قد يبدو الامر للوهلة الاولى بسيطا للغاية وهو تداول الطرائف بين الناس ونشرها هنا وهناك منسوبة الى الحشاشين
وما هذه الطرائف الا نوع من الدعاية للحشيش والمخدرات
فلكل سلعه من السلع نوع من الدعاية ولما كانت المخدرات باختلاف بانواعها منبوذة في المجتمعات وخاصة مجتمعاتنا الاسلامية
فكان لابد لمن يهتم برويج سلعه المخدرات من ايجاد فكرة دعائية بحيث تكون مقبولة ومتداولة ودون ان تلفت الانتباه حتى لا يتم
تفاديها والابتعاد عنها ومنعها
ومعلوم ان من يروج لسلعه المخدرات على نطاق واسع يهدف الى امرين اثنين
السيطرة على الشعوب من خلال الادمان
و العائد المادي الهائل الذي تدره هذه التجارة
وبالتالي يجب محاربة ظاهرة تداول الطرائف التي تنسب الى حشاش وحشاشين بكل قوة وحزم
ولنضرب المثال التالي
ليكون هناك تعمق بالفكرة
حروب الأفيون هي حربين، سميتا بحرب الأفيون، قامتا بين الصين الامبراطورية المحكومة انذاك من قبل سلالة تشينغ وبريطانيا. وفي الثانية، انضمت فرنسا إلى جانب بريطانيا. وكان السبب هو محاولة الصين الحد من زراعة الأفيون واستيراده، مما حدا ببريطانيا ان تقف في وجهها بسبب الأرباح الكبيرة التي كانت تجنيها بريطانيا من تجارة الأفيون في الصين.قامت حرب الأفيون في عام 1888 م، وكان من نتائجها أن أصبحت هونغ كونغ مستعمرة بريطانية.
قامت بريطانيا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي بفتح أبواب الصين امام تجارتها العالمية فطلب الملك جورج الثالث من الامبراطور الصيني شيان لونج توسيع العلاقات التجارية بين البلدين.. إلا أن الامبراطور أجابه: ان امبراطورية الصين السماوية لديها ماتحتاجه من السلع.. وليست في حاجة لاستيراد سلع أخرى من البرابرة. فلم تستطع بريطانيا في ظل هذه الظروف تصدير الا القليل جدا من سلعها إلى الصين، وفي المقابل كان علي التجار البريطانيين دفع قيمة مشترياتهم من الصين من الشاي والحرير والبورسلين نقدا بالفضة.. مما تسبب في استنزاف مواردهم منها.. لذلك لجأت بريطانيا إلى دفع إحدى شركاتها..وهي شركة الهند الشرقية البريطانية (East India Company) التي كانت تحتكر التجارة مع الصين الي زرع الافيون في المناطق الوسطي والشمالية من الهند وتصديره الي الصين كوسيلة لدفع قيمة واردتها للصين.
تم تصدير أول شحنة كبيرة من الافيون الي الصين في عام 1781..وقد لاقت تجارة الافيون رواجا كبيرا في الصين وازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين.. وبدأت بشائر نجاح الخطة البريطانية في الظهور.. إذ بدأ الشعب الصيني في ادمان الافيون.. وبدأ نزوح الفضة من الصين لدفع قيمة ذلك الافيون. وبدأت مشاكل الإدمان تظهر على الشعب الصيني مما دفع بالإمبراطور يونغ تشينج (Yong Tcheng) في عام 1829 م بأصدار أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات، غير أن شركة الهند الشرقية البريطانية لم تلتفت لهذا المنع واستمرت في تهريب الأفيون إلى الصين.
الصين تحرق آلاف الأطنان من الافيون
تصاعدت حركة التهريب للأفيون إلى الصين بصورة تدريجية حيث لم يُهرَّب إليها في عام 1829 م سوى 200 صندوق تحوي 608 كيلوجراما من الأفيون قدرت تكلفتها بخمسة عشر مليون دولارا. ثم في عام 1892 م وصلت المهربات إلى 4000 صندوق حوت 272 طناً... انزعجت الصين لهذه الظاهرة.. وللخطر الذي يمثله تعاطي الافيون الواسع علي صحة المواطنين.. والذي يسبب تدمير المجتمع الصيني إذ كان الصيني يبيع كل ما يملك للحصول على الافيون.
