من تحت الرادارالسلطة : بناء ضخم على بعد 20 متراً من أسوار الأقصى
أطلس للدراسات / ترجمة خاصة
من تحت رادار السلطة والأمريكان يتم بناء أحياء استيطانية شرقي القدس، في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات أزمة يعود أحد أسبابها لإعلان اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في بلدية القدس عن نشر عطاء لبناء 708 وحدات استيطانية في حي "غيلو" الاستيطاني، ذات اللجنة تنجح في تمرير مشروع يوصف بأنه الأخطر والأكثر وقاحة وتحدياً دون أن يثير ذلك أي رد فعل فلسطيني أو أمريكي، حيث منحت اللجنة التصاريح اللازمة لإحدى الجمعيات الاستيطانية ببناء بناية ضخمة على مساحة 16600 متر مربع بارتفاع سبعة طوابق في حي سلوان، وعلى بعد عشرون متراً فقط من أسوار الأقصى.
فقط شارع ضيق سيفصل بين البناء وبين سور الأقصى، وهو أمر يحث لأول مرة في خرق كبير لمعايير التخطيط والبناء التي سادت وأقرت منذ عهد الانتداب وتنبتها السلطات الإسرائيلية، حيث كانت هذه المعايير تمنع البناء على بعد أقل من 75 متراً من أسوار الأقصى، ومن ناحية الفلسطينيين والمسلمين هذا أشبه بوضع نجمة داود فوق قبة الصخرة.
قبل المصادقة على الخطة استمع أعضاء اللجنة لاعتراضات من قبل السكان والمهندسين وعلماء آثار وممثلي الجمهور، وهاجم المهندس دافيد كرونيكر الباحث المتخصص في البلدة القديمة مشروعهم قائلاً: "أعرف عن قرب تخطيط البناء في القدس منذ 45 سنة، لكنني لم أصادف يوماً خطة بهذه الوقاحة والقدرة على التفجير كهذه الخطة، آمل أن يلقى بها في مزبلة التاريخ"، وأضاف الكاتب الروائي دافيد غروسمان والشعراء حاييم غوري وفاغي مشعول، والحاصلين على جائزة إسرائيل، وعدد من البروفسورات أسماءهم في قائمة الرافضين.
الجمعيات الاستيطانية وفي مقدمتها "العاد" تنشط بشكل مكثف لزرع شرقي القدس بأحياء وبنايات استيطانية، فمنذ شهرين فقط صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء على اقامة معهد ديني "اور ساميح" على أراضي حي الشيخ جراح، ويدور الحديث هنا أيضاً عن مبنى ضخم وبارتفاع تسعة طوابق، وهنا أيضاً قدمت اعتراضات من قسم سياسات التخطيط والبناء في البلدية نفسها، لكن الاعتراضات شطبت وتمت المصادقة الأوتوماتيكية من قبل الائتلاف اليميني.
ويبدو أن هذا لم يكن كافياً، فقبل شهر أعلنت جمعية "عطيرت كوهانيم" وهي جمعية استيطانية تعمل في القدس، عن شراء جزء من بناء يقع على مفترق مركزي في قلب شرقي القدس، وتفاخر مدير الجمعية دانيال لوريا بقوله "هذا بناء استراتيجي وكبير جداً"، عملية الشراء هذه هي الاولى من نوعها في منطقة تقع في قلب المنطقة التجارية العربية في القدس، والعمل يتم بصمت وهدوء من تحت الرادار، ويبحث عن ممولين لتهيئة المكان ليخدم مرحلة ما قبل الخدمة العسكرية.
من الصعب فهم الموقف الفلسطيني الذي أثار عاصفة كبيرة على البناء في حي "غيلو" وفي نفس الوقت يمر بهدوء على بناء ثلاثة مواقع في قلب الاحياء العربية، وكيف يمر ذلك من تحت الرادار الأمريكي.
إقامة المباني الكبيرة الفاخرة في قلب القدس العربية، واسكان تلاميذ المعاهد الدينية في الأحياء العربية بشكل رسمي هو جزء من عملية "حفرونوزاتسيا"، أي تحويل القدس الى خليل أخرى، حكومة تأتي وأخرى تذهب، والمستوطنون يحتلون قطعة فقطعة أخرى من الاحياء العربية، مبادرة سلام تولد وأخرى تموت، ونشطاء اليمين يضحكون في طريقهم الى البنك لاستلام تمويل آخر من متبرع أمريكي سخي.
أطلس للدراسات / ترجمة خاصة
من تحت رادار السلطة والأمريكان يتم بناء أحياء استيطانية شرقي القدس، في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات أزمة يعود أحد أسبابها لإعلان اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في بلدية القدس عن نشر عطاء لبناء 708 وحدات استيطانية في حي "غيلو" الاستيطاني، ذات اللجنة تنجح في تمرير مشروع يوصف بأنه الأخطر والأكثر وقاحة وتحدياً دون أن يثير ذلك أي رد فعل فلسطيني أو أمريكي، حيث منحت اللجنة التصاريح اللازمة لإحدى الجمعيات الاستيطانية ببناء بناية ضخمة على مساحة 16600 متر مربع بارتفاع سبعة طوابق في حي سلوان، وعلى بعد عشرون متراً فقط من أسوار الأقصى.
فقط شارع ضيق سيفصل بين البناء وبين سور الأقصى، وهو أمر يحث لأول مرة في خرق كبير لمعايير التخطيط والبناء التي سادت وأقرت منذ عهد الانتداب وتنبتها السلطات الإسرائيلية، حيث كانت هذه المعايير تمنع البناء على بعد أقل من 75 متراً من أسوار الأقصى، ومن ناحية الفلسطينيين والمسلمين هذا أشبه بوضع نجمة داود فوق قبة الصخرة.
قبل المصادقة على الخطة استمع أعضاء اللجنة لاعتراضات من قبل السكان والمهندسين وعلماء آثار وممثلي الجمهور، وهاجم المهندس دافيد كرونيكر الباحث المتخصص في البلدة القديمة مشروعهم قائلاً: "أعرف عن قرب تخطيط البناء في القدس منذ 45 سنة، لكنني لم أصادف يوماً خطة بهذه الوقاحة والقدرة على التفجير كهذه الخطة، آمل أن يلقى بها في مزبلة التاريخ"، وأضاف الكاتب الروائي دافيد غروسمان والشعراء حاييم غوري وفاغي مشعول، والحاصلين على جائزة إسرائيل، وعدد من البروفسورات أسماءهم في قائمة الرافضين.
الجمعيات الاستيطانية وفي مقدمتها "العاد" تنشط بشكل مكثف لزرع شرقي القدس بأحياء وبنايات استيطانية، فمنذ شهرين فقط صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء على اقامة معهد ديني "اور ساميح" على أراضي حي الشيخ جراح، ويدور الحديث هنا أيضاً عن مبنى ضخم وبارتفاع تسعة طوابق، وهنا أيضاً قدمت اعتراضات من قسم سياسات التخطيط والبناء في البلدية نفسها، لكن الاعتراضات شطبت وتمت المصادقة الأوتوماتيكية من قبل الائتلاف اليميني.
ويبدو أن هذا لم يكن كافياً، فقبل شهر أعلنت جمعية "عطيرت كوهانيم" وهي جمعية استيطانية تعمل في القدس، عن شراء جزء من بناء يقع على مفترق مركزي في قلب شرقي القدس، وتفاخر مدير الجمعية دانيال لوريا بقوله "هذا بناء استراتيجي وكبير جداً"، عملية الشراء هذه هي الاولى من نوعها في منطقة تقع في قلب المنطقة التجارية العربية في القدس، والعمل يتم بصمت وهدوء من تحت الرادار، ويبحث عن ممولين لتهيئة المكان ليخدم مرحلة ما قبل الخدمة العسكرية.
من الصعب فهم الموقف الفلسطيني الذي أثار عاصفة كبيرة على البناء في حي "غيلو" وفي نفس الوقت يمر بهدوء على بناء ثلاثة مواقع في قلب الاحياء العربية، وكيف يمر ذلك من تحت الرادار الأمريكي.
إقامة المباني الكبيرة الفاخرة في قلب القدس العربية، واسكان تلاميذ المعاهد الدينية في الأحياء العربية بشكل رسمي هو جزء من عملية "حفرونوزاتسيا"، أي تحويل القدس الى خليل أخرى، حكومة تأتي وأخرى تذهب، والمستوطنون يحتلون قطعة فقطعة أخرى من الاحياء العربية، مبادرة سلام تولد وأخرى تموت، ونشطاء اليمين يضحكون في طريقهم الى البنك لاستلام تمويل آخر من متبرع أمريكي سخي.