« سـيرة فرقــــــــــــد »
*****************
نادية إسماعيل ..
*****
قــالـــوا اكــتــبــي شـــعـــراً يُــعَــظِّــمُ "أحـــمـــدا"
فالـشـعـرُ فـــي خــيــرِ الأنــــامِ لــــهُ صَــــدى
فـــذرَفـــتُ مـــــــن عــيــنـــيّ دمـــعــــةَ حـــســــرةٍ
مَــــــــــــلأت فــــــــــــؤاديَ حــــــيـــــــرةً وتـــــــــــــرَدُّدا
أيُ الـقـصــائــدِ فــــــي مــحــمــدِ قـــــــد تَـــفَــــي
قَــدْراً .. لِـمـن وهَــبَ الحـيـاةَ لَـنَــا فِـــدا ؟!
قــــــــــد تــنــتـــهـــيْ أُمَــــــــــمٌ تـــفـــاقــــمَ عِـــــزُّهــــــا
ومــلُــوكُـــهـــا بـــلـــغــــوا مـــقـــامــــاً مـــــوصـــــدا
فــيُــخـــلّـــدُ الـــتــــاريــــخُ بـــــعــــــضَ فِــعـــالِـــهـــم
وتُـــــــــردّدُ الأجـــــيـــــالُ ســيــرَتَـــهُـــم سُــــــــــدى
لــــــكــــــنّ ســــــيــــــرةَ "ســــــيــــــدي" واللهِ مــــــــــــا
مــــــــرّتْ بـــقـــلـــبٍ تـــــــــاهَ .. إلا واهــــتـــــدى
قــــمـــــرٌ تـــفـــتــــقَ مِــــــــــن "حِــــــــــراءٍ" لـــيـــلــــةً
فــــغــــدا رســــــــولاً يــــمــــلأ الــدنـــيـــا هُـــــــــدى
مَـــــــن قـــــــال أنّ الــقــصـــرَ يــبــنـــيْ عِــــــــزّةً
ومــحــمـــدٌ مـــــــن كـــوخــــهِ شـــــــقّ الـــمــــدى
فــــأتـــــى لـــمـــكـــةَ داعـــــيـــــاً "يــــــــــا أُمّـــــتـــــي
لا خـــيـــرَ فــــــي أمَــــــمٍ تُـــقـــدِّسُ جَــلْــمــدا "
"لا فـــــــرقَ بــــيــــن صــغــيــرِكُــم وكــبــيــرِكُــم
لا شَــــــرْعَ يــظــلـــمُ أبــيــضـــاً أو أســـــــودا "
فَـــسَـــقَـــى قــــلـــــوبَ الــعــاجـــزيـــنَ كـــــرامـــــةً
عــبــرَتْ عــلــى شــــطِّ الـظـلــومِ .. فــأزبــدا
يــتـــســـاءلـــونَ عـــــــــــن الــيـــتـــيـــمِ مــــحــــمــــدٍ
هل جُنَّ .. أمْ صار ابنُ مكةَ فرْقدا ؟!
أتُـــريــــدُ مـــــــالاً .. أم تُــــريــــدُ جــــواهــــراً ؟
خُــــذْ مــــا تــشــاءُ .. وكــــن لـمــكــةَ ســيّـــدا
خُـــذ كـــل شـــيءٍ يـــا مـحـمـدُ .. واعـتــزلْ
هـــذا الـطـريـقَ .. لــكــيْ نُـجـنِّـبَـكَ الــــردى
فــأشـــاحَ عــنــهــم وجـــهـــهُ الـــوضّـــاحُ لــــــو
وهـــبـــوهُ مُـــلـــكَ الـــكـــونِ مــــــا مــــــدّ الـــيَـــدا
يــــأبـــــى الــــثـــــراء وكـــــــــلَّ مــــــــــالٍ زائــــــــــلٍ
لـــيـــظـــلّ فـــــــــي دربِ الـــكـــفـــاحِ مُــــوحِّـــــدا
ويُــــقــــالُ كــــيــــف بــــنـــــى مـــحـــمـــدُ أمـــــــــةً
كـــانـــت أشــــــدَّ مِــــــن الـــهَـــوامِ تـــشَـــرّدَا ؟!