لذلك اصدر الامبراطور الصيني قرارا آخر بحظر استيراد الافيون إلى الامبراطورية الصينية..بل وذهبت الامبراطورية إلى ابعد من ذلك عندما ذهب ممثل الامبراطورالي مركز تجارة الافيون واجبر التجار البريطانيين والأمريكيين علي تسليم مخدراتهم من الافيون الذي بلغ الف طن وقام باحراقه في احتفالية كبيرة شهدها المناوئون لهذا المخدر.
حرب الافيون الأولى 1840 - 1842 م
عندها قررت بريطانيا التي كانت في اوج قوتها العسكرية في ذلك الوقت اعلان الحرب على الصين لفتح الأبواب من جديد امام تجارة الافيون للعودة من جديد. وبحث البريطانيون عن ذريعة لهذه الحرب فاستخدموا مبدأ "تطبيق مبدأ حرية التجارة" وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا قد خرجت منتصرة علي منافسيها من الدول البحرية في حروب نابليون وقامت الثورة الصناعية فيها، وأصبحت الدولة الرأسمالية الاقوي في العالم فلجأت الي فتح اسواق لتصريف منتجاتها الصناعية والبحث عن مصادر رخيصة للمواد الأولية التي تحتاجها لصناعاتها. وكان النظام العالمي في ذلك الوقت يقوم علي مبدئين هما حرية التجارة ودبلوماسية السفن المسلحة. وارسلت بريطانيا في عام1840م سفنها وجنودها الي الصين لاجبارها علي فتح أبوابها للتجارة بالقوة.
استمرت حرب الافيون الأولى عامين من عام1840 الي عام1842 واستطاعت بريطانيا بعد مقاومة عنيفة من الصينيين احتلال مدينة "دينغ هاي" في مقاطعة شين جيانج واقترب الاسطول البريطاني من البوابة البحرية لبكين. ودفع ذلك الامبراطور الصيني للتفاوض مع بريطانيا وتوقيع اتفاقية "نان جنج" في أغسطس 1842.
اتفاقية مذلة
واهم ماتنص عليه هذه الاتفاقية هو تنازل الصين عن جزر هونغ كونغ لبريطانيا والتي أصبحت فيما بعد قاعدة عسكرية وسياسية لها وتم فتح خمسة موانئ للتجارة البريطانية ودفع تعويضات لبريطانيين عن نفقات الحرب.. وتحديد تعريفة جمركية علي الواردات البريطانية باتفاق الجانبين، مما افقد الصين سيادتها في فرض الضرائب. كما نصت الاتفاقية علي تطبيق نص الدولة الأولى بالرعاية في التجارة.
وفي العام التالي، اجبرت بريطانيا الصين علي توقيع ملحق لهذه الاتفاقية ينص بتحديد نسبة5% علي الصادرات البريطانية إلي الصين. وتعتبر اتفاقية فان جينج بداية سلسلة من الاتفاقات غير المتكافئة والمهينة التي وقعتها الصين مع الدول الغربية في ذلك الوقت.
الدور الأمريكي
اسهمت أمريكا في هذه الحرب بقوة رمزية لارتباط مصالحها بها فشركاتها كانت تسهم في تجارة الافيون مع الشركات البريطانية كما يهمها أيضا فتح أبواب الصين امام تجارتها. لذلك فبعد انتهاء الحرب طالبت الولايات المتحدة بالحصول علي نفس الامتيارات التي حصلت عليها بريطانيا، وهددت باستخدام القوة، ووافقت الصين علي ذلك، وتم توقيع معاهدة "وانج شيا" في عام1844 والتي تحصل أمريكا بمقتضاها علي شرط الدولة الأكثر رعاية والذي يتيح لها الحصول علي نفس المعاملة التجارية للصادرات التجارية البريطانية وشجع ذلك فرنسا علي طلب امتيازات مماثلة بالإضافة الي حق التبشير الكاثوليكي، وتبعتها بلجيكا والسويد والدنمارك، ووافق الامبراطور علي أساس تطبيق مبدأ المعاملة المتساوية للجميع.
