التعريف بمفهوم النهضة
1- التعريف اللغوي
قال صاحب المحيط : نهض نهضا ونهوضا بمعنى قام ، ونهض النبت : استوى ، وانهضه : أقامه .
وقال صاحب اللسان : النهوض البراح من الموضع والقيام عنه ، والنهضة : الطاقة والقوة .
2- التحليل اللغوي
نلاحظ أن كلمة نهض تعني قام ، والقيام لا يكون الا من حالة قعود ، ونلاحظ في تعريف اللسان أن النهوض يعني مبارحة المكان وتركه والإنتقال الى غيره ، ونلاحظ أيضا عند صاحب اللسان أن كلمة النهضة تعني الطاقة والقوة .
3- التعريف الإصطلاحي
أُصطلح على تعريف النهضة بأنها الإرتقاء بالسلوك الإنساني عن مستوى السلوك الحيواني .
والإنسان لا ينهض إلا إذا حمل فكرا ليكون طاقته ومادته للنهوض ، وحتى يصبح هذا الفكر قوة دافعة للنهوض لا بد له أن يستند الى معتقد ثابت يمده بالطاقة الدافعة للنهوض المنشود .
ومعلوم أن الإنسان إنما يتصرف ويبني سلوكه بناءً على ما يحمل من قيم ومفاهيم وأفكار ، وكلما أرتبطت هذه القيم والمفاهيم والأفكار بالمعتقد كلما ازدادت قوتها الدافعة وأعطت طاقة عقلية تتحول عند التطبيق الى طاقة حيوية ، تدفع الإنسان للسلوك والتصرف ، وتضعه في دائرة الفعل.
ومعلوم أن الإنسان والحيوان دوافع السلوك لديهما واحدة ، فكلاهما مكونٌ من حاجات عضوية وحاجات غرائزية ، والفرق بين الحاجة العضوية والحاجة الغرائزية ، أن الحاجة العضوية إذا لم يشبعها الحي أدت الى الموت ، أما الحاجة الغرائزية فإنه إن لم يشبعها لا يموت ولكن تسبب له القلق والإضطراب ، والحاجات العضوية تثار من داخل جسد الحي ، كالإحساس بالجوع والعطش ، أما الحاجات الغرائزية فتثار بمؤثر خارجي ، فمثلا تثار غريزة النوع عند الحي إذا رأى أنثى أو رأت الأنثى ذكرا ، وتثار غريزة البقاء عنده إذا أحس بخطر يتهدد وجوده أو وجود جنسه . وهذه الغرائز والحاجات العضوية يشترك في وجوب إشباعها الإنسان والحيوان على حد سواء من حيث هي غرائز وحاجات تتطلب الإشباع .
والإنسان كونه كرِّمَ على المخلوقات بعقله أراد له خالقه أن يسمو بسلوكه عن مستوى السلوك الحيواني ودوافعه الشهوانية البحتة ، وأراد له الله عز وجل أن يسمو بفكره ومعتقده عن مجرد الإدراك الغريزي الذي يشارك فيه الحيوان ، حيث أراد له الله صيانة عقله ، بما يسمو به عن كل ما يجعله يسفل وينحط .
فلذلك نجد أعداء الإنسانية ومستعبدي بني البشر عبر العصور عمدوا أول ما عمدوا الى تحطيم العقل الإنساني ، وصرفه عن فطرته السليمة ، بتنشئته على العقائد الفاسدة والهابطة الضالة لينحط الإنسان ويهبط فيسهل ترويضه على الإستعباد والإنقياد على أيدي سدنة معابد الطغيان ، فيتحول الإنسان الى جزءٍ من قطيع الممتلكات بعد أسر إرادته وقهره وإرغامه على العبودية الى غير بارئه وخالقه قال تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) .
فالإنسان لا ينهض إلا بما عنده من عقيدة فكرية ينبثق منها فكره ، وتبني علاقته بكونه الذي يعيش فيه وحياته وبارئه موجد الكون والإنسان والحياة ووارثها .
والأمة الناهضة هي الأمة التي تملك إرادتها فتتحرر من عبودية العبيد ، وتعبد فقط رب العبيد . لأن الاستعباد سحق لشخصية الإنسان ومحوٌ ومسخ لإنسانيته . والأمة التي لا تملك إرادتها ولا تتحرر إرادة أبنائها ، لا يمكن لها أن تنهض ولا أن تحقق نهضة ، لأنها تبقى مرهونة القرار مأسورة الإرادة .