كـــانـــت تُــنــيــرُ مـــــــن الـــظــــلامِ طـرَيــقَــهَــا
حـــــــتّـــــــى أتـــــــاهــــــــا ثـــــــائــــــــراً مُـــــتـــــمـــــرّدا
قَـــصَـــمَ الــطــقــوسَ الـمُـظـلـمــاتِ وهـــدّهــــا
هــــــدّاً .. يُـــقـــوِّمُ مــــــنْ تــجــبّــرَ واعـــتـــدى
بــالـــعـــدلِ شــــيّــــدَ فـــــــــي الــمــديــنـــةِ أُمّـــــــــةً
أضـحــت عـلــى رمـــلِ الـجـزيـرةِ عَـسْـجــدا
صـــارت لِـمــن سَـئِـمَـوا التَـنـاحُـرَ .. قِـبـلـةً
ولـــــكـــــل عُـــــشـــــاقِ الـــعـــدالــــةِ مَـــقْــــصــــدا
بــكـــفـــاحـــهِ صـــــــــــارَ الــــــرِعــــــاعُ أعِــــــــــــزّةً
فــتـــحـــوا الــمــمــالـــكَ والـــمـــدائـــنَ سُــــجّـــــدا
باللهِ كـــــيــــــف تــــــمــــــوتُ فــــيــــنــــا ســــــيــــــرةٌ
وبِــــهـــــا نــــــــــرى درب الـــــفـــــلاحِ مُـــعـــبّــــدا
هــيَ سـيـرةُ الـرجــلِ الـــذي شـــقّ الـخُـطـى
بــعــزيــمــةٍ .. تَــســـبـــيْ الـــقـــلـــوبَ تــــفـــــرّدا
دانــــــــتْ لــــــــهُ الــدنـــيـــا فــــغــــادرَ مُـــعْـــدَمَـــاً
والأرضُ تـطـفــحُ مـــــن ضُــحَـــاهُ زَبَــرْجَـــدا
مــــــا ضــــــرَّ أحـــمـــدَ أنْ يُـــغـــادرَ جــائــعــاً
مِــــن بــعـــدِ أنْ غــســـلَ الـقــلــوبَ وأرشـــــدا
فــالــجــوعُ فــــــي كـــبــــدِ الـــرســــولِ رســـالــــةٌ
مضـمـونـهـا .."لا جــــوعَ يــهـــزِمُ ســـــؤددا"
لــــــو أنّ ســيــرتــهُ تَــصــيـــرُ لـــنــــا خُـــطــــىً
نـمــشــيْ عـلـيـهــا .. مـــــا خَـلَـفَـنــا مــوعـــدا
لـــــــو أوقــــــــدتْ شــــمــــسُ الــنـــبـــوةِ جــــــــذوةً
بـزمــانِــنَــا .. لــــغَــــدَت فِــرنـــســـا مــســـجـــدا
حـــــــــــــقٌ عـــلـــيـــنــــا أن نُــــخـــــلّـــــدَ ذِكْــــــــــــــرهُ
فــــــي كـــــــل أرضٍ يـسْــتــبِــدُّ بِـــهَــــا الـــعِــــدا
كـــــــيْ يــعــلــمــوا أنّ الــنـــبـــوّةَ لــــــــمْ تــــمُــــتْ
مـــــــا دام فــيــنـــا مـــــــن بِـسُـنّــتِــهــا اقــــتــــدى
فــطــريــقـــنـــا نــــــحـــــــوَ الــــــريـــــــادةِ سَــــــيـــــــرةٌ
كَتَـبـتْ عـلــى صـــدرِ الـسـمـاءِ: "مُـحـمّـدا"
***************************
المملكة العربية السعودية / مكة المكرمة