بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم التجديد في شرعنا
وردت كلمة التجديد في الحديث النبوي الشريف إن الله تعالى ليبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها (رواه أبو داود بسند صحيح)].
ان اي فكرة نهضوية لابد لها من ان تمر عبر اجيال ثلاثة : جيل الدعاة و البناة وجيل الوارثين المعاصرين لمعاناة البناة من ابنائهم وجيل ورثة الوارثين الذين عادة ما يبدأ الانحدار في عهدهم ثم يكون جيل المضيعين الذين يضيعون ما ورثوه من وارثي الوارثين
وبحسبة بسيطة اذا اعتبرنا ان الجيل فترته الزمنية من عشرين الى ثلاثين سنة فان الناس يكونون محتاجون للمجددين والتجديد على راس كل قرن لان راس القرن يكون دوما جيل المضيعين.وذلك حسب فهم ابن خلدون رحمه الله في مقدمته عندما تحدث عن مسيرة بناءالممالك وهبوطها عبر التاريخ الذي تكاد سننه لا تتخلف..
هنا نجد ان الامام الغزالي رحمه الله عرف التجديد في كتابه احياء علوم الدين بقوله :
«إحياء ما اندرس من السنة» أو «إحياء الدين» لانه في فترة الوارثين والمضيعين يتم التهاون والتقصير والعجز في امور قد لا يلقون اليها بالا فيقودهم التهاون الى الوهن والضعف والهاوية والهوان خاصة اذا الف الناس والعامة هذا التهاون والتقصير وعجز الهمة عن نيل مطالب العلا والرضا بحياة مهما كان لونها والحرص عليها وتقصير النفوس عن التضحية والبذل والسعي لنيل وبلوغ ذرى المعالي .
ووردت كلمة تجديد في عدة احاديث نبوية شريفة اذكر منها :-
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(جددوا إيمانكم) ، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال: (أكثروا من قول لا اله إلا الله) .رواه الامام احمد.
وذلك ان اي تجديد فكري او سياسي او اجتماعي لا بد له من اساس وقاعدة ينطلق منها . والتجديد في حياة امة الاسلام لا بد وان ينطلق من المعتقد الاساس ولا بد ان ينبثق اي فكر تجديدي نهضوي يبغي نهضة الامة من هذا المنطلق ومن هذه القاعدة العقائدية :لااله الا الله.التي لا يرضى الله تعالى غيرها وبها وعلى اساسها استقام امر الوجود ووجوده.ووسعت كل الوجود فهي قطعا تسعك يا ابن ادم.
وهذا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:
( إنَّ الإيمانَ ليخلق - أي: ليبلى - في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أنْ يُجَدِّدَ الإيمان في قلوبكم ).رواه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
اي ان مفاهيم الايمان والقيم االمنبثقة عنه والافكار التي تبنى على اساسه يعتريها الغبار وتخلق بعضها اذا انصرف الانسان عنها فترة من الدهر بسبب ظروف واحوال المت به او انحرفت بمساره فشوشت افكاره وصلتها بالعقيدة قاعدة التفكير ومنطلقه.
و لهذا قال معاذ رضي الله عنه لبعض أصحابه: (اجلس بنا نؤمن ساعة)
أيْ: نذكره ذكراً يملأ قلوبناوعقولنا طمانينة ويثبت قناعاتها.
فهل كان الصحابة رضوان الله عليهم في حاجة لذلك و نحن في غنًى عنه ؟!
و هل كان ينقصهم من علمِ الإيمان و عملهِ المبني عليه مثل ذلك الذي ينقصنا.... ؟!
وقال بعضهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) :-
معنى "يجدد" أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم نعمته ورضيه لهم دينًا بعث إليهم علماء أو عالمًا بصيرًا بالإِسلام، وداعيةً رشيدًا يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة، ويجنبهم البدع ويحذرهم محدثات الأمور ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فسمى ذلك: تجديدًا بالنسبة للأمة، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة، أما الإِسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له، قال تعالى إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
ان المتدبر للسلوك البشري يجد ان ما يستجد في حياة الناس هي وسائل عيشهم وامور حياتهم وهذه عندنا محلولة بالاجتهاد الذي هو البحث ببذل الوسع لفهم الواقعة المستجدة واستنباط حكمها من وحي الله تعالى كتابا او سنة صحيحة وبهذا يكون باب الاجتهاد الذي لايجوز ان يغلق بل ويحرم اغلاقه هو الباب الواسع للتجديد في الامة حيث به تواكب الاحكام الثابتة مسيرة الحياة المتحركة المتجددة. اما دوافع السلوك في البشر فهي ثابتة من لدن الانسان الاول الى اخر انسان تقوم عليه الساعة والتشريع الرباني اخذ في معالجته لسلوك البشر وبنى احكامه على اساس معالجة الدوافع.فلذلك لا حاجة اصلا للقول بتجديد الاحكام لانها نصوص ثابتة لاسباب ثابتة اصيلة في النفس.