إن الغرب الذي ينبهر به كثير من الناس ، حين يرونه متقدما في مجالات العلوم والصناعة ووسائل الراحة في العيش والتكنولوجيا ، لا يحمل مشروعا نهضويا إنسانيا عالميا ، بل إن مشروع نهضته هو فقط لفئة من أبناء جنسه ، فلذلك وجدناهم صنفوا العالم الى أولٍ وثانٍ وثالث ، ولسنا بحاجة الى وصف أساليبهم في إبقاء الثالث دوما في المؤخرة ، ووجدناهم يوم توسعوا على حسابنا واستعبدونا باستعمارهم ، وبما فرضوه علينا من أنظمة وكيانات سخرت لهم نهب موارد البلاد ، وأخضعت لهم رقاب العباد ، وأغرقونا بالديون ، وثرواتنا تنهب وتسلب من تحت أقدامنا .لا يالون بنا الا ولا ذمة ويسومون شعوبنا سوء العذاب ويمارسون عليهم الوان القهر والاذلال وكان ابناء امتنا ليسوا من فصيلة البشر.انهم لا يعرفون الانسانية ولا معانيها وان تشدقوا واذنابهم بها..ولقد بينت في بحث سابق ان لغات الغرب قاطبة لا يوجد فيها مصطلح لغوي يعادل تماما مفهوم كلمة انسان عندنا فكلمة هيومان تعني بحرفية ترجمتها الكائن الذكري ولا تعادل ابدا كلمة الانسان في لغة القران لغتنا العربية...
إن المشروع النهضوي الإنساني الذي يستحق أن يحمله أبناء البشرية ، هو الذي يهدف الى إنهاض الإنسان والإرتقاء به بصفته إنسان ، بغض النظر عن لونه أو عرقه أو مكانه ، ويسعى لتحريره من كل أشكال العبودية والأسر . وهذا المشروع ليس موجودا في الوجود اليوم إلا لدى المسلمين أبناء العالم الثالث !! وهو المشروع النهضوي الرباني الذي ينزع الوحشية من نفوس البشر ، ويردهم بعقيدته وشريعته الى فطرتهم السليمة ، ليتبادلوا منافع الأرض وخيراتها ، وما أودع الله فيها من نِعَمٍ تعينهم على العيش فيها بسلام آمنين ، مقيمين جنة العدل والقسط على الأرض ليستحقوا جنة الخلد بعد الحياة .
يا أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم
إذا أردتم أن تنهضوا بأمتكم وما حل بها من إنحطاط وهبوط وتردٍّ فلا تتوهموا بالغرب ، ولا بأفكاره ومشاريعه التي لا ولن تصلح لإنهاضكم ، واقبلوا على عقيدتكم لتفهموها فهما فكريا صحيحا ، لتكون أساس ومنطلق تفكيركم ، ومقياس بناء عقولكم ، واقبلوا على فكر أحكام شريعتكم لتكون مقياس سلوككم ، لترتقوا بها وتسموا أفكاركم ، ثم لتحملوا هذا المشروع الرباني النهضوي للإنسانية جمعاء ، لتخليصها من شرور طغاة أمبراطوريات الشر والجشع والإستبداد والإستعباد .
1- التعريف اللغوي
قال صاحب المحيط : نهض نهضا ونهوضا بمعنى قام ، ونهض النبت : استوى ، وانهضه : أقامه .
وقال صاحب اللسان : النهوض البراح من الموضع والقيام عنه ، والنهضة : الطاقة والقوة .
2- التحليل اللغوي
نلاحظ أن كلمة نهض تعني قام ، والقيام لا يكون الا من حالة قعود ، ونلاحظ في تعريف اللسان أن النهوض يعني مبارحة المكان وتركه والإنتقال الى غيره ، ونلاحظ أيضا عند صاحب اللسان أن كلمة النهضة تعني الطاقة والقوة .
3- التعريف الإصطلاحي
أُصطلح على تعريف النهضة بأنها الإرتقاء بالسلوك الإنساني عن مستوى السلوك الحيواني .
والإنسان لا ينهض إلا إذا حمل فكرا ليكون طاقته ومادته للنهوض ، وحتى يصبح هذا الفكر قوة دافعة للنهوض لا بد له أن يستند الى معتقد ثابت يمده بالطاقة الدافعة للنهوض المنشود .
ومعلوم أن الإنسان إنما يتصرف ويبني سلوكه بناءً على ما يحمل من قيم ومفاهيم وأفكار ، وكلما أرتبطت هذه القيم والمفاهيم والأفكار بالمعتقد كلما ازدادت قوتها الدافعة وأعطت طاقة عقلية تتحول عند التطبيق الى طاقة حيوية ، تدفع الإنسان للسلوك والتصرف ، وتضعه في دائرة الفعل.
ومعلوم أن الإنسان والحيوان دوافع السلوك لديهما واحدة ، فكلاهما مكونٌ من حاجات عضوية وحاجات غرائزية ، والفرق بين الحاجة العضوية والحاجة الغرائزية ، أن الحاجة العضوية إذا لم يشبعها الحي أدت الى الموت ، أما الحاجة الغرائزية فإنه إن لم يشبعها لا يموت ولكن تسبب له القلق والإضطراب ، والحاجات العضوية تثار من داخل جسد الحي ، كالإحساس بالجوع والعطش ، أما الحاجات الغرائزية فتثار بمؤثر خارجي ، فمثلا تثار غريزة النوع عند الحي إذا رأى أنثى أو رأت الأنثى ذكرا ، وتثار غريزة البقاء عنده إذا أحس بخطر يتهدد وجوده أو وجود جنسه . وهذه الغرائز والحاجات العضوية يشترك في وجوب إشباعها الإنسان والحيوان على حد سواء من حيث هي غرائز وحاجات تتطلب الإشباع .
