روى أحمد بن السندي الحداد ، عن أحمد بن الممتنع ، عن صالح بن علي الهاشمي ، عن المهتدي بالله . قال صالح : حضرته اي المهتدي وقد جلس ، والقصص تقرأ عليه ، ويأمر بالتوقيع عليها ، فسرني ذلك ، وجعلت أنظر إليه ، ففطن ، ونظر إلي ، فغضضت عنه ،
قال : فقال لي : في نفسك شيء تحب أن تقوله ، فلما انفض المجلس ، أدخلت مجلسه ، فقال : تقول ما دار في نفسك ، أو أقوله لك ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، ما ترى ؟ قال : أقول : إنه قد استحسنت ما رأيت منا ، فقلت في نفسك : أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول : القرآن مخلوق .
قال : فورد علي أمر عظيم ، ثم قلت : يا نفس ، هل تموتين قبل أجلك ؟ ! فقلت : نعم ، فأطرق ، ثم قال : اسمع ، فوالله لتسمعن الحق ، فسري عني ، وقلت : ومن أولى بالحق منك وأنت خليفة رب العالمين ؟ قال : ما زلت أقول : القرآن مخلوق صدرا من أيام الواثق حتى أقدم شيخا من أذنة ، فأدخل مقيدا ، وهو شيخ جميل ، حسن الشيبة ، فرأيت الواثق قد استحيا منه ، ورق له ، فما زال يدنيه حتى قرب منه ، وجلس ، فقال : ناظر ابن أبي دؤاد ، قال : يا أمير المؤمنين ، إنه يضعف عن المناظرة ، فغضب وقال : أبو عبد الله يضعف عن مناظرتك أنت ؟ قال : هون عليك ، وائذن لي ، واحفظ علي وعليه .
ثم قال : يا أحمد ، أخبرني عن مقالتك هذه ، هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين ، فلا يكون الدين كاملا حتى تقال ؟ قال : نعم . قال : فأخبرنى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بعثه الله ، هل ستر شيئا مما أمر به ؟ قال : لا ، قال : فدعا إلى مقالتك هذه ؟ فسكت ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، واحدة . قال الواثق : واحدة . ثم قال : أخبرني عن الله -تعالى- حين قال : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أكان الله هو الصادق في إكمال ديننا ، أو أنت الصادق في نقصانه حتى يقال بمقالتك ؟
فسكت أحمد ، فقال الشيخ : اثنتان يا أمير المؤمنين ، قال : نعم . فقال : أخبرني عن مقالتك هذه ، أعلمها رسول الله أم جهلها ؟ قال : علمها ، قال : فدعا إليها ؟ فسكت ، قال الشيخ : ثلاثة ، ثم قال : فاتسع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمسك عنها ، ولم يطالب أمته بها ؟ قال : نعم ، قال : واتسع ذلك لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ قال : نعم . فأعرض الشيخ عنه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، قد قدمت القول بأن أحمد يضعف عن المناظرة ، يا أمير المؤمنين ، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ، فلا وسَّع الله عليك ، قال الواثق : نعم ، كذا هو ، اقطعوا قيد الشيخ ، فلما قطعوه، ضرب بيده ، فأخذه، فقال الواثق : لِمَ أخذته ؟
قال: لأني نويت أن أوصي أن يجعل معي في كفني لأخاصم هذا به عند الله ، ثم بكى ، فبكى الواثق ، وبكينا ، ثم سأله الواثق أن يحاله ، وأمر له بصلة ، فقال : لا حاجة لي بها . ثم قال المهتدي : فرجعت عن هذه المقالة ، وأظن الواثق رجع عنها في يومئذ .
قال : فقال لي : في نفسك شيء تحب أن تقوله ، فلما انفض المجلس ، أدخلت مجلسه ، فقال : تقول ما دار في نفسك ، أو أقوله لك ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، ما ترى ؟ قال : أقول : إنه قد استحسنت ما رأيت منا ، فقلت في نفسك : أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول : القرآن مخلوق .
قال : فورد علي أمر عظيم ، ثم قلت : يا نفس ، هل تموتين قبل أجلك ؟ ! فقلت : نعم ، فأطرق ، ثم قال : اسمع ، فوالله لتسمعن الحق ، فسري عني ، وقلت : ومن أولى بالحق منك وأنت خليفة رب العالمين ؟ قال : ما زلت أقول : القرآن مخلوق صدرا من أيام الواثق حتى أقدم شيخا من أذنة ، فأدخل مقيدا ، وهو شيخ جميل ، حسن الشيبة ، فرأيت الواثق قد استحيا منه ، ورق له ، فما زال يدنيه حتى قرب منه ، وجلس ، فقال : ناظر ابن أبي دؤاد ، قال : يا أمير المؤمنين ، إنه يضعف عن المناظرة ، فغضب وقال : أبو عبد الله يضعف عن مناظرتك أنت ؟ قال : هون عليك ، وائذن لي ، واحفظ علي وعليه .
ثم قال : يا أحمد ، أخبرني عن مقالتك هذه ، هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين ، فلا يكون الدين كاملا حتى تقال ؟ قال : نعم . قال : فأخبرنى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بعثه الله ، هل ستر شيئا مما أمر به ؟ قال : لا ، قال : فدعا إلى مقالتك هذه ؟ فسكت ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، واحدة . قال الواثق : واحدة . ثم قال : أخبرني عن الله -تعالى- حين قال : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أكان الله هو الصادق في إكمال ديننا ، أو أنت الصادق في نقصانه حتى يقال بمقالتك ؟
فسكت أحمد ، فقال الشيخ : اثنتان يا أمير المؤمنين ، قال : نعم . فقال : أخبرني عن مقالتك هذه ، أعلمها رسول الله أم جهلها ؟ قال : علمها ، قال : فدعا إليها ؟ فسكت ، قال الشيخ : ثلاثة ، ثم قال : فاتسع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمسك عنها ، ولم يطالب أمته بها ؟ قال : نعم ، قال : واتسع ذلك لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ قال : نعم . فأعرض الشيخ عنه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، قد قدمت القول بأن أحمد يضعف عن المناظرة ، يا أمير المؤمنين ، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ، فلا وسَّع الله عليك ، قال الواثق : نعم ، كذا هو ، اقطعوا قيد الشيخ ، فلما قطعوه، ضرب بيده ، فأخذه، فقال الواثق : لِمَ أخذته ؟
قال: لأني نويت أن أوصي أن يجعل معي في كفني لأخاصم هذا به عند الله ، ثم بكى ، فبكى الواثق ، وبكينا ، ثم سأله الواثق أن يحاله ، وأمر له بصلة ، فقال : لا حاجة لي بها . ثم قال المهتدي : فرجعت عن هذه المقالة ، وأظن الواثق رجع عنها في يومئذ .