الا يفتقد احد الشاعر خلدون جاويد؟!
الشاعر الجميل(كما يسميه اصدقاؤه) خلدون جاويد تتوزع صورته صفحات المواقع، والصحف الالكترونية. كذلك قصائده، وبعض مقالاته. غرف البالتوك تحتفظ في اراشيفها الكثير من الامسيات، التي احياها بلا تعب، ولا منه، ولا تردد، ولا تشكي. منذ فترة، ونحن، لا نراه، لا نسمع عنه، لا نقرا له جديدا، وهو المغزر في الانتاج. لا احدا يسال عنه، يتذكره، يفتقده؟! عجيب هذا العالم، وعجيبة علاقات الغربة الرهيبة.
الشاعرخلدون جاويد، ومنذ ستة اشهر، او ينيف طريح الفراش، شبه مشلول اثر عملية فاشلة في الظهر، الذي اعاق حركته كثيرا. كان يامل ان تمنحه العملية فرصة اكبر في االحركة، والابداع، والتنقل لكي يشارك الاخرين نتاجاته. النتيجة كانت عكسية للاسف الشديد. يتنقل، ومنذ ستة اشهر بين المستشفى، والمصح، والبيت على ايدي غرباء، وباجهزة، والات صنعت لخدمة المعوقين، وليس للتعذيب كما في بلداننا. لكنه يتعذب من حالته، ومن عزلته، ومن نسيانه. يعيش، فترات، وحيدا في شقته عاجزا، يعتمد بشكل كامل على موظفي الرعاية الصحية. لحسن حظه يعيش في دولة تحترم الانسان، وتقدره، وتقدم له الخدمات، بغض النظر عن عمره، ولونه، وجنسه، وعرقه، ودينه، وافكاره.
اتسائل الم يتذكره، يذكره، يفتقده احد المواقع، احدى الصحف، التي كانت تتسابق على نشر جديده؟ الم تذكره المنظمات، والاحزاب، والنوادي، والتجمعات الثقافية، وغرف البالتوك، التي كان يحيي، او يشارك في اماسيها؟ الم تذكره القاعات، التي كانت ترتج تصفيقا لبلاغته، وشعره؟ الم يذكره الاصدقاء، والرفاق، والزملاء؟! الم يسال احد ممن استمعوا اليه، صفقوا له، تصوروا معه، اين ذلك الشاعر، الانسان، الصديق، الرفيق، الزميل؟! انا لا الوم احدا ممن لا يعلم، ولكني استغرب، لهذا الصمت العجيب عن غياب شخص كان له حضورا كبيرا، ومهما؟
قد نختلف مع خلدون الانسان، الصديق، الشاعر، السياسي، الجرئ الافكار، لكن ان ننساه، فهذا امر لا افهمه. لقد طلب مني، ومن صديقه الحميم الفنان نبيل تومي، ان لانزعج احد، بخبر مرضه، وشلله. لكنني لم اعد اطيق الصمت، حتى وان اخل بوعدي له! ليس استعطافا، ولكن لاحساس شديد بالاحباط، والاستغراب، من هذا الصمت العجيب، وهذا التجاهل الجاحد لشاعر له مكانته، منذ كان طالبا في جامعة بغداد، وتحدى البعث بعنفوان الشباب ايام عنفوان البعث. تصدى للظلاميين، والمفسدين، والفاسدين، والانتهازيين، والوصوليين، والمتعصبين قوميا، ودينيا، وطائفيا. فهل تعاقبه القوى الديمقراطية، واليسارية، وتجمعات المثقفين، ونواديها، ومنتدياتها على نشاطه، وجرأته؟ّ ام هو ياترى ذات النمط التقليدي، في ان نرثي الانسان عندما يغادرنا، ونضع قبل اسمه كلمة فقيد، او شهيد حسب الوضع، والظروف؟! نضع صورته مع بقية من غادرونا، ونذكره مرة كل عام، حتى يتكدس ظلام النسيان، وتمسح صورته الايام.
هل يحق لنا ان نلوم، وننتقد، ونعتب على السلطات اهمالها لرموز شعبنا من المبدعين، اذا كنا ننسى اصدقائنا؟! قد ابدو قاسيا بعض الشئ، لكني شهدت اكثر من مرة هذا الحيف، وسمعت من يردد: "ليس لنا في غربتنا الا بعضنا". لم اشعر يوما بهذه الحمية، وهذا التعاطف، وهذا التآلف فهل يحق لنا ان نلوم الاخرين؟! لا ادري ان كان الصديق خلدون جاويد يتفق معي، ويغفر لي كسر حاجز الصمت، كي اطلق صرخة لنغير طبيعة التعامل مع بعضنا، فلم يعد لنا،فعلا، غير بعضنا!
