بسم الله الرحمن الرحيم
التفكير الإسلامي
حاتم ناصر الشرباتي
عرفت الشيوعية التفكير بأنه ( انعكاس الواقع على الدماغ ) نافية تأثير المعلومات السابقة على العملية التفكيرية، فكادت أن تكون أقرب المذاهب الفكرية لمعرفة ماهية التفكير لولا إنكارها تأثير المعلومات السابقة.
والحقيقة أنّ العلاّمة النبهاني رحمه الله كان أدق من قرأت له في تعريف الفكر بناء على فهم واقعه حين اعتبر العقل والإدراك والتمييز حجر الزاوية في تعريفه ( نقل الواقع للدماغ مع وجود معلومات سابقة ). فالتفكير هو القائد والمسير للإنسان في كافة أعماله اليومية وقراراته المصيرية والتفكير هو المقرر ولا بُدّ لمصير الإنسان سعادة أم شقاءاً.فنهضة الإنسان يقررها ما عنده من فكر عن الحياة والكون والمخلوقات، ويتقهقر الإنسان وينحط بخلوه من فكر مستنير عن الحياة والكون والمخلوقات.
وقد نبه القرآن الكريم لذلك مراراً وتكراراً داعيا الإنسان للتفكر والاهتداء للأجوبة الحاسمة في الخلق الذي هو الركيزة الأولى في أصل العقائد، ذاماً عدم التفكر وإهمال التفكر. قال تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.. الآيات)([1]). و(أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر) ([2]) و قال تعالى : (فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافئ يخرج من بين الصلب والترائب)([3])
وبطريق الخداع وبحجة العلم المجرد حاولت المحافل استغلال فكرة التطور ملبسة إياها ثوب ( التقدم والارتقاء ) مستغلين ذلك لإثبات ما يسمى ( التطورية الاجتماعية ) المكملة لترهات النظريات التطورية فصرفت النظر عن الطريقة المثلى أي التفكر والاهتداء للأجوبة الحاسمة في الخلق لإثبات ما تسارعوا لإثباته ألا وهو ما يسمى بالتطورية الاجتماعية، فحولوا التفكير من أسلوب لفهم أصل الحياة والكون والمخلوقات إلى فهم الإنسان والمجتمع عن طريق ما أسموه ( المماثلة البيولوجية ) وبالتالي محاولة تصور المجتمع ككائن عضوي حي ومقارنة ما يحدث فيه من تغيرات وتطورات بما يحدث في الكائنات العضوية الأخرى مما نسجته بنات أفكارهم. وبتسلسل افتراضاتهم ( لا نظرياتهم ) حاولوا إثبات أنّ الأمم البدائية هي أصل البشرية وأن من البشر من تقدم ومنهم من بقي على تخلفه ليبرروا بالتالي جرائمهم في إبادة شعوب وأمم اعتبروها متخلفة وغير قابلة لتكون في عداد البشر.وبهذا يثبتون بطريق المخاتلة والخداع صواب إبادتهم للقبائل الأصلية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أفريقيا وغيرها من المناطق.
والحق الذي لا يُمارى فيه أنّ البشرية بدأت بخلق آدم عليه السلام الذي خلقه الله تعالى عالماً متعلماً مفكراً في أعلى درجات الرقي. قال تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )([4]) وبناء عليه فآدم ومن سار على نهجه من نسله هم أصحاب التفكير الراقي مما يعني أنهم في قمَّة الثقافة والحضارة والتقدم. وقد إنحط وتدهور أقوام من عقب آدم نهجوا نهجاً مخالفاً نهجه. فالرسل ومن أتبعهم هم في قمَّة الثقافة والتقدم والرقي، أصحاب الفكر العميق المستنير والحضارة المثلى، ومن خالفهم فقد أستحبَّ العمى على الإبصار وغذ الخطى نحو التخلف وخلاف الأصل.