والإنسان كونه كرِّمَ على المخلوقات بعقله أراد له خالقه أن يسمو بسلوكه عن مستوى السلوك الحيواني ودوافعه الشهوانية البحتة ، وأراد له الله عز وجل أن يسمو بفكره ومعتقده عن مجرد الإدراك الغريزي الذي يشارك فيه الحيوان ، حيث أراد له الله صيانة عقله ، بما يسمو به عن كل ما يجعله يسفل وينحط .
فلذلك نجد أعداء الإنسانية ومستعبدي بني البشر عبر العصور عمدوا أول ما عمدوا الى تحطيم العقل الإنساني ، وصرفه عن فطرته السليمة ، بتنشئته على العقائد الفاسدة والهابطة الضالة لينحط الإنسان ويهبط فيسهل ترويضه على الإستعباد والإنقياد على أيدي سدنة معابد الطغيان ، فيتحول الإنسان الى جزءٍ من قطيع الممتلكات بعد أسر إرادته وقهره وإرغامه على العبودية الى غير بارئه وخالقه قال تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) .
فالإنسان لا ينهض إلا بما عنده من عقيدة فكرية ينبثق منها فكره ، وتبني علاقته بكونه الذي يعيش فيه وحياته وبارئه موجد الكون والإنسان والحياة ووارثها .
والأمة الناهضة هي الأمة التي تملك إرادتها فتتحرر من عبودية العبيد ، وتعبد فقط رب العبيد . لأن الاستعباد سحق لشخصية الإنسان ومحوٌ ومسخ لإنسانيته . والأمة التي لا تملك إرادتها ولا تتحرر إرادة أبنائها ، لا يمكن لها أن تنهض ولا أن تحقق نهضة ، لأنها تبقى مرهونة القرار مأسورة الإرادة .
إن الغرب الذي ينبهر به كثير من الناس ، حين يرونه متقدما في مجالات العلوم والصناعة ووسائل الراحة في العيش والتكنولوجيا ، لا يحمل مشروعا نهضويا إنسانيا عالميا ، بل إن مشروع نهضته هو فقط لفئة من أبناء جنسه ، فلذلك وجدناهم صنفوا العالم الى أولٍ وثانٍ وثالث ، ولسنا بحاجة الى وصف أساليبهم في إبقاء الثالث دوما في المؤخرة ، ووجدناهم يوم توسعوا على حسابنا واستعبدونا باستعمارهم ، وبما فرضوه علينا من أنظمة وكيانات سخرت لهم نهب موارد البلاد ، وأخضعت لهم رقاب العباد ، وأغرقونا بالديون ، وثرواتنا تنهب وتسلب من تحت أقدامنا .لا يالون بنا الا ولا ذمة ويسومون شعوبنا سوء العذاب ويمارسون عليهم الوان القهر والاذلال وكان ابناء امتنا ليسوا من فصيلة البشر.انهم لا يعرفون الانسانية ولا معانيها وان تشدقوا واذنابهم بها..ولقد بينت في بحث سابق ان لغات الغرب قاطبة لا يوجد فيها مصطلح لغوي يعادل تماما مفهوم كلمة انسان عندنا فكلمة هيومان تعني بحرفية ترجمتها الكائن الذكري ولا تعادل ابدا كلمة الانسان في لغة القران لغتنا العربية...
إن المشروع النهضوي الإنساني الذي يستحق أن يحمله أبناء البشرية ، هو الذي يهدف الى إنهاض الإنسان والإرتقاء به بصفته إنسان ، بغض النظر عن لونه أو عرقه أو مكانه ، ويسعى لتحريره من كل أشكال العبودية والأسر . وهذا المشروع ليس موجودا في الوجود اليوم إلا لدى المسلمين أبناء العالم الثالث !! وهو المشروع النهضوي الرباني الذي ينزع الوحشية من نفوس البشر ، ويردهم بعقيدته وشريعته الى فطرتهم السليمة ، ليتبادلوا منافع الأرض وخيراتها ، وما أودع الله فيها من نِعَمٍ تعينهم على العيش فيها بسلام آمنين ، مقيمين جنة العدل والقسط على الأرض ليستحقوا جنة الخلد بعد الحياة .
يا أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم
إذا أردتم أن تنهضوا بأمتكم وما حل بها من إنحطاط وهبوط وتردٍّ فلا تتوهموا بالغرب ، ولا بأفكاره ومشاريعه التي لا ولن تصلح لإنهاضكم ، واقبلوا على عقيدتكم لتفهموها فهما فكريا صحيحا ، لتكون أساس ومنطلق تفكيركم ، ومقياس بناء عقولكم ، واقبلوا على فكر أحكام شريعتكم لتكون مقياس سلوككم ، لترتقوا بها وتسموا أفكاركم ، ثم لتحملوا هذا المشروع الرباني النهضوي للإنسانية جمعاء ، لتخليصها من شرور طغاة أمبراطوريات الشر والجشع والإستبداد والإستعباد .