قوام الشخصية الإسلامية
(للأخت سلافة شومان)
الشخصية لا تتميز بشكل الانسان ولا بجسمه ولا هندامه ولا نسبه ولا حسبه ولا ماله ولا مكانته الاجتماعية فكلها مجرد قشور ولا تشكل قوام شخصية الانسان.
وانما يتميز الانسان بعقله وسلوكه،اي بافكاره ومفاهيمه حيث ان الافكار والمفاهيم التي يحملها اي دينه وعقيدته هي التي تحدد له سلوكه.
وهذا ما تسميه بالعقلية اي التفكير على اساس عقيدة معينة والنفسية هي ان أعماله في الحياة وسلوكه يكون حسب هذه العقيدة.
لذلك المسلم صاحب الشخصية الاسلامية تكون عقليته اسلامية اي يفكر على اساس العقيدة الاسلامية وهي التي تؤثر على سلوكه عندما يلتزم باوامر الله ونواهيه بناء على ايمانه وعقيدته،فتكون لديه النفسيه الاسلامية.
ولنعلم ان المسلم حين تكون شخصيته اسلامية بالعقلية الاسلامية والنفسية الاسلامية،يصبح مؤهلا للجندية والقيادة في ان واحد،حيث يجمع بين الرحمة والشدة ،والزهد والتعليم، يفهم الحياة فهما صحيحا لذلك يستولي على الحياة الدنيا يؤديها حقها وفي نفس الوقت يسعى الى الاخره،فلا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ولا ياخذه الهوس الديني والتشقق فهو حين يكون بطل الجهاد يكون حليف محراب،وفي الوقت الذي يكون سويا يكون متواضعا.
فيجمع بين الامارة والفقة وبين التجارة والسياسة واسمى صفة من صفاته انه عبدلله خالقه وبارئه،ولذلك نجده خاشعا في صلاته،حافظا لسانه،مؤد بازكاته غاضا بصره حافظا لامانته وفيا بعهده منجزا وعده مجاهدا في سبيل الله ساعيا في طلب رزقه وفي عمارة ارضه.
هو المسلم صاحب الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام جاعلا منه خير انسان مؤهلا للقيادة،مستحقا لنصر الله.
ان هذا الكلام الذي ذكرته ليس محض خيال وانما هو ما ينطبق على الواقع وما تؤكده عقيدتنا متمثلة بالكتاب والسنة.
لنتامل قوله تعالى:"فان امنوا بمثل ماءامنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ،صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون".
اي ما نحن عليه من الايمان هو دين الله الذي صبغنا به وفطرنا عليه فظهر أثره علينا كما يظهر الصبغ في الثوب ، فالله شبه الانسان بالصبغ الذي اذا صبغ به الثوب ظهر أثره عليه وتغير لونه بالكلية ، وكذلك الايمان اذا دخل القلب ظهر أثره على صاحبه فأصبح يؤثر في سلوكه تأثيراً مباشراً .
ويؤيد ذلك أن الله في كل آية يصف فيها المؤمنين أو يتحدث عنهم يقرن مع وصفهم بالايمان صفة العمل الصالح ، من مثل: { الذين امنوا وعملوا الصالحات } { ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً} وهكذا مما يجعل ويؤكد أن المسلم لا تكتمل شخصيته الاسلامية إلا بالايمان بالله والعمل الصالح .
روي ان أبا عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : (قلت يا رسول الله : قل لي في الاسلام قولا لا أسأل عنه أحداً غيرك قال: قل آمنت بالله ثم استقم) .
وفي تفسير الاستقامة قال ابن عباس :هو اداء الفرائض وعن أبي العالية هو الإخلاص له في الدين أي الايمان والعمل .
فالاستقامة سلوك الطريق وهو دين الاسلام القويم من غير إعوجاج فيفعل الطاعات الظاهرة والباطنة ويترك المنهيات بالكيفية التي امر بها الاسلام .