وما هذه الطرائف الا نوع من الدعاية للحشيش والمخدرات
فلكل سلعه من السلع نوع من الدعاية ولما كانت المخدرات باختلاف بانواعها منبوذة في المجتمعات وخاصة مجتمعاتنا الاسلامية
فكان لابد لمن يهتم برويج سلعه المخدرات من ايجاد فكرة دعائية بحيث تكون مقبولة ومتداولة ودون ان تلفت الانتباه حتى لا يتم
تفاديها والابتعاد عنها ومنعها
ومعلوم ان من يروج لسلعه المخدرات على نطاق واسع يهدف الى امرين اثنين
السيطرة على الشعوب من خلال الادمان
و العائد المادي الهائل الذي تدره هذه التجارة
وبالتالي يجب محاربة ظاهرة تداول الطرائف التي تنسب الى حشاش وحشاشين بكل قوة وحزم
ولنضرب المثال التالي
ليكون هناك تعمق بالفكرة
حروب الأفيون هي حربين، سميتا بحرب الأفيون، قامتا بين الصين الامبراطورية المحكومة انذاك من قبل سلالة تشينغ وبريطانيا. وفي الثانية، انضمت فرنسا إلى جانب بريطانيا. وكان السبب هو محاولة الصين الحد من زراعة الأفيون واستيراده، مما حدا ببريطانيا ان تقف في وجهها بسبب الأرباح الكبيرة التي كانت تجنيها بريطانيا من تجارة الأفيون في الصين.قامت حرب الأفيون في عام 1888 م، وكان من نتائجها أن أصبحت هونغ كونغ مستعمرة بريطانية.
قامت بريطانيا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي بفتح أبواب الصين امام تجارتها العالمية فطلب الملك جورج الثالث من الامبراطور الصيني شيان لونج توسيع العلاقات التجارية بين البلدين.. إلا أن الامبراطور أجابه: ان امبراطورية الصين السماوية لديها ماتحتاجه من السلع.. وليست في حاجة لاستيراد سلع أخرى من البرابرة. فلم تستطع بريطانيا في ظل هذه الظروف تصدير الا القليل جدا من سلعها إلى الصين، وفي المقابل كان علي التجار البريطانيين دفع قيمة مشترياتهم من الصين من الشاي والحرير والبورسلين نقدا بالفضة.. مما تسبب في استنزاف مواردهم منها.. لذلك لجأت بريطانيا إلى دفع إحدى شركاتها..وهي شركة الهند الشرقية البريطانية (East India Company) التي كانت تحتكر التجارة مع الصين الي زرع الافيون في المناطق الوسطي والشمالية من الهند وتصديره الي الصين كوسيلة لدفع قيمة واردتها للصين.
تم تصدير أول شحنة كبيرة من الافيون الي الصين في عام 1781..وقد لاقت تجارة الافيون رواجا كبيرا في الصين وازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين.. وبدأت بشائر نجاح الخطة البريطانية في الظهور.. إذ بدأ الشعب الصيني في ادمان الافيون.. وبدأ نزوح الفضة من الصين لدفع قيمة ذلك الافيون. وبدأت مشاكل الإدمان تظهر على الشعب الصيني مما دفع بالإمبراطور يونغ تشينج (Yong Tcheng) في عام 1829 م بأصدار أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات، غير أن شركة الهند الشرقية البريطانية لم تلتفت لهذا المنع واستمرت في تهريب الأفيون إلى الصين.
الصين تحرق آلاف الأطنان من الافيون
تصاعدت حركة التهريب للأفيون إلى الصين بصورة تدريجية حيث لم يُهرَّب إليها في عام 1829 م سوى 200 صندوق تحوي 608 كيلوجراما من الأفيون قدرت تكلفتها بخمسة عشر مليون دولارا. ثم في عام 1892 م وصلت المهربات إلى 4000 صندوق حوت 272 طناً... انزعجت الصين لهذه الظاهرة.. وللخطر الذي يمثله تعاطي الافيون الواسع علي صحة المواطنين.. والذي يسبب تدمير المجتمع الصيني إذ كان الصيني يبيع كل ما يملك للحصول على الافيون.
