خاص- شفقنا- تناقلت وسائل الاعلام السعودية وتلك الممولة بالمال السعودي ، والمهيمنة على 80 بالمائة من الاعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء ، بطريقة مكثفة وملفته ، قرار الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ، الخاص بالتضييق على مثيري الفتنة في السعودية ، بعد ان ضيقوا على ملايين المسلمين في انحاء المعمورة على مدى العقود الماضية.
وتناولت وسائل الاعلام السعودية والمسعدنة ، قرار الملك ، على انه الوصفة السحرية لمكافحة الارهاب في السعودية والمنطقة والعالم ، وان القاعدة واخواتها ستندثر وتتبخر ، بعد هذا القرار الملكي!!.
وجاء في جانب من القرار الملكي الذي صدر يوم الاثنين الماضي : السجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على عشرين سنة، لكل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة ، والانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دوليا ، كما تطال العقوبة كل من يؤيد الجماعات الارهابية ، او يتبنى فكرها او الافصاح عن التعاطف معها، بأي وسيلة كانت، او دعمها ماليا او التحريض على الدعم، او التشجيع عليه او الترويج له بالدعم او الكتابة.
الحقيقة ، وبعيدا عن الضجة التي افتعلتها وتفتعلها وسائل الاعلام السعودي ، والعربي السعودي ، والاجنبي السعودي ، حول المكرمة الملكية الخاصة بمكافحة الارهاب ، هناك اسئلة تثار حول اسباب واهداف وتوقيت ، قرار الملك عبدالله ، الذي خرج من سباته هكذا فجأة ، وايقن ان ما كان يقوله الاخرون من ان مملكته هي سبب كل الارهاب الذي يضرب المنطقة والعالم .
يعتقد الكثير من المراقبين ان اهم الاسباب التي جعلت الملك عبدالله يخرج من سباته كانت الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية الامريكي جون كري الى السعودية ، والتي ، كما سرب البعض ، حملت تهديدا مبطنا للرياض من ان اصابع السعودية واضحة في كل الارهاب الذي ضرب ويضرب العالم بدء من 11 سبتمبر ايلول ومرورا بالعراق وانتهاء في سوريا وروسيا ، وعلى القيادة السعودية ان تكف عن اللعب بالنار ، وتدع الازمة السورية للكبار.
بل ان البعض زاد ان كري حذر ايضا الرياض من موقفها المعادي من الحكومة العراقية المنتخبة ، وان تكف عن مد الجماعات التكفيرية بالمال والعتاد والرجال لاسقاط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
هذه الزيارة كانت بمثابة الصفعة التي نزلت على القيادة السعودية ، التي ايقنت ان الاوضاع هي اخطر مما كانت تتصور ، لاسيما بعد المحاولات التي قامت بها الحكومة السورية بشأن رفع شكوى الى المحاكم الدولية ضد السعودية لدعمها الارهاب والمجموعات الارهابية والتكفيرية في سوريا ، واعلنت الحكومة السورية ان لديها وثائق تؤكد ، ان الحكومة السعودية اطلقت حتى سراح المحكومين بالاعدام من سجونها وارسلتهم الى سوريا عبر تركيا ، كما لديها الف دليل ودليل على الفتاوى والتصريحات لمشايخ الوهابية وهم يحرضون الناس على الجهاد والقتل والدمار في سوريا ، لاسيما بعد ان ذكرت دراسة غربية بعنوان "المقاتلون الأجانب في سوريا وجنسياتهم"، أوردت الدراسة أن السعودية احتلت المرتبة الثانية بعد الشيشان بعدد مسلحين قارب الـ12 ألف مسلح يقاتلون في سوريا تمت تصفية 3872 منهم ، بينهم 7 نساء ، وسجل نحو 2689 كمفقودين.
ومن المؤكد ان هذا العدد ليس هو العدد الحقيقي للسعوديين الذين يقاتلون على الارض السورية ، فهم اكثر بكثير من هذا العدد ، وهو ما يعني انهم سيشكلون قنبلة موقوته ستنفجر في المجتمع السعودي عاجلا ام اجلا ، وتكون تداعياتها اخطر من انفجار قنبلة السعوديين الافغان.
هذه العوامل وغيرها الكثير، هي التي جعلت الملك عبدالله يتظاهر بانه استيقظ من النوم ، واتخذ قرار عزل بندر بن سلطان وابعاده عن ملفات سوريا ولبنان والعراق ، وتحويلها الى سلمان بن سلطان ، ومن ثم اتخذ قراره الاخير للتضيق على رؤوس الفتنة في مملكته.
هنا يطرح سؤال نفسه وبكل قوة ، ترى كيف يمكن ان نقنع الذئب ان يتخلى عن غريزة الافتراس ، وان نشرح له فؤاد النباتات حتى يتحول من اكل اللحوم الى اكل الاعشاب؟ وان يعاشر الحملان والغزلان؟ . اليس هذا التفكير هو محض خيال ؟ فاذا كان الامر كذلك ، وهو كذلك ، كيف يمكن ان نصلح الفكر الوهابي المتخلف والدموي والقائم على تكفير واقصاء الاخرين ، ورفض كل معالم الحضارة ، ومعارضته للطبيعة الانسانية؟ , ترى كيف يمكن ان نقول للوهابي لاتكفر الاخرين ، تعايش مع الاخرين ، احترم مذاهب الاخرين ، احترم المراة ، احترم العلم والعقل الانساني ، احترم الانسان على انه انسان ، انه بالتاكيد لن يستطيع فعل ذلك ، ويكفي لكل منصف ان يراجع المصادر التي تغذي الفكر الوهابي وهي بين ايدينا ، ليخرج بالنتيجة التي خرجنا بها نحن.
ان من الصعب والمحال ان يحارب الملك عبدالله الوهابية ، لانه سيحكم بالفناء على حكم اسرته القائم على هذا الفكر المتخلف ، وهذا الفكر هو مصدر كل بلاء الامة من الشيشان وافغانستان وباكستان والشرق الاوسط الى امريكا والعالم اجمع ، هذا الفكر ، ليس بمقدور الملك عبدالله مواجهته ، وعلى العالم اجمع ان يتحد ، كما اتحد ضد النازية والفاشية ، ضد الوهابية ، وهي فكرة لاتقل خطورة عن النازية والفاشية ، لذلك لم يستطع الكثيرون ان يخفوا ضحكتهم وهم يسمعون ان السعودية تكافح الوهابية .. وقديما قيل شر البلية مايضحك.
بقلم/سامح مظهر
وتناولت وسائل الاعلام السعودية والمسعدنة ، قرار الملك ، على انه الوصفة السحرية لمكافحة الارهاب في السعودية والمنطقة والعالم ، وان القاعدة واخواتها ستندثر وتتبخر ، بعد هذا القرار الملكي!!.
وجاء في جانب من القرار الملكي الذي صدر يوم الاثنين الماضي : السجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على عشرين سنة، لكل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة ، والانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دوليا ، كما تطال العقوبة كل من يؤيد الجماعات الارهابية ، او يتبنى فكرها او الافصاح عن التعاطف معها، بأي وسيلة كانت، او دعمها ماليا او التحريض على الدعم، او التشجيع عليه او الترويج له بالدعم او الكتابة.
الحقيقة ، وبعيدا عن الضجة التي افتعلتها وتفتعلها وسائل الاعلام السعودي ، والعربي السعودي ، والاجنبي السعودي ، حول المكرمة الملكية الخاصة بمكافحة الارهاب ، هناك اسئلة تثار حول اسباب واهداف وتوقيت ، قرار الملك عبدالله ، الذي خرج من سباته هكذا فجأة ، وايقن ان ما كان يقوله الاخرون من ان مملكته هي سبب كل الارهاب الذي يضرب المنطقة والعالم .
يعتقد الكثير من المراقبين ان اهم الاسباب التي جعلت الملك عبدالله يخرج من سباته كانت الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية الامريكي جون كري الى السعودية ، والتي ، كما سرب البعض ، حملت تهديدا مبطنا للرياض من ان اصابع السعودية واضحة في كل الارهاب الذي ضرب ويضرب العالم بدء من 11 سبتمبر ايلول ومرورا بالعراق وانتهاء في سوريا وروسيا ، وعلى القيادة السعودية ان تكف عن اللعب بالنار ، وتدع الازمة السورية للكبار.
بل ان البعض زاد ان كري حذر ايضا الرياض من موقفها المعادي من الحكومة العراقية المنتخبة ، وان تكف عن مد الجماعات التكفيرية بالمال والعتاد والرجال لاسقاط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
هذه الزيارة كانت بمثابة الصفعة التي نزلت على القيادة السعودية ، التي ايقنت ان الاوضاع هي اخطر مما كانت تتصور ، لاسيما بعد المحاولات التي قامت بها الحكومة السورية بشأن رفع شكوى الى المحاكم الدولية ضد السعودية لدعمها الارهاب والمجموعات الارهابية والتكفيرية في سوريا ، واعلنت الحكومة السورية ان لديها وثائق تؤكد ، ان الحكومة السعودية اطلقت حتى سراح المحكومين بالاعدام من سجونها وارسلتهم الى سوريا عبر تركيا ، كما لديها الف دليل ودليل على الفتاوى والتصريحات لمشايخ الوهابية وهم يحرضون الناس على الجهاد والقتل والدمار في سوريا ، لاسيما بعد ان ذكرت دراسة غربية بعنوان "المقاتلون الأجانب في سوريا وجنسياتهم"، أوردت الدراسة أن السعودية احتلت المرتبة الثانية بعد الشيشان بعدد مسلحين قارب الـ12 ألف مسلح يقاتلون في سوريا تمت تصفية 3872 منهم ، بينهم 7 نساء ، وسجل نحو 2689 كمفقودين.
ومن المؤكد ان هذا العدد ليس هو العدد الحقيقي للسعوديين الذين يقاتلون على الارض السورية ، فهم اكثر بكثير من هذا العدد ، وهو ما يعني انهم سيشكلون قنبلة موقوته ستنفجر في المجتمع السعودي عاجلا ام اجلا ، وتكون تداعياتها اخطر من انفجار قنبلة السعوديين الافغان.
هذه العوامل وغيرها الكثير، هي التي جعلت الملك عبدالله يتظاهر بانه استيقظ من النوم ، واتخذ قرار عزل بندر بن سلطان وابعاده عن ملفات سوريا ولبنان والعراق ، وتحويلها الى سلمان بن سلطان ، ومن ثم اتخذ قراره الاخير للتضيق على رؤوس الفتنة في مملكته.
هنا يطرح سؤال نفسه وبكل قوة ، ترى كيف يمكن ان نقنع الذئب ان يتخلى عن غريزة الافتراس ، وان نشرح له فؤاد النباتات حتى يتحول من اكل اللحوم الى اكل الاعشاب؟ وان يعاشر الحملان والغزلان؟ . اليس هذا التفكير هو محض خيال ؟ فاذا كان الامر كذلك ، وهو كذلك ، كيف يمكن ان نصلح الفكر الوهابي المتخلف والدموي والقائم على تكفير واقصاء الاخرين ، ورفض كل معالم الحضارة ، ومعارضته للطبيعة الانسانية؟ , ترى كيف يمكن ان نقول للوهابي لاتكفر الاخرين ، تعايش مع الاخرين ، احترم مذاهب الاخرين ، احترم المراة ، احترم العلم والعقل الانساني ، احترم الانسان على انه انسان ، انه بالتاكيد لن يستطيع فعل ذلك ، ويكفي لكل منصف ان يراجع المصادر التي تغذي الفكر الوهابي وهي بين ايدينا ، ليخرج بالنتيجة التي خرجنا بها نحن.
ان من الصعب والمحال ان يحارب الملك عبدالله الوهابية ، لانه سيحكم بالفناء على حكم اسرته القائم على هذا الفكر المتخلف ، وهذا الفكر هو مصدر كل بلاء الامة من الشيشان وافغانستان وباكستان والشرق الاوسط الى امريكا والعالم اجمع ، هذا الفكر ، ليس بمقدور الملك عبدالله مواجهته ، وعلى العالم اجمع ان يتحد ، كما اتحد ضد النازية والفاشية ، ضد الوهابية ، وهي فكرة لاتقل خطورة عن النازية والفاشية ، لذلك لم يستطع الكثيرون ان يخفوا ضحكتهم وهم يسمعون ان السعودية تكافح الوهابية .. وقديما قيل شر البلية مايضحك.
بقلم/سامح مظهر