وقد حمد الله المسلم بذلك قال تعالى { إن الذين قالوا ربنا ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } وقوله تعالى { إن الذين قالوا ربنا ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاءاً بما كانوا يعملون } . ولا أدل على ذلك كيف تحولت شخصيات الصحابة بعد ان امنوا تحولت شخصياتهم تحولاً كلياً ، فهذا عمربن الخطاب رضي الله عنه كيف كان أعدى اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم فخرج حاملاً سيفه مهدداً بقتله لولا أن رجلاً حول انتباهه عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما اخبره باسلام اخته وزوجها وعندما سمع ايات من القران الكريم انشرح صدره للاسلام وشهد الشهادتين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبح شديدا على الكفر بعد ان كان شديدا على الاسلام وأهله ونذكر مقالته لابي سفيان عندماطلب منه أن يشفع له عند رسول الله ويبقي على الصلح معهم: " والله لو لم نجد إلا الذر نقاتلكم به لقاتلناكم به " .
وهذا خالد بن الوليد وكلنا نعلم انه كان فارساً من فرسان الشرك وسيفاً للكفر على الاسلام ولا زلنا نذكر دوره في تحويل هزيمة الكفار الى نصر يوم احد ولكن عندما أسلم تحولت شخصيته تحولاً جذرياً فأصبح سيفاًمن سيوف الاسلام على الكفار حتى اطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول ولم تفته معركة يقاتل فيها في سبيل الله .
لنلحق بهؤلاء الركب الأوائل ولنتسلح بأفكار الاسلام ونقبل على احكام الله تعالى حتى نكون شخصيات اسلامية فنكون اهلاً لقيادة الامة دون الرويبضات ونستحق نصر الله في الدنيا ورضاه ومغفرته في الاخرة.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :"أتى النبي النعمان بن قوقل فقال : يا رسول الله إرأيت إن صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أدخل الجنة؟ قال: نعم"
اللهم الهمنا الرشد والاستقامة
وهيء لنا من امرك رشدا
واصلح للمسلمين أحوالهم بالتمكين والاستخلاف إنك على كل شيء قدير
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
(للأخت سلافة شومان)
الشخصية لا تتميز بشكل الانسان ولا بجسمه ولا هندامه ولا نسبه ولا حسبه ولا ماله ولا مكانته الاجتماعية فكلها مجرد قشور ولا تشكل قوام شخصية الانسان.
وانما يتميز الانسان بعقله وسلوكه،اي بافكاره ومفاهيمه حيث ان الافكار والمفاهيم التي يحملها اي دينه وعقيدته هي التي تحدد له سلوكه.
وهذا ما تسميه بالعقلية اي التفكير على اساس عقيدة معينة والنفسية هي ان أعماله في الحياة وسلوكه يكون حسب هذه العقيدة.
لذلك المسلم صاحب الشخصية الاسلامية تكون عقليته اسلامية اي يفكر على اساس العقيدة الاسلامية وهي التي تؤثر على سلوكه عندما يلتزم باوامر الله ونواهيه بناء على ايمانه وعقيدته،فتكون لديه النفسيه الاسلامية.
ولنعلم ان المسلم حين تكون شخصيته اسلامية بالعقلية الاسلامية والنفسية الاسلامية،يصبح مؤهلا للجندية والقيادة في ان واحد،حيث يجمع بين الرحمة والشدة ،والزهد والتعليم، يفهم الحياة فهما صحيحا لذلك يستولي على الحياة الدنيا يؤديها حقها وفي نفس الوقت يسعى الى الاخره،فلا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ولا ياخذه الهوس الديني والتشقق فهو حين يكون بطل الجهاد يكون حليف محراب،وفي الوقت الذي يكون سويا يكون متواضعا.
فيجمع بين الامارة والفقة وبين التجارة والسياسة واسمى صفة من صفاته انه عبدلله خالقه وبارئه،ولذلك نجده خاشعا في صلاته،حافظا لسانه،مؤد بازكاته غاضا بصره حافظا لامانته وفيا بعهده منجزا وعده مجاهدا في سبيل الله ساعيا في طلب رزقه وفي عمارة ارضه.
