بذل علماء المسلمين جهودا كبيره في الدفاع عن سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) وتنقيتها من الاحاديث المكذوبه ووضعوا لذلك قواعد علميه منهجيه دقيقه تبين معنى الحديث الموضوع وحكمه واسباب الوضع في الحديث وطرق التعرف على الحديث الموضوع
تعريف الحديث الموضوع وحكمه
الحديث الموضوع :هو الكلام المكذوب الذي يختلقه الكذابون وينسبونه الى الرسول (صلى الله عليه وسلم )
حكمه : لا تحل رواية الحديث الموضوع للاخرين ونسبته الى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولو كان حكمه جيده او مثلا صحيحا الا بقصد كشفه او التحذير منه
اسباب الوضع في الحديث
لقد تتبع الاحاديث الموضوعه فوجدوا ان هناك اسبابا متعدده دفعت الوضاعين الى وضع هذه الاحاديث من اهمها
1 _ الكيد للاسلام واهله : وهذا ما كان يلجأ اليه بعض اعداء الاسلام الذين لم يستطيعوا محاربة الاسلام بشكل مكشوف فلجأوا الى طرق خفيه لتشويهه وهدمه من الداخل منها وضع الحاديث مثل وضعهم الحديث ( انا خاتم النبيين لا نبي بعدي الا ان يشاء الله ) فزياده( الا ان يشاء الله ) زياده مكذوبه تفتح الباب امام ادعاء النبوه .
2 _ الانتصار للفرق والاهواء :فقد لجأ بعض اتباع الفرق السياسيه والعقديه الو وضع الحديث تأييدا لآرائهم ونشرا لافكارهم مثل الحديث الذي وضعه بعض المتعصبين لعلي بن ابي طالب ( رضي الله عنه ) ( علي خير البشر من شك فيه فقد كفر )
3 _ تشويق الناس واثارة اهتمامهم : حيث كان كثير من القصاص يعمدون الى تحديث الناس بقصص مكذوبه على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لتشويق الناس فيكثر مستمعوهم وتتسع حلقاتهم مثل : القصه المكذوبه في وصف القوم الجبارين الذين ذكروا في القران بان احدهم كان يقف في البحر ويلتقط منه السمكه ويشويها في الشمس
4 _ حض الناس على فعل الخير : وهذا ما كان يلجأ اليه بعض العباد والزهاد الذين لم يكتفوا بالاحاديث الصحيحه بل لجأوا الى وضع بعض الاحاديث المكذوبه زاعمين انهم يكذبون لرسول الله لا عليه ومثال ذلك ان احد الوضاعين وضع حديثا طويلا في فضائل سور القران سوره سوره ولما اكتشف العلماء صنيعه دافع عن نفسه قائلا ( انما وضعته لوجه الله لما رايت من اعراض الناس عن القران )
5 _ تحقيق مكاسب دنيويه : فقد قام بعض الناس بوضع احاديث لتحقيق مكاسب ماديه دنيويه متل الاحاديث التي وضعها بعض التجار في فضائل بعض الاطعه مثل حديث ( قدس العدس على لسان سبعين نبيا )
طرق التعرف على الحديث الموضوع
يعرف الحديث الموضوع بطرق متعدده ذكر العلماء من اهمها
1 _ اعتراف الواضع بوضعه للحديث : فقد كان بعض الوضاعين يعترفون بعد توبتهم او كشف العلماء لهم انهم وضعوا احاديث عن لسان الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
2 _ شهرة الراوي بالوضع : فالحديث الذي يوجد في سنده راو وضاع يحكم عليه بالوضع
3 _ ركاكة العباره او سخف المعنى : تتسم اكثر الاحاديث الموضوعه بركاكه العباره او سخف المعنى وكلاهما لا يمكن ان يصدر عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وهو ابلغ البشر وافصحهم واكثرهم حكمه
4_ مخالفة الحديث القران او الثابت من السنه : من علامات الوضع في الحديث ان يكون مخالفا للقران او الثابت من السنه وذلك مثل الاحاديث الموضوعه التي تحدد موعدا لقيام الساعه مع ان الله تعالى يقول (( قل انما علمها عند ربي ولا يجليها لوقتها الا هو ))
5 _ مخالفة الحديث للحقائق العلميه الثابته : من علامات الوضع في الحديث ان يخالف الحقائق العلميه الثابته وهو ما لا يمكن ان يصدر عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لان كلام الرسول وحي من الله تعالى الذي خلق الكون وفق هذه الحقائق العلميه فلا يوحي الى رسوله بما يخالفها مثل الحديث الموضوع الذي يصور الارض بانها حموله على قرن ثور
6 _ مخالفة الحديث للعقل او الحس او المشاهده : من علامات الوضع في الحديث ان يخالف العقل او الحس او المشاهده وذلك مثل الحديث الموضوع ( ان سفينه نوح طافت بالبيت سبعا وصلت خلف المقام ركعتين )
منهج العلماء في محاربة الوضع في الحديث الشريف
بذل العلماء جهودا عظيمه في محاربة الاحاديث الموضوعه والكشف عنها ويمكن تلخيص منهجهم في نقاط اهمها :
1 _ عدم قبول اي حديث ليس له سند لانه من خلال السند يعرف حال الرواه من حيث الصدق والكذب كما قال الامام عبد الله بن مبارك ( الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء )
2 _ تتبع الرواه الكذابين وكشفهم فقد صنف الرواه من حيث الصدق والكذب وعرفوا الوضاعين باسمائهم واحوالهم وسجلوا اسمائهم في مؤلفات خاصه للتحذير مما يروونه
3 _ التاليف في الاحاديث الموضوعه فقد اتجه كثير من العلماء الى تاليف كتب جمعوا يها الاحاديث الموضوعه وميزوها لكشفها والتحذير منها مثل كتاب ( الموضوعات ) لابن الجوزي وكتاب ( اللآلئ المصنوعه في الاحاديث الموضوعه ) للسيوطي
امثله على احاديث موضوعه مشتهره على الالسنه
تشتهر على الالسنه بعض الاحاديث الموضوعه بعضها يتعارض معناه مع الدين وبعضها يتضمن معاني صحيحه ولكن لا تصح نسبتها الى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ومن هذه الاحاديث
1 _ (( المعده بيت الداء والحميه راس الدواء )) فهذه حكمه صحيحه ولكن لا تصح حديثا عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
2 _ (( ان الله يحب الرجل المشعراني ويكره المرأه المشعرانيه )) فهذا معناه غير صحيح لان الشعر من الامور الخلقيه التي لا يد للانسان فيها حتى يحاسبه الله عليها
ومن خلال ما سبق يتضح مدى الجهد الهائل الذي بذله علماؤنا في محاربة الوضع في الحديث بكشف الوضاعين والاحاديث الموضوعه باسلوب علمي فريد ومنهج عميق