، وإلا ففي
الصدر نار ، تظل حتى دار القرار ، وفيم الناس ملتفون ، وحول جثمان الفتاة محيطون ، إذ
سمع عويل وصراخ ، من الثكلى آخ آخ ، وقد اخترقت الصفوف ، ضاربة وجهها بالكفوف
، ولسانها لا يفسر الحروف ، من هول ما تخر لأجله السقوف ، وقالت وهي لا تعرف سبب
الحسرة ، لقد تعب أبو علي فجأة ، فخرجت مسرعة زهرة ، نحو الطبيب المجاور ، أبي
سعيد ماهر ، ليكون هو الحاضر ، لعلاج زوجي طاهر ، وعندما طال الانتظار خرجت قرب
الدار ، أتلمس الأخبار ، وحيث أنها مقطوعة الأنوار ، لم أر ولم أشاهد ، إلا عندما مر بي
خالد ، فأخبرني بما لم استطع له احتمالا ،قتلا لها واغتيالا ، بلا جريرة فهالني ما هالا ، فلو
بكيت السنين طوالا
ما وفيتها الأقوالا ، فقد كانت نعم البنت أفضالا ، مطيعة أهلا وأخوالا ، بعيدة عما يشين ،
قريبة مما يزين ، تتقي ما قد يريب ، هكذا رباها الحبيب ، فعلام تصاب ، ولم هذا
المصاب ؟؟؟، فلما سمع ا وأمسكتها ، فدفعتني ودفعتها ، وظننت أنها فعلتها ، وظنت إني
قصدتها ، فلطمتني ولطمتها ، فطار عقلي فطعنتها ، وليتني ما فعلتها ، فآه آه من ذنبها ، وما
اقترفت بحقها ، نحاسب البنات ، بالشك والأصوات ، فيم ندفع الأقوات ، لإخراج أبنائنا ،إن
همو زلّوا في أنحائنا ، فكيف بالله نحكم ، وبم نسدد ونسلّم ، والى أين نمضي نهدم ، ولات
حين مندم ، فلما سمع الحطيئة وشاهد ، نكس رأسه وبكى ، وانشد وشكا :
للبنت حق يا أخي لقد كفل
في شرع ربي إن بحثت فلن تزلْ
هي مثل أخوتها فكيف تحاكم
في الشك ننبذها يقينا لا تطلْ
وإذا رأيت خطيئــة مفعولـة
من إخوة كنت المخبّيء ما فعلْ
فاعدل صديقي في العوان فقد ترى
فضل المليك يُساق حقُّ لمَن عدلْ