لذلك اصدر الامبراطور الصيني قرارا آخر بحظر استيراد الافيون إلى الامبراطورية الصينية..بل وذهبت الامبراطورية إلى ابعد من ذلك عندما ذهب ممثل الامبراطورالي مركز تجارة الافيون واجبر التجار البريطانيين والأمريكيين علي تسليم مخدراتهم من الافيون الذي بلغ الف طن وقام باحراقه في احتفالية كبيرة شهدها المناوئون لهذا المخدر.
حرب الافيون الأولى 1840 - 1842 م
عندها قررت بريطانيا التي كانت في اوج قوتها العسكرية في ذلك الوقت اعلان الحرب على الصين لفتح الأبواب من جديد امام تجارة الافيون للعودة من جديد. وبحث البريطانيون عن ذريعة لهذه الحرب فاستخدموا مبدأ "تطبيق مبدأ حرية التجارة" وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا قد خرجت منتصرة علي منافسيها من الدول البحرية في حروب نابليون وقامت الثورة الصناعية فيها، وأصبحت الدولة الرأسمالية الاقوي في العالم فلجأت الي فتح اسواق لتصريف منتجاتها الصناعية والبحث عن مصادر رخيصة للمواد الأولية التي تحتاجها لصناعاتها. وكان النظام العالمي في ذلك الوقت يقوم علي مبدئين هما حرية التجارة ودبلوماسية السفن المسلحة. وارسلت بريطانيا في عام1840م سفنها وجنودها الي الصين لاجبارها علي فتح أبوابها للتجارة بالقوة.
استمرت حرب الافيون الأولى عامين من عام1840 الي عام1842 واستطاعت بريطانيا بعد مقاومة عنيفة من الصينيين احتلال مدينة "دينغ هاي" في مقاطعة شين جيانج واقترب الاسطول البريطاني من البوابة البحرية لبكين. ودفع ذلك الامبراطور الصيني للتفاوض مع بريطانيا وتوقيع اتفاقية "نان جنج" في أغسطس 1842.
اتفاقية مذلة
واهم ماتنص عليه هذه الاتفاقية هو تنازل الصين عن جزر هونغ كونغ لبريطانيا والتي أصبحت فيما بعد قاعدة عسكرية وسياسية لها وتم فتح خمسة موانئ للتجارة البريطانية ودفع تعويضات لبريطانيين عن نفقات الحرب.. وتحديد تعريفة جمركية علي الواردات البريطانية باتفاق الجانبين، مما افقد الصين سيادتها في فرض الضرائب. كما نصت الاتفاقية علي تطبيق نص الدولة الأولى بالرعاية في التجارة.
وفي العام التالي، اجبرت بريطانيا الصين علي توقيع ملحق لهذه الاتفاقية ينص بتحديد نسبة5% علي الصادرات البريطانية إلي الصين. وتعتبر اتفاقية فان جينج بداية سلسلة من الاتفاقات غير المتكافئة والمهينة التي وقعتها الصين مع الدول الغربية في ذلك الوقت.
الدور الأمريكي
اسهمت أمريكا في هذه الحرب بقوة رمزية لارتباط مصالحها بها فشركاتها كانت تسهم في تجارة الافيون مع الشركات البريطانية كما يهمها أيضا فتح أبواب الصين امام تجارتها. لذلك فبعد انتهاء الحرب طالبت الولايات المتحدة بالحصول علي نفس الامتيارات التي حصلت عليها بريطانيا، وهددت باستخدام القوة، ووافقت الصين علي ذلك، وتم توقيع معاهدة "وانج شيا" في عام1844 والتي تحصل أمريكا بمقتضاها علي شرط الدولة الأكثر رعاية والذي يتيح لها الحصول علي نفس المعاملة التجارية للصادرات التجارية البريطانية وشجع ذلك فرنسا علي طلب امتيازات مماثلة بالإضافة الي حق التبشير الكاثوليكي، وتبعتها بلجيكا والسويد والدنمارك، ووافق الامبراطور علي أساس تطبيق مبدأ المعاملة المتساوية للجميع.