رزاق عبود
21/5/2012
الشاعر الجميل(كما يسميه اصدقاؤه) خلدون جاويد تتوزع صورته صفحات المواقع، والصحف الالكترونية. كذلك قصائده، وبعض مقالاته. غرف البالتوك تحتفظ في اراشيفها الكثير من الامسيات، التي احياها بلا تعب، ولا منه، ولا تردد، ولا تشكي. منذ فترة، ونحن، لا نراه، لا نسمع عنه، لا نقرا له جديدا، وهو المغزر في الانتاج. لا احدا يسال عنه، يتذكره، يفتقده؟! عجيب هذا العالم، وعجيبة علاقات الغربة الرهيبة.
الشاعرخلدون جاويد، ومنذ ستة اشهر، او ينيف طريح الفراش، شبه مشلول اثر عملية فاشلة في الظهر، الذي اعاق حركته كثيرا. كان يامل ان تمنحه العملية فرصة اكبر في االحركة، والابداع، والتنقل لكي يشارك الاخرين نتاجاته. النتيجة كانت عكسية للاسف الشديد. يتنقل، ومنذ ستة اشهر بين المستشفى، والمصح، والبيت على ايدي غرباء، وباجهزة، والات صنعت لخدمة المعوقين، وليس للتعذيب كما في بلداننا. لكنه يتعذب من حالته، ومن عزلته، ومن نسيانه. يعيش، فترات، وحيدا في شقته عاجزا، يعتمد بشكل كامل على موظفي الرعاية الصحية. لحسن حظه يعيش في دولة تحترم الانسان، وتقدره، وتقدم له الخدمات، بغض النظر عن عمره، ولونه، وجنسه، وعرقه، ودينه، وافكاره.
اتسائل الم يتذكره، يذكره، يفتقده احد المواقع، احدى الصحف، التي كانت تتسابق على نشر جديده؟ الم تذكره المنظمات، والاحزاب، والنوادي، والتجمعات الثقافية، وغرف البالتوك، التي كان يحيي، او يشارك في اماسيها؟ الم تذكره القاعات، التي كانت ترتج تصفيقا لبلاغته، وشعره؟ الم يذكره الاصدقاء، والرفاق، والزملاء؟! الم يسال احد ممن استمعوا اليه، صفقوا له، تصوروا معه، اين ذلك الشاعر، الانسان، الصديق، الرفيق، الزميل؟! انا لا الوم احدا ممن لا يعلم، ولكني استغرب، لهذا الصمت العجيب عن غياب شخص كان له حضورا كبيرا، ومهما؟
قد نختلف مع خلدون الانسان، الصديق، الشاعر، السياسي، الجرئ الافكار، لكن ان ننساه، فهذا امر لا افهمه. لقد طلب مني، ومن صديقه الحميم الفنان نبيل تومي، ان لانزعج احد، بخبر مرضه، وشلله. لكنني لم اعد اطيق الصمت، حتى وان اخل بوعدي له! ليس استعطافا، ولكن لاحساس شديد بالاحباط، والاستغراب، من هذا الصمت العجيب، وهذا التجاهل الجاحد لشاعر له مكانته، منذ كان طالبا في جامعة بغداد، وتحدى البعث بعنفوان الشباب ايام عنفوان البعث. تصدى للظلاميين، والمفسدين، والفاسدين، والانتهازيين، والوصوليين، والمتعصبين قوميا، ودينيا، وطائفيا. فهل تعاقبه القوى الديمقراطية، واليسارية، وتجمعات المثقفين، ونواديها، ومنتدياتها على نشاطه، وجرأته؟ّ ام هو ياترى ذات النمط التقليدي، في ان نرثي الانسان عندما يغادرنا، ونضع قبل اسمه كلمة فقيد، او شهيد حسب الوضع، والظروف؟! نضع صورته مع بقية من غادرونا، ونذكره مرة كل عام، حتى يتكدس ظلام النسيان، وتمسح صورته الايام.
هل يحق لنا ان نلوم، وننتقد، ونعتب على السلطات اهمالها لرموز شعبنا من المبدعين، اذا كنا ننسى اصدقائنا؟! قد ابدو قاسيا بعض الشئ، لكني شهدت اكثر من مرة هذا الحيف، وسمعت من يردد: "ليس لنا في غربتنا الا بعضنا". لم اشعر يوما بهذه الحمية، وهذا التعاطف، وهذا التآلف فهل يحق لنا ان نلوم الاخرين؟! لا ادري ان كان الصديق خلدون جاويد يتفق معي، ويغفر لي كسر حاجز الصمت، كي اطلق صرخة لنغير طبيعة التعامل مع بعضنا، فلم يعد لنا،فعلا، غير بعضنا!
رزاق عبود
21/5/2012