اما التجديد في العقيدة فهو تغيير الدين ومسخه وطمسه وهو ما يبغون من اطلاقهم اليوم لهذا المصطلح لان الامة لا يجوز لها ان تغير في ثوابتها الايمانية ولا يجوز لها ان تضاهي غيرها فيها او تتاثر بمناهج الاخرين مما سيولد الردة والالحاد والزندقة كما حصل لاتباع بعض الفرق الضالة التي تاثرت بمفاهيم الفلسفات والمعتقدات الفاسدة عند الامم الاخرى..مما تقدم نجد أن التجديد يعني إعادة ترميم الشيء البالي (نقيض البالي)، وليس خلق شيء لم يكن موجوداً (نقيض الخلق) وبهذا المعنى فإن التجديد في مجال الفكر أو في مجال الأشياء على السواء هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلي أو قدم أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره، وان تعيده إلى حالته الأولى يوم كان أول مرة، فتجدد الشيء أن تعيده (جديداً) وكذلك الفكر والمفاهيم اعادة بنائها على سيرتها الاولى..قال ابن منظور في لسان العرب: " الجدّة هي نقيص البلى، ويقال شيء جديد، وتجدد الشيء صار جديداً وهو نقيض الخلق، وجدّ الثوب يجِدُّ (بالكسر) صار جديداً، والجديد ما لا عهد لك به.
اللهم احفظ علينا ديننا من كيد الكائدين الحاسدين المضلين وتحريف المبطلين وصن امتنا في عقيدتها وفكرها ودينها ورد عنا كيد العادين واذنابهم واعوانهم وابرم لنا امر رشد يعز به اولياؤك واهل طاعتك ويذل به اعداؤك واهل معصيتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفهوم التجديد في شرعنا
وردت كلمة التجديد في الحديث النبوي الشريف إن الله تعالى ليبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها (رواه أبو داود بسند صحيح)].
ان اي فكرة نهضوية لابد لها من ان تمر عبر اجيال ثلاثة : جيل الدعاة و البناة وجيل الوارثين المعاصرين لمعاناة البناة من ابنائهم وجيل ورثة الوارثين الذين عادة ما يبدأ الانحدار في عهدهم ثم يكون جيل المضيعين الذين يضيعون ما ورثوه من وارثي الوارثين
وبحسبة بسيطة اذا اعتبرنا ان الجيل فترته الزمنية من عشرين الى ثلاثين سنة فان الناس يكونون محتاجون للمجددين والتجديد على راس كل قرن لان راس القرن يكون دوما جيل المضيعين.وذلك حسب فهم ابن خلدون رحمه الله في مقدمته عندما تحدث عن مسيرة بناءالممالك وهبوطها عبر التاريخ الذي تكاد سننه لا تتخلف..
هنا نجد ان الامام الغزالي رحمه الله عرف التجديد في كتابه احياء علوم الدين بقوله :
«إحياء ما اندرس من السنة» أو «إحياء الدين» لانه في فترة الوارثين والمضيعين يتم التهاون والتقصير والعجز في امور قد لا يلقون اليها بالا فيقودهم التهاون الى الوهن والضعف والهاوية والهوان خاصة اذا الف الناس والعامة هذا التهاون والتقصير وعجز الهمة عن نيل مطالب العلا والرضا بحياة مهما كان لونها والحرص عليها وتقصير النفوس عن التضحية والبذل والسعي لنيل وبلوغ ذرى المعالي .
ووردت كلمة تجديد في عدة احاديث نبوية شريفة اذكر منها :-
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(جددوا إيمانكم) ، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال: (أكثروا من قول لا اله إلا الله) .رواه الامام احمد.
وذلك ان اي تجديد فكري او سياسي او اجتماعي لا بد له من اساس وقاعدة ينطلق منها . والتجديد في حياة امة الاسلام لا بد وان ينطلق من المعتقد الاساس ولا بد ان ينبثق اي فكر تجديدي نهضوي يبغي نهضة الامة من هذا المنطلق ومن هذه القاعدة العقائدية :لااله الا الله.التي لا يرضى الله تعالى غيرها وبها وعلى اساسها استقام امر الوجود ووجوده.ووسعت كل الوجود فهي قطعا تسعك يا ابن ادم.
وهذا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:
( إنَّ الإيمانَ ليخلق - أي: ليبلى - في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أنْ يُجَدِّدَ الإيمان في قلوبكم ).رواه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
اي ان مفاهيم الايمان والقيم االمنبثقة عنه والافكار التي تبنى على اساسه يعتريها الغبار وتخلق بعضها اذا انصرف الانسان عنها فترة من الدهر بسبب ظروف واحوال المت به او انحرفت بمساره فشوشت افكاره وصلتها بالعقيدة قاعدة التفكير ومنطلقه.
و لهذا قال معاذ رضي الله عنه لبعض أصحابه: (اجلس بنا نؤمن ساعة)
أيْ: نذكره ذكراً يملأ قلوبناوعقولنا طمانينة ويثبت قناعاتها.
فهل كان الصحابة رضوان الله عليهم في حاجة لذلك و نحن في غنًى عنه ؟!
و هل كان ينقصهم من علمِ الإيمان و عملهِ المبني عليه مثل ذلك الذي ينقصنا.... ؟!
وقال بعضهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) :-
معنى "يجدد" أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم نعمته ورضيه لهم دينًا بعث إليهم علماء أو عالمًا بصيرًا بالإِسلام، وداعيةً رشيدًا يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة، ويجنبهم البدع ويحذرهم محدثات الأمور ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فسمى ذلك: تجديدًا بالنسبة للأمة، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة، أما الإِسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له، قال تعالى إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
ان المتدبر للسلوك البشري يجد ان ما يستجد في حياة الناس هي وسائل عيشهم وامور حياتهم وهذه عندنا محلولة بالاجتهاد الذي هو البحث ببذل الوسع لفهم الواقعة المستجدة واستنباط حكمها من وحي الله تعالى كتابا او سنة صحيحة وبهذا يكون باب الاجتهاد الذي لايجوز ان يغلق بل ويحرم اغلاقه هو الباب الواسع للتجديد في الامة حيث به تواكب الاحكام الثابتة مسيرة الحياة المتحركة المتجددة. اما دوافع السلوك في البشر فهي ثابتة من لدن الانسان الاول الى اخر انسان تقوم عليه الساعة والتشريع الرباني اخذ في معالجته لسلوك البشر وبنى احكامه على اساس معالجة الدوافع.فلذلك لا حاجة اصلا للقول بتجديد الاحكام لانها نصوص ثابتة لاسباب ثابتة اصيلة في النفس.
اما التجديد في العقيدة فهو تغيير الدين ومسخه وطمسه وهو ما يبغون من اطلاقهم اليوم لهذا المصطلح لان الامة لا يجوز لها ان تغير في ثوابتها الايمانية ولا يجوز لها ان تضاهي غيرها فيها او تتاثر بمناهج الاخرين مما سيولد الردة والالحاد والزندقة كما حصل لاتباع بعض الفرق الضالة التي تاثرت بمفاهيم الفلسفات والمعتقدات الفاسدة عند الامم الاخرى..مما تقدم نجد أن التجديد يعني إعادة ترميم الشيء البالي (نقيض البالي)، وليس خلق شيء لم يكن موجوداً (نقيض الخلق) وبهذا المعنى فإن التجديد في مجال الفكر أو في مجال الأشياء على السواء هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلي أو قدم أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره، وان تعيده إلى حالته الأولى يوم كان أول مرة، فتجدد الشيء أن تعيده (جديداً) وكذلك الفكر والمفاهيم اعادة بنائها على سيرتها الاولى..قال ابن منظور في لسان العرب: " الجدّة هي نقيص البلى، ويقال شيء جديد، وتجدد الشيء صار جديداً وهو نقيض الخلق، وجدّ الثوب يجِدُّ (بالكسر) صار جديداً، والجديد ما لا عهد لك به.
اللهم احفظ علينا ديننا من كيد الكائدين الحاسدين المضلين وتحريف المبطلين وصن امتنا في عقيدتها وفكرها ودينها ورد عنا كيد العادين واذنابهم واعوانهم وابرم لنا امر رشد يعز به اولياؤك واهل طاعتك ويذل به اعداؤك واهل معصيتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.