هو المسلم صاحب الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام جاعلا منه خير انسان مؤهلا للقيادة،مستحقا لنصر الله.
ان هذا الكلام الذي ذكرته ليس محض خيال وانما هو ما ينطبق على الواقع وما تؤكده عقيدتنا متمثلة بالكتاب والسنة.
لنتامل قوله تعالى:"فان امنوا بمثل ماءامنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ،صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون".
اي ما نحن عليه من الايمان هو دين الله الذي صبغنا به وفطرنا عليه فظهر أثره علينا كما يظهر الصبغ في الثوب ، فالله شبه الانسان بالصبغ الذي اذا صبغ به الثوب ظهر أثره عليه وتغير لونه بالكلية ، وكذلك الايمان اذا دخل القلب ظهر أثره على صاحبه فأصبح يؤثر في سلوكه تأثيراً مباشراً .
ويؤيد ذلك أن الله في كل آية يصف فيها المؤمنين أو يتحدث عنهم يقرن مع وصفهم بالايمان صفة العمل الصالح ، من مثل: { الذين امنوا وعملوا الصالحات } { ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً} وهكذا مما يجعل ويؤكد أن المسلم لا تكتمل شخصيته الاسلامية إلا بالايمان بالله والعمل الصالح .
روي ان أبا عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : (قلت يا رسول الله : قل لي في الاسلام قولا لا أسأل عنه أحداً غيرك قال: قل آمنت بالله ثم استقم) .
وفي تفسير الاستقامة قال ابن عباس :هو اداء الفرائض وعن أبي العالية هو الإخلاص له في الدين أي الايمان والعمل .
فالاستقامة سلوك الطريق وهو دين الاسلام القويم من غير إعوجاج فيفعل الطاعات الظاهرة والباطنة ويترك المنهيات بالكيفية التي امر بها الاسلام .
وقد حمد الله المسلم بذلك قال تعالى { إن الذين قالوا ربنا ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } وقوله تعالى { إن الذين قالوا ربنا ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاءاً بما كانوا يعملون } . ولا أدل على ذلك كيف تحولت شخصيات الصحابة بعد ان امنوا تحولت شخصياتهم تحولاً كلياً ، فهذا عمربن الخطاب رضي الله عنه كيف كان أعدى اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم فخرج حاملاً سيفه مهدداً بقتله لولا أن رجلاً حول انتباهه عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما اخبره باسلام اخته وزوجها وعندما سمع ايات من القران الكريم انشرح صدره للاسلام وشهد الشهادتين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبح شديدا على الكفر بعد ان كان شديدا على الاسلام وأهله ونذكر مقالته لابي سفيان عندماطلب منه أن يشفع له عند رسول الله ويبقي على الصلح معهم: " والله لو لم نجد إلا الذر نقاتلكم به لقاتلناكم به " .
وهذا خالد بن الوليد وكلنا نعلم انه كان فارساً من فرسان الشرك وسيفاً للكفر على الاسلام ولا زلنا نذكر دوره في تحويل هزيمة الكفار الى نصر يوم احد ولكن عندما أسلم تحولت شخصيته تحولاً جذرياً فأصبح سيفاًمن سيوف الاسلام على الكفار حتى اطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول ولم تفته معركة يقاتل فيها في سبيل الله .
لنلحق بهؤلاء الركب الأوائل ولنتسلح بأفكار الاسلام ونقبل على احكام الله تعالى حتى نكون شخصيات اسلامية فنكون اهلاً لقيادة الامة دون الرويبضات ونستحق نصر الله في الدنيا ورضاه ومغفرته في الاخرة.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :"أتى النبي النعمان بن قوقل فقال : يا رسول الله إرأيت إن صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أدخل الجنة؟ قال: نعم"
اللهم الهمنا الرشد والاستقامة
وهيء لنا من امرك رشدا
واصلح للمسلمين أحوالهم بالتمكين والاستخلاف إنك على كل شيء قدير
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.