وقد تعاقب إرسال الرسل منذ آدم لهداية الناس للطريقة المثلى التفكير ولحثهم على الإيمان وعبادة الله، وقد دعانا الله الخالق للتفكر في الخلق فجاء قوله تعالى منبها للإيمان عن طريق العقل في قوله تعالى مبينا الطريقة التي ساقها ابراهيم الخليل عليه السلام في إثبات وجود الخالق عن طريق التفكير : (:
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79} ( [5])
ومن التسلسل الطبيعي أن يعقب الإيمان وقد أنتجه تفكير مستنير أن يعقبه ولا بُدّ عبادة الله الخالق كما أمر وتقيد بأوامر الله واجتناب لنواهيه، فكان آخر الرُّسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي خاطب العقول داعيا إياها للتفكر في الخلق وبالتالي دخول صادق في الإسلام وتقيد بأحكامه ففتحوا الأمصار ونشروا العدل حتى عمدت المحافل الصليبية لتغيير طريقة المسلمين في التفكير فنعق عملائهم بما يخالف شرع الله من مبادئ لم تكن في شرع الله من مثل ( القومية والوطنية ) فتمكنوا من دولة الخلافة فأزالوها عن الوجود وقسموا الدولة الكبرى إلى إرب أقاموا عليها شيوخ وأمراء هم في حقيقتهم نواطير ومخاتير ليس إلا.
وأعادت الأمّة طريقة تفكيرها فنبذت كل الدعوات التي نعق بها عملاء أهل الصليب وحملت الإسلام فكرة وطريقة ساعية للتغيير والعودة للأصالة الحقيقية فزرع أعداء الله عملائهم وظهر في الأمّة أصحاب التفكير المنحرف ومن استحب العمى على الإبصار فنادى أقوام بالديمقراطية وهي نظام كفر مخالف لشرع الله، ونادى آخرون بالدولة المدنية أي بالعلمانية الكافرة، وفي انحراف في التفكير شرع أقوام بالمناداة بالمناداة بالتدرج في الحكم فحكموا بالكفر خلافا لقوله تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ([6] ) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً) ( [7]).
ختاماً فالتفكير المستنير الذي قادنا للإيمان الصادق بالله تعالى يفرض علينا ولا بُدّ ضرورة التقيد الفعلي والتام بشرع الله ونبذ كلّ تلك المسميات التي تخالف شرع الله فإسلامنا إسلام واحد شرعه لنا الله تعالى وألزمنا التقيد به، وخلاف ذلك سنبقى في خلاف وشقاق وتيه وغضب الله . قال تعالى : (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)([8])
اللهم ارزقنا حُسن التفكر والتفكير والعلم النافع والعمل به، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حاتم ناصر الشرباتي
التفكير الإسلامي
حاتم ناصر الشرباتي
عرفت الشيوعية التفكير بأنه ( انعكاس الواقع على الدماغ ) نافية تأثير المعلومات السابقة على العملية التفكيرية، فكادت أن تكون أقرب المذاهب الفكرية لمعرفة ماهية التفكير لولا إنكارها تأثير المعلومات السابقة.
والحقيقة أنّ العلاّمة النبهاني رحمه الله كان أدق من قرأت له في تعريف الفكر بناء على فهم واقعه حين اعتبر العقل والإدراك والتمييز حجر الزاوية في تعريفه ( نقل الواقع للدماغ مع وجود معلومات سابقة ). فالتفكير هو القائد والمسير للإنسان في كافة أعماله اليومية وقراراته المصيرية والتفكير هو المقرر ولا بُدّ لمصير الإنسان سعادة أم شقاءاً.فنهضة الإنسان يقررها ما عنده من فكر عن الحياة والكون والمخلوقات، ويتقهقر الإنسان وينحط بخلوه من فكر مستنير عن الحياة والكون والمخلوقات.
وقد نبه القرآن الكريم لذلك مراراً وتكراراً داعيا الإنسان للتفكر والاهتداء للأجوبة الحاسمة في الخلق الذي هو الركيزة الأولى في أصل العقائد، ذاماً عدم التفكر وإهمال التفكر. قال تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.. الآيات)([1]). و(أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر) ([2]) و قال تعالى : (فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافئ يخرج من بين الصلب والترائب)([3])
وبطريق الخداع وبحجة العلم المجرد حاولت المحافل استغلال فكرة التطور ملبسة إياها ثوب ( التقدم والارتقاء ) مستغلين ذلك لإثبات ما يسمى ( التطورية الاجتماعية ) المكملة لترهات النظريات التطورية فصرفت النظر عن الطريقة المثلى أي التفكر والاهتداء للأجوبة الحاسمة في الخلق لإثبات ما تسارعوا لإثباته ألا وهو ما يسمى بالتطورية الاجتماعية، فحولوا التفكير من أسلوب لفهم أصل الحياة والكون والمخلوقات إلى فهم الإنسان والمجتمع عن طريق ما أسموه ( المماثلة البيولوجية ) وبالتالي محاولة تصور المجتمع ككائن عضوي حي ومقارنة ما يحدث فيه من تغيرات وتطورات بما يحدث في الكائنات العضوية الأخرى مما نسجته بنات أفكارهم. وبتسلسل افتراضاتهم ( لا نظرياتهم ) حاولوا إثبات أنّ الأمم البدائية هي أصل البشرية وأن من البشر من تقدم ومنهم من بقي على تخلفه ليبرروا بالتالي جرائمهم في إبادة شعوب وأمم اعتبروها متخلفة وغير قابلة لتكون في عداد البشر.وبهذا يثبتون بطريق المخاتلة والخداع صواب إبادتهم للقبائل الأصلية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أفريقيا وغيرها من المناطق.
