أيُ الـقـصائدِ فــي مـحـمدِ قـد تَـفَي
قَـدْراً .. لِـمن وهَـبَ الـحياةَ لَنَا فِدا ؟!
قـــد تـنـتـهيْ أُمَـــمٌ تـفـاقـمَ عِــزُّهـا
ومـلُـوكُـهـا بــلـغـوا مــقـامـاً مــوصـدا
فـيُـخـلّـدُ الــتـاريـخُ بــعـضَ فِـعـالِـهم
وتُـــردّدُ الأجــيـالُ سـيـرَتَـهُم سُــدى
لــكـنّ ســيـرةَ "ســيـدي" واللهِ مـــا
مـــرّتْ بـقـلـبٍ تـــاهَ .. إلا واهــتـدى
قــمـرٌ تـفــتقَ مِــن "حِــراءٍ" لـيـلةً
فــغـدا رســـولاً يـمـلأ الـدنـيا هُــدى
مَـــن قـــال أنّ الـقـصـرَ يـبـنيْ عِــزّةً
ومـحـمدٌ مــن كـوخـهِ شــقّ الـمدى
فــأتـى لـمـكـةَ داعــيـاً "يـــا أُمّــتـي
لا خـيـرَ فــي أمَــمٍ تُـقدِّسُ جَـلْمدا "
"لا فـــرقَ بــيـن صـغـيرِكُم وكـبـيرِكُم
لا شَـــرْعَ يـظـلمُ أبـيـضاً أو أســودا "
فَـسَـقَـى قــلـوبَ الـعـاجزينَ كـرامـةً
عـبـرَتْ عـلى شـطِّ الـظلومِ .. فـأزبدا
يـتـسـاءلـونَ عــــن الـيـتـيمِ مـحـمـدٍ
هـل جُـنَّ .. أمْ صار ابنُ مكةَ فرْقدا ؟!
أتُــريـدُ مـــالاً .. أم تُــريـدُ جــواهـراً ؟
خُــذْ مــا تـشاءُ .. وكـن لـمكةَ سـيّدا
خُـذ كـل شـيءٍ يـا مـحمدُ .. واعـتزلْ
هـذا الـطريقَ .. لـكيْ نُـجنِّبَكَ الـردى
فـأشـاحَ عـنـهم وجـهـهُ الـوضّـاحُ لــو
وهـبـوهُ مُـلـكَ الـكـونِ مــا مــدّ الـيَدا
يــأبـى الـثـراءَ .. ورأسُ مـاتملَّكَ دِرهمٌ
لـيـظلَّ فــي دربِ الـكـفاحِ مُـوحِّـدا !!
ويُــقـالُ كــيـف بــنـى مـحـمـدُ أمــةً
كـانـت أشــدَ مِــن الـهَوامِ تـشَرّدَا ؟!
كــانـت تُـنـيـرُ مــن الـظـلامِ طـرَيـقَهَا
حـــتّــى أتـــاهــا ثـــائــراً مُــتــمـرّدا
قَـصَـمَ الـطـقوسَ الـمُظلماتِ وهـدّها
هـــدّاً .. يُـقـوِّمُ مــنْ تـجـبّرَ واعـتـدى
بـالـعـدلِ شـيّـدَ فــي الـمـدينةِ أُمّــةً
أضـحت عـلى رمـلِ الـجزيرةِ عَسْجدا
صـارت لِـمن سَـئِمَوا الـتَناحُرَ .. قِـبلةً
ولــكــل عُــشـاقِ الـعـدالـةِ مَـقْـصـدا
بــكـفـاحـهِ صـــــارَ الــرِعــاعُ أعِــــزّةً
فـتـحـوا الـمـمالكَ والـمـدائنَ سُـجّـدا
باللهِ كــيــف تــمــوتُ فــيـنـا ســيـرةٌ
مِـنـها الـطـريقُ إلـى الـفلاحِ مُـعبّدا ؟
هيَ سيرةُ الرجلِ الذي شقّ الخُطى
بـعـزيـمةٍ .. تُـسـبـيْ الـقـلوبَ تـفـرّدا
دانـــتْ لـــهُ الـدنـيـا فــغـادرَ مُـعْـدَمَـاً
والأرضُ تـطـفحُ مــن ضُـحَـاهُ زَبَـرْجَـدا
مـــا ضـــرَّ أحــمـدَ أنْ يُــغـادرَ جـائـعاً
مِــن بـعدِ أنْ غـسلَ الـقلوبَ وأرشـدا
فـالـجوعُ فــي كـبـدِ الـرسولِ رسـالةٌ
مـضـمونها .."لا جـوعَ يـهزِمُ سـؤددا"
لـــو أنّ سـيـرتـهُ تَـصـيـرُ لـنـا خُـطـىً
نـمـشيْ عـلـيها .. مـا خَـلَفَنا مـوعدا
نادية إسماعيل
المملكة العربية السعودية / مكة المكرمة