.........عبادة التفكر من اعظم العبادات المنسية والمهجورة........
.........عبادة دعى وحض عليها القران وهجرها ونسيها الانسان......
* ......(("إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)". ال عمران
إن التفكير في أسرار الخليقة وفي نظام السماء والأرض يعطي الإنسان وعياً خاصاً ويترك في عقله آثاراً عظيمة , وأوّل تلك الآثار هو الإنتباه إلى هدفية الخلق وعدم العبثية فيه , فالإنسان الذي يلمس الهدفية في أصغر أشياء هذا الكون كيف يمكنه أن يصدق بأنّ الكون العظيم بأسره مخلوق من دون هدف , ومصنوع من دون غاية ؟
إن العقلاء لا يمكنهم وهم يواجهون هذه الحقيقة الساطعة إلا أن يقولوا بكل خشوع وخضوع وتواضع : -{ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ } أي ربنا إنّك لم تخلق هذا العالم العظيم , وهذا الكون الذي لا يعرف له حدّ , وهذا النظام المتقن البديع إلا على أساس الحكمة والغاية , ولهدف صحيح , فكل هذا آية وحدانيتك , وكل هذا ينزّهك عن اللغو والعبث واللعب واللهو .
إن أصحاب العقول السليمة الواعية بعد أن يعترفوا بالهدفية في الخليقة يتذكرون أنفسهم فوراً , وكيف يعقل أن يكونوا - وهم ثمرة هذا الموجود نفسه وهذا الكون بالذات - قد خلقوا سدى , أو جاؤوا إلى هذه الحياة عبثاً , وأنه ليس هناك من هدف سوى تربيتهم وتكاملهم !!
إنهم لم يأتوا إلى هذه الحياة لأجل أن يعيشوا فيها أيّاماً سرعان ما تفنى وتنقضي , فذلك أمر لا يستحق كل هذا العناء والتعب كما لا يلبق بمكانة الإنسان ولا يتناسب مع حكمة الله العليا , بل هناك دار أخرى تنتظرهم حيث يجدون فيها جزاء أعمالهم , إن خيراً فخير , وإن شرّاً فشر , وفي هذه اللحظة ينتبهون إلى مسؤولياتهم , ويسألون الله التوفيق للقيام بها حتى يتجنبوا عقابه , ولهذا يقول : { فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } " .
*
*...((وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٣﴾ ...الرعد
*
*...((أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ۗ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ﴿٨﴾ الروم
*
احيوا هذه العبادة قبالفكر تسموا ايها الانسان ان استقام وبالفكر تنهض وبالفكر ترتقي
وبهبوطه تهبط وبانحطاطه تنحط وتسفل.فالانسان ابن فكره لولا الفكر والعقل لم يستحق التكريم
اللهم نسالك عقلا واعيا وفكرا ساميا راقيا مستنيرا بنور هديك ووحيك واكرمنا ولا تهنا واعطنا ولا تحرمنا وعلمنا وفهمنا وفقهنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
ولكم تحياتي احبائي في الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته —