قول خاطي = ازرع الامل تحصد السعادة
فلا علاقة للامل بالسعادة
السعادة في اللغة هي خلاف الشقاء
كقوله تعالى
( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ )
فالسعادة اذن حالة مكتسبة وليست امر مخلوق في الانسان
وهي تاتي نتيجة لمفاهيم معينة
وليس منها الامل فالامل لايبني السعادة لانه كما اسلفنا
فان الامل هو وضع هدف يراد الوصول اليه باتخاذ الاسباب
المؤدية اليه
السعادة في اللغة خلاف الشقاء
اما مفهوم السعادة فهي حالة اطمئنان دائمية
فالسعادة غير الفرح وغير السرور
وانما هي قناعة قلبية بالاطمئنان وتكون في كل الاحوال
فالسعادة تكون بالفرح والسرور كما تكون في الحزن والالم
والطمئنينة الدائمة حالة عكس حالة القلق الدائم
بالتالي يجب فهم الانسان من حيث التكوين
لندرك مالذي يجعله في حالة طمنينة دائمة او قلق دائم
الانسان مادة وروح
حاجات عضوية وغرائز
من هذه الغرائز غريزة التدين والتي اودعها الله في الانسان ليهتدي الى خالقه
ف الانسان في حالته الشعورية يتسائل عن سر وجوده من اين والى اين ولماذا وكيف
كل هذه الاسئلة تلازم الانسان وتقلقه فهي عقدة كبرى للانسان
لاتهدا مطلقا حتى يتم الاجابة عليها
قد تكون الاجابة عليها مبنية على العقل وموافقة لهذه الغريزة اي غريزة التدين
وقد لاتكون
فان لم تكن تلك الاجابة او الاجابات مبنية على العقل وتوافق الغريزة غريزة التدين
فان الانسان تهدا تسائلاته فترة ثم تعود للالحاح من جديد حتى يتم الاجابة الصحيحة
ليقتنع العقل والشعور
ويطلق الناس على عدم الاجابة وبقاء الالحاح الداخلي للاسئلة المتعلقة بالعقدة الكبرى للانسان والتي هي تسائلاته الداخلية من انا ومن اين اتيت ولماذا انا في هذه الحياة واي شي بعد الموت هذه الاسئلة يطلق على عدم اجابتها الفراغ الروحي
فالروح حسب تصورهم غير هادئة
وبالتالي فان النفس غير مطمئنة
وعدم اطمئنانها يعني عدم سعادتها وانها تعيش في حالة شقاء
فالسعادة اذن هي الحالة التي تصبح فيها النفس في حالة اطمئنان بحل العقدة الكبرى للانسان المتعلقة بتسائلاته عن سر وجوده
ولهذا فسواء كان مفهوم الامل الذي عند الناس صحيحا وهو غير كذلك اي ان مفهوم الامل مفهوم خاطيء عند الناس
او اتضح لهم معنى الامل من انه وضع هدف واتخاذ الاسباب المؤدية الى الوصول الى الهدف
فلا وجهه للعلاقة بين الامل والسعادة