والحق الذي لا يُمارى فيه أنّ البشرية بدأت بخلق آدم عليه السلام الذي خلقه الله تعالى عالماً متعلماً مفكراً في أعلى درجات الرقي. قال تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )([4]) وبناء عليه فآدم ومن سار على نهجه من نسله هم أصحاب التفكير الراقي مما يعني أنهم في قمَّة الثقافة والحضارة والتقدم. وقد إنحط وتدهور أقوام من عقب آدم نهجوا نهجاً مخالفاً نهجه. فالرسل ومن أتبعهم هم في قمَّة الثقافة والتقدم والرقي، أصحاب الفكر العميق المستنير والحضارة المثلى، ومن خالفهم فقد أستحبَّ العمى على الإبصار وغذ الخطى نحو التخلف وخلاف الأصل.
وقد تعاقب إرسال الرسل منذ آدم لهداية الناس للطريقة المثلى التفكير ولحثهم على الإيمان وعبادة الله، وقد دعانا الله الخالق للتفكر في الخلق فجاء قوله تعالى منبها للإيمان عن طريق العقل في قوله تعالى مبينا الطريقة التي ساقها ابراهيم الخليل عليه السلام في إثبات وجود الخالق عن طريق التفكير : (:
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79} ( [5])
ومن التسلسل الطبيعي أن يعقب الإيمان وقد أنتجه تفكير مستنير أن يعقبه ولا بُدّ عبادة الله الخالق كما أمر وتقيد بأوامر الله واجتناب لنواهيه، فكان آخر الرُّسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي خاطب العقول داعيا إياها للتفكر في الخلق وبالتالي دخول صادق في الإسلام وتقيد بأحكامه ففتحوا الأمصار ونشروا العدل حتى عمدت المحافل الصليبية لتغيير طريقة المسلمين في التفكير فنعق عملائهم بما يخالف شرع الله من مبادئ لم تكن في شرع الله من مثل ( القومية والوطنية ) فتمكنوا من دولة الخلافة فأزالوها عن الوجود وقسموا الدولة الكبرى إلى إرب أقاموا عليها شيوخ وأمراء هم في حقيقتهم نواطير ومخاتير ليس إلا.
وأعادت الأمّة طريقة تفكيرها فنبذت كل الدعوات التي نعق بها عملاء أهل الصليب وحملت الإسلام فكرة وطريقة ساعية للتغيير والعودة للأصالة الحقيقية فزرع أعداء الله عملائهم وظهر في الأمّة أصحاب التفكير المنحرف ومن استحب العمى على الإبصار فنادى أقوام بالديمقراطية وهي نظام كفر مخالف لشرع الله، ونادى آخرون بالدولة المدنية أي بالعلمانية الكافرة، وفي انحراف في التفكير شرع أقوام بالمناداة بالمناداة بالتدرج في الحكم فحكموا بالكفر خلافا لقوله تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ([6] ) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً) ( [7]).
ختاماً فالتفكير المستنير الذي قادنا للإيمان الصادق بالله تعالى يفرض علينا ولا بُدّ ضرورة التقيد الفعلي والتام بشرع الله ونبذ كلّ تلك المسميات التي تخالف شرع الله فإسلامنا إسلام واحد شرعه لنا الله تعالى وألزمنا التقيد به، وخلاف ذلك سنبقى في خلاف وشقاق وتيه وغضب الله . قال تعالى : (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)([8])
اللهم ارزقنا حُسن التفكر والتفكير والعلم النافع والعمل به، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حاتم ناصر الشرباتي