شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 747 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 747 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
معتصم - 12434
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 
العرين - 1193
شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شيء عن "الاستحمار" بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

شيء عن "الاستحمار"

بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان

كاتب وأكاديمي فلسطيني

جامعة الأزهر بغزة



وجه لي زميل محترم نابِه، ذات يوم، سؤالاً انتقادياً نابهاً حول استخدامي لكلمة "استحمار" في سياق سؤال بلاغي ذي قصدية استنكارية نصه: "فهل هذا الذي فعلته.. استهتار أم استحمار؟ّ إن لم يكن هذا هو الاستهتار (بالناس)، هل هو استحمار لهم؟

وعلى الرغم من أنني أجبت عن السؤال على نحو يشبعني، إلا أنني أجد أن السؤال يبلغ من الأهمية مبلغاً يحرضني على أن أفرد له مقالاً خاصاً، ومن هنا جاء الدافع لكتابة هذا المقال.

قرأت مقالاً كتبه الدكتور/ مأمون فندي قال فيه، تعليقاً على كارثة الدويمة يوم الاثنين 6/9/2008 قال فيه: "دعوني أوضح ملامح هذا (الاستحمار) الذي بدأ يسري في الجسد المصري مسرى الحمى".. فوكالات الأنباء العالمية اقتربت منذ اليوم الأول لهذه الكارثة الإنسانية من الرقم الذي أعلنته السلطات فيما بعد. لا أعرف إن كان هذا إعلام تضليل للرأي العام، ولكن ما أعرفه أن ما كتب، هو نتيجة ثقافة الاستعجال والفهلوة، استعباط صحفي، لا أدري هل هو (استحمار) للشعب لإرضاء الحكومة، أم أن الصحفي (يستحمر) نفسه، وربما الاثنان معاً، لأن في (الاستحمار) غروراً وجهلاً معاً، غروراً بأن من يسمعك أو يقرؤك ليست لديه مصادر أخرى للمعرفة سواك، أو أنك لا تعرف المعلومات المؤكدة ولم تبذل جهداً للحصول عليها فقررت أن تفبرك أرقاماً من عندك". والسؤال هنا: هل الفارق الكبير بين ما قالته صحيفة الأهرام القاهرية الرسمية عن حجم الكارثة وما قالته وكالات الأنباء العالمية يمكن اعتباره ملمحاً من ملامح الاستحمار؟!

إذا كان شعب ما يرى بأم العين أن ما يُعْلَنُ في وسائل الإعلام شيء وأن ما يراه على أرض الواقع شيء آخر، أي أنه لا علاقة لما يعلن بالواقع، فإن هذا الذي تقوله الصحافة أو وسائل الإعلام منفصلاً عن الواقع المعاش، هو شيء من الاستحمار للناس، بل إنه الاستحمار بعينه. والاستحمار هنا لا علاقة له بالحمار باعتباره دابة، وإنما الاستحمار في هذا السياق هو رمي المستحمَر (اسم المفعول) بالجهل والاستعباط والجهالة. من أمثلة الاستحمار أن يقوم رئيس جامعة أو مدير مدرسة أو رئيس مؤسسة تطفح في كل أنحائها القذارات والزبالة بإزالة الزبالة وتنظيف كل مكان وتزيينه بالورود والرياحين على غير عادته، وذلك لأن الوزير المختص آت في زيارة. وبالتفتيش عن مصير القذارات التي كانت مكومة في الجامعة أو المدرسة أو المؤسسة، وجد أنها أٌلقيت في الشارع الخلفي لتبدأ بمضايقة سكانه. أليس هذا استحماراً؟ إنه الاستحمار بعينه. إنه استحمار للجامعة أو المؤسسة أو المدرسة واستحمار للوزير المختص الزائر أيضاً، ذلك أن معنى "الاستحمار" في هذا السياق هو أن "المستحمِر" (اسم فاعل) يرمي موظفي الجامعة أو المؤسسة أو المدرسة كما يرمي الوزير المختص الزائر بالجهل. فالمستحمِر (بكسر الميم الأخيرة) يرى في موظف الجامعة أو المؤسسة أو المدرسة وفي الوزير المختص الزائر أيضاً غباء وجهلا وانعدام معرفة يمكنه من استعباطه واستهباله واستغبائه واستغفاله واستحماره.

