اليساريون والمتياسرون ومستقبل الحركة الإسلامية بقلم:عبد الكريم مطيع الحمداوي
الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي:
خاطرة: اليساريون والمتياسرون ومستقبل الحركة الإسلامية
كثيرا ما تمنيت أن يصحو اليساريون والمتياسرون المغاربة فيرتاحون ويريحون من أفكارهم المشوهة وتصوراتهم المنحرفة وأدواتهم الفاسدة في التحليل واستخلاص النتائج واستقرائها، إلا أنني أفاجأ كلما اطلعت على ما يكتبون بأن دار لقمان على حالها.
اليساريون والمتياسرون المغاربة بدون استثناء تخضع تحاليلهم السياسية دائما لحالتهم المزاجية الآنية، ولأحقادهم على خصومهم السياسيين، ولثقافتهم السطحية التي يصرون على استصوابها، ويزهدون في تعميقها وإخضاعها للنقد والمراجعة والتطوير، فتكون نتائج تحاليلهم دائما ترضي أنانيتهم وما يتمنون وقوعه أو ما يعجبهم تحققه. ولكنها بعيدة عن الواقع والتطور المنطقي للأحداث، وبذلك يكذبون على أنفسهم ويضللون المضبوعين بهم، ويزدادون تقوقعا وانعزالا عن محيطهم، وفشلا في الانصلاح والإصلاح.
حضرتني هذه الخاطرة عندما تذكرت ندوة عن "الصحوة الإسلامية" نظمت بتونس في مارس عام 1983 ، وفي حديثه عن الحركة الإسلامية المغربية ندد الجابري بضيق افقها وانحسار مدِّها وانعدام أي مستقبل لها لعدة أسباب زعم أن منها تركزها في المدن وافتقادها لقاعدة عريضة وعدم تمكنها من التوغل في أوساط الارستقراطية المدينية وانفلات أعضائها بمجرد دخولهم في الحياة العامة وعدم توفرها على (قيادات تحظى بسمعة زعامية في المجتمع)، كما نال منها أشخاصا وقيادات وتنظيمات، همزا ولمزا وتعريضا وتصريحا، بحضور زعامات إخوانية، فلم يعترض عليه أو يرد عليه أحد، سوى الأستاذ عبد الكريم غلاب من حزب الاستقلال، الذي فند تحليله وما حاول أن يصل إليه من نتائج خاطئة.
ابتسمت ابتسامة عريضة عندما استعرضت جهالة اليساريين والمتياسرين وطموحاتهم الجاهلة في مجتمع مسلم، ونبوءاتهم الفاسدة للصحوة الإسلامية بالفشل على لسان أحد منظريهم (الجابري)، واستعرضت النتائج الطيبة المباركة التي حققتها الحركة الإسلامية المغربية بكل فصائلها وتنوعاتها منذ وُضعَتْ فسيلتها لأول مرة سنة 1969/ 1970، على رغم ما حيك لإفشالها كيدا ومكرا، وما عانته من المطاردة والاعتقال والتهجير والاغتيال، وما نصب لها من شباك الاستدراج والاحتواء والرشوة بالمال والمنصب والجاه.
الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي:
خاطرة: اليساريون والمتياسرون ومستقبل الحركة الإسلامية
كثيرا ما تمنيت أن يصحو اليساريون والمتياسرون المغاربة فيرتاحون ويريحون من أفكارهم المشوهة وتصوراتهم المنحرفة وأدواتهم الفاسدة في التحليل واستخلاص النتائج واستقرائها، إلا أنني أفاجأ كلما اطلعت على ما يكتبون بأن دار لقمان على حالها.
اليساريون والمتياسرون المغاربة بدون استثناء تخضع تحاليلهم السياسية دائما لحالتهم المزاجية الآنية، ولأحقادهم على خصومهم السياسيين، ولثقافتهم السطحية التي يصرون على استصوابها، ويزهدون في تعميقها وإخضاعها للنقد والمراجعة والتطوير، فتكون نتائج تحاليلهم دائما ترضي أنانيتهم وما يتمنون وقوعه أو ما يعجبهم تحققه. ولكنها بعيدة عن الواقع والتطور المنطقي للأحداث، وبذلك يكذبون على أنفسهم ويضللون المضبوعين بهم، ويزدادون تقوقعا وانعزالا عن محيطهم، وفشلا في الانصلاح والإصلاح.
حضرتني هذه الخاطرة عندما تذكرت ندوة عن "الصحوة الإسلامية" نظمت بتونس في مارس عام 1983 ، وفي حديثه عن الحركة الإسلامية المغربية ندد الجابري بضيق افقها وانحسار مدِّها وانعدام أي مستقبل لها لعدة أسباب زعم أن منها تركزها في المدن وافتقادها لقاعدة عريضة وعدم تمكنها من التوغل في أوساط الارستقراطية المدينية وانفلات أعضائها بمجرد دخولهم في الحياة العامة وعدم توفرها على (قيادات تحظى بسمعة زعامية في المجتمع)، كما نال منها أشخاصا وقيادات وتنظيمات، همزا ولمزا وتعريضا وتصريحا، بحضور زعامات إخوانية، فلم يعترض عليه أو يرد عليه أحد، سوى الأستاذ عبد الكريم غلاب من حزب الاستقلال، الذي فند تحليله وما حاول أن يصل إليه من نتائج خاطئة.
ابتسمت ابتسامة عريضة عندما استعرضت جهالة اليساريين والمتياسرين وطموحاتهم الجاهلة في مجتمع مسلم، ونبوءاتهم الفاسدة للصحوة الإسلامية بالفشل على لسان أحد منظريهم (الجابري)، واستعرضت النتائج الطيبة المباركة التي حققتها الحركة الإسلامية المغربية بكل فصائلها وتنوعاتها منذ وُضعَتْ فسيلتها لأول مرة سنة 1969/ 1970، على رغم ما حيك لإفشالها كيدا ومكرا، وما عانته من المطاردة والاعتقال والتهجير والاغتيال، وما نصب لها من شباك الاستدراج والاحتواء والرشوة بالمال والمنصب والجاه.