أكد مقربون من الرئيس الفرنسي الأحد أن قوات بلادهم في مالي تواجه مجموعات اسلامية "مجهزة ومدربة بشكل جيد" وتمتلك "معدات حديثة متطورة".
وأوصح مصدر لوكالة الأنباء الفرنسية: "في البداية، كان يمكننا الاعتقاد ان الامر يتعلق ببعض الجنود المرتزقة على متن عربات تويوتا وبعض الاسلحة".
واضاف "تبين انهم في الواقع مجهزون بشكل جيد ومسلحون ومدربون بشكل جيد"، لافتا الى ان المجموعات الاسلامية "استولت في ليبيا على معدات حديثة متطورة اكثر صلابة وفاعلية مما كنا نتصور".
وتابع المصدر نفسه ان "ما صدمنا بقوة هو حداثة تجهيزاتهم وتدريبهم وقدرتهم على استخدامها".
واضاف ان هذه المجموعات "اظهرت كيف يمكنها الحاق الضرر بمروحية واصابة قائدها اصابة قاتلة"، في اشارة الى قائد مروحية قتالية فرنسية اصيب اصابة قاتلة الجمعة اثناء تدخل ضد رتل كان يتوجه الى مدينتين في جنوب مالي هما موبتي وسيفاريه.
وبحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فقد قتل هذا العسكري برصاصة من سلاح خفيف بيد أحد المقاتلين بينما كان في مروحية من طراز غازيل.
في سياق متصل، افادت مصادر متطابقة الاحد ان مقاتلات فرنسية قصفت اهدافا في عدة مدن بشمال مالي، خارج منطقة كونا حيث تجري اكبر المواجهات بين المقاتلين الاسلاميين والقوات المالية.
وافاد شهود ان معسكرا للمقاتلين الاسلاميين في ليري على بعد حوالى 150 كلم شمال كونا قرب موريتانيا تعرض للقصف.
ودعت منظمة اطباء بلا حدود التي اكدت الخبر في بيان "كل اطراف النزاع في مالي الى احترام المدنيين والمنشآت الصحية".
وصرح نائب محلي لجأ الى موريتانيا بعد القصف لفرانس برس ان "معسكر ليري للجيش المالي الذي احتله الاسلاميون منذ اشهر تعرض الى قصف جوي شديد".
واكد لاجئون ان طائرات فرنسية استهدفت مستودعات اسلحة وذخيرة ووقود تخزنها حركة انصار الدين.
واستهدفت الغارات الجوية الفرنسية ايضا اهدافا بشمال مالي يسيطر عليها الاسلاميون "قرب دوينتزا" (800 كلم شمال باماكو و170 كلم شمال شرق كونا) وكذلك "بلدة نامبالا" (شمال غرب على مسافة مئة كلم من كونا)، بحسب مصدر امني اقليمي.
واكدت اطباء بلا حدود الاحد ان القصف طاول دوينتزا حيث يقيم احد طواقمها.
ولم تتوافر اي حصيلة لذلك القصف في الوقت الراهن.
وتقع تلك المناطق شمال خط الفصل بين المناطق التي تسيطر عليها الحركات الاسلامية المسلحة وجنوب البلاد الذي ما زال تحت سلطة باماكو.
وتابعت فرنسا الاحد لليوم الثالث على التوالي قصفها لقوافل سيارات الاسلاميين المكشوفة، كما قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان الذي اكد ان "غارات تنفذ باستمرار، هناك غارات حاليا ونفذت اخرى الليلة الماضية وستتواصل غدا".
وقال ان "العمليات ما زالت متواصلة لمنع الزحف نحو الجنوب، وقد تحقق ذلك جزئيا لكن ليس بشكل كامل".
على صعيد آخر، وصل رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسوكو الاحد الى الجزائر في زيارة تستمر يومين، يرافقه وفد وزاري كبير، وفق ما نقلت وكالة الانباء الجزائرية.
وتأتي هذه الزيارة على وقع تفاقم الازمة في مالي، حيث اكدت الجزائر دعمها "الصريح" للسلطات الانتقالية في مالي، وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني "ينبغي ان نلاحظ ان مالي، في اطار سيادتها الكاملة، طلبت مساعدة قوى صديقة لتعزيز قدراتها الوطنية في مكافحة الارهاب".
واعلنت دول غرب افريقيا المسارعة الى ارسال قوات الى مالي لمساندة الجيش هناك فيما تستضيف ابيدجان قمة مخصصة للازمة في هذا البلد السبت بعدما كانت مقررة الاربعاء.
وفي تعليق تركي على ما يجري في مالي، وجّه نائب رئيس حزب العدالة والتنمية "عمر جليك" انتقادات شديدة اللهجة إلى التدخل العسكري الذي تبنته فرنسا في مالي، في حين صمتت هى وسائر البلدان الأوروبية والأمم المتحدة إزاء الوضع المتردّي في سوريا.
وتعجب جليك من سرعة صدور قرار من أجل تدخل عسكري في مالي، موضحًا أن ما يحدث هناك لا يضاهى بأي شكل من الأشكال المذبحة التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه منذ عامين.
وندّد المسؤول التركي بالمبالاة التي تظهرها الأمم المتحدة والبلدان الأوروبية إزاء ما يحدث في سوريا دون إصدار أي عقوبة رادعة للنظام السوري جرّاء الفيتو الروسي – الصيني، متسائلًا عن السرعة التي صدر بها قرار التدخل العسكري في مالي البلد الفقير الذي لا يعاني ما يعانيه الداخل السوري من مذابح وتهجير