Hamza Belhadj Salah
"في الوجودية -الإيمان -الماهية و الوجود و الإنسان" /
سؤال / "ما الفرق بين وجودية كيركغارد و سارتر و كيف أن الوجود يسبق الماهية مقولة وجودية إيمانية و هي أساس الدين مع توثيقها و هل "وجودية عبد الرزاق الجبران" و مقولته "ليس المسألة أننا كاذبون في وجودنا ، المسألة أننا خطأ الوجود و دائما نصرخ أننا الحقيقة" عبد الرزاق الجبران " تنتظم في إطار إيماني و إذا كانت الوجودية المسيحية مثلا تعبر عن موقف إيماني هل "إلحاد" سارتر تعايش مع وجوديته المؤمنة أو هو مستقل عنها أو هو نتاج لها أم إن سارتر تقولوا عليه و لم يكن ملحدا نافيا للمطلق" -----------------------------
"القول مثلا بأن الفارابي صاحب البحث المستفيض و الرأي الفلسفي في الماهية الوجود بأنه ذو نزعة وجودية و أنه برهن على إيمانية الوجودية ودشن خطابا وجوديا داخل الفلسفة الإسلامية غير معلل و قوي في براهينه و تأسيساته كذلك إن الله في حدود علمي لا يستوعب برهانه و لا وجوده مقولتي الماهية و الوجود باعتبارهما ثنائية تقابلية ضدية ككل الثنائيات الضدية البانية للفكر و المنظومة المعرفية الغربية فهما في الفلسفة الوجودية المؤمنة و الملحدة على حد سواء متقابلتان و هو ما سوف أفرده منشورا و شذرة أو مقالا خاصا و إذا كانت الفلسفة الوجودية تنطلق من عمق مأساة الإنسان و أزمته العميقة و انتفضت على الكينونة و العالم على اعتباره موطن و رحم هذه الأزمة و منتجها و أرادت أن تتجاوز العدمية الوجودية التي استوطنت بنية عالم متأزم و انطلقت من الإنسان ليتلاشى عندها مفهوم الذات العالمة المتعقلة و المفكرة و ينزاح إلى مساحة اللاشعور الوجودي ذاتا شعورية فاعلة من خلالها و بها يتم الإدراك الوجودي و من ثمة فلا مكان لماهيات الموجودات في حدود فهمي عند الوجوديين و لا للجواهر و لا وجود للتجريد الذهني و التمثلات و لا تشتغل الوجودية إلا بالموجودات الحقيقية و يكفي في الوجوديتين الملحدة و المؤمنة هذا وحده يكفي لنفي مفهوم الله في الفلسفة الوجودية أو جعله مفهوما مضطربا حتى عند الوجوديين المؤمنين لذلك قالها سارتر بصراحة و وضوح " هكذا نجد فكرة الإنسان في التاريخ أسبق على حقيقته… أي إن الماهية تسبق الوجود مرة أخرى. لكن الوجودية الملحدة، التي أنا أمثلها، تعلن في وضوح وجلاء تأمين، إنه إذا لم يكن الله موجوداً، فإنه يوجد مخلوق واحد على الأقل قد تواجد قبل أن تتحدد معالمه وتبيّن. وهذا المخلوق هو الإنسان أو أنه كما يسميه هيدجر الإنساني، بمعنى أن وجوده كان سابقاً على ماهيته" هذا عن سارتر أما القول بأن كيركجارد قد دشن عهدا إيمانيا سابقا يختلف عن سارتر بجعل الماهية تسبق الوجود و هو عين البرهان على الله فإنني أتحفظ عليه و هو ما أفضل التفصيل فيه في مقال مستقل حول الوجودية الإيمانية أو المؤمنة و المسيحية و غيرها أو كتلك التي يتكلم عنها عبد الرزاق الجبران أو وجودية عبد الرحمن بدوي"
--حمزة بلحاج صالح--