هذا، وإن أفظع أنواع "الاستحمار" وأقذرها وأكثرها بشاعة ورُخْصَاً هو أن يستغل بعض رجال السياسة والإعلام – على سبيل المثال – الجثث المتفحمة لالتقاط صور معها أو إلى جوارها، سعياً للشهرة أو المجد، أو سعياً لنفي شيء واستبداله بشيء آخر معاكس له تماماً.

وعلى الرغم من حساسية البعض نحو كلمة "استحمار" على افتراض أن لها ولو أدنى علاقة بالحمار، إلا أن مثل هذه الحساسية لا ينبغي لها أن تكون على الإطلاق، ذلك إن إقحام الحمار في هذا السياق ربما يكون ظلماً للحمار الذي هو – كما يقول الأمير كمال فرج في مقاله: "الاستحمار... ظاهرة" – "حيوان لطيف ومطيع شديد التحمل، يخدم صاحبه"، فضلاً عن أن هناك حماراً هو أفضل 100 مرة من إنسان كسول مسلوب الإرادة يجلس في المقهى من الصباح حتى المساء، بلا شغل ولا مشغلةً. في المقال ذاته، يقول الكاتب فرج: "في الحياة الاجتماعية تستحمر بعض الحكومات المواطن عندما تقر له بشق الأنفس علاوة ضئيلة، ولا تترك له حتى مهلة الفرح بها، فترفع الأسعار"، فتأخذ الحكومة باليسار ما أعطته للمواطن باليمين. هذا هو الخداع والتضليل والاستغفال. إنه الاستحمار.

من صور الاستحمار أن رجال الدين الذين يفتون خدمة للحكام، ولجان التحقيق التي يتم تشكيلها – في بعض الأحيان – لتقوم بإصدار أحكام جاهزة تم تعليبها على نحو مسبق، إنما هي جميعها تنتج عن الاستحمار وهي من أدواته. ومن صور الاستحمار أيضاً أن يُعلَن للباحثين عن عمل شغور وظيفة ما، طبقاً للقانون، فيتقدم المئات أو الآلاف في ذات الوقت التي تكون فيه الوظيفة الشاغرة في الأصل مصممةً ليظفر بها قريب رئيس المؤسسة أو الشركة أو ابنة عمه أو ابن خالته.

ومن أمثلة الاستحمار في عالم السياسة الدولية استحمار المجتمع الدولي للشعوب العربية عندما يطالب دولة البغي والعدوان الإسرائيلي بتشكيل لجنة غولدستون للتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي أثناء حربه ضد غزة في عام 2008، والتي انتهت إلى لا شيء مطلقاً، وكذلك بتشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية ضمن أسطول الحرية الذي كان هدفه فك الحصار عن قطاع غزة، والذي كانت نتيجته استشهاد عشرين شخصاً. أليس هذا هو الاستحمار بعينه؟! إنه الاستحمار تماماً، لاسيما إذا تذكرنا أن "الجاني صديق القاضي" وإذا تذكرنا أيضاً المثل الشعبي القائل: "ياللي أبوك القاضي تشكي لمين؟!"



وبعد، فالاستحمار هو كل ما يسلب الوعي والنباهة. في كتابه: "النباهة والاستحمار"، يذهب المفكر الإيراني الدكتور/ ٍعلي شريعتي إلى القول "إن كل دافع يفضي إلى سلب تلك النباهة هو دافع استحماري مهما كان ذا صيغة دينية أو كان ذا قداسة، سواء كان هذا الدافع علمياً أو عبادياً أو حتى مدنياً حضارياً، فهو لا يعبر إلا عن دعوة كاذبة عاقبتها العبودية وسحق الذات لأنها ليست إلا تخدير للأفكار... وتقوم دينامية الاستحمار على اتجاهين اثنين: 1- التجهيل وهو الدفع إلى الجهل والغفلة 2- الإلهاء وهو تقديم الجزئي على الكلي أو الإلهاء عن الحقوق الأساسية بالحقوق الجزئية".

وفي مقال له بعنوان "الاستحمار ونظرية المؤامرة"، يذهب الأستاذ الدكتور/ طه جابر العلواني إلى أن الشعوب مرت في الماضي وتمر في الحاضر بحالات استحمار، بعضها حالات يقوم بها حكامها، وحالات أخرى يقوم بها خصومها وأعداؤها. والأجهزة الإعلاميَّة الحديثة يغلب عليها -خاصّة في الإعلام الموجه من قبل الخصوم- أن تكون من أهم أدوات الاستحمار، فهي تشحن الناس إن شاءت، وتفرغهم إن أرادت، وتشعرهم بالتخمة حتى التجشؤ إذا قررت ذلك، وتشعرهم بالجوع حتى السقوط إذا اقتنعت بأنَّ لها في ذلك مصلحة؛ ولذلك جعل الله السمع والبصر والفؤاد مسؤوليَّة كبرى فقال الله جل شأنه: "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" (الإسراء: 36). فالإنسان مطالب أن يميز بين من يريدون استحماره واستعماره، ومن يريدون توجيهه وتعليمه والرقي به؛ ولذلك كان الاجتهاد فريضة على كل مسلم ومسلمة. فإذا لم تكن قادرًا على الاجتهاد في المسائل التي تعرض لك في الحياة فلا أقل من أن تبذل جهدًا في اختيار ما تسمع، ومن تسمع منهم، ومن لا تسمع لهم، وذلك أضعف الإيمان. وهذا الابتلاء الذي ابتلى الله به أبناء عصرنا، حيث يستطيع الإنسان وهو جالس على أريكته في مواجهة التلفاز أن يتنقل بين مئات المحطات التي تعج بكل شيء،وكلها تستهدف أسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا، وبعضها يريد استحمارنا، وبعضها يريد استعمارنا، وبعضها يريد ابتزازنا، وبعضها وبعضها. ولا شك أنَّ بعضًا منها وهو الأقل يريد تعليمنا أو الرقي بوعينا وقوى إدراكنا، بقي علينا أن نجتهد فيما نسمع وفيما ندع؛ لكي نستمع القول فنتبع أحسنه".



أما آخر الكلام، فقد أصبح الاستحمار ظاهرة يتواصل انتشارها، فيما أصبح الإنسان أكثر انقياداً إلى أي رأي أو خبر، دون نباهة لديه تقيه شر تصديقه والتورط في حبائله على أنه حقيقة لا زيف فيها. إن حالة استلاب النباهة وإحلال الاستغفال والتعتيم وغلق العقول والتعمية في ظل ضياع الهوية أو الحرمان من الحقوق الأساسية أو التراجع عن المطالبة بتحقيقها إنما تخلق جيلاً يسهل استحماره فيسهل تزييف ذهنه وإلغاء نباهته وحرف مساره عن تلك النباهة فيسهل بالتالي اقتياده إلى حيث يشاء مقتاده ولا يشاء هو، لأنه يصبح فاقداً قدرته على الاختيار ورسم المسار وخلق المصير وإدراك السبيل فينحرف مساره ويخسر حاضره ويضيع مصيره.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

زهرة اللوتس المقدسية

زهرة اللوتس المقدسية
مشرفة
مشرفة



صدق الكاتب وكذبوا المستحمرين و المستعمرين لاذهان الامة

كل التحية والتقدير لبلاغة المقال

اقتباس من المقال

أن يتنقل بين مئات المحطات التي تعج بكل شيء،وكلها تستهدف أسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا، وبعضها يريد استحمارنا، وبعضها يريد استعمارنا، وبعضها يريد ابتزازنا، وبعضها وبعضها. ولا شك أنَّ بعضًا منها وهو الأقل يريد تعليمنا أو الرقي بوعينا وقوى إدراكنا، بقي علينا أن نجتهد فيما نسمع وفيما ندع؛ لكي نستمع القول فنتبع أحسنه".

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى